حسين جداونه أكمة شاهد مع والده الصور والأخبار المنهمرة عليهم من المحطات الإخبارية.. نظر إلى وجه أبيه رآه جامدًا.. أبي، أنفرح أم نحزن؟ أغمض الأب عينيه.. شقّت الأرض اليباب نبتة غضّة.. عطّرت رائحتها أنفه.. أبي، هل تسمعني؟! فتح عينيه.. حدّق في البعيد.. لاح له حقل من الشوك يحيط بالنبتة وزهرتها.. ترك الطفل أباه.. وراح يبحث عن أمّه... *** أخوّة قبيل مغيب الشمس، دعا العجوز أبناءه للنظر في الظلم الذي وقع على أخيهم الأصغر وعائلته.. اجتمعوا في حوش أبيهم، تحت شجرة الزيتون العتيقة.. زمجروا.. أرعدوا.. احمرّت عيونهم.. تجمهر الأولاد والنساء حولهم.. غمغم كبيرهم: هذه فرصتك.. أتتك تمشي على أقدامها.. نظر إلى زوجته.. أخذت أطفالهما بعيدًا.. ملأت مخزن سلاحه الناريّ بالرصاص.. ثم أعطته إيّاه وهي تغمض عينيها.. مع ارتفاع صوت النداء، أريق دم ساخن.. راح أبو مرّة يهرول مترنّمًا... *** شاشة أطفأتِ النور.. جلستْ بجواره في غرفة المعيشة قبالة الشاشة.. يتابعان فلم السهرة الأجنبي.. أرسلتْ لصديقاتها صور وفيديو غرفة نومها الجديدة.. أرسل لأصدقائه صور وفيديو أطفاله وهم يستحمّون.. عادا يتابعان الفلم.. تشابكت أيديهما.. استقبل رسالة.. رفعت ضغطه.. استقبلت رسالة.. احمرّ وجهها.. حدّجته بعينين واسعتين.. ظلّ وميض الشاشة يتراقص على وجهيهما... *** نصر انتظر الطفل أباه حتّى أتمّ دعاءه الطويل عقب صلاته.. ـ أبي، دعني أوضّح لك دورة الماء في الطبيعة، كما شرحتها لنا المعلمة اليوم: يتبخر الماء من المسطحات المائية والنباتات، بفعل حرارة الشمس، فيصل إلى الغلاف الجوي، ثم يتكاثف بخار الماء في السماء، مكوّنًا السحب، بعدها يحدث الهطل على الأرض بانهمار المطر أو سقوط الثلج، ليعود مجدّدًا إلى البحار والأنهار.. استمع الأب لشرح ابنه ساهمًا، كأنّه يسمعه لأوّل مرّة.. ربت على كتفه.. أطرق مليًّا.. ثمّ راح يقلّب وجهه في السماء... *** خلق ولج المعلم غرفة الصف بوقار.. تطاير التلاميذ إلى مقاعدهم، شيئًا فشيئًا تلاشى الصخب.. تجوّل بينهم، عاين الفوضى المنتشرة في جميع الأرجاء، اتّجه نحو السبورة، مسح جميع ما عليها من خربشات، ثمّ كتب 'النظام'، استدار نحوهم.. نعم، النظام هو أساس الحضارة.. أغلق أحد التلاميذ هاتفه خفية، ومن دون أن يستأذن اعترض، لماذا لا تكون الفوضى هي الأساس؟! صمت قلق ساد الجميع، ترقّب التلاميذ بحذر، ركّزوا بصرهم على المعلم.. خلع نظارته، مسح عدستيها، هزّ رأسه، فوق كلمة النظام كتب 'الفوضى'، أحاط الكلمتين بحلقة علامة استفهام كبيرة، تأمّل الكلمتين، والآن، ما رأيكم...؟! نهضوا جميعًا، ثمّ غادروا بانتظام، بينما ظلّ المعلم واجمًا... *** شر أوسط جديد فرحًا عاد بأمّه المريضة إلى بيته.. مغادرة زوجته إلى بيت أهلها أحزنته.. منذ ذلك الحين وهو يعضّ على أصابعه... *** ترويض (1) وفي اليوم العاشر.. انحنى النمر طائعًا على أكل الحشائش.. وقف المروض أمام الجمهور متفاخرًا بما أنجز.. صفقوا له بحرارة.. استدار بكبرياء نحو النمر.. فتح فمه بيديه.. ووضع رأسه بين فكّيه.. أطبق على الجميع صمت صاخب.. ثمّ انفجر المسرح بتصفيق حادّ تبلّله دموع ساخنة... *** ترويض (2) وفي اليوم العاشر.. في الحقيقة لم يكن هناك يوم عاشر.. منذ اليوم الأوّل، أقبل النمر على أكل الحشائش.. صفّق الجمهور له بحرارة.. وراح المروّض يبحث عن نمر آخر... *** رؤية شرقية قلت لها: بقي أمر بسيط، أحبّ أن تعرفيه منّي وليس من غيري.. قبل نحو عام كنت أعالج في مركز لعلاج إدمان المخدرات.. الآن، تقريبًا تعافيت منه.. تنحنحت.. لمست شعرها بحركة عفويّة.. ثمّ قالت: لا عليك، أنا أيضًا تعالجت منه تمامًا.. بصعوبة بلعت ريقي.. لكنّني هنأتها على السلامة.. فهنأتني أيضًا على السلامة.. قبل أن أستأذن.. ابتسمنا.. ثم ضحكنا.. ضحكنا بصوت مرتفع.. حتى اغرورقت عيوننا بالدموع... *** علقمة شاهد الصور والأخبار على جميع محطات التلفزة.. مذيعات جميلات ينقلن أخبار المجازر.. هاتفه لم يتوقف عن استقبال الرسائل.. بهلع التفت طفله إليه.. بابا، ماذا سنفعل؟ مسح براحته على رأسه، ثمّ احتضنه.. عندما آوى إلى فراشه، وجد زوجته تجلس على حافة السرير، تحدّق في صورة زفافهما بعينين محمرّتين. ظلا صامتين برهة، ثم باغتته بطعنة حادّة، برأيك من أين سيأتي الحلّ؟ أطفأ أنوار الغرفة، بات يتقلّب على جنبيه.. قبيل بزوغ الفجر.. أدلج يلتمس طريقًا يعرفه جيّدًا.. بين حقول الألغام... *** كاتب أردني
حسين جداونه أكمة شاهد مع والده الصور والأخبار المنهمرة عليهم من المحطات الإخبارية.. نظر إلى وجه أبيه رآه جامدًا.. أبي، أنفرح أم نحزن؟ أغمض الأب عينيه.. شقّت الأرض اليباب نبتة غضّة.. عطّرت رائحتها أنفه.. أبي، هل تسمعني؟! فتح عينيه.. حدّق في البعيد.. لاح له حقل من الشوك يحيط بالنبتة وزهرتها.. ترك الطفل أباه.. وراح يبحث عن أمّه... *** أخوّة قبيل مغيب الشمس، دعا العجوز أبناءه للنظر في الظلم الذي وقع على أخيهم الأصغر وعائلته.. اجتمعوا في حوش أبيهم، تحت شجرة الزيتون العتيقة.. زمجروا.. أرعدوا.. احمرّت عيونهم.. تجمهر الأولاد والنساء حولهم.. غمغم كبيرهم: هذه فرصتك.. أتتك تمشي على أقدامها.. نظر إلى زوجته.. أخذت أطفالهما بعيدًا.. ملأت مخزن سلاحه الناريّ بالرصاص.. ثم أعطته إيّاه وهي تغمض عينيها.. مع ارتفاع صوت النداء، أريق دم ساخن.. راح أبو مرّة يهرول مترنّمًا... *** شاشة أطفأتِ النور.. جلستْ بجواره في غرفة المعيشة قبالة الشاشة.. يتابعان فلم السهرة الأجنبي.. أرسلتْ لصديقاتها صور وفيديو غرفة نومها الجديدة.. أرسل لأصدقائه صور وفيديو أطفاله وهم يستحمّون.. عادا يتابعان الفلم.. تشابكت أيديهما.. استقبل رسالة.. رفعت ضغطه.. استقبلت رسالة.. احمرّ وجهها.. حدّجته بعينين واسعتين.. ظلّ وميض الشاشة يتراقص على وجهيهما... *** نصر انتظر الطفل أباه حتّى أتمّ دعاءه الطويل عقب صلاته.. ـ أبي، دعني أوضّح لك دورة الماء في الطبيعة، كما شرحتها لنا المعلمة اليوم: يتبخر الماء من المسطحات المائية والنباتات، بفعل حرارة الشمس، فيصل إلى الغلاف الجوي، ثم يتكاثف بخار الماء في السماء، مكوّنًا السحب، بعدها يحدث الهطل على الأرض بانهمار المطر أو سقوط الثلج، ليعود مجدّدًا إلى البحار والأنهار.. استمع الأب لشرح ابنه ساهمًا، كأنّه يسمعه لأوّل مرّة.. ربت على كتفه.. أطرق مليًّا.. ثمّ راح يقلّب وجهه في السماء... *** خلق ولج المعلم غرفة الصف بوقار.. تطاير التلاميذ إلى مقاعدهم، شيئًا فشيئًا تلاشى الصخب.. تجوّل بينهم، عاين الفوضى المنتشرة في جميع الأرجاء، اتّجه نحو السبورة، مسح جميع ما عليها من خربشات، ثمّ كتب 'النظام'، استدار نحوهم.. نعم، النظام هو أساس الحضارة.. أغلق أحد التلاميذ هاتفه خفية، ومن دون أن يستأذن اعترض، لماذا لا تكون الفوضى هي الأساس؟! صمت قلق ساد الجميع، ترقّب التلاميذ بحذر، ركّزوا بصرهم على المعلم.. خلع نظارته، مسح عدستيها، هزّ رأسه، فوق كلمة النظام كتب 'الفوضى'، أحاط الكلمتين بحلقة علامة استفهام كبيرة، تأمّل الكلمتين، والآن، ما رأيكم...؟! نهضوا جميعًا، ثمّ غادروا بانتظام، بينما ظلّ المعلم واجمًا... *** شر أوسط جديد فرحًا عاد بأمّه المريضة إلى بيته.. مغادرة زوجته إلى بيت أهلها أحزنته.. منذ ذلك الحين وهو يعضّ على أصابعه... *** ترويض (1) وفي اليوم العاشر.. انحنى النمر طائعًا على أكل الحشائش.. وقف المروض أمام الجمهور متفاخرًا بما أنجز.. صفقوا له بحرارة.. استدار بكبرياء نحو النمر.. فتح فمه بيديه.. ووضع رأسه بين فكّيه.. أطبق على الجميع صمت صاخب.. ثمّ انفجر المسرح بتصفيق حادّ تبلّله دموع ساخنة... *** ترويض (2) وفي اليوم العاشر.. في الحقيقة لم يكن هناك يوم عاشر.. منذ اليوم الأوّل، أقبل النمر على أكل الحشائش.. صفّق الجمهور له بحرارة.. وراح المروّض يبحث عن نمر آخر... *** رؤية شرقية قلت لها: بقي أمر بسيط، أحبّ أن تعرفيه منّي وليس من غيري.. قبل نحو عام كنت أعالج في مركز لعلاج إدمان المخدرات.. الآن، تقريبًا تعافيت منه.. تنحنحت.. لمست شعرها بحركة عفويّة.. ثمّ قالت: لا عليك، أنا أيضًا تعالجت منه تمامًا.. بصعوبة بلعت ريقي.. لكنّني هنأتها على السلامة.. فهنأتني أيضًا على السلامة.. قبل أن أستأذن.. ابتسمنا.. ثم ضحكنا.. ضحكنا بصوت مرتفع.. حتى اغرورقت عيوننا بالدموع... *** علقمة شاهد الصور والأخبار على جميع محطات التلفزة.. مذيعات جميلات ينقلن أخبار المجازر.. هاتفه لم يتوقف عن استقبال الرسائل.. بهلع التفت طفله إليه.. بابا، ماذا سنفعل؟ مسح براحته على رأسه، ثمّ احتضنه.. عندما آوى إلى فراشه، وجد زوجته تجلس على حافة السرير، تحدّق في صورة زفافهما بعينين محمرّتين. ظلا صامتين برهة، ثم باغتته بطعنة حادّة، برأيك من أين سيأتي الحلّ؟ أطفأ أنوار الغرفة، بات يتقلّب على جنبيه.. قبيل بزوغ الفجر.. أدلج يلتمس طريقًا يعرفه جيّدًا.. بين حقول الألغام... *** كاتب أردني
حسين جداونه أكمة شاهد مع والده الصور والأخبار المنهمرة عليهم من المحطات الإخبارية.. نظر إلى وجه أبيه رآه جامدًا.. أبي، أنفرح أم نحزن؟ أغمض الأب عينيه.. شقّت الأرض اليباب نبتة غضّة.. عطّرت رائحتها أنفه.. أبي، هل تسمعني؟! فتح عينيه.. حدّق في البعيد.. لاح له حقل من الشوك يحيط بالنبتة وزهرتها.. ترك الطفل أباه.. وراح يبحث عن أمّه... *** أخوّة قبيل مغيب الشمس، دعا العجوز أبناءه للنظر في الظلم الذي وقع على أخيهم الأصغر وعائلته.. اجتمعوا في حوش أبيهم، تحت شجرة الزيتون العتيقة.. زمجروا.. أرعدوا.. احمرّت عيونهم.. تجمهر الأولاد والنساء حولهم.. غمغم كبيرهم: هذه فرصتك.. أتتك تمشي على أقدامها.. نظر إلى زوجته.. أخذت أطفالهما بعيدًا.. ملأت مخزن سلاحه الناريّ بالرصاص.. ثم أعطته إيّاه وهي تغمض عينيها.. مع ارتفاع صوت النداء، أريق دم ساخن.. راح أبو مرّة يهرول مترنّمًا... *** شاشة أطفأتِ النور.. جلستْ بجواره في غرفة المعيشة قبالة الشاشة.. يتابعان فلم السهرة الأجنبي.. أرسلتْ لصديقاتها صور وفيديو غرفة نومها الجديدة.. أرسل لأصدقائه صور وفيديو أطفاله وهم يستحمّون.. عادا يتابعان الفلم.. تشابكت أيديهما.. استقبل رسالة.. رفعت ضغطه.. استقبلت رسالة.. احمرّ وجهها.. حدّجته بعينين واسعتين.. ظلّ وميض الشاشة يتراقص على وجهيهما... *** نصر انتظر الطفل أباه حتّى أتمّ دعاءه الطويل عقب صلاته.. ـ أبي، دعني أوضّح لك دورة الماء في الطبيعة، كما شرحتها لنا المعلمة اليوم: يتبخر الماء من المسطحات المائية والنباتات، بفعل حرارة الشمس، فيصل إلى الغلاف الجوي، ثم يتكاثف بخار الماء في السماء، مكوّنًا السحب، بعدها يحدث الهطل على الأرض بانهمار المطر أو سقوط الثلج، ليعود مجدّدًا إلى البحار والأنهار.. استمع الأب لشرح ابنه ساهمًا، كأنّه يسمعه لأوّل مرّة.. ربت على كتفه.. أطرق مليًّا.. ثمّ راح يقلّب وجهه في السماء... *** خلق ولج المعلم غرفة الصف بوقار.. تطاير التلاميذ إلى مقاعدهم، شيئًا فشيئًا تلاشى الصخب.. تجوّل بينهم، عاين الفوضى المنتشرة في جميع الأرجاء، اتّجه نحو السبورة، مسح جميع ما عليها من خربشات، ثمّ كتب 'النظام'، استدار نحوهم.. نعم، النظام هو أساس الحضارة.. أغلق أحد التلاميذ هاتفه خفية، ومن دون أن يستأذن اعترض، لماذا لا تكون الفوضى هي الأساس؟! صمت قلق ساد الجميع، ترقّب التلاميذ بحذر، ركّزوا بصرهم على المعلم.. خلع نظارته، مسح عدستيها، هزّ رأسه، فوق كلمة النظام كتب 'الفوضى'، أحاط الكلمتين بحلقة علامة استفهام كبيرة، تأمّل الكلمتين، والآن، ما رأيكم...؟! نهضوا جميعًا، ثمّ غادروا بانتظام، بينما ظلّ المعلم واجمًا... *** شر أوسط جديد فرحًا عاد بأمّه المريضة إلى بيته.. مغادرة زوجته إلى بيت أهلها أحزنته.. منذ ذلك الحين وهو يعضّ على أصابعه... *** ترويض (1) وفي اليوم العاشر.. انحنى النمر طائعًا على أكل الحشائش.. وقف المروض أمام الجمهور متفاخرًا بما أنجز.. صفقوا له بحرارة.. استدار بكبرياء نحو النمر.. فتح فمه بيديه.. ووضع رأسه بين فكّيه.. أطبق على الجميع صمت صاخب.. ثمّ انفجر المسرح بتصفيق حادّ تبلّله دموع ساخنة... *** ترويض (2) وفي اليوم العاشر.. في الحقيقة لم يكن هناك يوم عاشر.. منذ اليوم الأوّل، أقبل النمر على أكل الحشائش.. صفّق الجمهور له بحرارة.. وراح المروّض يبحث عن نمر آخر... *** رؤية شرقية قلت لها: بقي أمر بسيط، أحبّ أن تعرفيه منّي وليس من غيري.. قبل نحو عام كنت أعالج في مركز لعلاج إدمان المخدرات.. الآن، تقريبًا تعافيت منه.. تنحنحت.. لمست شعرها بحركة عفويّة.. ثمّ قالت: لا عليك، أنا أيضًا تعالجت منه تمامًا.. بصعوبة بلعت ريقي.. لكنّني هنأتها على السلامة.. فهنأتني أيضًا على السلامة.. قبل أن أستأذن.. ابتسمنا.. ثم ضحكنا.. ضحكنا بصوت مرتفع.. حتى اغرورقت عيوننا بالدموع... *** علقمة شاهد الصور والأخبار على جميع محطات التلفزة.. مذيعات جميلات ينقلن أخبار المجازر.. هاتفه لم يتوقف عن استقبال الرسائل.. بهلع التفت طفله إليه.. بابا، ماذا سنفعل؟ مسح براحته على رأسه، ثمّ احتضنه.. عندما آوى إلى فراشه، وجد زوجته تجلس على حافة السرير، تحدّق في صورة زفافهما بعينين محمرّتين. ظلا صامتين برهة، ثم باغتته بطعنة حادّة، برأيك من أين سيأتي الحلّ؟ أطفأ أنوار الغرفة، بات يتقلّب على جنبيه.. قبيل بزوغ الفجر.. أدلج يلتمس طريقًا يعرفه جيّدًا.. بين حقول الألغام... *** كاتب أردني
التعليقات