جاءت أحداث الرمثا الأخيرة لتجدد التأكيد على نهج الأردن الثابت في التعامل مع التهديدات الإرهابية، بعدما تمكنت الأجهزة الأمنية من التصدي لخلية تتبنّى فكراً تكفيرياً متشدداً، وقد أظهر الأردن مرة أخرى قدرته على إدارة المواجهات المعقدة بوعي أمني راسخ، يستند إلى تراكم طويل من الخبرة في التعامل مع الجماعات المتطرفة، وإلى منظومة محكمة تجمع بين الحزم والالتزام بأحكام القانون.
ولا شك بان هذه العملية الأمنية قد انطلقت بناءً على معلومات استخبارية دقيقة أتاحت للأجهزة المختصة إحكام السيطرة على موقع الخلية قبل أن تتسع دائرة الخطر، ففي مثل هذه الحالات يكون القرار دقيقا جدا في تحديد ساعة الصفر لارتباطه عادة بمخططات لا تضمر خيرا للاردن والاردنيين. وقد بدا واضحاً أن القوات الأمنية تعاملت مع الموقف بروح عالية من الانضباط، إذ حرصت منذ اللحظة الأولى على إبعاد السكان عن منطقة الاشتباك وفرض طوق محكم للحفاظ على سلامة المدنيين. وتم تنفيذ الإجراءات الميدانية بمنهجية دقيقة وسريعة تراعي الحد من المخاطر وتجنّب أي أذى غير مبرر للممتلكات أو للأهالي.
وشهدت العملية، وللمرة الأولى- على ما اذكر- استخدام روبوت مقاتل بالتوازي مع الطائرات المسيّرة (الدرون)، ما يعكس تطور القدرات التقنية للأجهزة الأمنية وتعاظم اعتمادها على أدوات عالية الدقة في التعامل مع البيئات المعقدة والتهديدات المغلقة. وقد أتاح هذا الاستخدام المتقدم رفع مستوى السيطرة الميدانية وتقليل احتمالات الخطر على بواسل احهزتنا الامنية، في خطوة تُبرز تحديث العقيدة العملياتية للأمن الأردني.
وهذه السلوكية المهنية ليست استثناءً، بل امتداد لثقافة راسخة لدى المؤسسة الأمنية الأردنية، تجعل حماية حياة الناس أولوية تتقدم على أي هدف عملياتي آخر. وهو ما يسهم في تعزيز ثقة اللاردنيين بنشامى الأجهزة الامنية، ويكرس العلاقة المتينة بين المواطن والدولة.
وعلى المستوى الأشمل، يقوم الموقف الأردني من الإرهاب على رؤية واضحة ترى في التطرف ظاهرة عابرة للحدود والانتماءات، لا يقف وراءها مجتمع بعينه ولا بيئة محددة، بل هو انحراف فكري يستوجب مواجهة شاملة. ولهذا تتعامل الدولة مع خلايا الإرهاب بالصرامة ذاتها التي تواجه بها تهديدات تهريب السلاح أو الجريمة المنظمة، انطلاقاً من أن أمن المواطنين واستقرار الدولة خط أحمر لا مجال للمساومة عليه ولن يسمح لاي كان ان يعبث به.
ولا يقتصر جهد الأردن في محاربة هذا الفكر التكفيري المجرم على البعد الأمني فحسب، بل يشمل أيضاً ابعاداً اخرى لا تقل اهمية عن البعد الامني سواء كان ذلك فكرياً او دعوياً او تعليمياً بهدف تجفيف منابع التطرف وتصويب المفاهيم، وكما قال جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين : «الفوز على الإرهاب لن يكون فقط على أرض المعركة، بل على ساحة الفكر، الحرب الحقيقية تُخاض في العقول والقلوب». وإلى جانب هذا الجهد الاردني المحلي في محاربة بؤر الارهاب هنالك دور سياسي خارجي فاعل يقوم على التنسيق الدولي والتحالفات الأمنية المستمرة. وبهذا يشكّل الأمن الأردني جزءاً من منظومة إقليمية ودولية تعمل على مواجهة الإرهاب بشتى أشكاله.
واخيرا نقول ان حادثة الرمثا هذه لتؤكد مرة أخرى على قوة النهج الأردني ورصانته في التعامل مع مثل هذه التحديات، بحيث تمنع الإرهاب والتطرف وهذا الفكر التكفيري المرفوض رسميا وشعبيا من ان يجد موطئ قدم له على أرض الاردن.
