فيضان الحفر الإمتصاصية في اسكان المغاريب لا تزال تراوح مكانها


رم - بالرغم من المناشدات المتكررة لسكان منطقة إسكان المغاريب ومطالبهم بضرورة إيجاد حلول جذرية وناجعة لمشكلة الصرف الصحي العالقة منذ 15 عام والناتجة عن عدم قدرة الحفر الإمتصاصية القائمة على إستيعاب المياه العادمة المتدفقة إليها وإنعكاساته السلبية على الواقع البيئي والصحي لاتزال قضيتهم تراوح مكانها.
وكانت المؤسسة العامة للإسكان والتطوير الحضري قد وقعت وبلدية السلط الكبرى إتفاقية عام 2009م لتسليم مشروع إسكان منطقة المغاريب للبلدية والتي شملت 727 وحدة سكنية إستفاد من خلالها 500 عائلة على 4 مراحل.

ونصت الاتفاقية التي تسلمت بموجبها بلدية السلط الكبرى مسؤولية أعمال خدمة الصرف الصحي مقابل مبلغ 500 ألف دينار لصندوق البلدية وأن تلتزم المؤسسة بتحويل جميع الرسوم التي تم إستيفاؤها قبل توقيع الإتفاقية من المواطنين بدل ترخيص أو رسوم أخرى إلى البلدية بالإضافة إلى نقل ملكية القطع المملوكة للمؤسسة والمخصصة لغايات الحدائق للبلدية حال توقيع الإتفاقية بين الفريقين وأن تقوم البلدية بإنشاء جمعيات من الأهالي لإدارة شؤون المشاريع وبالتعاون مع سلطة المياه والمواطنين بأعمال خدمة الصرف الصحي.

ويتخوف قاطني الإسكان المكون من 4 مراحل كل مرحلة تشمل ما يزيد عن 500 منزل من تفاقم مشكلة الصرف الصحي وإنتشار الأمراض والأوبئة جراء إنتشار الحشرات بكثافة فضلاً عن الروائح الكريهة المنبعثة من الحفر الإمتصاصية .
وبالرغم من المخاطبات المتكررة للجهات المعنية منذ سنوات بضرورة إنشاء محطة تنقية تخدم المنطقة إلا أنها دون جدوى والذي يزيد من معانات المواطنين ويؤثر سلباً على صحة وسلامة المواطنين.
ووفقاً للكشف الميداني على الواقع البيئي لإسكان المغاريب المكون من أربع مراحل للإسكان والذي قامت به مديرية بيئة محافظة البلقاء بالتعاون مع بلدية السلط الكبرى وبحسب مدير البيئة المهندس طلعت الدباس فقد تبين وجود فيضان للحفر الإمتصاصية التي نفذتها مؤسسة الإسكان والتطوير الحضري للمرحلة الأولى بين الحين والآخر كونها تفتقر لأدنى شروط الحفر الإمتصاصية (غير مصمتة) وما ينتج عنها من تسريب للمياه العادمة نتيجة كثرة التعداد السكاني بعد إنشاء المرحلة الثانية والثالثة والرابعة للإسكان .
وأوضح المهندس الدباس بأنه تبين وجود تسرب للمياه العادمة إلى المياه الجوفية بإتجاه عين نبع الردى كون الحفر الإمتصاصية ونتيجة لطبيعة المنطقة المرتفعة أصبحت تشكل خطراً على المياه الجوفية بإتجاه مناطق الأغوار وذلك لشدة إنحدار الأرض فضلاً عن فيضان الحفر الإمتصاصية وسيلانها على الشوارع العامة بإستمرار والتي تسبب في تشكل المكاره الصحية الضارة بالسكان وانتشار الروائح الكريهة والحشرات .
ولفت المهندس الدباس إلى اللجنة المشكلة لإدارة بلدية السلط من قبل مدراء الدوائر عام 2008م قد رفضت استلام مشروع إسكان المغاريب ليتبع الى بلدية السلط الكبرى وذلك لكبر المعضلة التي كانت تعاني منها المؤسسة آنذاك حيث قامت المؤسسة بدفع مبلغ 500 ألف دينار للبلدية لإستلام الإسكان إلا أن اللجنة رفضت الإستلام عدة مرات وقامت بتقديم دراسة لحل المشكلة جذرياً بضرورة عمل محطة رفع واستملاك ارض بكلفة 10 مليون دينار الا أن الدراسة لا تزال حبيسة الأدراج .
وأكد المهندس الدباس بأن مشكلة الحفر الإمتصاصية في المنطقة لا تزال موجودة جراء الازدياد المضطرد للسكان في المراحل الأربعة من حيث تسريل المياه العادمة للشوارع والمنازل وتشكيل المكاره الصحية والحشرات والقوارض وتلويث للمياه الجوفية علما بأنه تم إستلام المشروع من قبل البلدية عام 2008م مقابل مبلغ نصف مليون دينار وتنك نضح الحفر من قبل وزارة البلديات علماً بأن صهريج النضح يقوم يومياً بسحب المياه العادمة الى محطة الزرقاء وعلى مدار الساعة وتقوم البلدية بإستئجار آليات كبيرة بسعة أكبر .
وكانت جامعة البلقاء التطبيقية قد وقعت اتفاقية لإنشاء 8 محطات معالجة للمياه العادمة لسبعة منازل في منطقة إسكان المغاريب وملجأ عجزة في محافظة البلقاء بدعم من الحكومة الالمانية وبالاشتراك مع معهد بحوث البيئة في المانيا في مدينة لايبزج وعدد من الشركات الالمانية بالتعاون مع وزارة المياه والري الاردنية لحل مشكلة المياه العادمة في المجتمعات الصغيرة والمنازل غير المشبوكة على شبكة الصرف الصحي بحيث يتم إستخدام المياه المعالجة للأغراض الزراعية أو لري الحدائق المنزلية والحدائق العامة والتخضير.

من جهته قال رئيس بلدية السلط الكبرى المهندس خالد خشمان يجب أن يتم تنفيذ خطوط بديلة ناقلة لمعالجة مشكلة الحفر الإمتصاصية كون الاسكان كان مصمم لخدمة 4 الى 5 الاف مواطن وهو حاليا يخدم 14 الف مواطن".
واضاف لابد من تنفيذ إمامحطة تنقية خاصة او تنفيذ محطة رفع لمياه الصرف الصحي الى شارع الستين الامر الذي يتطلب تنفيذ 9 كم من اسكان المغاريب وصولا الى محطة وادي شعيب علما ان البلدية كانت قامت بتأمين صهريج نضح اضافي وحاليا يعمل صهريجين الا ان بُعد مسافة النقل الى محطة عين غزال يضطر البلدية لاستئجار صهاريج نضح اخرى سعة 30 متر مكعب لمعالجة المشكلة وتقدر الكلفة المالية المترتبة على البلدية نتيجة هذا العمل تزيد عن 200 الف دينار سنويا .
وأوضح المهندس خشمان بأن البلدية تقدم خدمة نضح الحفر الإمتصاصية للمواطنين في اسكان المغاريب مجاناً ولا تتقاضى أي مبلغ اسوة بالمواطنين عامة والذين يدفعون شهريا اجور الصرف الصحي.

وبين الخشمان ان البلدية تضطر وبشكل شبه يومي الى رش مواقع الحفر الامتصاصية الاربعة وبشكل اسبوعي ورش منطقة الاسكان بالكامل بالمبيدات للقضاء على الحشرات والقوارض".
وعزا المهندس الخشمان احد اسباب المشكلة وجود أخطاء تصميمية تؤدي بالعادة الى فيضان بعض المناهل بسبب عمقها القليل وكون اقطار المواسير الداخلة والخارجة منها غير كافية"

ويبقى السؤال "إلى متى سيبقى سكان منطقة إسكان المغاريب على أمل بحل مشكلتهم العالقة منذ ما يزيد عن 15 عام



عدد المشاهدات : (9374)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :