أنماط الشراء والإستهلاك في الأسر الأردنية والعربية


رم -

بقلم: الدكتور محمد عبيدات

بداية لا بد من القول بأن فريقاً من المتطوعين لدى حماية المستهلك كان قد تبادل أحاديث مطولة مع عدداً من ربات البيوت حول أهم نمطين من أنماط الثقافة الإستهلاكية والشرائية السائدة. ذلك أن ما كان يقلقنا بحماية المستهلك الأردنية شيوع ممارسات الإستعراض والمبالغة في نمطي الشراء والإستهلاك السائدين لدى الأسر الأردنية.

لقد كانت نتيجة الإستطلاع الذي أجراه عدداً من المتطوعين والذين أفادوا الى أن الأغلبية العظمى من ربات البيوت الأردنيات يقمن عادة بشراء كميات أكبر من حاجة أسرهن عند قراءة أو مشاهدة أي إعلانات عن تنزيلات على هذا الصنف المروج له من قبل بعض التجار وذلك بهدف جمع المزيد من الأموال نتيجة الإستخدام المكثف للإعلانات التضليلية المخادعة والتي تفتقر لأدنى درجات المصداقية والشفافية بالإضافة الى إشباع عادة الشراء غير المنضبط لدى معظم الأسر.


أما النتيجة المؤكدة لهذه الممارسات التضليلية والمخادعة من قبل بعض التجار مع الإستجابات غير المدروسة من قبل معظم ربات البيوت اللاتي يقمن بالشراء للسلع المروج عنها بهذه الطريقة وبكميات أكبر من حاجات الأسر أصلاً وذلك إستجابة لتلك الإعلانات المضللة حول التنزيلات المشار إليها آنفاً والتي تتزايد مع الأيام تؤدي الى تشويه أنماط الشراء التي يجب أن يكون. ذلك أن ربات البيوت يقمن بشراء ما يلزم وما لا يلزم من حيث شراء ما دفع كلف إضافية لبعض التجار الجشعين والساعين لجمع المزيد من الأموال من ربات البيوت تحديداً وهو ما يؤدي بالنتيجة النهائية الى إضعاف قدراتهن الشرائية بإستمرار.


بإختصار، إن هذا الفعل التضليلي المخادع والصادر من قبل بعض التجار هو الذي يحقق تشويها واضحاً في قيم الشراء الأصلية والمتوازنة التي ورثناها من الأباء والأجداد. أما الأمر الثاني، فيرتبط بالسلوك الإستهلاكي المرتبط بالطبخ لدى معظم ربات البيوت والذي يختلف شكلاً ومضموناً عن نمط الطبخ الذي كان سائداً لدى الأمهات والجدات بالرغم من إختلاف القدرات وعدد السلع المتاحة.

الحقيقة إن معظم ربات البيوت الحاليات تقع عليهن مسئوليات كبيرة بسبب مساعدتهن في إنشاء قيم طبخية إستهلاكية جديدة تخالف تراثنا الإجتماعي والديني الذي يدعو الى الإقتصاد بالنفقة والإستهلاك. كما أن هذا النمط يُحّمل معظم الأسر أعباء مالية أكثر من طاقتها بالإضافة الى المضار الصحية التي قد تصيب بعض أفراد أسرهن بسبب تنويع أنواع الطعام المطبوخة والجاهزة للإستهلاك.


بناء على ما تقدم حماية المستهلك، تدعو ربات البيوت الى التحوط الى ما يلي :
- عدم شراء كميات كبيرة من أي سلعة بسبب التنزيلات على هذه السلعة أو تلك. ذلك أن معظم التنزيلات هي بالأصل وهمية بالإضافة الى أن معظمها يكون على سلع أو مواد منتهية الصلاحية.
- الإكتفاء بطبخ صنف واحد من الطعام لأفراد الأسرة وذلك حفاظاً على صحة أفراد الأسرة بالإضافة الى الترشيد في عمليات الإستهلاك الذي تدعو إليه كافة الأديان والعقائد والقيم المجتمعية.

ختاما، حماية المستهلك تدعو الأسر الأردنية للعودة للنمط الشرائي البسيط والمتوازن والذي كان سائدا زمن الأباء الأجداد الذين كانوا قد تعودوا عليه منذ عشرات السنين ألا وهو الشراء حسب الحاجة بالإضافة الى دعوة الأمهات أو ربات الأسر لطبخ صنفاً واحداً من الطعام لأسباب صحية وإقتصادية ترتبط بأفراد أسهرهن.




عدد المشاهدات : (2856)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :