الزي المدرسي الموحد .. هــل يـربي على الالتزام ويتصادم مع الحرية؟


رم - الزي المدرسي أكثر من زي للانضباط.. بل زي يوحد الفقير والغني ويلغي الفوارق المادية ويؤسس الاطفال على فكرة بناء الذات لا التعلق بالمظهر.

عائلات كثيرة رغم تغير مظاهر الحياة إلا أنها تعتبر الزي المدرسي الحل الأمثل لتربية صحيحة وتخفيف الكلف المالية، فيما يركز آخرون على مبدأ الحرية كأساس بعدم الالتزام بالزي المدرسي.

وعن وجهات نظر الاهالي عن موضوع الزي المدرسي يستعرض ملحق «أبواب - الرأي» عدداً من الاراء التي سألها عنهم الملحق.

تعلم الالتزام والتوفير

معظم أولياء الأمور وافقوا على ضرورة التزام الطلبة بالزي المدرسي، فقد بينت «هبه العلاونة»: «فكرة الزي الموحد رائعة، فإنها توفر على أولياء الأمور فلا يكونون مضطرين لشراء العديد من قطع الملابس فالأبناء بطبيعتهم لا يفضلون تكرار اللباس أكثر من مرة في حال كان لباساً عادياً، وبالزي المدرسي يتوحد منظر الطلبة جميعهم ويزول الفرق بينهم».

فيما «عبير العواد» تذكر: «انه جميل ومرتب، ويعلم الطفل مبادئ مهمة كالنظام والالتزام واحترام القوانين، كما يعدم التميز بين الطلبة من الناحية المادية، بغض النظرعن انه مكلف مادي لأن الطالب يحتاج الى أكثر من زي».

«نانسي أيوب» تجيب: «الزي المدرسي ضروري، فيظهر الطالب بشكل مرتب وملتزم، ولو تخيلنا طلبة المدارس باللباس المنوع لما اعتبرناها مدرسة ولا اعتبرناهم طلابا، وبالتالي لما تكوّن عندهم روح الالتزام. بالاضافة انه يريح الاهل من تجهيز كل يوم لباس مختلف عن اليوم الذي يسبقه».

«سوسن حدادين» تقول: «انا مع الزي الموحد في المدارس ولكن للأسف معظم المدارس الخاصة تستغل هذه النقطة وذلك بتغييره كل سنة او سنتين».

أما «ورود علي» تبين بالقول : «انا مع الزي الموحد للطلاب لأنه يضفي شعوراً بالانتظام في المدرسة، وبالنسبة لي يعد مريحاً أيضاً لعدم الوقوع بالحيرة فيما سألبس أبنائي وبالأخص مع ابنتي التي تتمتع بمزاج صعب».

«د.فريد ميخائيل» يجيب: «بالنسبة للمدرسة يكون شكل الطلبة بها مرتباً وجميلاً، أما للأهل يكون مريحاً، أما الطلبة فيتساوون جميعهم وتزول الفروقات الاجتماعية فيما بينهم، وذلك يعني بكل المقاييس أفضل».

«نجاة أبو قورة» تقول: «أنا بالطبع مع ارتداء الزي لأنه ارتب وانظم وأكثر راحة، كما أنه يبعد الطلاب عن مظاهر المباهاة والتفاخر بالملابس والقطع التي تحمل أسماء العلامات التجارية التي يتسوق منها».

معلمة في احدى المدارس الحكومية «هيام بشارات» تقول: «بالتأكيد انا مع الزي الموحد للطلبة، فإنه يميزهم بأنهم طلاب من ناحية ويعلمهم الالتزام بالقوانين واحترامها من ناحية أخرى، كما انه يعدم الفروقات الاجتماعية في بيئة المدرسة».

وتابعت: «في المدرسة الحكومية المتواضعة التي أدرس بها قمنا بمبادرة خيرية وهي أن تقوم الطالبة (اذا أحبت الفكرة وأرادتها) بالتبرع بزيها المدرسي ونحن نقدمه للطالبات غير القادرات على شرائه، لأنه بطبيعة الحال ترتفع الطالبة صفا ويتغير حجمها وتكبر وبدلاً من إهماله أو رميه تتبرع به، وبالفعل كانت الفكرة مجدية».

«خولة زياد» تبين: «انا مع ارتداء الطلبة الزي المدرسي ولكن هناك بعض المدارس يغالون بسعر الزي ويبيعونه للأهالي بأضعاف السعر الأصلي ليحققوا مكاسب مادية كبيرة».

«موسى حتر» يقول: «اعتبر الالتزام بارتداء الزي المدرسي نوعا من انواع التدريب على الانضباط والترتيب من جهة، ومن جهة اخرى يساوي بين جميع الطلاب ويظهرهم بمظهر واحد، بغض النظر عن اختلاف اوضاعهم المعيشية او بيئتهم التي قدموا منها».

وأكمل: «وأرى ان اهمال المدرسة الزي الموحد او الطابور الصباحي او النشيد الوطني (السلام الملكي) يفقد الطالب الكثير من الصفات الحميدة التي يفترض ان يكتسبها في المدرسة، ويا حبذا لو تفرض وزارة التربية والتعليم زيا موحدا لكل المدارس الحكومية والخاصة بحسب المراحل التعليمية يضاف له شعار المدرسة فقط ويحدد سعره من قبل الوزارة حتى لا تستغل المدارس الخاصة الطلبة».

«مها شحادة شقور» تشير الى أن اللباس المدرسي الموحد هو أحد البنود الاساسية، وذلك لغض النظر على الفروق الفردية ومراعاة احاسيس الطلبة.

«ريم عبدالله» تجيب: «انا مع ارتداء الزي المدرسي لانه يلغي الفروقات الطبقية من الناحية المادية حيث يتساوى معا جميع الطلبة من مختلف الشرائح».

«هيثم بشارات» يقول: «انا مع ارتداء الزي الموحد لأنه يعلم الإلتزام و النظام».

«رندة البواب» تذكر بالقول: «بالنسبة لمدرسة ابني وهي مدرسة الناصري الانجيلية في الزرقاء، فقد اتخذوا فكرة للزي المدرسي جميلة ومريحة وتستحق ثمنها، وانه مكون من عدة قطع منها صيفية وشتوية و بدلة رياضية».

«ميرفت سويدان» تجيب: «أنا مع الزي المدرسي لان امكانيات أولياء أمور الطلبة تختلف من شخص لآخر».

مي حداد سويدان تبين بالقول: «أنا مع الزي الرسمي الموحد للجميع، فإنه يعلم الترتيب الانضباط والالتزام ويميزهم بانهم طلاب، وصراحة ان الابناء يتعبون باختيار اللباس الصباحي».

«سائدة عفيف» تقول: «انا مع الزي المدرسي لأنه مريح للأهل والطالب من كل النواحي النفسية و المادية». «سوزي حداد» تبين: «انا مع الزي المدرسي لأنه يشير الى انطباع النظام».

معلمة في احدى المدارس الحكومية «رغدة عادل» تبين: «يجب ان يكون للطلبة زي صيفي وآخر شتوي، ويا حبذا لو تغير وزارة التربية والتعليم الزي المدرسي الذي يوحي بالكآبة والإحباط والفشل، ويجب عليهم الاهتمام بتصميم الزي مع مراعاة ان يكون عمليا جميلا مرتبا ويواكب العصر الحالي، كما ويعكس مظهر وجمالية بلدنا كمدى اهتمامهم بالشوارع والخدمات والعاصمة والبلد من الناحية الجمالية».

وأشارت الى أن الزي المدرسي تصميمه قديم ومنذ زمن أجدادنا ولهذا السبب أغلب طلاب المدارس الحكومية لا يرتدونه لأنه بعيد عن مواكبة العصر الحالي.

وأكدت «سائدة عفيف» على قولها صحيح هذا الكلام 100%، وعندما كنت طالبة كنت أكرهه ولم أكن أرتديه لأنه غير جميل وغير مرتب.

«م. سمير عمارين» يذكر: «انا بالتأكيد مع ارتداء الزي المدرسي لأنه يلغي الفروقات الطبقية بين الطلبة».

«سوزي بربور» تجيب: «بالتأكيد ان الزِّي الموحد أرتب، ويدل على الانضباط والنظام، ويعطي للطلاب شكلاً مميزاً خلال وجوده بالمدرسة، وأيضاً يوفر على الأهل مادياً ويريحه نوعاً ما».

اللباس الحُر

ومن جهة أخرى هناك من رفض فكرة التزام الطلبة بالزي المدرسي وكانت «رنا أيوب حدادين» منهم معللة: «وذلك يعود الى كلفته المادية التي يتكبد بها أولياء الأمور بجانب اقساط المدرسة المرتفعة، فالطلبة يحتاجون الى أكثر من زي لتغيير اللباس، بالاضافة الى استغلال بعض المدارس ويغيرون الزي كل سنة أو بضع سنوات».

ولفتت «رنا» الانتباه الى عدم وجود زي مدرسي لعدد من المدارس في الدول الأجنبية كالولايات المتحدة الامريكية، ولكن المدرسة تجبر الطالبات خصوصا بعدم ارتداء الشورت القصير والواسع منه، وبالتالي تكون نفسيتهم مرتاحة، ولا يوجد اي تفرقة بين الطلاب او الحساسية نتيجة الفروقات الاجتماعية بين الطلاب لانهم جميعا يقصدون المدرسة للتعلم لا للتباهي والتفاخر باللباس الذي يحمل اسم الماركات العالمية المشهورة والتفرقة بينهم على هذا الاساس.

«د.رامي شقور» يرد عليها قائلاً: «ان الغاء الزي المدرسي الموحد كما في بعض الدول يتطلب ثقافة وحضارة عظيمتين قد نفتقدها في مجتمعاتنا البسيطة.. فالزي الموحد هو اول خيط نظام الذي من الممكن ان يلتزم به الطلاب في المدارس، كما تنمحي تحته الطبقية والفوارق الاجتماعية. وكون الغريزة البشرية تعشق الهروب الاني من النظام.. فكم اتمنى لو هناك يوم حر للطلبة في اللباس، فقد يشجع هذا الالتزام باقي ايام الاسبوع في الزي الموحد ويقلل مخالفات عدم الالتزام به».

وتؤيده «سوزي بربور» قائلة: «ان إلغاء الزِّي المدرسي يتطلب حضارة و ثقافة معينة، مع ذلك كبرى المدارس الخاصة في العالم تلتزم به».

يقول مدير احدى المدارس الخاصة التي تلزم أبناءها بارتداء الزي المدرسي «برهان مزاهرة»: «عندما نفكر بتصميم الزي نركز على ان يكون مريحا للطالب وان لا يقيده وباستطاعته التحرك والقيام بجميع انشطته المدرسية بسلاسة، كما نراعي الخصوصية للإناث، وإراحتهم أيضاً».

وتابع: «كما يجب ان يكون مواكباً للعصر الحالي وتصاميمه وبالتالي راعينا توافر عدة قطع للطلبة منها صيفية وأخرى شتوية ثقيلة دافئة وان يكون الطلبة معتادين على مثل هذا النوع من اللباس».

أما من ناحية الألوان أجاب «مزاهرة»: «في فصل الصيف نخيّر الطالب بين ثلاثة ألوان وهي الأبيض والخمري والسكني وبامكان الطالب اختيار اكثر من لون منهم كي يشعر الطالب بالتغيير، وفي فصل الشتاء نخير الطالب ايضاً بارتداء جاكيت أو سترة ثقيلة نحاول أن يكون منوعا قدر الامكان وبالوقت ذاته يحمل شعار المدرسة لما يقدمه هوية للطالب».

وأشار «مزاهرة» الى أن قدرات الأطفال تغيرت ففي السابق كان الطفل مقيداً نوعا ما على عكس الأيام هذه الذي يترك به الطفل على راحته، وطريقة التعبير عن نفسه تغيرت وبالتالي نحن راعينا عند تصميم الزي هذه النقطة بالتحديد.

وأكمل: «ونحن نترك الحرية للطالب وتحديداً للمشتركين بأندية المدرسة الرياضية وذلك من خلال مشاركتهم باختيار الزي الرياضي الذي يعبر عنهم ويمثل المدرسة أيضاً، فالطلاب المبتدئون نفسح لهم المجال بأن يختاروا الجاكيتات الخاصة بهم من ناحية التصميم واللون والعبارة التي تعبر عنهم بأن يكتبوها على الجاكيتات، وبالتأكيد مراعاة الطلبة بعدم الخروج عن الأصول».

نهاية الحديث، يبقى الصراع ما بين مبدأ النظام والحرية اساساً في فهم توجهات الاهالي بالزي المدرسي، لكن السؤال الأهم هل الحرية والنظام في الحقيقة متصادمان؟



عدد المشاهدات : (7092)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :