اليوم, وكل يوم .. الأردن أمانة في كل الأعناق !


رم -

بقلم : شحاده أبو بقر

ساعات تفصلنا عن الشروع في تنظيم وقفة إحتجاجية في عمان هي حق كفله دستور الدولة لمواطنيها , ولكن , هذا حق يجب أن يمارس بأقصى درجات الإنضباط والسلمية والتحضر كعادتنا دوما عندما إنبهر العالم كله من عمق إرتباطنا بالوطن وحرصنا الشديد على سلامة مسيرته ورفض الفوضى والتشنج والخروج على القانون والنظام .

علينا جميعا أن ندرك بما لا يحتمل الشك أن بلدنا مستهدف وأن هناك بالضرورة من لا يريد به وبنا كلنا خيرا وقد يسعى لا قدرالله لجرنا رغما عن إرادتنا نحو الفوضى الهدامة , وهنا لا بد من مقاربة أقصى درجات الحيطة والحذر , وتفويت الفرصة على كل متربص بنا وببلدنا ! .


اليوم وكل يوم نحن أمام إمتحان الحرص على سلامة الوطن ووحدته الوطنية وكل حجر وشجر فيه , والتعامل الحضاري الراقي مع رجال أمننا وأمنه فلا شطط ولا غلو في التعبير الذي يجب أن يكون وكالعادة راقيا وسلميا بكل ما في الكلمة من معنى ! .

لا مجال للتشكيك بأي من المحتجين الذين يعبرون عن همومنا ومشكلاتنا وتطلعاتنا , لكننا نحذر من أي مندس أو مخرب لا يتقي الله فينا وفي بلدنا قد يسعى ظلما إلى حرف المطالب الوطنية عن مسارها الصحيح , أو قد يحاول إحداث فتنة لا سمح الله بين المواطن وأخيه رجل الأمن أو بين المحتجين أنفسهم أو هو قد يرى فيها فرصة للتخريب وإثارة الفوضى لا قدر الله .

من حقنا أن نعبر عن كل ما نريد من أجل حياة أفضل ووطن أقوى , لكن علينا أن نتذكر أن الأردن وبرغم لهيب ما سمي بالربيع العربي في جوارنا وبعيدا عنا ظل بحمد الله آمنا مستقرا ويجب أن يبقى كذلك ما حيينا .

الأردن وأمنه وسلامته أمانة كبرى في أعناقنا جميعا, وهي أمانة يجب أن ننهض ونفي بها جميعا بلا إستثناء , وأن نلفظ من بين صفوفنا كل ناعق بخراب أو ساع لفتنة أو باحث عن مبرر لشق وحدتنا وجرنا صوب ما لا نريد أو نتمنى .

نعم , الأردن أمانة في عنق كل أردني من أي مشرب كان والحذر والحرص مطلوب اليوم وكل يوم , فلنعبر وهذا حقنا ولكن بما لا يؤذي الوطن قيد أنملة , وإلا فنحن نسلم ذقوننا لا سمح الله للخراب في وقت نسعى ونطالب فيه بالإصلاح والإعمار والتقدم والتطور !.

كما نلنا إعجاب العالم بسلمية وحضارية وقفاتنا وإحتجاجاتنا على مدى سنوات إنقضت وحتى الآن , مطلوب منا اليوم وكل يوم , أن نقدم لهذ العالم لوحة إحتجاجية رائعة في تحضرها وسلميتها ورقي أساليبها , وأن نحذر ونتحوط ونحرص , فالإقليم ما زال يعج بالمتربصين والمندسين والظلاميين الباحثين عن بيئة مناسبة للتخريب والتغريب وإثارة الفوضى , والأردن اليوم مستهدف أكثر من أي وقت مضى , وحمايته من أي عبث أمانة في أعناقنا كلنا نسأل عنا يوم الموقف العظيم . حمى الله الأردن من كل شر وأبعد عنه الأذى وصانه وزانه بالأمن والوحدة والسلامة والإستقرار , وهو سبحانه من وراء القصد .




عدد المشاهدات : (2486)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :