رم - د صبري ربيحات
الكولاج ليس فقط الرقائق التي يستخدمها اهالي المدن في صناعة الحلوى التي اصبحت تضاهي في شعبيتها الحلويات الشامية والنابلسية التي اجتاحت المشرق العربي واوجدت مكانا لها في مهرجانات الاطعمة العالمية في العديد من سلاسل الفنادق الدولية التي تحتكر صناعة الضيافة المافوق شعبية.
الكولاج فن من الفنون البصرية القائم على لصق القصاصات ضمن اطر لتشكيل صور جديدة. وقد عرف فن الكولاج في الصين منذ قرون الا انه اكتسب شعبيةبعد ان استخدمه بكاسيو قبل قرن من الزمان.
في السياسة هناك قص ولصق ايضا وتشكيل لوحات كولاجية جديدة لا تعرف احيانا كيف تتم التوليفة بين مكونات اللوحات الكولاجية الجديدة الممتعة بصريا لكن من الصعب اعادة انتاجها كما ان من الصعب ان تكون منتجة.
السياسة تشبه الفن في جانب جمالية الاستمتاع للفنان الذي ينتج اللوحات....لكنها تصبح عبثية اذا لم تحقق الفائدة لمن اوكلوا الفنانين ان يمارسوا هواياتهم نيابة عنهم.
الكولاج فن راقي وجديد نسبيا في استخدامه في ثقافتنا لكن الفن الكلاسيكي قد يكون اجدى واوضح حتى تتطور ذائقتنا الفنية ونقوى على تقدير هذا النوع من الفن.
قبل عقود كانت زوجة احد رؤساء الوزارات في احدى الدول المجاورة من اصول فلاحية...وكانت نساء الطبقة الحاكمة يؤلفن القصص والطرائف والنكات حول سلوكها وفهمها للدور الذي اصبحت تلعبه بصفتها غريبة على حياة المدن وتعقيداتها بالرغم انها اصبحت عضو في الطبقة الحاكمة....وتقول النكتة التي انتشرت انتشارا واسعا ان عقيلة السياسي المعروف انذاك تلقت مكالمة من احدى زوجات المهمين فسألتها عن احوالها .....فاجابتها السيدة ذات الاصول المدنية بانها قد عملت كورتاج " اي انها قامت بعملية اجهاض" فما كان من السيدة زوجة السياسي الفلاحة التي اعتقدت ان رفيقتها تتحدث عن طبق طعام "طبخة" الا ان سألتها "دخلك بتعملي معه رز والا بدون".
هكذا فهم اناسنا للكولاج السياسي الذي اصبح يطغى على المشهد العام فلا احد يعرف اين نقف...والى اين نحن ذاهبون......ولا نعرف الكولاج الفني ....من الكولاج النابلسي...من الكورتاج الشامي.