د. مخلد البكر
جاءت أحداث الرمثا الأخيرة لتجدد التأكيد على نهج الأردن الثابت في التعامل مع التهديدات الإرهابية، بعدما تمكنت الأجهزة الأمنية من التصدي لخلية تتبنّى فكراً تكفيرياً متشدداً، وقد أظهر الأردن مرة أخرى قدرته على إدارة المواجهات المعقدة بوعي أمني راسخ، يستند إلى تراكم طويل من الخبرة في التعامل مع الجماعات المتطرفة، وإلى منظومة محكمة تجمع بين الحزم والالتزام بأحكام القانون.
ولا شك بان هذه العملية الأمنية قد انطلقت بناءً على معلومات استخبارية دقيقة أتاحت للأجهزة المختصة إحكام السيطرة على موقع الخلية قبل أن تتسع دائرة الخطر، ففي مثل هذه الحالات يكون القرار دقيقا جدا في تحديد ساعة الصفر لارتباطه عادة بمخططات لا تضمر خيرا للاردن والاردنيين. وقد بدا واضحاً أن القوات الأمنية تعاملت مع الموقف بروح عالية من الانضباط، إذ حرصت منذ اللحظة الأولى على إبعاد السكان عن منطقة الاشتباك وفرض طوق محكم للحفاظ على سلامة المدنيين. وتم تنفيذ الإجراءات الميدانية بمنهجية دقيقة وسريعة تراعي الحد من المخاطر وتجنّب أي أذى غير مبرر للممتلكات أو للأهالي.
وشهدت العملية، وللمرة الأولى- على ما اذكر- استخدام روبوت مقاتل بالتوازي مع الطائرات المسيّرة (الدرون)، ما يعكس تطور القدرات التقنية للأجهزة الأمنية وتعاظم اعتمادها على أدوات عالية الدقة في التعامل مع البيئات المعقدة والتهديدات المغلقة. وقد أتاح هذا الاستخدام المتقدم رفع مستوى السيطرة الميدانية وتقليل احتمالات الخطر على بواسل احهزتنا الامنية، في خطوة تُبرز تحديث العقيدة العملياتية للأمن الأردني.
وهذه السلوكية المهنية ليست استثناءً، بل امتداد لثقافة راسخة لدى المؤسسة الأمنية الأردنية، تجعل حماية حياة الناس أولوية تتقدم على أي هدف عملياتي آخر. وهو ما يسهم في تعزيز ثقة اللاردنيين بنشامى الأجهزة الامنية، ويكرس العلاقة المتينة بين المواطن والدولة.
وعلى المستوى الأشمل، يقوم الموقف الأردني من الإرهاب على رؤية واضحة ترى في التطرف ظاهرة عابرة للحدود والانتماءات، لا يقف وراءها مجتمع بعينه ولا بيئة محددة، بل هو انحراف فكري يستوجب مواجهة شاملة. ولهذا تتعامل الدولة مع خلايا الإرهاب بالصرامة ذاتها التي تواجه بها تهديدات تهريب السلاح أو الجريمة المنظمة، انطلاقاً من أن أمن المواطنين واستقرار الدولة خط أحمر لا مجال للمساومة عليه ولن يسمح لاي كان ان يعبث به.
ولا يقتصر جهد الأردن في محاربة هذا الفكر التكفيري المجرم على البعد الأمني فحسب، بل يشمل أيضاً ابعاداً اخرى لا تقل اهمية عن البعد الامني سواء كان ذلك فكرياً او دعوياً او تعليمياً بهدف تجفيف منابع التطرف وتصويب المفاهيم، وكما قال جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين : «الفوز على الإرهاب لن يكون فقط على أرض المعركة، بل على ساحة الفكر، الحرب الحقيقية تُخاض في العقول والقلوب». وإلى جانب هذا الجهد الاردني المحلي في محاربة بؤر الارهاب هنالك دور سياسي خارجي فاعل يقوم على التنسيق الدولي والتحالفات الأمنية المستمرة. وبهذا يشكّل الأمن الأردني جزءاً من منظومة إقليمية ودولية تعمل على مواجهة الإرهاب بشتى أشكاله.
واخيرا نقول ان حادثة الرمثا هذه لتؤكد مرة أخرى على قوة النهج الأردني ورصانته في التعامل مع مثل هذه التحديات، بحيث تمنع الإرهاب والتطرف وهذا الفكر التكفيري المرفوض رسميا وشعبيا من ان يجد موطئ قدم له على أرض الاردن.
د. مخلد البكر
جاءت أحداث الرمثا الأخيرة لتجدد التأكيد على نهج الأردن الثابت في التعامل مع التهديدات الإرهابية، بعدما تمكنت الأجهزة الأمنية من التصدي لخلية تتبنّى فكراً تكفيرياً متشدداً، وقد أظهر الأردن مرة أخرى قدرته على إدارة المواجهات المعقدة بوعي أمني راسخ، يستند إلى تراكم طويل من الخبرة في التعامل مع الجماعات المتطرفة، وإلى منظومة محكمة تجمع بين الحزم والالتزام بأحكام القانون.
ولا شك بان هذه العملية الأمنية قد انطلقت بناءً على معلومات استخبارية دقيقة أتاحت للأجهزة المختصة إحكام السيطرة على موقع الخلية قبل أن تتسع دائرة الخطر، ففي مثل هذه الحالات يكون القرار دقيقا جدا في تحديد ساعة الصفر لارتباطه عادة بمخططات لا تضمر خيرا للاردن والاردنيين. وقد بدا واضحاً أن القوات الأمنية تعاملت مع الموقف بروح عالية من الانضباط، إذ حرصت منذ اللحظة الأولى على إبعاد السكان عن منطقة الاشتباك وفرض طوق محكم للحفاظ على سلامة المدنيين. وتم تنفيذ الإجراءات الميدانية بمنهجية دقيقة وسريعة تراعي الحد من المخاطر وتجنّب أي أذى غير مبرر للممتلكات أو للأهالي.
وشهدت العملية، وللمرة الأولى- على ما اذكر- استخدام روبوت مقاتل بالتوازي مع الطائرات المسيّرة (الدرون)، ما يعكس تطور القدرات التقنية للأجهزة الأمنية وتعاظم اعتمادها على أدوات عالية الدقة في التعامل مع البيئات المعقدة والتهديدات المغلقة. وقد أتاح هذا الاستخدام المتقدم رفع مستوى السيطرة الميدانية وتقليل احتمالات الخطر على بواسل احهزتنا الامنية، في خطوة تُبرز تحديث العقيدة العملياتية للأمن الأردني.
وهذه السلوكية المهنية ليست استثناءً، بل امتداد لثقافة راسخة لدى المؤسسة الأمنية الأردنية، تجعل حماية حياة الناس أولوية تتقدم على أي هدف عملياتي آخر. وهو ما يسهم في تعزيز ثقة اللاردنيين بنشامى الأجهزة الامنية، ويكرس العلاقة المتينة بين المواطن والدولة.
وعلى المستوى الأشمل، يقوم الموقف الأردني من الإرهاب على رؤية واضحة ترى في التطرف ظاهرة عابرة للحدود والانتماءات، لا يقف وراءها مجتمع بعينه ولا بيئة محددة، بل هو انحراف فكري يستوجب مواجهة شاملة. ولهذا تتعامل الدولة مع خلايا الإرهاب بالصرامة ذاتها التي تواجه بها تهديدات تهريب السلاح أو الجريمة المنظمة، انطلاقاً من أن أمن المواطنين واستقرار الدولة خط أحمر لا مجال للمساومة عليه ولن يسمح لاي كان ان يعبث به.
ولا يقتصر جهد الأردن في محاربة هذا الفكر التكفيري المجرم على البعد الأمني فحسب، بل يشمل أيضاً ابعاداً اخرى لا تقل اهمية عن البعد الامني سواء كان ذلك فكرياً او دعوياً او تعليمياً بهدف تجفيف منابع التطرف وتصويب المفاهيم، وكما قال جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين : «الفوز على الإرهاب لن يكون فقط على أرض المعركة، بل على ساحة الفكر، الحرب الحقيقية تُخاض في العقول والقلوب». وإلى جانب هذا الجهد الاردني المحلي في محاربة بؤر الارهاب هنالك دور سياسي خارجي فاعل يقوم على التنسيق الدولي والتحالفات الأمنية المستمرة. وبهذا يشكّل الأمن الأردني جزءاً من منظومة إقليمية ودولية تعمل على مواجهة الإرهاب بشتى أشكاله.
واخيرا نقول ان حادثة الرمثا هذه لتؤكد مرة أخرى على قوة النهج الأردني ورصانته في التعامل مع مثل هذه التحديات، بحيث تمنع الإرهاب والتطرف وهذا الفكر التكفيري المرفوض رسميا وشعبيا من ان يجد موطئ قدم له على أرض الاردن.
التعليقات
عملية الرمثا: مقاربة أردنية راسخة في مواجهة الإرهاب
التعليقات