ما إن وطأت قدماي أرض الولايات المتحدة الأمريكية في يناير من عام 1987، لبدء دراستي العليا في الاقتصاد، حتى التقيت بأول شاب أردني هناك. كان قصير القامة، نحيف البنية، لكن ملامحه كانت تنطق بعزم لا يلين عرض علي السكن معه في سكن طلاب جامعة إلينوي، والذي كان بسيطا للغاية سريران، طاولة مكتب واحدة، وحمام مشترك مع الغرفة المجاورة.
اتفقنا على أن أستخدم المكتب للدراسة داخل الغرفة، بينما أخبرني هو أن جل وقته يمضيه في المختبر. وحقا، عشنا معا ذلك العام، وتعرفت عليه أكثر فأكثر، حتى أدركت أنني أمام شخصية استثنائية.
شاب ولد في أحد أحياء شرق العاصمة عمان، الأسرة متواضعة. كان والده يملك محلاً صغيرًا لبيع اللحوم في وسط البلد، وقد قرر إرساله إلى أمريكا وهو في السادسة عشرة من عمره، محملاً إياه مسؤولية الدراسة والعمل معا، معتمدًا على دعم إخوته المقيمين هناك، انه العالم الأردني الاستاذ الدكتور عمر ياغي.
لم تكن طريقه مفروشة بالورود، بل كانت شاقة ، لم يكن عمر يملك من الدنيا شيئًا سوى طموح لا يهزم وعقل متقد بالحلم عزيمته كانت أقوى من كل الحواجز.
في الوقت الذي كان فيه أقرانه ينشغلون بمتابعة مباريات كرة السلة أو الاسترخاء بعد المحاضرات او السهر، كان عمر يغوص في مختبره، منهمكا بين أنابيب التجارب وصفحات الكتب. كان العلم بالنسبة له عشقا، والمختبر وطنا ثان.
رغم ضيق الحال، واصل دراسته بتفوق، وحصل على منحة جامعية. لم يكن يتردد في العمل بأي وظيفة شريفة تمكنه من تغطية نفقاته، ومع ذلك، لم تغب ابتسامته أبدًا، ولا خفت بريق حلمه يوما.
تخرج عمر بامتياز، وواصل طريقه الأكاديمي حتى أصبح اسما معروفا في الأوساط العلمية والعالمية. نشر أبحاثا رائدة، وشارك في مؤتمرات عالمية، وابتكر مفاهيم علمية غيرت من فهم الكيمياء الحديثة حتى وصل إلى درجة الأستاذية في أعرق الجامعات العالمية، وأصبح مرجعا يشار إليه بالبنان.
وفي هذا اليوم من عام 2025، قرأت خبرا أدخل البهجة إلى قلبي:
العالم الأردني عمر ياغي يحصد جائزة نوبل في الكيمياء، أرفع الجوائز العلمية في العالم، تقديرًا لإنجازاته المذهلة في مجال الكيمياء العضوية وتصميم المواد.
قصة عمر ياغي ليست مجرد سيرة نجاح، بل ملحمة كفاح حقيقية. قصة تثبت أن بساطة العيش ليست عيبا، بل قد تكون الدافع الأقوى للارتقاء. عمر هو الدليل الحي على أن الإصرار والعمل الجاد كفيلان بفتح أبواب كانت تبدو موصدة، وأن الحلم إذا اقترن بالإرادة، يصنع المعجزات.
هنيئا للأردن، هنيئا للعرب، وهنيئا للعالم بما أنجزه هذا العالم الاردني المثابر الذي رفع اسم بلاده عاليا، وعلمنا جميعا أن القمة لا تنال إلا بالصبر والعلم والتفاني.
الدكتور أحمد حسين الرفاعي
ما إن وطأت قدماي أرض الولايات المتحدة الأمريكية في يناير من عام 1987، لبدء دراستي العليا في الاقتصاد، حتى التقيت بأول شاب أردني هناك. كان قصير القامة، نحيف البنية، لكن ملامحه كانت تنطق بعزم لا يلين عرض علي السكن معه في سكن طلاب جامعة إلينوي، والذي كان بسيطا للغاية سريران، طاولة مكتب واحدة، وحمام مشترك مع الغرفة المجاورة.
اتفقنا على أن أستخدم المكتب للدراسة داخل الغرفة، بينما أخبرني هو أن جل وقته يمضيه في المختبر. وحقا، عشنا معا ذلك العام، وتعرفت عليه أكثر فأكثر، حتى أدركت أنني أمام شخصية استثنائية.
شاب ولد في أحد أحياء شرق العاصمة عمان، الأسرة متواضعة. كان والده يملك محلاً صغيرًا لبيع اللحوم في وسط البلد، وقد قرر إرساله إلى أمريكا وهو في السادسة عشرة من عمره، محملاً إياه مسؤولية الدراسة والعمل معا، معتمدًا على دعم إخوته المقيمين هناك، انه العالم الأردني الاستاذ الدكتور عمر ياغي.
لم تكن طريقه مفروشة بالورود، بل كانت شاقة ، لم يكن عمر يملك من الدنيا شيئًا سوى طموح لا يهزم وعقل متقد بالحلم عزيمته كانت أقوى من كل الحواجز.
في الوقت الذي كان فيه أقرانه ينشغلون بمتابعة مباريات كرة السلة أو الاسترخاء بعد المحاضرات او السهر، كان عمر يغوص في مختبره، منهمكا بين أنابيب التجارب وصفحات الكتب. كان العلم بالنسبة له عشقا، والمختبر وطنا ثان.
رغم ضيق الحال، واصل دراسته بتفوق، وحصل على منحة جامعية. لم يكن يتردد في العمل بأي وظيفة شريفة تمكنه من تغطية نفقاته، ومع ذلك، لم تغب ابتسامته أبدًا، ولا خفت بريق حلمه يوما.
تخرج عمر بامتياز، وواصل طريقه الأكاديمي حتى أصبح اسما معروفا في الأوساط العلمية والعالمية. نشر أبحاثا رائدة، وشارك في مؤتمرات عالمية، وابتكر مفاهيم علمية غيرت من فهم الكيمياء الحديثة حتى وصل إلى درجة الأستاذية في أعرق الجامعات العالمية، وأصبح مرجعا يشار إليه بالبنان.
وفي هذا اليوم من عام 2025، قرأت خبرا أدخل البهجة إلى قلبي:
العالم الأردني عمر ياغي يحصد جائزة نوبل في الكيمياء، أرفع الجوائز العلمية في العالم، تقديرًا لإنجازاته المذهلة في مجال الكيمياء العضوية وتصميم المواد.
قصة عمر ياغي ليست مجرد سيرة نجاح، بل ملحمة كفاح حقيقية. قصة تثبت أن بساطة العيش ليست عيبا، بل قد تكون الدافع الأقوى للارتقاء. عمر هو الدليل الحي على أن الإصرار والعمل الجاد كفيلان بفتح أبواب كانت تبدو موصدة، وأن الحلم إذا اقترن بالإرادة، يصنع المعجزات.
هنيئا للأردن، هنيئا للعرب، وهنيئا للعالم بما أنجزه هذا العالم الاردني المثابر الذي رفع اسم بلاده عاليا، وعلمنا جميعا أن القمة لا تنال إلا بالصبر والعلم والتفاني.
الدكتور أحمد حسين الرفاعي
ما إن وطأت قدماي أرض الولايات المتحدة الأمريكية في يناير من عام 1987، لبدء دراستي العليا في الاقتصاد، حتى التقيت بأول شاب أردني هناك. كان قصير القامة، نحيف البنية، لكن ملامحه كانت تنطق بعزم لا يلين عرض علي السكن معه في سكن طلاب جامعة إلينوي، والذي كان بسيطا للغاية سريران، طاولة مكتب واحدة، وحمام مشترك مع الغرفة المجاورة.
اتفقنا على أن أستخدم المكتب للدراسة داخل الغرفة، بينما أخبرني هو أن جل وقته يمضيه في المختبر. وحقا، عشنا معا ذلك العام، وتعرفت عليه أكثر فأكثر، حتى أدركت أنني أمام شخصية استثنائية.
شاب ولد في أحد أحياء شرق العاصمة عمان، الأسرة متواضعة. كان والده يملك محلاً صغيرًا لبيع اللحوم في وسط البلد، وقد قرر إرساله إلى أمريكا وهو في السادسة عشرة من عمره، محملاً إياه مسؤولية الدراسة والعمل معا، معتمدًا على دعم إخوته المقيمين هناك، انه العالم الأردني الاستاذ الدكتور عمر ياغي.
لم تكن طريقه مفروشة بالورود، بل كانت شاقة ، لم يكن عمر يملك من الدنيا شيئًا سوى طموح لا يهزم وعقل متقد بالحلم عزيمته كانت أقوى من كل الحواجز.
في الوقت الذي كان فيه أقرانه ينشغلون بمتابعة مباريات كرة السلة أو الاسترخاء بعد المحاضرات او السهر، كان عمر يغوص في مختبره، منهمكا بين أنابيب التجارب وصفحات الكتب. كان العلم بالنسبة له عشقا، والمختبر وطنا ثان.
رغم ضيق الحال، واصل دراسته بتفوق، وحصل على منحة جامعية. لم يكن يتردد في العمل بأي وظيفة شريفة تمكنه من تغطية نفقاته، ومع ذلك، لم تغب ابتسامته أبدًا، ولا خفت بريق حلمه يوما.
تخرج عمر بامتياز، وواصل طريقه الأكاديمي حتى أصبح اسما معروفا في الأوساط العلمية والعالمية. نشر أبحاثا رائدة، وشارك في مؤتمرات عالمية، وابتكر مفاهيم علمية غيرت من فهم الكيمياء الحديثة حتى وصل إلى درجة الأستاذية في أعرق الجامعات العالمية، وأصبح مرجعا يشار إليه بالبنان.
وفي هذا اليوم من عام 2025، قرأت خبرا أدخل البهجة إلى قلبي:
العالم الأردني عمر ياغي يحصد جائزة نوبل في الكيمياء، أرفع الجوائز العلمية في العالم، تقديرًا لإنجازاته المذهلة في مجال الكيمياء العضوية وتصميم المواد.
قصة عمر ياغي ليست مجرد سيرة نجاح، بل ملحمة كفاح حقيقية. قصة تثبت أن بساطة العيش ليست عيبا، بل قد تكون الدافع الأقوى للارتقاء. عمر هو الدليل الحي على أن الإصرار والعمل الجاد كفيلان بفتح أبواب كانت تبدو موصدة، وأن الحلم إذا اقترن بالإرادة، يصنع المعجزات.
هنيئا للأردن، هنيئا للعرب، وهنيئا للعالم بما أنجزه هذا العالم الاردني المثابر الذي رفع اسم بلاده عاليا، وعلمنا جميعا أن القمة لا تنال إلا بالصبر والعلم والتفاني.
التعليقات
من شرق عمان الى العالمية: قصة العالم المثابر عمر ياغي
التعليقات