د.حجازي: زوجت بناتي الأربع بدينار معجل ومثله مؤجل ..


رم -

بقلم: مهند عيسى الملكـــاوي
جمعتني جلسة رائعة مع الأستاذ الدكتور سعد حجازي رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية السابق وانطلقت ذاكرته تتحدث عن حياة أهل اربد في الماضي القريب البعيد وكم كانت تلك الأيام نقية وصادقة في التعامل مع الناس بحلوها ومرها، وتطرق الدكتور حجازي إلى عادات الزواج التي كان فيها والد العروس يعتبر نفسه أيضاً والداً للعريس يشعر بمسؤولياته وأعبائه والتزاماته، كيف لا وسيصبح الصهر الغالي الذي سيكون شريكا لواحدة من الجواهر النفيسة التي يمتلكها الدكتور سعد حجازي.


يتابع الدكتور سعد بقوله "المهر حق مفروض للمرأة، فرضته الشريعة الإسلامية ولا يعني هذا اعتبار المرأة سلعة تباع، بل هو رمز للتكريم والإعزاز، ودليل على عزم الزوج على تحمل الأعباء وأداء الحقوق، ولم يحدد الشرع المهر بمقدار معين لا يزاد عليه ومع ذلك فقد رَغَّب الشرع في تخفيف المهر وتيسيره.


ويتساءل حجازي هل المهر القليل يقلل من مكانة الزوجة وكرامتها بين الناس؟؟ وهل المهر القليل سوف يجعل الزوج لا يحترم الزوجة وينظر لها نظرة قليلة المستوى؟؟ وهل المهر الكثير يساهم ويجعل البنت محترمة وكبيرة وغالية بين الناس؟؟


فيعود ويجيب هو على تساؤله بنفسه (لأن المجيب ليس أعلم من السائل) ويقول انا رأيي ان المهر لا يحدد قيمة الفتاة لأنها ليست سلعة تباع وتشترى، فالفتاة هي غالية بأخلاقها وكم من فتاة غلا مهرها وعاشت غير سعيدة في حياتها بسبب تراكم الديون على زوجها.


بينما الفتاة ذات المهر القليل تكون مستقرة في حياتها، فأنا اعرف الكثير من الفتيات مهرهن دينار أردني وهن في قمة السعادة، ووجه الدكتور حجازي سؤاله مباشرة لي وقال، أخ مهند لماذا لم تسألني من أعرف من هؤلاء الفتيات، فسألته من هن فقال سجل عندك (وهذه هي عبارته المعهودة ولا تعني بالطبع أن أمسك ورقة وقلم لأدونها):
قال: بناتي الأربع زوجتهن جميعاً بدينار معجل ومثله مؤجل (وهذا قبل أكثر من ثلاثين عاماً)
فبدأت أدون ملاحظاتي على موبايلي لأتذكر الأسماء خشية أن أنسى محاولا قدر استطاعتي تجنب ان يشعر بأنني غير مكترث لحديثه لا سمح الله، فمثله لا يكل المرء من مجالسته ولا يمل، فهو موسوعة علمية ثقافية اجتماعية وفكرية فذة، فتمكنت أخيرا من تدوين جميع الأسماء:
فذكر لي الدكتور حجازي أن إحدى كريماته زوجها للسيد حازم الصباح والأخرى للدكتور عمار غرايبة والأخرى لمعالي الدكتور أحمد خلف المساعدة والأخرى للدكتور يزن أبو شقرة، وأكد على أنه لم يكن يطلب من أصهاره والجاهات الساعية لهذا الرابط المقدس إلا ديناراً معجلاً وديناراً مؤجلاً، وهو سعيد جداً بثمرة استراتيجيته "المهرية تلك" ويتمنى على الآباء في أيامنا هذه أن ييسروا لا يعسروا.

فتحية إكبار وإجلال أتقدم بها لعطوفة الأستاذ الدكتور سعد حجازي، الذي شرفنا بمجالسته وهو يضفي ألقاً ووقاراً على ذلك المساء الجميل الذي ازدان بفكره ونبله وانسانيته. فالدكتور سعد صاحب الفكر النيّر، والكلمة الطيبة الصادقة، والإنسان الذي أحب اربد وأهلها، فأحبوه، فسجلت مواقفه في سجل شمال مملكتنا الخالد كابراً عن كابر. فلله درك يا أبا عمر، إذ انت تحدثت أسرت الأفئدة والعقول، وإذ أنت حاورت أو ناقشت امتلكت زمام القول والعلم والمعرفة.




عدد المشاهدات : (27331)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :