رم - تصادف اليوم الذكرى السنوية الثانية لرحيل المناضل حاكم سلطان الفايز عن الدنيا، بعد حياة حافلة بالعمل العروبي القومي، والنضال والتضحية من اجل قناعاته وأمته، تمسك فيها وثبت على مبادئه.
الفايز، الذي كان أحد ابرز قادة حركة "23 شباط"، التي حكمت سورية بين عامي 1966 و1970، والتي انقلب عليها الرئيس السوري السابق حافظ الاسد العام 1970، واودع قادتها في سجن المزة لمدة تزيد على 23 عاما، تابع بعد خروجه من السجن مسيرته النضالية في الأردن، فاسس لجنة لمقاومة التطبيع مع إسرائيل، بالاضافة إلى ترؤسه للجنة الوطنية لنصرة العراق، وبقي يناضل رغم المرض العضال، الذي الم به، إلى أن انتقل إلى رحمته تعالى.
ابو الفهد، الذي اوهنه المرض بعد 23 عاما قضاها في السجون السورية، كان يوصي بحرارة وحرص شديدين بالأردن، داعيا الاحزاب وكل منظمات المجتمع السياسية ان "لا تتركوا الشارع، لا تتركوا الشعب".
الراحل، الذي ولد العام 1932، وعاش يتيم الأب، ليقضي مراحل حياته الأولى في بيت جده مثقال الفايز، أحد أبرز شيوخ العشائر الأردنية مطلع القرن الماضي، انضم إلى صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي في العام 1957، تعرض للسجن والاعتقال مدة زادت عن 23 عاما، تؤكد صدق المبادئ والاهداف التي ناضل من اجلها، ووهب زهرة عمره من اجل المبادئ التي آمن وضحى من اجلها، لتكون نبراسا للاجيال العربية الصاعدة.
لم يتوان الفايز عن المشاركة في الوقوف مع قضايا العروبة في وجه المؤامرات، التي تقودها قوى الامبريالية والصهيونية، والرجعية العربية، حيث كان سباقا في التحضيرات والوقفات والاجتماعات، يدفعه حسه الوطني وإخلاصه لقوميته وعروبته.
وبرحيله، خسرت الحركة القومية العربية أحد أهم أقطابها ورموزها، وهو الذي دافع دون هوادة عن قضايا الوطن والأمة، مقدماً تضحيات عظيمة سيبقى يذكرها تاريخ الأمة المعاصر.
حاكم الفايز، عاش ومات وهو ما يزال يحلم بامة عربية واحدة، ذات رسالة خالدة، حياته حافلة بالنضال والتضحية من اجل قناعاته وامته، اصالته البدوية ونقاؤها كانت سرا آخر وراء تمسكه وثباته على مبادئه.