كنت أعتقد وما زلت كذلك بإن جلب شغالة 'خدامة' للمساعدة في الأعمال المنزلية هي حالة استثنائية يتم اللجوء إليها للضرورة والضرورة فقط، وأنا هنا أتحدث عن الخادمة المقيمة في المنزل بشكل مستمر، فالأصل أن المنزل يخدمه أهله، هذا ما نشأنا عليه ومارسناه لسنين طويلة ... ولم تكن عملية توظيف الخادمات في تدبير أعمال المنزل مألوفة قبل الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي ....
أما اليوم فقد أصبح هذا المجال قطاعاً مهنياً رئيسياً في البلد فلدينا الآلاف وربما عشرات الآلاف من الخادمات وكلهن من دول أجنبية كانت البداية من الفلبين ثم سيريلانكا ثم إندونيسيا وبعدها تم التحول إلى الخادمات الإفريقيات من أثيوبيا وأوغندا...
عشرات الملايين من الدولارات يتم تحويلها سنوياً للخارج لقاء ذلك ... والأمر لا يقتصر على كلف اقتصادية فقط فهناك كلف أخرى تتصل بجرائم وحوادث مختلفة ترتكبها العاملات الأجنبيات أو يتم ارتكابها بحقهن .... ناهيك عن أفعال وسلوكيات قد تكون غير مرغوبة يكتسبها أفراد من الأسر المخدومة وخاصة الأطفال من هذه الخادمات ...
لا شك أن هناك العديد من الحالات والظروف التي تبرر استقدام الأسرة لخادمة ... مثل العناية بشخص مريض أو كبير في السن مع عدم وجود شخص من العائلة يمكن أن يتولى هذه المهمة ... وكذلك في حالات أن تكون ربة المنزل عاملة بساعات عمل طويلة مع وجود العديد من الأطفال الصغار ...
إلا أن ما نراه اليوم وفي الكثير الكثير من الحالات هو أن الخادمة أو 'الشغالة' قد أصبحت مظهراً ومتطلباً اجتماعياً لزوم 'البرجزة' و 'البرستيج' أكثر منها حاجة وضرورة لا يمكن الاستغناء عنها .... فنحن ندعي أننا بلد فقير ومحدود الموارد في الوقت الذي نوفر فيه فرص العمل لآلاف مؤلفة من العاملات الأجنبيات ....
كان هذا رأيي على الدوام في موضوع استقدام الخادمات ... وكنت اعتبره مجرد رأي ووجهة نظر في قضية لا تعنيني ولا احتاج لها ... فنحن بحمد الله قادرون على خدمة أنفسنا بأنفسنا ولا نحتاج إلى مجرد التفكير في هذا الموضوع .... لكنني كنت واهماً في هذا المجال ... فقد كانت ثمة مؤامرة تحاك في الخفاء من وراء ظهري ... ولم تنجح أجهزتي الاستخباراتية في كشفها .... فقد جاءت زوجتي ذات صباح قبل عدة أشهر لتخبرني وقد بدا عليها التردد بأن الأولاد قد اتفقوا على استقدام خادمة لتعينها في أعمال المنزل التي غدت كثيرة ومتشعبة وأنهم سوف يتقاسمون الكلفة المترتبة على ذلك ... البيت كبير ورح يكونلها غرفتها وحمامها .... وأنهم قد باشروا فعلاً بإجراءات الاستقدام ....
هبط عليّ الخبر كالصاعقة ... أي كارثة ستحل بي من ورائكم صرخت من فوري ... من أخبركم بأنني لا أريد خادمة في المنزل حتى لا أتحمل كلفة استقدامها .... كيف لي أن أعيش في منزل وأرتاح فيه بكامل حريتي فيما شخص غريب يقاسمني العيش فيه .... قسماً هذا لن يحدث .... إذا كان شغل البيت كثير ... بنتقاسمه .... بنتعاون عليه ... أعطوني الجليات - غسيل الأطباق والصحون- أعطوني الشغل كله .... بس خدامة في البيت لأ ....
تفاجأت زوجتي برد فعلي فما كان منها إلا أن اعتصمت بالصمت حتى لا تستثيرني أكثر ... أما أنا فتابعت الزمجرة والصراخ قائلاً ... الله يرحمك يا أمي كان عندك ستة أولاد وبنت وكنت تقومين بكافة أعمال المنزل .... كانت تجلي وتغسل وتكنس ولم تكن تتذمر أو تشتكي... أما أنتم فلديكم الغسالة والجلاية والمكنسة الكهربائية وبدكوا خدامة... خافوا الله ...
لقد مارست صلاحياتي وسلطاتي الدستورية وأجهضت المؤامرة في مهدها .... ولكنني تحملت على مضض قيامهم بإحضار خادمة ليوم أو بعض يوم كل أسبوعين أو ثلاثة للمساعدة في بعض شؤون المنزل .... حيث اشترطتُ أن لا تقترب الخادمة من غرفتي الشخصية ... حيث إلتزم الإقامة الجبرية أتفكر في خلق السموات والأرض لحين مغادرتها المنزل بسلام ....
المهندس عادل بصبوص
كنت أعتقد وما زلت كذلك بإن جلب شغالة 'خدامة' للمساعدة في الأعمال المنزلية هي حالة استثنائية يتم اللجوء إليها للضرورة والضرورة فقط، وأنا هنا أتحدث عن الخادمة المقيمة في المنزل بشكل مستمر، فالأصل أن المنزل يخدمه أهله، هذا ما نشأنا عليه ومارسناه لسنين طويلة ... ولم تكن عملية توظيف الخادمات في تدبير أعمال المنزل مألوفة قبل الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي ....
أما اليوم فقد أصبح هذا المجال قطاعاً مهنياً رئيسياً في البلد فلدينا الآلاف وربما عشرات الآلاف من الخادمات وكلهن من دول أجنبية كانت البداية من الفلبين ثم سيريلانكا ثم إندونيسيا وبعدها تم التحول إلى الخادمات الإفريقيات من أثيوبيا وأوغندا...
عشرات الملايين من الدولارات يتم تحويلها سنوياً للخارج لقاء ذلك ... والأمر لا يقتصر على كلف اقتصادية فقط فهناك كلف أخرى تتصل بجرائم وحوادث مختلفة ترتكبها العاملات الأجنبيات أو يتم ارتكابها بحقهن .... ناهيك عن أفعال وسلوكيات قد تكون غير مرغوبة يكتسبها أفراد من الأسر المخدومة وخاصة الأطفال من هذه الخادمات ...
لا شك أن هناك العديد من الحالات والظروف التي تبرر استقدام الأسرة لخادمة ... مثل العناية بشخص مريض أو كبير في السن مع عدم وجود شخص من العائلة يمكن أن يتولى هذه المهمة ... وكذلك في حالات أن تكون ربة المنزل عاملة بساعات عمل طويلة مع وجود العديد من الأطفال الصغار ...
إلا أن ما نراه اليوم وفي الكثير الكثير من الحالات هو أن الخادمة أو 'الشغالة' قد أصبحت مظهراً ومتطلباً اجتماعياً لزوم 'البرجزة' و 'البرستيج' أكثر منها حاجة وضرورة لا يمكن الاستغناء عنها .... فنحن ندعي أننا بلد فقير ومحدود الموارد في الوقت الذي نوفر فيه فرص العمل لآلاف مؤلفة من العاملات الأجنبيات ....
كان هذا رأيي على الدوام في موضوع استقدام الخادمات ... وكنت اعتبره مجرد رأي ووجهة نظر في قضية لا تعنيني ولا احتاج لها ... فنحن بحمد الله قادرون على خدمة أنفسنا بأنفسنا ولا نحتاج إلى مجرد التفكير في هذا الموضوع .... لكنني كنت واهماً في هذا المجال ... فقد كانت ثمة مؤامرة تحاك في الخفاء من وراء ظهري ... ولم تنجح أجهزتي الاستخباراتية في كشفها .... فقد جاءت زوجتي ذات صباح قبل عدة أشهر لتخبرني وقد بدا عليها التردد بأن الأولاد قد اتفقوا على استقدام خادمة لتعينها في أعمال المنزل التي غدت كثيرة ومتشعبة وأنهم سوف يتقاسمون الكلفة المترتبة على ذلك ... البيت كبير ورح يكونلها غرفتها وحمامها .... وأنهم قد باشروا فعلاً بإجراءات الاستقدام ....
هبط عليّ الخبر كالصاعقة ... أي كارثة ستحل بي من ورائكم صرخت من فوري ... من أخبركم بأنني لا أريد خادمة في المنزل حتى لا أتحمل كلفة استقدامها .... كيف لي أن أعيش في منزل وأرتاح فيه بكامل حريتي فيما شخص غريب يقاسمني العيش فيه .... قسماً هذا لن يحدث .... إذا كان شغل البيت كثير ... بنتقاسمه .... بنتعاون عليه ... أعطوني الجليات - غسيل الأطباق والصحون- أعطوني الشغل كله .... بس خدامة في البيت لأ ....
تفاجأت زوجتي برد فعلي فما كان منها إلا أن اعتصمت بالصمت حتى لا تستثيرني أكثر ... أما أنا فتابعت الزمجرة والصراخ قائلاً ... الله يرحمك يا أمي كان عندك ستة أولاد وبنت وكنت تقومين بكافة أعمال المنزل .... كانت تجلي وتغسل وتكنس ولم تكن تتذمر أو تشتكي... أما أنتم فلديكم الغسالة والجلاية والمكنسة الكهربائية وبدكوا خدامة... خافوا الله ...
لقد مارست صلاحياتي وسلطاتي الدستورية وأجهضت المؤامرة في مهدها .... ولكنني تحملت على مضض قيامهم بإحضار خادمة ليوم أو بعض يوم كل أسبوعين أو ثلاثة للمساعدة في بعض شؤون المنزل .... حيث اشترطتُ أن لا تقترب الخادمة من غرفتي الشخصية ... حيث إلتزم الإقامة الجبرية أتفكر في خلق السموات والأرض لحين مغادرتها المنزل بسلام ....
المهندس عادل بصبوص
كنت أعتقد وما زلت كذلك بإن جلب شغالة 'خدامة' للمساعدة في الأعمال المنزلية هي حالة استثنائية يتم اللجوء إليها للضرورة والضرورة فقط، وأنا هنا أتحدث عن الخادمة المقيمة في المنزل بشكل مستمر، فالأصل أن المنزل يخدمه أهله، هذا ما نشأنا عليه ومارسناه لسنين طويلة ... ولم تكن عملية توظيف الخادمات في تدبير أعمال المنزل مألوفة قبل الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي ....
أما اليوم فقد أصبح هذا المجال قطاعاً مهنياً رئيسياً في البلد فلدينا الآلاف وربما عشرات الآلاف من الخادمات وكلهن من دول أجنبية كانت البداية من الفلبين ثم سيريلانكا ثم إندونيسيا وبعدها تم التحول إلى الخادمات الإفريقيات من أثيوبيا وأوغندا...
عشرات الملايين من الدولارات يتم تحويلها سنوياً للخارج لقاء ذلك ... والأمر لا يقتصر على كلف اقتصادية فقط فهناك كلف أخرى تتصل بجرائم وحوادث مختلفة ترتكبها العاملات الأجنبيات أو يتم ارتكابها بحقهن .... ناهيك عن أفعال وسلوكيات قد تكون غير مرغوبة يكتسبها أفراد من الأسر المخدومة وخاصة الأطفال من هذه الخادمات ...
لا شك أن هناك العديد من الحالات والظروف التي تبرر استقدام الأسرة لخادمة ... مثل العناية بشخص مريض أو كبير في السن مع عدم وجود شخص من العائلة يمكن أن يتولى هذه المهمة ... وكذلك في حالات أن تكون ربة المنزل عاملة بساعات عمل طويلة مع وجود العديد من الأطفال الصغار ...
إلا أن ما نراه اليوم وفي الكثير الكثير من الحالات هو أن الخادمة أو 'الشغالة' قد أصبحت مظهراً ومتطلباً اجتماعياً لزوم 'البرجزة' و 'البرستيج' أكثر منها حاجة وضرورة لا يمكن الاستغناء عنها .... فنحن ندعي أننا بلد فقير ومحدود الموارد في الوقت الذي نوفر فيه فرص العمل لآلاف مؤلفة من العاملات الأجنبيات ....
كان هذا رأيي على الدوام في موضوع استقدام الخادمات ... وكنت اعتبره مجرد رأي ووجهة نظر في قضية لا تعنيني ولا احتاج لها ... فنحن بحمد الله قادرون على خدمة أنفسنا بأنفسنا ولا نحتاج إلى مجرد التفكير في هذا الموضوع .... لكنني كنت واهماً في هذا المجال ... فقد كانت ثمة مؤامرة تحاك في الخفاء من وراء ظهري ... ولم تنجح أجهزتي الاستخباراتية في كشفها .... فقد جاءت زوجتي ذات صباح قبل عدة أشهر لتخبرني وقد بدا عليها التردد بأن الأولاد قد اتفقوا على استقدام خادمة لتعينها في أعمال المنزل التي غدت كثيرة ومتشعبة وأنهم سوف يتقاسمون الكلفة المترتبة على ذلك ... البيت كبير ورح يكونلها غرفتها وحمامها .... وأنهم قد باشروا فعلاً بإجراءات الاستقدام ....
هبط عليّ الخبر كالصاعقة ... أي كارثة ستحل بي من ورائكم صرخت من فوري ... من أخبركم بأنني لا أريد خادمة في المنزل حتى لا أتحمل كلفة استقدامها .... كيف لي أن أعيش في منزل وأرتاح فيه بكامل حريتي فيما شخص غريب يقاسمني العيش فيه .... قسماً هذا لن يحدث .... إذا كان شغل البيت كثير ... بنتقاسمه .... بنتعاون عليه ... أعطوني الجليات - غسيل الأطباق والصحون- أعطوني الشغل كله .... بس خدامة في البيت لأ ....
تفاجأت زوجتي برد فعلي فما كان منها إلا أن اعتصمت بالصمت حتى لا تستثيرني أكثر ... أما أنا فتابعت الزمجرة والصراخ قائلاً ... الله يرحمك يا أمي كان عندك ستة أولاد وبنت وكنت تقومين بكافة أعمال المنزل .... كانت تجلي وتغسل وتكنس ولم تكن تتذمر أو تشتكي... أما أنتم فلديكم الغسالة والجلاية والمكنسة الكهربائية وبدكوا خدامة... خافوا الله ...
لقد مارست صلاحياتي وسلطاتي الدستورية وأجهضت المؤامرة في مهدها .... ولكنني تحملت على مضض قيامهم بإحضار خادمة ليوم أو بعض يوم كل أسبوعين أو ثلاثة للمساعدة في بعض شؤون المنزل .... حيث اشترطتُ أن لا تقترب الخادمة من غرفتي الشخصية ... حيث إلتزم الإقامة الجبرية أتفكر في خلق السموات والأرض لحين مغادرتها المنزل بسلام ....
التعليقات