البحـــث عـن الكنـــز


زمان كنت مهووسا بقصة الخرائط العثمانية، كان يقال لي بان لدى فلان خريطة كنز عثماني.. وانا بالطبع أتطوع مع فرقة البحث..

لست وحدي، الكثير من الناس، في بلادنا أوهمهم بعض الدجالين بأن ثمة كنز في المغارة الفلانية.. ويحتاج لبخور وشيخ وقور.. و بحيّشه ، بالضبط دوري كان (البحيّش) من بحش .. ففي ذلك الوقت لم أكن املك ثمن البخور.. ولا حتى حجم الورع والتقوى الذي يؤهلني لأن أكون الشيخ الذي سيبعد الروح الشريرة عن الكنز.

كنت فتى يافعا وقتها وأظن أن البحث عن كنز هو أسهل وسيلة للثراء وحين كان الأصدقاء يهمون بالذهاب لمكان ما.. فأول من يتم إخباره أنا، بحكم اني متمرس في عملية البحش والمراقبة خوفاً من مجيء الشرطة.. وللأسف كانت كل الخرائط وهمية، أحياناً كنا نجد أحذية قديمة وصنادل. وذات مرة عثرت على قايش .. والأغرب اني عثرت على (مسطرين).. يا ترى ما هو الدافع من دفن (مسطرين) لا اعرف.

في احد الأيام هرب الرفاق جميعهم وأنا بقيتُ منهمكا في البحث.. وحين رفعت رأسي فوجئت بوجود الشرطة.. يومها وقعت تعهداً لدى المحافظ ولكني قلت في داخلي سأجد الكنز العثماني الدفين يوماً.

يسألني بعض القراء لماذا يغيب مقالك.. السبب بسيط أنا افهم رأس عبدالوهاب زغيلات جيداً فحين يحضر إلى الجريدة ولا يذهب للنقابة يكون الأمر أشبه بالعثور على كنز وبالتالي يمر المقال.. ولكن حين يكون في النقابة يمارس دوره كنقيب تصبح إجازة المقال أشبه بالبحث عن كنز مفقود.. تصبح اشبه ب(البحش) بدون جدوى.

حتى عبدالوهاب زغيلات هو الآخر متهم بالعثور على كنز.. أي كنز يقصدون؟.

في النهاية لا يطالنا سوى التهمة عبدالوهاب متهم بالعثور على كنز ويقال إن قيمته نصف مليون دينار.. وأنا متهم بأن المقال حامي وقد يتم تسريب أخبار مفادها اني تجاوزت الحد فيه.. وان هناك (كركبة) في الأمر.

في مهنة الصحافة تطالك الاتهامات أكثر مما يطالك الثناء.. ويمضي العمر في رحلة البحث عن كنز مفقود فلا أنا أجزت المقال في غياب عبدالوهاب.. ولا حتى عبد الوهاب حمل قطعةً من كنز أُتهم بالعثور عليه.

يا عبد الوهاب.. في غيابك أنا متهم، فهل تأتي لإجازة المقال حتى تنفي عني التهمة.. أنت لا عليك ستبقى متهماً طوال الوقت.

[email protected]




عدد المشاهدات : (1174)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :