حراك الشارع السياسي الى اين ؟


رم -

الدكتور زيد احمد المحيسن

شهد الاردن على مدار العام الماضي ومنتصف العام الحالي سلسلة من الحراكات الاحتجاجيه غلب عليها المطالب السياسيه ومحاربة الفساد والفاسدين والمطالب الحياتيه والخدميه الضرورية لحياة المواطن وشكل الحراك منبرا عاما للخطابات على صهوتها بعض الساسه المنضوين تحت احزاب سياسيه عقائديه وشخصيات مستقله .

وظاهرة الحراكات والاحتجاجات في الاردن ليست سلوكا جديدا وان اختلفت غاياتها واهدافها - فالتاريخ الاردني يحدثنا ان السلوك الاحتجاجي ظاهرة اردنية بامتياز لازمت الانسان الاردني منذ فجر التاريخ ومنذ ان شكل اول مجتمع قبلي محلي مستقر – الاستقرار شبه الدائم حول- الكلاء والمراعي والمياه – وشكل رئيس القبيله السلطه السياسيه التنفيذيه والتشريعيه والقضائيه - واصبح مصدرا للسلطات والجاه وتشابكت العلاقات والمصالح الاجتماعيه فظهرالسلوك الاحتجاجي كرد فعل طبيعي على سوء التصرف لشيخ القبيله في ادارة شؤون العشيرة وتطور هذا السلوك الايجابي في الاحتجاج من خلال النضال ضد ممارسات الاستعمار التركي والعثماني وسياسات التتريك التي مورست ضد ابناء الامة العربيه وبرزت ظاهرة للعيان من خلال الحركات الاحتجاجيه في البلقاء والكرك وعجلون ثم استمر هذا السلوك الاحتجاجي ضد الاستعمار البريطاني وممارساته الضالمه تجاه احرار الاردن وزجهم في غياهب السجون والمعتقلات الصحراويه جريمتهم في ذلك مناهضتهم للوجود الاستعماري في الوطن والدفاع عن حريتهم وحرية قرارهم وابنائهم - في الحرية والاستقلال والحياة الكريمه .

واستمر السلوك الاحتجاجي حتى اليوم واخذ اشكالا - متعددة منها ماهو احتجاج مطلبي ضد سياسات الفقروالتجويع وزيادة الاسعار وتدني الاجور ومنها ماهو سياسي ضد الممارسات السياسيه الخاطئه تجاه القضايا العربية الراهنة او ضد السياسات الصهيونيه تجاه الشعب العربي الفلسطيني في فلسطين وقد واجهت الحكومات المتعاقبة هذا السلوك الحراكي والاحتجاحي عبر قنوات تارة قمعية او تفاوضية او حملات اعلامية او نوايا عن مشاريع تنمويه وغلب عليها ما يسمى- بالامن الناعم غير الخشن -الا في بعض الاماكن كما حدث في دوار الداخليه وساحة النخيل وسلحوب والمفرق كان التعامل خلافا لذلك – ومع هذا بقي الحراك مستمرا في المطالبة بالاصلاح السياسي والاقتصادي ومحاربة الفساد وضرورة محاكمة الفاسدين وتقديمهم الى المحاكمة العادله واعادة الاموال العامه لخزينة الدوله ومع كل هذا الزخم الحراكي شبه الاسبوعي الا انه يسجل للحراك باعتزاز سلمية النهج وعدم العنف الا انه يسجل عليه مثلب انه حراك اخفق في كسر العفويه والانتقال به كحركه اجتماعية منظمة ذات بعد استراتيجي واضحة القيادة والاهداف والبرامج والاساليب والمراحل الزمنيه المأمول استكمالها والخروج من واقع القول الى العمل يلمسها المواطن برامج تنموية وحقوقية تنعكس على واقعه الحياتي والمعيشي كما ياخذ على هذا الحراك ازمته البنيويه وصراعه السياسي الخفي وازمته الاجتماعيه

– لقد شكلت- سلمية الحراك في الاردن - بعدا حضاريا و منجازا ايجابيا للتراكمات النضالية الوطنية للشعب الاردني وعامل ايجابي يبنى عليه سلمية الانتقال من نهج سياسي الى نهج سياسي اخر اكثر تقدما وتحضرا وتكريسا للانتقال الى الديمقراطيه السلميه في التغيير نحو معارج التقدم الذي فيها تجذير مفاهيم دولة القانون وسيادته وحقوق المواطنه وواجباتها ويبقى السؤال المشروع المطروح من قبل المواطن ما الذي يعيق تجذر الحراك الاجتماعي وتنظيمه ليصبح اكثر تاثيرا وانضباطا وانجازا وليس كفعل سوسيوسياسي متعدد الابعاد قليل التاثير و الضبابية في الغاية والجدوى و المحتوى ؟ سؤال بحاجة الى اجابة شافية تقنع الجميع بأهمية الحراك السلمي و مخرجاته على المدى المنظور.وصدق الشاعر حين قال :- لا تبتغوا بالمنى فوزا لانفسكم -لا يصدق الفوز مالم يصدق الطلب .




عدد المشاهدات : (2928)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :