إلى الرئيس الملقي… مراكز التفكير كفيلة بتجاوز الأزمات


رم -

أحمد عبد الباسط الرجوب

كنت بالامس اقلب جهاز موجه التلفاز لعلي اعثر على ماهو يفيدني ويدخل السرور على قلبي بخبر مفرح من بلادي وخاصة اننا في خضم تجاذبات من قوى الشد العكسي بالاتجاهين الحكومي والبرلماني مصدرة انبعاث صوت الصدى الراجع لقررات الحكومة مؤخرا من رفع للاسعار وفرض ضرائب جديدة وبنكهات من موديل 2017 وبختم صناعة الدوار الرابع وتوائمة هذه الايام مع ما تم التعارف عليه بعيد الحب أو عيد العشاق أو “يوم القديس فالنتين” قدس الله سرة ومليون وردة حمراء على روحة … فهل هذه الورود من حكومتنا العتيدة تسعد شعبنا وتجعلة يتذكر مآثر سماحة القديس فالنتين في يوم عيد الحب …


وعودا لموجه تلفازي فقد اصطدم بمناجاة سيدة اردنية من على احدى القنوات التي تبث من فضاء بلادي خلال برنامج حواري ، وكم اثارت تلك السيدة في نفسي من استياء وقرف لما آلت اليه حالة الشعب وكيف ان السيدة تستجدي المذيع المحاور لمساعدتها لتجاوز حالة العوز التي تعاني منها باعتقادها ان صوتها من خلال هذه القناة قد يصل الى صاحب الولاية لمن يهمة الامر …


وامام هذا المشهد الحزين وبرغم أن دمع عيني عصيته ولكنه ما لبث انه قد تمرد وعصاني ، فهل فعلا وصل الحال بنا الى استجداء سيدة اردنية وعلى الهواء قوتها واهل بيتها … لا حول ولا قوة الا بالله !!


ومن مشهد هذه السيدة الصابرة اخت الرجال فلقد مزقت الاوراق من كثرة المناقشات الحكومية والنيابية وكشف الغطاء وبانت الوجوه على حقيقتها , حكومات متعاقبة كان همها في المقام الاول البقاء اطول مدة في الدوار الرابع تتبع سياسة ترحيل المشاكل والاكل من المخزون وما اوصلونا الى مديونية خرافية تجاوزت المليارات الثلاثين ولم تطول المدة حتى ظهر كل شيء ,


فالمواطن إختنق من شدة الضغوط عليه , ومن لف (بفتح اللام وفتح الفاء) حبل المشنقة من المسؤولين كان يراقب ويشد الحبل من وقت إلى آخر ويراقب ضغطة العنق ويتظاهر بأنه اصلاحي مع الشعب ويدعي بأنه مواطن ايضا يعاني ما نعانيه ولكن للأسف نسي بأنه متورط بكل شيء ونسي بأنه يتعامل مع شعب قوي متماسك لا يأبه للظروف التي تمر به ولا يتأثر بالصواعق التي يتعرض لها , لأنه صامدُ وبإصرار يعرف ما يريد احب وطنه واحب قيادته الهاشمية , وقد اثبت شعبنا قوته وصلابتة لأن الضرابات التي تلقاها عبر الحكومات الغابرة والغير مأسوف عليها قد زادته قوة وشدة وثبات فوالله إنهم أقوياء لأنهم مواطنين يحاربون من أجل الرغيف ولقمة العيش فنحن واجهنا رؤساء حكومات جلادون يفتخرون بأنفسهم ويعيدوننا بالذاكرة إلى زمن الإقطاعيين والذين انتهجوا اسلوب الحاكمية الادارية في تصريف ادارة اركان الدولة اي وظيفة محافظ كبير مقرة الدوار الرابع , ولكنهم بوجوه أخرى ولباس آخر, فهم ضربونا بعصيهم وقراراتهم ضرباتٍ قاسية ويلدغون بأسواطهم كالأفاعي السامة ويغمضون أعينهم حتى لا يروا شيء مما يحصل فهم بنوا قصورهم “متاسف قبورهم ” بأيديهم الملطخة بعرق المواطن الشريف واوصلوا المواطن الصابر الى نفاذ صبره والذي لن يدوم طويلاً عن حق يطالب به وهو من أدنى الحقوق المتوفرة في كل أنحاء العالم من العيش الكريم وتوفر سبل الحياه على اقل تقدير …



وامام هذا المشهد وليس من باب تسجيل موقف ما ” لست باحثا عن مكسب او مغنم ” كان الله في عونك يا حامل الآمانة يا دولة رئيس حكومتنا العتيدة على هذه التركة الثقيلة التي آلت اليك وهموم عجز ملياراتها الخرافية والتي تحتاج الى صاروخ فضائي من وكالة ناسا لحملها ، ولكن استدرك في المقابل وامام قبولكم دولة الرئيس حمل هذه المسؤلية وفي هذا الظرف الدقيق الذي تمر به بلادنا ، فالجوار ملتهب والخزينة تعالج عند اختصاصي الامراض الباطنية ، اعتقد بأنك قد خططت لهذا الامر وحتى وانت في طريقك من العقبة الى الدوار الرابع فثمة جهوز الوصفات الطبية لعلاج المستعصي من الامراض المزمنة التي انجرت الى عهدك ممن سبقوك من رفاق علية القوم ، وهنا دعني اهمس في اذنك سيدي الرئيس ان الأمر جلل ولدينا خلل والصبر ملل ولا اعتماد إلا على الله ثم على الذات ولامجال للترف والملذات ، فلنشمر عن السواعد لنبني الوطن الواعد ونواجه الفكر بالفكر ونحمي الوطن من مخربيه ونحسم الأمر مع خائنيه ونشيد مصانع القوة ونصنع من الشباب عقلاً وفتوة الامر بيدكم ولا غيركم …


وفي هذا المقام دعني يا صديقي دولة ابا فوزي ” وكعادتي في طرح وجهة نظري ” بان اضع امام ناظركم ومن خبرة من سبقونا من هم اهل الحل والعزم لوضع الحلول لمشاكل البلاد العالقة واخص تحديدا الوضع الاقتصادي والاداري ، وهنا لا بد من الاستعانة بالخبراء من اهل الرأي ممن عملوا في سدة المواقع الحكومية وشهد لهم المجتمع بامانتهم وسلوكهم الراقي في ادارة امور العامة واساتذة الجامعات او من الاردنيين الخبراء في مراكز البحث الدولية ، بتشكيل فريقين احدهما اقتصادي والثاني اداري وهو ما يطلق عليه مراكز التفكير ( Think Tanks) أو صناديق الفكر (brain boxes) لإعطاء النصح ودورهم في التأثير على صنع السياسة للقضايا التي يكلفوا بها وهي عبارة عن مراكز للبحث وتقديم النصح والمشورة ومنابر للنقاش الجماعي أو لدراسة القضايا الساخنة التي تشغل المجتمع وصنّاع القرار ويتعاملون مع الأزمات بشكل أكثر كفاءة وواقعية ،


صحيح انه يوجد بعض الوزراء في طاقمكم ممن لديهم القدرة على التخطيط وهم قله اما البقية فهم موظفين بالدرجات عليا وليسوا في مستوى الوزراء المخططين الاستراتيجين ، وللتذكير دولة الرئيس فإن ” مراكز التفكير ” كانت تُستخدَم في الأصل في الولايات المتّحدة الأميركية خلال الحرب العالمية الثانية للإشارة إلى قاعة آمنة أو بيئة مُلائِمة يلتقي فيها خبراء الشؤون الدّفاعية والمُخطّطون العسكريون لمناقشة المسائل الاستراتيجية والتكتيّة المرتبطة بها حيث ان المصطلح نفسه ظلّ يُستخدَم منذ ذلك الحين لوصف أنواعٍ مختلفة من المؤسّسات المنخرطة في نشاط السياسة وتحليل مرتسماتها.


وعودا لموضوع السيدة الاردنية واستغاثتها للمساعدة ، اقول لدولة الرئيس عينك على وزارة الشؤون الاجتماعية ، فقد يكون لديهم اجندات خاصة توجه المساعدات لغير مستحقيها ، وهنا اذكركم بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله)، وأحسبه قال: (وكالقائم الذي لا يفتر، وكالصائم الذي لا يفطر) ..


حمى الله الاْردن وادام الله عليه نعمة الامن والامان ونسجد حمداً لله العزيز الجليل أن وهبنا قيادة حكيمة تسبقنا بالمبادرة ومواطناً يعتز دون مكابرة…


السلام عليكم ،،،
[email protected]

ahmad roujoub.jpg666




عدد المشاهدات : (7366)

تعليقات القراء

طفران وزهقان
اذا كان التفكير سليما وناتج عن صدق فهناك الف حل، اما اذا كان التفكير ناتج عن دهاء ومنفعة خاصة فهناك التمديد لمن تجاوز الستين، وتفصيل وظائف للمتنفذين لا بل هيئات.
16-02-2017 09:58 AM

أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :