استطاعت الفنانة صفاء سلطان أن تحجز لنفسها مكانة مرموقة بفضل موهبتها المتجددة وحضورها اللافت، وأثبتت نفسها كواحدة من أبرز نجمات الدراما العربية، فجمعت بين العفوية والقدرة على التلون بين الأدوار، لتترك بصمة خاصة في ذاكرة المشاهد العربي. حيث تتنقل صفاء من الشخصيات الشعبية إلى النخبوية، بخفة كممثلة تعرف سر المهنة وتؤمن برسالتها الفنية.
في حوار الأسبوع، من صفاء الإنسانة قبل صفاء الفنانة، لاستكشاف رؤيتها للفن والحياة وما تخبئه من مشاريع قادمة.
صفاء سلطان : الفن صار مرآتي وذاكرتي
بدايةً، كيف تلخصين مسيرتك الفنية التي امتدت لأكثر من عقدين؟
كانت رحلة طويلة، مليئة بالتجارب المتنوعة والتحديات، كانت مزيجاً من الفرص والاختبارات، لكنني ممتنة لكل لحظة فيها، لأنها شكلتني على المستوى الشخصي والفني.
الآن، الفن صار مرآتي وذاكرتي وملاذي، بل أصبح أسلوب حياة، وجزءاً من هويتي. ورغم كل ما أنجزت، أشعر أن هناك بداية جديدة تنتظرني مع كل عمل جديد.
قدّمتِ مؤخراً شخصية 'ليلى' في مسلسل 'قطع وريد'، كيف تصفين تجربتك مع هذه الشخصية؟
'ليلى' شخصية قوية تحمل صراعاً داخلياً عميقاً بين العاطفة والانتقام. والدور أتاح لي الغوص في تفاصيل نفسية دقيقة، وتعاملتُ فيه مع مشاعر معقدة لم أتعامل معها من قبل، فكل مشهد كان كرحلة لاكتشاف الذات.
لكن مشهد القتل انتقاماً للزوج أثار تفاعلاً كبيراً..
كان مشهداً صعباً للغاية. عادةً لا أقدم مشاهد عنف بهذا الشكل، لذلك كان التركيز على إيصال المشاعر الداخلية قبل أي حركة جسدية. أردتُ أن يشعر الجمهور بالحدث بصدق من دون مبالغة، وأن تكون الواقعية حاضرة في كل لقطة.
أعدنا المشهد مرات عدة، للتأكد من وصول التوتر والعاطفة بشكل صحيح. أصعب شيء كان السيطرة على الانفعال الداخلي؛ لأن المشاعر كانت قوية جداً، ويجب أن تُترجم على الشاشة بدقة لتترك أثرها في المتابع.
وقفتِ في العمل أمام الممثل سلوم حداد، فكيف تصفين التعاون معه؟
يمتلك سلوم حداد حضوراً طاغياً وخبرة عميقة، ما يجعل الوقوف أمامه في أي عمل تجربة مختلفة. وجوده يفرض عليكِ كزميلة أو شريكة في المشهد أن تبذلي أقصى طاقاتك، لأن الأداء بجواره يرفع منسوب التحدي ويحفّز على تقديم الأفضل. وهو معروف بدقته واحترامه للمهنة، لأنه لا يتعامل مع التمثيل كأداء عابر، بل كبحث دائم عن الصدق والعمق في الشخصية. هذا الانضباط ينعكس على أجواء العمل، فيجعل الفريق ككل أكثر التزاماً، ويمنح الممثلين طاقة إيجابية تدفعهم للإبداع.
بعد نجاحك في تجسيد شخصية ليلى مراد.. هل يمكن أن نراكِ في عمل يقدم سيرة مغنية عربية أخرى؟
تجسيد شخصية ليلى مراد كان تحدياً كبيراً وتجربة لا تنسى، لأنها شخصية استثنائية تركت أثراً عميقاً في وجدان الناس. والنجاح في هذا العمل منحني ثقة، لكنه في الوقت نفسه زاد من إحساسي بالمسؤولية.
فكرة تجسيد سيرة فنانة أخرى ممكنة طبعاً، بشرط أن تكون الشخصية غنية درامياً، ومليئة بالأحداث والتحولات، وأن تحمل رسالة إنسانية أو فنية تستحق أن تُروى للأجيال، كما أن العمل يحتاج فريقاً على مستوى عالٍ من البحث والإخراج والإنتاج ليقدم بصدق وعمق.
صفاء سلطان: الدراما المصرية مدرسة عريقة.. والسورية قوة فنية حقيقية
هل تفكرين في العودة للدراما المصرية؟
أحب مصر ودراماها، الدراما المصرية لها مكانة خاصة في قلبي، لأنها مدرسة عريقة، وقدّمت عبر عقود روائع مازالت خالدة في ذاكرة المشاهد العربي. وهي دراما غنية بالقصص، وقادرة على الوصول إلى كل بيت عربي؛ ما جعلها رائدة ومرجعاً للجميع.
في السنوات الأخيرة، شهدت الدراما المصرية تجديداً من حيث الشكل والمضمون والإنتاج والتقنيات، لكن ما يميزها هو الممثل المصري القريب من القلب، والنصوص التي تلتقط تفاصيل الحياة اليومية.
ما وجه المقارنة بينها والدراما السورية؟
الدراما السورية لها فضل كبير على مسيرتي الفنية، وقد أثبتت نفسها كقوة فنية حقيقية في الساحة العربية. هي دراما قادرة على الغوص في العمقين الإنساني والاجتماعي.
من خلالها استطعنا تقديم صورة المجتمع السوري بكل تنوعه، وأن نوصل هموم الناس وقضاياهم بصدق، لذلك أحبها الجمهور في أنحاء الوطن العربي.
وما يميزها أيضاً هو التنوع، من التاريخية التي وصلت إلى العالمية، إلى الاجتماعية التي لامست تفاصيل الحياة اليومية، وحتى الكوميديا التي حملت رسائل ذكية، ووصولاً إلى الدراما الشامية المتفردة.
ما رأيك بالدراما التركية المعربة؟
للدراما المعربة جمهور كبير، ولا يمكن إنكار قدرتها على جذب المشاهد العربي بقصصها المشوقة وإنتاجها المتقن. هي أعمال جميلة من حيث الصورة والإخراج، وأرى أنها إضافة مفيدة للجمهور. لكنني أعتقد أن الدراما العربية قادرة على التعبير عن همومنا وقصصنا بطريقة أفضل، مع الاستفادة من أساليب الإنتاج الحديثة التي نجحت فيها الدراما التركية.
اجتمعتِ مع الممثلة المصرية ليلى زاهر في مسلسل 'بنات العيلة'، فماذا تقولين لها بعد أن أصبحت عروساً؟
ألف مبروك يا ليلى، أسعدك الله وجعل أيامك فرح وخير. الزواج بداية فصل جديد في حياتك، وأتمنى أن يجمعك بشريك حياتك على المحبة والاحترام والتفاهم. أنتِ فنانة موهوبة وابنة بيت فني عريق، وأتمنى أن تستمري في عملك بحب، والأهم أن تحافظي على نفسك وعلى نقاء قلبك؛ لأن هذا هو سر نجاح أي إنسان قبل أن يكون فناناً.
غنائياً، لماذا لم تصدري ألبوماً كاملاً رغم امتلاكك صوتاً فريداً؟
الغناء جزء مني، لكنه لم يصبح محور حياتي المهنية بعد، لم أقدّم ألبوماً كاملاً لأنني أردت أن أجد المشروع الصحيح الذي يعكس رؤيتي الفنية ويكون مؤثراً، لا مجرد خطوة تسويقية عابرة. قدّمت عدة أغنيات لأنني كنت أعيش لحظتها بكل حب، والأغنية كانت أشبه برسالة خاصة أو حالة شعورية أردت مشاركتها مع الناس، وليست مشروعاً تجارياً.
بكل الأحوال، إصدار ألبوم يحتاج إلى التزام كبير من حيث الوقت والتسويق والعمل، لذلك فضّلت أن تبقى الأغنيات محطات مضيئة في رحلتي، وهدايا صغيرة أقدّمها للجمهور.
ماذا عن شركة الإنتاج التي تمتلكينها؟
الشركة ليست مجرد مشروع تجاري، بل هي مساحة لصناعة الفن الذي أؤمن فيه، ويكمن هدفي الأساسي من تأسيسها في تقديم أعمال فنية ذات جودة عالية تعكس رؤيتي الإبداعية وتخدم رسالة الفن الصادق. لكنني متريثة في الإنتاج قليلاً حتى أجد الظروف الإنتاجية الأفضل لتقديم ما يليق بالفن الراقي الذي أطمح إليه.
صفاء سلطان: العفوية جزء مني ولن أغيرها بسبب الانتقادات
ما أكثر تحدٍ واجهته كامرأة في الوسط الفني؟
أبرز التحديات كانت التعامل مع الصورة النمطية عن المرأة، وإثبات القدرة على تقديم أدوار متنوعة من دون أن يتم حصرها في قالب معين.
وأكبر تحدٍ كان الموازنة بين الطموح الفني والمتطلبات الاجتماعية والشخصية، عليكِ أن تثبتي نفسك دائماً، ليس فقط كممثلة، بل كشخص قادر على إدارة صورته واختياراته وسمعته. في النهاية، الوسط الفني صقل شخصيتي، وجعلني أقدّر كل نجاح مهما كان صغيراً.
بعيداً عن الفن، علاقتك بابنتك 'أملي' دائماً حاضرة، كيف تصفينها؟
علاقتي بابنتي هي علاقة صداقة قبل أن تكون علاقة أم بابنتها، هي أقرب إنسانة إلى قلبي، تشاركني حياتي بكل تفاصيلها، وأجد فيها السند والرفيقة. أؤمن أن علاقتنا المتينة هي أجمل ما أنجزته في حياتي، لأنها مبنية على المحبة والثقة والاحترام. وهي ليست مجرد ابنة، بل قطعة من روحي، ورفيقة دربي، حضورها يمنح حياتي دفئاً لا يوصف، وكأنها مرآة أرى نفسي بصدق وشفافية.
ما رأيك في نجاحاتها الإعلامية؟
أنا فخورة جداً بما حققته، العمل الجاد والمثابرة أظهرا ثمارها، و'أملي' مثال حي على ذلك. أكثر ما يسعدني هو شخصيتها القوية وصدقها وإنسانيتها، أشعر أنني أتعلم منها بقدر ما أوجهها، فهي تمنحني طاقة إيجابية وإلهاماً متجدداً. في كل مرة أراها تحقق أحلامها، أشعر بسعادة عميقة لا يمكن للكلمات أن تصفها.
تُعرفين بعفويتك وصراحتك، لكن ذلك يعرّضك للانتقادات أحياناً..
العفوية جزء مني، ولن أغيرها بسبب الانتقادات. أستمع للآراء، لكن صراحتي وصدق مشاعري جزء من شخصيتي الفنية والإنسانية.
أحب أن أعبّر عن آرائي ومشاعري بلا تزييف، وهذا أحياناً يزعج البعض، لكنه يعكس حقيقتي. وعلى أي حال، أحب أن أكون صادقة في كلامي وأفعالي، وأرى أن الضحك والمزاح جزء من الصراحة أحياناً.
أخيراً، ماذا تحضرين للموسم الدرامي المقبل؟
صورت مشاهدي في مسلسل 'عيلة الملك'، وأشعر بالسعادة لأنني أقف للمرة الأولى أمام كاميرا المخرج محمد عبد العزيز، وأجسد فيه شخصية 'لوز'، وأقدم من خلالها 'كاركتر متميز'، دمجت فيه اللايت الكوميدي مع الدراما.
أما العمل الثاني فهو 'الحريقة' مع المخرج أحمد إبراهيم أحمد، وسعيدة جداً بعودة أسامة شحادة إلى الإنتاج من خلال هذا العمل. وأيضاً عندي مسلسل ريفي في الأردن من تأليف سليمان أبو شارب وإخراج سائد الهواري وإنتاج عصام الحجاوي. كما أنني أقرأ عدة نصوص أخرى ولم أحسم أمري فيها بعد.
استطاعت الفنانة صفاء سلطان أن تحجز لنفسها مكانة مرموقة بفضل موهبتها المتجددة وحضورها اللافت، وأثبتت نفسها كواحدة من أبرز نجمات الدراما العربية، فجمعت بين العفوية والقدرة على التلون بين الأدوار، لتترك بصمة خاصة في ذاكرة المشاهد العربي. حيث تتنقل صفاء من الشخصيات الشعبية إلى النخبوية، بخفة كممثلة تعرف سر المهنة وتؤمن برسالتها الفنية.
في حوار الأسبوع، من صفاء الإنسانة قبل صفاء الفنانة، لاستكشاف رؤيتها للفن والحياة وما تخبئه من مشاريع قادمة.
صفاء سلطان : الفن صار مرآتي وذاكرتي
بدايةً، كيف تلخصين مسيرتك الفنية التي امتدت لأكثر من عقدين؟
كانت رحلة طويلة، مليئة بالتجارب المتنوعة والتحديات، كانت مزيجاً من الفرص والاختبارات، لكنني ممتنة لكل لحظة فيها، لأنها شكلتني على المستوى الشخصي والفني.
الآن، الفن صار مرآتي وذاكرتي وملاذي، بل أصبح أسلوب حياة، وجزءاً من هويتي. ورغم كل ما أنجزت، أشعر أن هناك بداية جديدة تنتظرني مع كل عمل جديد.
قدّمتِ مؤخراً شخصية 'ليلى' في مسلسل 'قطع وريد'، كيف تصفين تجربتك مع هذه الشخصية؟
'ليلى' شخصية قوية تحمل صراعاً داخلياً عميقاً بين العاطفة والانتقام. والدور أتاح لي الغوص في تفاصيل نفسية دقيقة، وتعاملتُ فيه مع مشاعر معقدة لم أتعامل معها من قبل، فكل مشهد كان كرحلة لاكتشاف الذات.
لكن مشهد القتل انتقاماً للزوج أثار تفاعلاً كبيراً..
كان مشهداً صعباً للغاية. عادةً لا أقدم مشاهد عنف بهذا الشكل، لذلك كان التركيز على إيصال المشاعر الداخلية قبل أي حركة جسدية. أردتُ أن يشعر الجمهور بالحدث بصدق من دون مبالغة، وأن تكون الواقعية حاضرة في كل لقطة.
أعدنا المشهد مرات عدة، للتأكد من وصول التوتر والعاطفة بشكل صحيح. أصعب شيء كان السيطرة على الانفعال الداخلي؛ لأن المشاعر كانت قوية جداً، ويجب أن تُترجم على الشاشة بدقة لتترك أثرها في المتابع.
وقفتِ في العمل أمام الممثل سلوم حداد، فكيف تصفين التعاون معه؟
يمتلك سلوم حداد حضوراً طاغياً وخبرة عميقة، ما يجعل الوقوف أمامه في أي عمل تجربة مختلفة. وجوده يفرض عليكِ كزميلة أو شريكة في المشهد أن تبذلي أقصى طاقاتك، لأن الأداء بجواره يرفع منسوب التحدي ويحفّز على تقديم الأفضل. وهو معروف بدقته واحترامه للمهنة، لأنه لا يتعامل مع التمثيل كأداء عابر، بل كبحث دائم عن الصدق والعمق في الشخصية. هذا الانضباط ينعكس على أجواء العمل، فيجعل الفريق ككل أكثر التزاماً، ويمنح الممثلين طاقة إيجابية تدفعهم للإبداع.
بعد نجاحك في تجسيد شخصية ليلى مراد.. هل يمكن أن نراكِ في عمل يقدم سيرة مغنية عربية أخرى؟
تجسيد شخصية ليلى مراد كان تحدياً كبيراً وتجربة لا تنسى، لأنها شخصية استثنائية تركت أثراً عميقاً في وجدان الناس. والنجاح في هذا العمل منحني ثقة، لكنه في الوقت نفسه زاد من إحساسي بالمسؤولية.
فكرة تجسيد سيرة فنانة أخرى ممكنة طبعاً، بشرط أن تكون الشخصية غنية درامياً، ومليئة بالأحداث والتحولات، وأن تحمل رسالة إنسانية أو فنية تستحق أن تُروى للأجيال، كما أن العمل يحتاج فريقاً على مستوى عالٍ من البحث والإخراج والإنتاج ليقدم بصدق وعمق.
صفاء سلطان: الدراما المصرية مدرسة عريقة.. والسورية قوة فنية حقيقية
هل تفكرين في العودة للدراما المصرية؟
أحب مصر ودراماها، الدراما المصرية لها مكانة خاصة في قلبي، لأنها مدرسة عريقة، وقدّمت عبر عقود روائع مازالت خالدة في ذاكرة المشاهد العربي. وهي دراما غنية بالقصص، وقادرة على الوصول إلى كل بيت عربي؛ ما جعلها رائدة ومرجعاً للجميع.
في السنوات الأخيرة، شهدت الدراما المصرية تجديداً من حيث الشكل والمضمون والإنتاج والتقنيات، لكن ما يميزها هو الممثل المصري القريب من القلب، والنصوص التي تلتقط تفاصيل الحياة اليومية.
ما وجه المقارنة بينها والدراما السورية؟
الدراما السورية لها فضل كبير على مسيرتي الفنية، وقد أثبتت نفسها كقوة فنية حقيقية في الساحة العربية. هي دراما قادرة على الغوص في العمقين الإنساني والاجتماعي.
من خلالها استطعنا تقديم صورة المجتمع السوري بكل تنوعه، وأن نوصل هموم الناس وقضاياهم بصدق، لذلك أحبها الجمهور في أنحاء الوطن العربي.
وما يميزها أيضاً هو التنوع، من التاريخية التي وصلت إلى العالمية، إلى الاجتماعية التي لامست تفاصيل الحياة اليومية، وحتى الكوميديا التي حملت رسائل ذكية، ووصولاً إلى الدراما الشامية المتفردة.
ما رأيك بالدراما التركية المعربة؟
للدراما المعربة جمهور كبير، ولا يمكن إنكار قدرتها على جذب المشاهد العربي بقصصها المشوقة وإنتاجها المتقن. هي أعمال جميلة من حيث الصورة والإخراج، وأرى أنها إضافة مفيدة للجمهور. لكنني أعتقد أن الدراما العربية قادرة على التعبير عن همومنا وقصصنا بطريقة أفضل، مع الاستفادة من أساليب الإنتاج الحديثة التي نجحت فيها الدراما التركية.
اجتمعتِ مع الممثلة المصرية ليلى زاهر في مسلسل 'بنات العيلة'، فماذا تقولين لها بعد أن أصبحت عروساً؟
ألف مبروك يا ليلى، أسعدك الله وجعل أيامك فرح وخير. الزواج بداية فصل جديد في حياتك، وأتمنى أن يجمعك بشريك حياتك على المحبة والاحترام والتفاهم. أنتِ فنانة موهوبة وابنة بيت فني عريق، وأتمنى أن تستمري في عملك بحب، والأهم أن تحافظي على نفسك وعلى نقاء قلبك؛ لأن هذا هو سر نجاح أي إنسان قبل أن يكون فناناً.
غنائياً، لماذا لم تصدري ألبوماً كاملاً رغم امتلاكك صوتاً فريداً؟
الغناء جزء مني، لكنه لم يصبح محور حياتي المهنية بعد، لم أقدّم ألبوماً كاملاً لأنني أردت أن أجد المشروع الصحيح الذي يعكس رؤيتي الفنية ويكون مؤثراً، لا مجرد خطوة تسويقية عابرة. قدّمت عدة أغنيات لأنني كنت أعيش لحظتها بكل حب، والأغنية كانت أشبه برسالة خاصة أو حالة شعورية أردت مشاركتها مع الناس، وليست مشروعاً تجارياً.
بكل الأحوال، إصدار ألبوم يحتاج إلى التزام كبير من حيث الوقت والتسويق والعمل، لذلك فضّلت أن تبقى الأغنيات محطات مضيئة في رحلتي، وهدايا صغيرة أقدّمها للجمهور.
ماذا عن شركة الإنتاج التي تمتلكينها؟
الشركة ليست مجرد مشروع تجاري، بل هي مساحة لصناعة الفن الذي أؤمن فيه، ويكمن هدفي الأساسي من تأسيسها في تقديم أعمال فنية ذات جودة عالية تعكس رؤيتي الإبداعية وتخدم رسالة الفن الصادق. لكنني متريثة في الإنتاج قليلاً حتى أجد الظروف الإنتاجية الأفضل لتقديم ما يليق بالفن الراقي الذي أطمح إليه.
صفاء سلطان: العفوية جزء مني ولن أغيرها بسبب الانتقادات
ما أكثر تحدٍ واجهته كامرأة في الوسط الفني؟
أبرز التحديات كانت التعامل مع الصورة النمطية عن المرأة، وإثبات القدرة على تقديم أدوار متنوعة من دون أن يتم حصرها في قالب معين.
وأكبر تحدٍ كان الموازنة بين الطموح الفني والمتطلبات الاجتماعية والشخصية، عليكِ أن تثبتي نفسك دائماً، ليس فقط كممثلة، بل كشخص قادر على إدارة صورته واختياراته وسمعته. في النهاية، الوسط الفني صقل شخصيتي، وجعلني أقدّر كل نجاح مهما كان صغيراً.
بعيداً عن الفن، علاقتك بابنتك 'أملي' دائماً حاضرة، كيف تصفينها؟
علاقتي بابنتي هي علاقة صداقة قبل أن تكون علاقة أم بابنتها، هي أقرب إنسانة إلى قلبي، تشاركني حياتي بكل تفاصيلها، وأجد فيها السند والرفيقة. أؤمن أن علاقتنا المتينة هي أجمل ما أنجزته في حياتي، لأنها مبنية على المحبة والثقة والاحترام. وهي ليست مجرد ابنة، بل قطعة من روحي، ورفيقة دربي، حضورها يمنح حياتي دفئاً لا يوصف، وكأنها مرآة أرى نفسي بصدق وشفافية.
ما رأيك في نجاحاتها الإعلامية؟
أنا فخورة جداً بما حققته، العمل الجاد والمثابرة أظهرا ثمارها، و'أملي' مثال حي على ذلك. أكثر ما يسعدني هو شخصيتها القوية وصدقها وإنسانيتها، أشعر أنني أتعلم منها بقدر ما أوجهها، فهي تمنحني طاقة إيجابية وإلهاماً متجدداً. في كل مرة أراها تحقق أحلامها، أشعر بسعادة عميقة لا يمكن للكلمات أن تصفها.
تُعرفين بعفويتك وصراحتك، لكن ذلك يعرّضك للانتقادات أحياناً..
العفوية جزء مني، ولن أغيرها بسبب الانتقادات. أستمع للآراء، لكن صراحتي وصدق مشاعري جزء من شخصيتي الفنية والإنسانية.
أحب أن أعبّر عن آرائي ومشاعري بلا تزييف، وهذا أحياناً يزعج البعض، لكنه يعكس حقيقتي. وعلى أي حال، أحب أن أكون صادقة في كلامي وأفعالي، وأرى أن الضحك والمزاح جزء من الصراحة أحياناً.
أخيراً، ماذا تحضرين للموسم الدرامي المقبل؟
صورت مشاهدي في مسلسل 'عيلة الملك'، وأشعر بالسعادة لأنني أقف للمرة الأولى أمام كاميرا المخرج محمد عبد العزيز، وأجسد فيه شخصية 'لوز'، وأقدم من خلالها 'كاركتر متميز'، دمجت فيه اللايت الكوميدي مع الدراما.
أما العمل الثاني فهو 'الحريقة' مع المخرج أحمد إبراهيم أحمد، وسعيدة جداً بعودة أسامة شحادة إلى الإنتاج من خلال هذا العمل. وأيضاً عندي مسلسل ريفي في الأردن من تأليف سليمان أبو شارب وإخراج سائد الهواري وإنتاج عصام الحجاوي. كما أنني أقرأ عدة نصوص أخرى ولم أحسم أمري فيها بعد.
استطاعت الفنانة صفاء سلطان أن تحجز لنفسها مكانة مرموقة بفضل موهبتها المتجددة وحضورها اللافت، وأثبتت نفسها كواحدة من أبرز نجمات الدراما العربية، فجمعت بين العفوية والقدرة على التلون بين الأدوار، لتترك بصمة خاصة في ذاكرة المشاهد العربي. حيث تتنقل صفاء من الشخصيات الشعبية إلى النخبوية، بخفة كممثلة تعرف سر المهنة وتؤمن برسالتها الفنية.
في حوار الأسبوع، من صفاء الإنسانة قبل صفاء الفنانة، لاستكشاف رؤيتها للفن والحياة وما تخبئه من مشاريع قادمة.
صفاء سلطان : الفن صار مرآتي وذاكرتي
بدايةً، كيف تلخصين مسيرتك الفنية التي امتدت لأكثر من عقدين؟
كانت رحلة طويلة، مليئة بالتجارب المتنوعة والتحديات، كانت مزيجاً من الفرص والاختبارات، لكنني ممتنة لكل لحظة فيها، لأنها شكلتني على المستوى الشخصي والفني.
الآن، الفن صار مرآتي وذاكرتي وملاذي، بل أصبح أسلوب حياة، وجزءاً من هويتي. ورغم كل ما أنجزت، أشعر أن هناك بداية جديدة تنتظرني مع كل عمل جديد.
قدّمتِ مؤخراً شخصية 'ليلى' في مسلسل 'قطع وريد'، كيف تصفين تجربتك مع هذه الشخصية؟
'ليلى' شخصية قوية تحمل صراعاً داخلياً عميقاً بين العاطفة والانتقام. والدور أتاح لي الغوص في تفاصيل نفسية دقيقة، وتعاملتُ فيه مع مشاعر معقدة لم أتعامل معها من قبل، فكل مشهد كان كرحلة لاكتشاف الذات.
لكن مشهد القتل انتقاماً للزوج أثار تفاعلاً كبيراً..
كان مشهداً صعباً للغاية. عادةً لا أقدم مشاهد عنف بهذا الشكل، لذلك كان التركيز على إيصال المشاعر الداخلية قبل أي حركة جسدية. أردتُ أن يشعر الجمهور بالحدث بصدق من دون مبالغة، وأن تكون الواقعية حاضرة في كل لقطة.
أعدنا المشهد مرات عدة، للتأكد من وصول التوتر والعاطفة بشكل صحيح. أصعب شيء كان السيطرة على الانفعال الداخلي؛ لأن المشاعر كانت قوية جداً، ويجب أن تُترجم على الشاشة بدقة لتترك أثرها في المتابع.
وقفتِ في العمل أمام الممثل سلوم حداد، فكيف تصفين التعاون معه؟
يمتلك سلوم حداد حضوراً طاغياً وخبرة عميقة، ما يجعل الوقوف أمامه في أي عمل تجربة مختلفة. وجوده يفرض عليكِ كزميلة أو شريكة في المشهد أن تبذلي أقصى طاقاتك، لأن الأداء بجواره يرفع منسوب التحدي ويحفّز على تقديم الأفضل. وهو معروف بدقته واحترامه للمهنة، لأنه لا يتعامل مع التمثيل كأداء عابر، بل كبحث دائم عن الصدق والعمق في الشخصية. هذا الانضباط ينعكس على أجواء العمل، فيجعل الفريق ككل أكثر التزاماً، ويمنح الممثلين طاقة إيجابية تدفعهم للإبداع.
بعد نجاحك في تجسيد شخصية ليلى مراد.. هل يمكن أن نراكِ في عمل يقدم سيرة مغنية عربية أخرى؟
تجسيد شخصية ليلى مراد كان تحدياً كبيراً وتجربة لا تنسى، لأنها شخصية استثنائية تركت أثراً عميقاً في وجدان الناس. والنجاح في هذا العمل منحني ثقة، لكنه في الوقت نفسه زاد من إحساسي بالمسؤولية.
فكرة تجسيد سيرة فنانة أخرى ممكنة طبعاً، بشرط أن تكون الشخصية غنية درامياً، ومليئة بالأحداث والتحولات، وأن تحمل رسالة إنسانية أو فنية تستحق أن تُروى للأجيال، كما أن العمل يحتاج فريقاً على مستوى عالٍ من البحث والإخراج والإنتاج ليقدم بصدق وعمق.
صفاء سلطان: الدراما المصرية مدرسة عريقة.. والسورية قوة فنية حقيقية
هل تفكرين في العودة للدراما المصرية؟
أحب مصر ودراماها، الدراما المصرية لها مكانة خاصة في قلبي، لأنها مدرسة عريقة، وقدّمت عبر عقود روائع مازالت خالدة في ذاكرة المشاهد العربي. وهي دراما غنية بالقصص، وقادرة على الوصول إلى كل بيت عربي؛ ما جعلها رائدة ومرجعاً للجميع.
في السنوات الأخيرة، شهدت الدراما المصرية تجديداً من حيث الشكل والمضمون والإنتاج والتقنيات، لكن ما يميزها هو الممثل المصري القريب من القلب، والنصوص التي تلتقط تفاصيل الحياة اليومية.
ما وجه المقارنة بينها والدراما السورية؟
الدراما السورية لها فضل كبير على مسيرتي الفنية، وقد أثبتت نفسها كقوة فنية حقيقية في الساحة العربية. هي دراما قادرة على الغوص في العمقين الإنساني والاجتماعي.
من خلالها استطعنا تقديم صورة المجتمع السوري بكل تنوعه، وأن نوصل هموم الناس وقضاياهم بصدق، لذلك أحبها الجمهور في أنحاء الوطن العربي.
وما يميزها أيضاً هو التنوع، من التاريخية التي وصلت إلى العالمية، إلى الاجتماعية التي لامست تفاصيل الحياة اليومية، وحتى الكوميديا التي حملت رسائل ذكية، ووصولاً إلى الدراما الشامية المتفردة.
ما رأيك بالدراما التركية المعربة؟
للدراما المعربة جمهور كبير، ولا يمكن إنكار قدرتها على جذب المشاهد العربي بقصصها المشوقة وإنتاجها المتقن. هي أعمال جميلة من حيث الصورة والإخراج، وأرى أنها إضافة مفيدة للجمهور. لكنني أعتقد أن الدراما العربية قادرة على التعبير عن همومنا وقصصنا بطريقة أفضل، مع الاستفادة من أساليب الإنتاج الحديثة التي نجحت فيها الدراما التركية.
اجتمعتِ مع الممثلة المصرية ليلى زاهر في مسلسل 'بنات العيلة'، فماذا تقولين لها بعد أن أصبحت عروساً؟
ألف مبروك يا ليلى، أسعدك الله وجعل أيامك فرح وخير. الزواج بداية فصل جديد في حياتك، وأتمنى أن يجمعك بشريك حياتك على المحبة والاحترام والتفاهم. أنتِ فنانة موهوبة وابنة بيت فني عريق، وأتمنى أن تستمري في عملك بحب، والأهم أن تحافظي على نفسك وعلى نقاء قلبك؛ لأن هذا هو سر نجاح أي إنسان قبل أن يكون فناناً.
غنائياً، لماذا لم تصدري ألبوماً كاملاً رغم امتلاكك صوتاً فريداً؟
الغناء جزء مني، لكنه لم يصبح محور حياتي المهنية بعد، لم أقدّم ألبوماً كاملاً لأنني أردت أن أجد المشروع الصحيح الذي يعكس رؤيتي الفنية ويكون مؤثراً، لا مجرد خطوة تسويقية عابرة. قدّمت عدة أغنيات لأنني كنت أعيش لحظتها بكل حب، والأغنية كانت أشبه برسالة خاصة أو حالة شعورية أردت مشاركتها مع الناس، وليست مشروعاً تجارياً.
بكل الأحوال، إصدار ألبوم يحتاج إلى التزام كبير من حيث الوقت والتسويق والعمل، لذلك فضّلت أن تبقى الأغنيات محطات مضيئة في رحلتي، وهدايا صغيرة أقدّمها للجمهور.
ماذا عن شركة الإنتاج التي تمتلكينها؟
الشركة ليست مجرد مشروع تجاري، بل هي مساحة لصناعة الفن الذي أؤمن فيه، ويكمن هدفي الأساسي من تأسيسها في تقديم أعمال فنية ذات جودة عالية تعكس رؤيتي الإبداعية وتخدم رسالة الفن الصادق. لكنني متريثة في الإنتاج قليلاً حتى أجد الظروف الإنتاجية الأفضل لتقديم ما يليق بالفن الراقي الذي أطمح إليه.
صفاء سلطان: العفوية جزء مني ولن أغيرها بسبب الانتقادات
ما أكثر تحدٍ واجهته كامرأة في الوسط الفني؟
أبرز التحديات كانت التعامل مع الصورة النمطية عن المرأة، وإثبات القدرة على تقديم أدوار متنوعة من دون أن يتم حصرها في قالب معين.
وأكبر تحدٍ كان الموازنة بين الطموح الفني والمتطلبات الاجتماعية والشخصية، عليكِ أن تثبتي نفسك دائماً، ليس فقط كممثلة، بل كشخص قادر على إدارة صورته واختياراته وسمعته. في النهاية، الوسط الفني صقل شخصيتي، وجعلني أقدّر كل نجاح مهما كان صغيراً.
بعيداً عن الفن، علاقتك بابنتك 'أملي' دائماً حاضرة، كيف تصفينها؟
علاقتي بابنتي هي علاقة صداقة قبل أن تكون علاقة أم بابنتها، هي أقرب إنسانة إلى قلبي، تشاركني حياتي بكل تفاصيلها، وأجد فيها السند والرفيقة. أؤمن أن علاقتنا المتينة هي أجمل ما أنجزته في حياتي، لأنها مبنية على المحبة والثقة والاحترام. وهي ليست مجرد ابنة، بل قطعة من روحي، ورفيقة دربي، حضورها يمنح حياتي دفئاً لا يوصف، وكأنها مرآة أرى نفسي بصدق وشفافية.
ما رأيك في نجاحاتها الإعلامية؟
أنا فخورة جداً بما حققته، العمل الجاد والمثابرة أظهرا ثمارها، و'أملي' مثال حي على ذلك. أكثر ما يسعدني هو شخصيتها القوية وصدقها وإنسانيتها، أشعر أنني أتعلم منها بقدر ما أوجهها، فهي تمنحني طاقة إيجابية وإلهاماً متجدداً. في كل مرة أراها تحقق أحلامها، أشعر بسعادة عميقة لا يمكن للكلمات أن تصفها.
تُعرفين بعفويتك وصراحتك، لكن ذلك يعرّضك للانتقادات أحياناً..
العفوية جزء مني، ولن أغيرها بسبب الانتقادات. أستمع للآراء، لكن صراحتي وصدق مشاعري جزء من شخصيتي الفنية والإنسانية.
أحب أن أعبّر عن آرائي ومشاعري بلا تزييف، وهذا أحياناً يزعج البعض، لكنه يعكس حقيقتي. وعلى أي حال، أحب أن أكون صادقة في كلامي وأفعالي، وأرى أن الضحك والمزاح جزء من الصراحة أحياناً.
أخيراً، ماذا تحضرين للموسم الدرامي المقبل؟
صورت مشاهدي في مسلسل 'عيلة الملك'، وأشعر بالسعادة لأنني أقف للمرة الأولى أمام كاميرا المخرج محمد عبد العزيز، وأجسد فيه شخصية 'لوز'، وأقدم من خلالها 'كاركتر متميز'، دمجت فيه اللايت الكوميدي مع الدراما.
أما العمل الثاني فهو 'الحريقة' مع المخرج أحمد إبراهيم أحمد، وسعيدة جداً بعودة أسامة شحادة إلى الإنتاج من خلال هذا العمل. وأيضاً عندي مسلسل ريفي في الأردن من تأليف سليمان أبو شارب وإخراج سائد الهواري وإنتاج عصام الحجاوي. كما أنني أقرأ عدة نصوص أخرى ولم أحسم أمري فيها بعد.
التعليقات
صفاء سلطان .. مقتطفات من حياتها الشخصية وعلاقتها بابنتها
التعليقات