لم تكن معارك 7 أكتوبر مجرّد مواجهة عسكرية على أرض غزة، بل كانت زلزالًا سياسيًا عالميًا وصلت ارتداداته إلى قلب نيويورك؛ العاصمة المالية لليهود الأميركيين، ومقرّ نفوذ الـAIPAC وشبكات الضغط المؤيدة للحرب والإبادة.
فوز رئيس بلدية نيويورك الجديد ، الشاب التقدّمي زهران ممداني، لم يكن صدفة انتخابية ولا موجة عابرة، بل كان أوّل تصدّع واضح داخل ماكينة النفوذ الصهيوني في الولايات المتحدة. هذا الشاب، الذي عمل بصمت وبعقلية الاشتراكي،الاجتماعي، وقف منذ اللحظة الأولى ضد المجازر في غزة، ورفض خطاب الكراهية، ولم يخضع لابتزاز الـAIPAC، ولم ينحنِ لوصاية ترامب ولا لمستشارين يمينيين يملكون المال والإعلام.
زهران لم يأتِ من منظومة المال السياسي، بل من بيئة فكرية تؤمن بالمساواة وحقوق الإنسان، وبأن الدم الفلسطيني ليس أقل قيمة من الدم الأميركي أو الأوكراني أو الإسرائيلي. لذلك هاجموه: قالوا عنه “يساري”، “اشتراكي”، “خطر على اليهود”. لكنّ المفاجأة أن الناخب الأميركي في نيويورك لم يعد يستجيب لخطاب الخوف، بل لخطاب العدالة.
7 أكتوبر قلبت المعادلة. قبلها كان الصمت إجبارًا، وبعدها أصبح الصوت واجبًا. قبلها كانت الصهيونية حصانة، وبعدها أصبحت دعوة للمساءلة الأخلاقية.
هذه الانتخابات أرسلت ثلاث رسائل عميقة:
أنّ الآيباك ليست عصيّة على الهزيمة نفوذها المالي لم يعُد كافيًا. ومصانع الرعب الإعلامي لم تعد تخيف الأجيال الجديدة.
أنّ ترامب ومجموعته خسروا احتكار “الوطنيّ الأخلاقي” كيف يكون “وطنيًا” من يدعم إبادة الأطفال؟ الأميركي العادي بدأ يرى التناقض.
أنّ الجيل الجديد يرفض ازدواجية المعايير يرى فلسطين كما يرى أوكرانيا، ويرى غزة كما يرى نيويورك والبرونكس.
ومَن يظن أن هذه مجرّد بلدية، فهو لا يفهم علم السياسة. نيويورك ليست مدينة؛ إنها مصنع قرار، ومنجم إعلام، ومختبر رأي عام. وما يحدث فيها ينتشر مثل عدوى سياسية إلى باقي الولايات.
الارتداد الحقيقي لـ7 أكتوبر لم يكن فقط على حدود غزة، بل في صناديق اقتراع أميركا. ففي بلد تتحكّم فيه اللوبيات، أن يسقط مرشح تدعمه الـAIPAC ويصعد من يقف ضدّ المجازر… فهذا إعلان رسمي لانهيار هالة الخوف حول اللوبي الصهيوني.
وللأمانة: هذا لم يكن انتصار زهران وحده، بل انتصار آلاف الطلاب، والأكاديميين، والسود، واللاتينيين، والأميركيين الذين صرخوا لأوّل مرة دون أن يخافوا لقب “معادٍ للسامية”.
إنها أوّل هزّة حقيقية في مركز نفوذ اليهود العالمي. هزّة ستتبعها هزّات أخرى في الكونغرس، والحزب الديمقراطي، والجامعات، والإعلام. والبداية… كانت نيويورك.
التاريخ يكتب الآن. والعالم يتغيّر من البلديات الصغيرة قبل البرلمانات الكبيرة. ومن أصوات الشباب قبل أصوات الشيوخ. ومن غزة… إلى نيويورك.
د. طارق سامي خوري
لم تكن معارك 7 أكتوبر مجرّد مواجهة عسكرية على أرض غزة، بل كانت زلزالًا سياسيًا عالميًا وصلت ارتداداته إلى قلب نيويورك؛ العاصمة المالية لليهود الأميركيين، ومقرّ نفوذ الـAIPAC وشبكات الضغط المؤيدة للحرب والإبادة.
فوز رئيس بلدية نيويورك الجديد ، الشاب التقدّمي زهران ممداني، لم يكن صدفة انتخابية ولا موجة عابرة، بل كان أوّل تصدّع واضح داخل ماكينة النفوذ الصهيوني في الولايات المتحدة. هذا الشاب، الذي عمل بصمت وبعقلية الاشتراكي،الاجتماعي، وقف منذ اللحظة الأولى ضد المجازر في غزة، ورفض خطاب الكراهية، ولم يخضع لابتزاز الـAIPAC، ولم ينحنِ لوصاية ترامب ولا لمستشارين يمينيين يملكون المال والإعلام.
زهران لم يأتِ من منظومة المال السياسي، بل من بيئة فكرية تؤمن بالمساواة وحقوق الإنسان، وبأن الدم الفلسطيني ليس أقل قيمة من الدم الأميركي أو الأوكراني أو الإسرائيلي. لذلك هاجموه: قالوا عنه “يساري”، “اشتراكي”، “خطر على اليهود”. لكنّ المفاجأة أن الناخب الأميركي في نيويورك لم يعد يستجيب لخطاب الخوف، بل لخطاب العدالة.
7 أكتوبر قلبت المعادلة. قبلها كان الصمت إجبارًا، وبعدها أصبح الصوت واجبًا. قبلها كانت الصهيونية حصانة، وبعدها أصبحت دعوة للمساءلة الأخلاقية.
هذه الانتخابات أرسلت ثلاث رسائل عميقة:
أنّ الآيباك ليست عصيّة على الهزيمة نفوذها المالي لم يعُد كافيًا. ومصانع الرعب الإعلامي لم تعد تخيف الأجيال الجديدة.
أنّ ترامب ومجموعته خسروا احتكار “الوطنيّ الأخلاقي” كيف يكون “وطنيًا” من يدعم إبادة الأطفال؟ الأميركي العادي بدأ يرى التناقض.
أنّ الجيل الجديد يرفض ازدواجية المعايير يرى فلسطين كما يرى أوكرانيا، ويرى غزة كما يرى نيويورك والبرونكس.
ومَن يظن أن هذه مجرّد بلدية، فهو لا يفهم علم السياسة. نيويورك ليست مدينة؛ إنها مصنع قرار، ومنجم إعلام، ومختبر رأي عام. وما يحدث فيها ينتشر مثل عدوى سياسية إلى باقي الولايات.
الارتداد الحقيقي لـ7 أكتوبر لم يكن فقط على حدود غزة، بل في صناديق اقتراع أميركا. ففي بلد تتحكّم فيه اللوبيات، أن يسقط مرشح تدعمه الـAIPAC ويصعد من يقف ضدّ المجازر… فهذا إعلان رسمي لانهيار هالة الخوف حول اللوبي الصهيوني.
وللأمانة: هذا لم يكن انتصار زهران وحده، بل انتصار آلاف الطلاب، والأكاديميين، والسود، واللاتينيين، والأميركيين الذين صرخوا لأوّل مرة دون أن يخافوا لقب “معادٍ للسامية”.
إنها أوّل هزّة حقيقية في مركز نفوذ اليهود العالمي. هزّة ستتبعها هزّات أخرى في الكونغرس، والحزب الديمقراطي، والجامعات، والإعلام. والبداية… كانت نيويورك.
التاريخ يكتب الآن. والعالم يتغيّر من البلديات الصغيرة قبل البرلمانات الكبيرة. ومن أصوات الشباب قبل أصوات الشيوخ. ومن غزة… إلى نيويورك.
د. طارق سامي خوري
لم تكن معارك 7 أكتوبر مجرّد مواجهة عسكرية على أرض غزة، بل كانت زلزالًا سياسيًا عالميًا وصلت ارتداداته إلى قلب نيويورك؛ العاصمة المالية لليهود الأميركيين، ومقرّ نفوذ الـAIPAC وشبكات الضغط المؤيدة للحرب والإبادة.
فوز رئيس بلدية نيويورك الجديد ، الشاب التقدّمي زهران ممداني، لم يكن صدفة انتخابية ولا موجة عابرة، بل كان أوّل تصدّع واضح داخل ماكينة النفوذ الصهيوني في الولايات المتحدة. هذا الشاب، الذي عمل بصمت وبعقلية الاشتراكي،الاجتماعي، وقف منذ اللحظة الأولى ضد المجازر في غزة، ورفض خطاب الكراهية، ولم يخضع لابتزاز الـAIPAC، ولم ينحنِ لوصاية ترامب ولا لمستشارين يمينيين يملكون المال والإعلام.
زهران لم يأتِ من منظومة المال السياسي، بل من بيئة فكرية تؤمن بالمساواة وحقوق الإنسان، وبأن الدم الفلسطيني ليس أقل قيمة من الدم الأميركي أو الأوكراني أو الإسرائيلي. لذلك هاجموه: قالوا عنه “يساري”، “اشتراكي”، “خطر على اليهود”. لكنّ المفاجأة أن الناخب الأميركي في نيويورك لم يعد يستجيب لخطاب الخوف، بل لخطاب العدالة.
7 أكتوبر قلبت المعادلة. قبلها كان الصمت إجبارًا، وبعدها أصبح الصوت واجبًا. قبلها كانت الصهيونية حصانة، وبعدها أصبحت دعوة للمساءلة الأخلاقية.
هذه الانتخابات أرسلت ثلاث رسائل عميقة:
أنّ الآيباك ليست عصيّة على الهزيمة نفوذها المالي لم يعُد كافيًا. ومصانع الرعب الإعلامي لم تعد تخيف الأجيال الجديدة.
أنّ ترامب ومجموعته خسروا احتكار “الوطنيّ الأخلاقي” كيف يكون “وطنيًا” من يدعم إبادة الأطفال؟ الأميركي العادي بدأ يرى التناقض.
أنّ الجيل الجديد يرفض ازدواجية المعايير يرى فلسطين كما يرى أوكرانيا، ويرى غزة كما يرى نيويورك والبرونكس.
ومَن يظن أن هذه مجرّد بلدية، فهو لا يفهم علم السياسة. نيويورك ليست مدينة؛ إنها مصنع قرار، ومنجم إعلام، ومختبر رأي عام. وما يحدث فيها ينتشر مثل عدوى سياسية إلى باقي الولايات.
الارتداد الحقيقي لـ7 أكتوبر لم يكن فقط على حدود غزة، بل في صناديق اقتراع أميركا. ففي بلد تتحكّم فيه اللوبيات، أن يسقط مرشح تدعمه الـAIPAC ويصعد من يقف ضدّ المجازر… فهذا إعلان رسمي لانهيار هالة الخوف حول اللوبي الصهيوني.
وللأمانة: هذا لم يكن انتصار زهران وحده، بل انتصار آلاف الطلاب، والأكاديميين، والسود، واللاتينيين، والأميركيين الذين صرخوا لأوّل مرة دون أن يخافوا لقب “معادٍ للسامية”.
إنها أوّل هزّة حقيقية في مركز نفوذ اليهود العالمي. هزّة ستتبعها هزّات أخرى في الكونغرس، والحزب الديمقراطي، والجامعات، والإعلام. والبداية… كانت نيويورك.
التاريخ يكتب الآن. والعالم يتغيّر من البلديات الصغيرة قبل البرلمانات الكبيرة. ومن أصوات الشباب قبل أصوات الشيوخ. ومن غزة… إلى نيويورك.
د. طارق سامي خوري
التعليقات
خوري يكتب : الهزّة الأولى في نيويورك: ما بعد 7 أكتوبر ليست كما قبلها
التعليقات