رم - آرام المصري
كشف الخبير السياسي الدكتور فواز أبو تايه أن الضربة الجوية الإسرائيلية الأخيرة على العاصمة القطرية الدوحة مثلت حدثًا إستثنائيًا في الصراع العربي–الإسرائيلي حيث كسرت الحدود الجغرافية التقليدية للصراع ونقلت المواجهة إلى قلب الخليج العربي.
وأضاف أبو تايه في تصريح لـرم، أن العملية إستهدفت قيادات من حركة حماس إلا أنها حملت رسائل سياسية واستراتيجية متعددة ليس فقط للمنظمات الفلسطينية بل لدولة قطر والدول الخليجية بشكل عام.
وتابع أن الهجوم يوضح أن إسرائيل باتت ترى أمنها القومي ممتدًا إلى أي مكان ترى فيه تهديدًا وأن لا منطقة خارج نطاق ضرباتها، كما يحمل تحذيرًا ضمنيًا لدول الخليج من دعم أو احتضان أطراف المقاومة وإن تم فذلك لن يمر دون تكلفة.
كما لفت أبو تايه إلى أن الكبان الصهيوني يوجه رسالة بقدرته على تنفيذ عمليات دقيقة حتى في عواصم بعيدة عن مسرح العمليات التقليدي ودائرة الصراع .
وفي سياق متصل، أشار إلى أن ردود الفعل الخليجية كانت سريعة إدراكا لحجم الخطر وحاجة المنطقة لتعزيز التنسيق الأمني والسياسي المشترك لمواجهة أي خرق مشابه في المستقبل
وعلى الصعيد الدولي، بيّن أن الهجوم أثار إدانات واسعة حيث أُعتُبر تجاوزًا للمعايير الدولية وخرقًا للسيادة مع تهديدات أوروبية بعقوبات ووقوع واشنطن بين حليفين إستراتيجيين هما قطر وإسرائيل.
وتوقع أبو تايه أن تؤدي هذه الضربة إلى تصعيد محتمل من غزة أو من خلال حلفاء حماس الإقليميين فضلاً عن دفع دول الخليج لتعزيز شراكاتها الأمنية وتطوير أدوات ردع إقليمية أكثر فاعلية كما قد تؤدي إلى تدويل أزمة أمن الخليج وطرحها على أجندة المجتمع الدولي بشكل أوسع
وختم حديثه قائلًا :" الضربة الإسرائيلية للدوحة لم تكن مجرد عملية عسكرية بل إختبار حقيقي لأمن الخليج ومرحلة جديدة في معادلة الصراع أمام المنطقة خيار واضح إما تعزيز منظومة ردع تحمي السيادة أو مواجهة واقع يجعل أي عاصمة خليجية مهددة بالاستهداف في أي وقت".