في الخطاب الصهيوني، ليست “الأرض الموعودة” مجرد أسطورة دينية بل مشروع سياسي ممتد بخرائطه من النيل إلى الفرات ويمد بصره شرق النهر نحو الأردن فالأردن بالنسبة للعقل التوسعي الإسرائيلي ليس دولة مستقلة بل 'أرض فارغة' قابلة لإعادة التشكيل إذا سنحت الظروف هذه الأوهام ليست وليدة الأمس بل تمتد جذورها إلى نصوص تيودور هرتزل ووثائق الحركة الصهيونية منذ مؤتمر بازل عام 1897، مروراً بالخرائط التي نشرتها منظمات يهودية في أوروبا وأمريكا خلال القرن العشرين، والتي وضعت نصف الأردن ضمن حدود 'إسرائيل الكبرى' واليوم لا يخجل بعض الساسة الإسرائيليين من إعادة إنتاج الفكرة بعبارات وقحة 'الوطن البديل للفلسطينيين في شرق الأردن' .
الخطر الحقيقي ليس في التصريحات النارية التي يتداولها الإعلام.بل في التحركات الصامتة مشاريع اقتصادية تربط الموانئ الإسرائيلية بالعقبة اتفاقيات طاقة ومياه مشروطة خطط إسكان تستهدف تغيير البنية الديمغرافية ومحاولات إغراق السوق الأردني برؤوس أموال مرتبطة بتوجهات سياسية خارجية هذه ليست صدفة بل هندسة ناعمة لفرض نفوذ طويل المدى.
إن من يظن أن الأردن قد يرضخ يوماً لمعادلة 'الترحيل مقابل الإستقرار' لا يعرف طبيعة هذا الشعب ولا ذاكرته التاريخية. حدود الأردن رسمت بالدم وليس بالحبر وصيانتها مسؤولية كل من يعيش على هذه الأرض والقيادة الأردنية التي واجهت منذ تأسيس الدولة عشرات محاولات الإبتلاع تدرك أن التهاون مع الخطر الهادئ أخطر من مواجهة العدو في الميدان .
اليوم المطلوب هو موقف أردني أكثر صلابة في الملفات الفلسطينية والإقليمية وإستراتيجية واضحة لإفشال أي مشروع يهدف إلى تحويل الأردن إلى مجرد 'حل بديل'. وهذا لا يكون بالشعارات بل بتحصين الإقتصاد الوطني، وتشديد الرقابة على الاستثمارات والمشاريع العابرة للحدود وبناء وعي شعبي يحصّن الداخل من أي إختراق فالأرض الموعودة بالنسبة للبعض وهم لكنها بالنسبة للآخرين خطة عمل تنتظر لحظة إنهيار الجدران والأردن إذا تراخى في مواجهة هذه الخطة قد يجد نفسه يوماً يفاوض على وجوده لا على حدوده والله من وراء القصد.
بقلم الدكتور فواز أبو تايه
في الخطاب الصهيوني، ليست “الأرض الموعودة” مجرد أسطورة دينية بل مشروع سياسي ممتد بخرائطه من النيل إلى الفرات ويمد بصره شرق النهر نحو الأردن فالأردن بالنسبة للعقل التوسعي الإسرائيلي ليس دولة مستقلة بل 'أرض فارغة' قابلة لإعادة التشكيل إذا سنحت الظروف هذه الأوهام ليست وليدة الأمس بل تمتد جذورها إلى نصوص تيودور هرتزل ووثائق الحركة الصهيونية منذ مؤتمر بازل عام 1897، مروراً بالخرائط التي نشرتها منظمات يهودية في أوروبا وأمريكا خلال القرن العشرين، والتي وضعت نصف الأردن ضمن حدود 'إسرائيل الكبرى' واليوم لا يخجل بعض الساسة الإسرائيليين من إعادة إنتاج الفكرة بعبارات وقحة 'الوطن البديل للفلسطينيين في شرق الأردن' .
الخطر الحقيقي ليس في التصريحات النارية التي يتداولها الإعلام.بل في التحركات الصامتة مشاريع اقتصادية تربط الموانئ الإسرائيلية بالعقبة اتفاقيات طاقة ومياه مشروطة خطط إسكان تستهدف تغيير البنية الديمغرافية ومحاولات إغراق السوق الأردني برؤوس أموال مرتبطة بتوجهات سياسية خارجية هذه ليست صدفة بل هندسة ناعمة لفرض نفوذ طويل المدى.
إن من يظن أن الأردن قد يرضخ يوماً لمعادلة 'الترحيل مقابل الإستقرار' لا يعرف طبيعة هذا الشعب ولا ذاكرته التاريخية. حدود الأردن رسمت بالدم وليس بالحبر وصيانتها مسؤولية كل من يعيش على هذه الأرض والقيادة الأردنية التي واجهت منذ تأسيس الدولة عشرات محاولات الإبتلاع تدرك أن التهاون مع الخطر الهادئ أخطر من مواجهة العدو في الميدان .
اليوم المطلوب هو موقف أردني أكثر صلابة في الملفات الفلسطينية والإقليمية وإستراتيجية واضحة لإفشال أي مشروع يهدف إلى تحويل الأردن إلى مجرد 'حل بديل'. وهذا لا يكون بالشعارات بل بتحصين الإقتصاد الوطني، وتشديد الرقابة على الاستثمارات والمشاريع العابرة للحدود وبناء وعي شعبي يحصّن الداخل من أي إختراق فالأرض الموعودة بالنسبة للبعض وهم لكنها بالنسبة للآخرين خطة عمل تنتظر لحظة إنهيار الجدران والأردن إذا تراخى في مواجهة هذه الخطة قد يجد نفسه يوماً يفاوض على وجوده لا على حدوده والله من وراء القصد.
بقلم الدكتور فواز أبو تايه
في الخطاب الصهيوني، ليست “الأرض الموعودة” مجرد أسطورة دينية بل مشروع سياسي ممتد بخرائطه من النيل إلى الفرات ويمد بصره شرق النهر نحو الأردن فالأردن بالنسبة للعقل التوسعي الإسرائيلي ليس دولة مستقلة بل 'أرض فارغة' قابلة لإعادة التشكيل إذا سنحت الظروف هذه الأوهام ليست وليدة الأمس بل تمتد جذورها إلى نصوص تيودور هرتزل ووثائق الحركة الصهيونية منذ مؤتمر بازل عام 1897، مروراً بالخرائط التي نشرتها منظمات يهودية في أوروبا وأمريكا خلال القرن العشرين، والتي وضعت نصف الأردن ضمن حدود 'إسرائيل الكبرى' واليوم لا يخجل بعض الساسة الإسرائيليين من إعادة إنتاج الفكرة بعبارات وقحة 'الوطن البديل للفلسطينيين في شرق الأردن' .
الخطر الحقيقي ليس في التصريحات النارية التي يتداولها الإعلام.بل في التحركات الصامتة مشاريع اقتصادية تربط الموانئ الإسرائيلية بالعقبة اتفاقيات طاقة ومياه مشروطة خطط إسكان تستهدف تغيير البنية الديمغرافية ومحاولات إغراق السوق الأردني برؤوس أموال مرتبطة بتوجهات سياسية خارجية هذه ليست صدفة بل هندسة ناعمة لفرض نفوذ طويل المدى.
إن من يظن أن الأردن قد يرضخ يوماً لمعادلة 'الترحيل مقابل الإستقرار' لا يعرف طبيعة هذا الشعب ولا ذاكرته التاريخية. حدود الأردن رسمت بالدم وليس بالحبر وصيانتها مسؤولية كل من يعيش على هذه الأرض والقيادة الأردنية التي واجهت منذ تأسيس الدولة عشرات محاولات الإبتلاع تدرك أن التهاون مع الخطر الهادئ أخطر من مواجهة العدو في الميدان .
اليوم المطلوب هو موقف أردني أكثر صلابة في الملفات الفلسطينية والإقليمية وإستراتيجية واضحة لإفشال أي مشروع يهدف إلى تحويل الأردن إلى مجرد 'حل بديل'. وهذا لا يكون بالشعارات بل بتحصين الإقتصاد الوطني، وتشديد الرقابة على الاستثمارات والمشاريع العابرة للحدود وبناء وعي شعبي يحصّن الداخل من أي إختراق فالأرض الموعودة بالنسبة للبعض وهم لكنها بالنسبة للآخرين خطة عمل تنتظر لحظة إنهيار الجدران والأردن إذا تراخى في مواجهة هذه الخطة قد يجد نفسه يوماً يفاوض على وجوده لا على حدوده والله من وراء القصد.
التعليقات
الأردن وأوهام الأرض الموعودة .. حدود الدم لا حدود الخرائط
التعليقات