مسرح التفاعل بين الجغرافيا والتاريخ يعود اليوم من البوابة التركية المكان بوابة غزة بعد أن عبرت من بوابة سوريا حاملة مشروعا سياسيا ذا ملامح إقليمية ودينية بصياغة سياسية حديثة متناغما مع الشرق الأوسط الجديد فمنذ إندلاع الأزمة السورية عام 2011.م بدأت أنقرة في إعادة تموضعها الإقليمي لتتحول إلى فاعل مباشر في الملفات العربية متسلحة بعقيدة سياسية تمزج بين الهوية الإسلامية والتطلعات الجيوسياسية لقد أستفادت أنقرة من الفراغ الذي خلفه تراجع دور العرب التقليدي ووجدت في الملف السوري فرصة للعودة إلى الخارطة التاريخية ومع تعقد الميدان وتبدل التحالفات حددت تركيا إستراتيجيتها من خلال إعادة النفوذ عبر البوابة الإنسانية والدينية والإقتصادية لا العسكرية فقط إنها غزة البوابة الجديدة للعودة التركية غزة ليست فقط قضية إنسانية أو سياسية بل بوابة جديدة لتأكد حضورها في قلب الشرق لأنها تدرك أن من يملك التأثير في غزة يملك وجدان الشارع العربي والإسلامي وفلسطين بما تمثله من رمزية دينية تشكل المنصة الأهم لإعادة صياغة الدور التركي في المنطقة في أكثر من ساحة عربية تحركات أنقرة تجاه غزة تحمل أبعادا هامه فالبعد الديني الرمزي قدمها كحامية لقضايا الأمة الإسلامية ترتب تموضعها لتظهر قوة مؤثرة ومفتاحا للحلول.
ملف غزة وعلى ضوء التطورات الأخيرة برزت إشارات تدل على أن أنقرة تسعى لتولي دور أمني في إدارة ملف غزة مستفيدة من كونها جهة مقبولة من حماس والفصائل الفلسطينية المتحالفة معها وهو ما يمنحها مدخلا سياسيا ناعما للملف الفلسطيني وفي الوقت ذاته بدأت أصوات الحرس القديم داخل حركة فتح ترتفع مطالبة بإعادة ترتيب البيت الفتحاوي الداخلي وتوحيد الموقف لتقديم مشروع وطني فلسطيني سياسي جامع في محاولة لإستعادة التوازن داخل الساحة الفلسطينية بعد سنوات من الإنقسام هذا التفاعل المتوازي بين الحراك التركي وبين محاولات فتح لإعادة إنتاج مشروعها الوطني قد ينتج معادلة جديدة في المشهد الفلسطيني تعيد ترتيب موازين القوى وتفتح الباب أمام مرحلة من إعادة التموضع السياسي في الداخل الفلسطيني .
الأردن يدرك أن تركيا لا تتحرك في الفراغ بل تبني حضورها بخطوات محسوبة تستند إلى الشرعية الدينية والبعد الإنساني وتقاربها مع إدارة ترامب ولأن الجغرافيا لا تعرف الفراغ فالتاريخ يعلمنا أن الفراغ في الجغرافيا السياسية لا يبقى طويلا وأن من ينسحب من ساحة يتركها لغيره لقد تركت بعض الدول العربية فراغا إستراتيجيا في المشرق فملأته قوى إقليمية كإيران وتركيا ولكل مشروعه وأدواته ومظلته الدينية الخاصة إن ما يجري في غزة اليوم فصل جديد في إعادة رسم خريطة المنطقة وعلى العقل السياسي الأردني أن يقرأ المشهد بعمق فمن لا يملك المشروع سيكون جزءا من مشروع غيره حتى لو قالوا إن للأردن دورا وظيفيا في الإقليم إلا أن الحقيقة الأعمق تكمن في أن الدور الوظيفي لا يلغِي الهوية الوطنية ولا يحد من الإرادة السياسية ما دام في إدارة هذا الدور مساحة مناورة مدروسة. فالدولة الذكية لا ترفض الواقع الإقليمي ولا تنسحب منه لكنها تحسن توظيف موقعها لتبقى دولة ذات قرار لا سلطة تدار من الخارج فالفرق بين الدولة والسلطة هو في القدرة على الفعل لا في الوجود الجغرافي فقط السلطة تنفذ أما الدولة فتوازن وتناور وتحافظ على ثوابتها دون أن تصطدم بالتحولات الكبرى وعلينا أن ندرك أننا أمام تقاطعات إقليمية حادة لكنه في الوقت ذاته يعرف كيف يحافظ على هامش حركته فلا يذوب في لعبة المحاور ولا يفقد إستقلالية قراره لقد أتقن الحسين بن طلال رحمه الله تلك القاعدة المبنية على التوازن بين الممكن والمبدئي أي أن نحافظ على الثوابت بينما نتحرك بمرونة داخل الحقول الملغومة تلك المساحة منحت الأردن القدرة على البقاء دولة لا مجرد سلطة .
بقلم الدكتور فواز أبوتايه
مسرح التفاعل بين الجغرافيا والتاريخ يعود اليوم من البوابة التركية المكان بوابة غزة بعد أن عبرت من بوابة سوريا حاملة مشروعا سياسيا ذا ملامح إقليمية ودينية بصياغة سياسية حديثة متناغما مع الشرق الأوسط الجديد فمنذ إندلاع الأزمة السورية عام 2011.م بدأت أنقرة في إعادة تموضعها الإقليمي لتتحول إلى فاعل مباشر في الملفات العربية متسلحة بعقيدة سياسية تمزج بين الهوية الإسلامية والتطلعات الجيوسياسية لقد أستفادت أنقرة من الفراغ الذي خلفه تراجع دور العرب التقليدي ووجدت في الملف السوري فرصة للعودة إلى الخارطة التاريخية ومع تعقد الميدان وتبدل التحالفات حددت تركيا إستراتيجيتها من خلال إعادة النفوذ عبر البوابة الإنسانية والدينية والإقتصادية لا العسكرية فقط إنها غزة البوابة الجديدة للعودة التركية غزة ليست فقط قضية إنسانية أو سياسية بل بوابة جديدة لتأكد حضورها في قلب الشرق لأنها تدرك أن من يملك التأثير في غزة يملك وجدان الشارع العربي والإسلامي وفلسطين بما تمثله من رمزية دينية تشكل المنصة الأهم لإعادة صياغة الدور التركي في المنطقة في أكثر من ساحة عربية تحركات أنقرة تجاه غزة تحمل أبعادا هامه فالبعد الديني الرمزي قدمها كحامية لقضايا الأمة الإسلامية ترتب تموضعها لتظهر قوة مؤثرة ومفتاحا للحلول.
ملف غزة وعلى ضوء التطورات الأخيرة برزت إشارات تدل على أن أنقرة تسعى لتولي دور أمني في إدارة ملف غزة مستفيدة من كونها جهة مقبولة من حماس والفصائل الفلسطينية المتحالفة معها وهو ما يمنحها مدخلا سياسيا ناعما للملف الفلسطيني وفي الوقت ذاته بدأت أصوات الحرس القديم داخل حركة فتح ترتفع مطالبة بإعادة ترتيب البيت الفتحاوي الداخلي وتوحيد الموقف لتقديم مشروع وطني فلسطيني سياسي جامع في محاولة لإستعادة التوازن داخل الساحة الفلسطينية بعد سنوات من الإنقسام هذا التفاعل المتوازي بين الحراك التركي وبين محاولات فتح لإعادة إنتاج مشروعها الوطني قد ينتج معادلة جديدة في المشهد الفلسطيني تعيد ترتيب موازين القوى وتفتح الباب أمام مرحلة من إعادة التموضع السياسي في الداخل الفلسطيني .
الأردن يدرك أن تركيا لا تتحرك في الفراغ بل تبني حضورها بخطوات محسوبة تستند إلى الشرعية الدينية والبعد الإنساني وتقاربها مع إدارة ترامب ولأن الجغرافيا لا تعرف الفراغ فالتاريخ يعلمنا أن الفراغ في الجغرافيا السياسية لا يبقى طويلا وأن من ينسحب من ساحة يتركها لغيره لقد تركت بعض الدول العربية فراغا إستراتيجيا في المشرق فملأته قوى إقليمية كإيران وتركيا ولكل مشروعه وأدواته ومظلته الدينية الخاصة إن ما يجري في غزة اليوم فصل جديد في إعادة رسم خريطة المنطقة وعلى العقل السياسي الأردني أن يقرأ المشهد بعمق فمن لا يملك المشروع سيكون جزءا من مشروع غيره حتى لو قالوا إن للأردن دورا وظيفيا في الإقليم إلا أن الحقيقة الأعمق تكمن في أن الدور الوظيفي لا يلغِي الهوية الوطنية ولا يحد من الإرادة السياسية ما دام في إدارة هذا الدور مساحة مناورة مدروسة. فالدولة الذكية لا ترفض الواقع الإقليمي ولا تنسحب منه لكنها تحسن توظيف موقعها لتبقى دولة ذات قرار لا سلطة تدار من الخارج فالفرق بين الدولة والسلطة هو في القدرة على الفعل لا في الوجود الجغرافي فقط السلطة تنفذ أما الدولة فتوازن وتناور وتحافظ على ثوابتها دون أن تصطدم بالتحولات الكبرى وعلينا أن ندرك أننا أمام تقاطعات إقليمية حادة لكنه في الوقت ذاته يعرف كيف يحافظ على هامش حركته فلا يذوب في لعبة المحاور ولا يفقد إستقلالية قراره لقد أتقن الحسين بن طلال رحمه الله تلك القاعدة المبنية على التوازن بين الممكن والمبدئي أي أن نحافظ على الثوابت بينما نتحرك بمرونة داخل الحقول الملغومة تلك المساحة منحت الأردن القدرة على البقاء دولة لا مجرد سلطة .
بقلم الدكتور فواز أبوتايه
مسرح التفاعل بين الجغرافيا والتاريخ يعود اليوم من البوابة التركية المكان بوابة غزة بعد أن عبرت من بوابة سوريا حاملة مشروعا سياسيا ذا ملامح إقليمية ودينية بصياغة سياسية حديثة متناغما مع الشرق الأوسط الجديد فمنذ إندلاع الأزمة السورية عام 2011.م بدأت أنقرة في إعادة تموضعها الإقليمي لتتحول إلى فاعل مباشر في الملفات العربية متسلحة بعقيدة سياسية تمزج بين الهوية الإسلامية والتطلعات الجيوسياسية لقد أستفادت أنقرة من الفراغ الذي خلفه تراجع دور العرب التقليدي ووجدت في الملف السوري فرصة للعودة إلى الخارطة التاريخية ومع تعقد الميدان وتبدل التحالفات حددت تركيا إستراتيجيتها من خلال إعادة النفوذ عبر البوابة الإنسانية والدينية والإقتصادية لا العسكرية فقط إنها غزة البوابة الجديدة للعودة التركية غزة ليست فقط قضية إنسانية أو سياسية بل بوابة جديدة لتأكد حضورها في قلب الشرق لأنها تدرك أن من يملك التأثير في غزة يملك وجدان الشارع العربي والإسلامي وفلسطين بما تمثله من رمزية دينية تشكل المنصة الأهم لإعادة صياغة الدور التركي في المنطقة في أكثر من ساحة عربية تحركات أنقرة تجاه غزة تحمل أبعادا هامه فالبعد الديني الرمزي قدمها كحامية لقضايا الأمة الإسلامية ترتب تموضعها لتظهر قوة مؤثرة ومفتاحا للحلول.
ملف غزة وعلى ضوء التطورات الأخيرة برزت إشارات تدل على أن أنقرة تسعى لتولي دور أمني في إدارة ملف غزة مستفيدة من كونها جهة مقبولة من حماس والفصائل الفلسطينية المتحالفة معها وهو ما يمنحها مدخلا سياسيا ناعما للملف الفلسطيني وفي الوقت ذاته بدأت أصوات الحرس القديم داخل حركة فتح ترتفع مطالبة بإعادة ترتيب البيت الفتحاوي الداخلي وتوحيد الموقف لتقديم مشروع وطني فلسطيني سياسي جامع في محاولة لإستعادة التوازن داخل الساحة الفلسطينية بعد سنوات من الإنقسام هذا التفاعل المتوازي بين الحراك التركي وبين محاولات فتح لإعادة إنتاج مشروعها الوطني قد ينتج معادلة جديدة في المشهد الفلسطيني تعيد ترتيب موازين القوى وتفتح الباب أمام مرحلة من إعادة التموضع السياسي في الداخل الفلسطيني .
الأردن يدرك أن تركيا لا تتحرك في الفراغ بل تبني حضورها بخطوات محسوبة تستند إلى الشرعية الدينية والبعد الإنساني وتقاربها مع إدارة ترامب ولأن الجغرافيا لا تعرف الفراغ فالتاريخ يعلمنا أن الفراغ في الجغرافيا السياسية لا يبقى طويلا وأن من ينسحب من ساحة يتركها لغيره لقد تركت بعض الدول العربية فراغا إستراتيجيا في المشرق فملأته قوى إقليمية كإيران وتركيا ولكل مشروعه وأدواته ومظلته الدينية الخاصة إن ما يجري في غزة اليوم فصل جديد في إعادة رسم خريطة المنطقة وعلى العقل السياسي الأردني أن يقرأ المشهد بعمق فمن لا يملك المشروع سيكون جزءا من مشروع غيره حتى لو قالوا إن للأردن دورا وظيفيا في الإقليم إلا أن الحقيقة الأعمق تكمن في أن الدور الوظيفي لا يلغِي الهوية الوطنية ولا يحد من الإرادة السياسية ما دام في إدارة هذا الدور مساحة مناورة مدروسة. فالدولة الذكية لا ترفض الواقع الإقليمي ولا تنسحب منه لكنها تحسن توظيف موقعها لتبقى دولة ذات قرار لا سلطة تدار من الخارج فالفرق بين الدولة والسلطة هو في القدرة على الفعل لا في الوجود الجغرافي فقط السلطة تنفذ أما الدولة فتوازن وتناور وتحافظ على ثوابتها دون أن تصطدم بالتحولات الكبرى وعلينا أن ندرك أننا أمام تقاطعات إقليمية حادة لكنه في الوقت ذاته يعرف كيف يحافظ على هامش حركته فلا يذوب في لعبة المحاور ولا يفقد إستقلالية قراره لقد أتقن الحسين بن طلال رحمه الله تلك القاعدة المبنية على التوازن بين الممكن والمبدئي أي أن نحافظ على الثوابت بينما نتحرك بمرونة داخل الحقول الملغومة تلك المساحة منحت الأردن القدرة على البقاء دولة لا مجرد سلطة .
التعليقات