مصطفى صالح: «إخوة الدم» إضافة نوعية للمسلسلات البدوية


رم - ينهل الزميل الكاتب مصطفى صالح مواضيع مسلسلاته التي يكتبها من التراث البدوي الذي خبره بعدما عمل معلما في احدى قرى جنوب عمّان في الخمسينيات، بعدما تخرج من معهد المعلمين «حوّارة».
وبعد ان قدم عدة مسلسلات نالت الثناء من النقاد والجمهور، مثل: عيون عليا ونمر بن عدوان ورأس غليص.. وأخيرا مسلسل «توم الغرة»، ها هو يقدم جديده وهو مسلسل «أخوة الدم» من انتاج المركز العربي ومن اخراج حسن ابو شعيرة وبطولة نخبة من النجوم امثال زهير النوباني وعبير عيسى واحمد العمري وياسر المصري ومارغو حداد ومنذر رياحنة وغيرهم.
مسلسل «اخوة الدم» يجري تصويره حاليا في الاردن، وبحسب توقعات المخرج حسن ابو شعيرة فسوف يتم الانتهاء من التصوير يوم 20 أيّار المقبل، حيث انتهى المخرج ابو شعيرة من اكثر من نصف مشاهد المسلسل.

عادة بدوية
كاتب العمل مصطفى صالح تحدث عن «أخوة الدم» فكرته ومضمونه وابطاله وقال:
يقوم العمل على عادة بدوية، حيث يتآخى اثنان فيجرح احدهما يده ويمد يده ليلتقي دمه مع دم الآخر، ويصبحان «أخوين في الدم». وهي اخوّة توازي اخوة الاشقاء.
وهو ما يجعل بطل المسلسل يتنازل عن «حبيبته» لأخيه دون ان يدري الآخر انه يحبها.
شيخ القبيلة «الفنان زهير النوباني» او «الشيخ دحّام» لديه ولد واحد، وهناك الشقيق الذي لديه ثلاثة ابناء. الشيخ دحام وزوجته «الفنانة عبير عيسى» يخشيان على مستقبل ابنهما من اولاد العم.
يطلب الشيخ من اخيه البحث عن مرعى للقبيلة. وفي ذات الوقت يتفق مع قطاعين طرق «يقوم بأحد الادوار الفنان منذر رياحنة كضيف شرف المسلسل»، من اجل قتل الشقيق لكي تبقى «الزعامة او الشيخة» له ولأبنائه.
الفنانة مارغو حداد تقوم بدور الجميلة «كرمة» التي تحب ابن عمّها (رمّاح)، «يقوم بدوره الفنان أحمد العمري» الذي يطلبها للزواج ويرفض والدها حسب العادات (ابن العم ينزّل عن الفرس ويحجر على ابنة عمّه).
يأبى العم تزويجه ابنته لسبب من وجهة نظره يبدو السبب وجيها لكون والدته في الاصل «راعية غنم» وهو الأمر الذي يُنزِل من قدْر القبيلة وشيوخها. فيخطط الشيخ «دحّام» للتخلص من أخيه وابناء اخيه.
لكنه يوافق «ظاهريا» على الزواج بشرط ان يكون مهر «كرمة» فرس الشيخ «دهّاج».
يخرج الشاب لتلبية الطلب وفي الطريق يعترضه قُطّاع الطرق، الذين يكونوا قد ربطوا الشيخ «دهّاج» صاحب الفرس، وبعد معركة يهرب عدد منهم ويخلّص الشاب الفرس منهم، وحين يصلوا الى «الدّيرة»، نجد «شايش» ابن الشيخ، يرد طلبه، وخلال مرورهما «الشاب وشايش على نبع الماء «العين» يلمح «كرمة» الجميلة وتقع منه موقع الاعجاب والحب دون ان يدري انها تحب شقيقه الشاب. وهنا تظهر الفروسية والشهامة ويتخلى العاشق عن محبوبته لأخيه الذي لا يدري ان الفتاة معشوقة اخيه. ويهرب العاشق الى الصحراء وكذلك تفعل والدته مع ابنائها.
تحوّلات
وفي الطريق يلتقي سائحة اجنبية تقع في غرامه وتأخذه معها الى مصر.
لكن «شايش» و»كرمة» لا تسير امورهما كما ينبغي، فتظهر امام رجُلِها حزينة، ويطلب منها ان تبوح له بسر تعاستها، وتعترف انها تحب شقيقه الذي هجر المكان لأجله. ويأتي دوره لرد الجميل. ويُقسم الا يتزوجها حتى يعثر على حبيبها الاول «رمّاح» كي يزفها اليه.
الشيخ «دحّام» يقع اسيرا في معركة. ويخلفه ابنه على مقعد الزعامة او «الشيخة» غير آبه لأسر ابيه. ويماطل الإبن في التفاوض لفكّ أسر ابيه من خلال دفع الفدية. وبعدها يقوم «رمّاح» بتحرير الشيخ من قيده واسره، ويرد له الشيخ الجميل ويتنازل له عن «الشيخة» ويطرد ابنه» الانتهازي».
يقول مصطفى صالح ان الهدف من تقديم مثل هذه الاعمال البدوية اظهار العادات الحسنة للبدو وهي عادات باتت قديمة. وكذلك إذكاء النخوة والشهامة والشجاعة.

نمر العدوان.. عاشق وفارس وشاعر
مصطفى صالح الذي قدم «راس غليص» برؤية جديدة وحقق نجاحا مميزا، تحدث عن مسلسله «نمر العدوان» والذي عرض قبل سنوات قائلا: نمر العدوان شخصية حقيقية، وأول بدوي متعلم في الصحراء العربية كلها، ولد في عام 1745، وعلمته سائحة فرنسية عندما توسمت فيه الذكاء والنبوغ، فأخذته الى القدس، ثم أرسلته الى الأزهر. وعلينا أن ندرك أثر هذه الخطوة في حياة هذا البدوي الذي عاد الى البادية ليقود تغييرا جذريا في الحياة الاجتماعية خاصة العلاقة بين الرجل والمرأة التي كانت خاضعة لأعراف البادية وتقاليدها.
وأضاف مصطفى صالح: لم يكن «نمر العدوان» فارسا فحسب، بل شاعرا وعاشقا عندما التقى برفيقة عمره وروحه «وضحا» وتزوجها بعد قصة عشق حالمة، لكنها توفت بعد سنوات قليلة من الزواج، لتنقلب حياته رأسا على عقب وتتفجر شاعريته، ليصبح شعره متداولا بين الناس مخلدا قصة حبه لـ «وضحا». يرفض الزواج من بعدها وفاء لذكراها، لكنها تأتيه في الأحلام تطلب منه أن يتزوج خوفا عليه من وحدته، فيتزوج نساء كثيرات رغبة في بناء حياته على أرض الواقع، لكنه لا يجد فيهن ما يؤنس وحدته حتى يعثر على امرأة تحمل الكثير من صفات «وضحا» روحا وجسدا، وعندما تصارحه بأنها أجمل من معشوقته التي أصبحت تحت الثرى يتركها من دون رجعة.
إسقاطات سياسية
وعن مسلسل «رأس غليص» الذي كتبه مصطفى صالح ولقي ترحيبا من النقاد، قال الكاتب صالح: أن للمسلسل -الذي يجمع أكثر من سبعين شخصية ومجموعات كومبارس كثيرة- إسقاطات سياسية واجتماعية تنطبق على الوضع الراهن بالعالم العربي والقوى السياسية العالمية، ويستطيع المشاهد من خلالها تفسير الأحداث من وجهات نظر مختلفة.
ويتناول العمل حسب الكاتب التراث البدوي بتفاصيله الدقيقة المستمدة من الحياة اليومية العادية، ويستند إلى الموروث الشعبي مثل الغزو والفروسية والثأر والأفراح والأحزان والعلاقات التي تحطم الأفراد داخل العشيرة الواحدة وعلاقة العشائر مع بعضها، كما يستعرض قصص حب جميلة تنتهي بعضها نهايات سعيدة وأخرى درامية مؤلمة.



عدد المشاهدات : (7550)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :