تحتفل الصحة النفسية بـ يومها العالمي الذي يصادف اليوم الأثنين، وهي مناسبة عالمية تُقام بهدف التثقيف والتوعية في مجال الصحة النفسية والعقلية واهميتها على المستوى الفردي والاجتماعي.
ويسعى هذا اليوم الذي تم إطلاق فعاليته لأول مرة في عام 1992 من قبل الاتحاد العالمي للصحة العقلية لمساعدة الاشخاص على عيش حياة طبيعية خالية من المشاكل النفسية التي تنعكس سلبا على الفرد والمجتمع.
واعتاد الاتحاد العالمي للصحة العقلية على اطلاق شعار معين كل عام لصحة نفسية افضل ولمحاربة المشاكل والضغوطات النفسية، ليكون شعار هذا العام تحت عنوان «جعل الصحة العقلية والرفاهية للجميع أولوية عالمية» ومن هذا الشعار يتطلع الخبراء والمختصون في مجال الصحة النفسية جعل هذا اليوم انطلاقة لجعل الصحة النفسية ورفاهية أفراد اولوية.
التكيف مع المواقف المختلفة
يعرف الاستشاري النفسي والتربوي د. موسى المطارنة الصحة النفسية بأن لها اكثر من تعريف سلوكي ومعرفي ولكنها بالاجمال «قدرة الفرد على التعامل والتكيف مع مشكلات المجتمع والقضايا الاجتماعية وما يمر به الفرد من مواقف مختلفة»، بالاضافة الى قدرته على التكيف والتعامل مع هذه المواقف والمشكلات، ما يمكنه من ان يكون في صحة نفسية سليمة يتجاوز من خلالها كامل المشكلات والنظره اليها بتفاؤل وحب ودافعية عالية للامام ولتحقيق الاهداف.
ويشير الى ان الاسباب التي تؤدي الى احداث خلل في الصحة النفسية تعود الى مجموعة من التراكمات التي تنتج من مواقف مختلفة من البيئة الاجتماعية او الاسرية او خط الحياة التي يمر به الانسان، والتي لا يملك الشخص القدرة على تحليلها والتعامل معها وتجاوزها وتبقى عالقة في العقل الباطن او في اللاشعور وتنعكس سلبًا على حياته وتعرقل نجاحه وتحقيق اهدافه.
ويرى ان المشكلة النفسية من اصعب الاشياء التي تصيب الفرد فالمرض النفسي يتطور من مشكلة اضطراب الى مرض لذلك عندما يشعر الفرد ان حياته فيها مشكلات تعرقل حياته ولا يستطيع مواجهتها او التعامل معها عليه ان يتوجه الى المختص النفسي حتى يتم معالجتها وتجاوزها، لان اهمال الصحة النفسية ينعكس سلبا على حياته بشكل عام.
وقال: جائحة كورونا عملت حالة من التوتر والقلق الداخلي فبدايتها كانت رعباً وخوفاً، بالاضافة الى الحجر الصحي وهو حجز للحرية الشخصية الذي انعكس على الناس بخوف وقلق اكثر ومنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية وممارسة نشاطاتهم وانعكس ذلك سلبًا على الاشخاص الذين لا يملكون قدرات ومهارات كافية للتعامل مع هذه المواقف بالاضافة الى حالة الفقدان لدى البعض التي سببت حالة من صدمة الفقدان التي اورثت مشكلات نفسية كبيرة بحاجة الى مواجهتها ومعالجتها.
ويترجم المطارنة شعار الصحة النفسية لهذا العام «بالوعي الاجتماعي» بأهمية الصحة النفسية والوعي الاجتماعي لتغيير ثقافة الخوف من مراجعة المختص النفسي، ليوضح ان من يتعامل مع المرض النفسي ليس فقط الطبيب النفسي بل هناك المرشد النفسي والمعالج السلوكي والاسري والتربوي، فالذي يراجع الطبيب النفسي او المختصين النفسيين هو انسان يعاني من مشكلات في شخصيته او مشكلات تعرقل حياته ولا يستطيع التعامل معها او مواجهتها فيتم التعامل معها من قبل المرشد النفسي او المختص او المعالج للمساعدة في مواجهة هذه المشاكل وبدون ادوية التي لا يعطيها الا الطبيب في حين الحاجة لها.
مواجهة ضغوط الحياة
تقول المحاضرة في العلاقات الدولية والاعلام الاجتماعي د. فاطمة العقاربة: الصحة النفسية هي حالة من الرفاه النفسي تمكن الشخص من مواجهة ضغوط الحياة وتحقيق إمكاناته والتعلم والعمل بشكل جيد، والمساهمة في مجتمعه المحلي».
وأضافت: الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة والرفاه اللذين يدعمان قدراتنا الفردية والجماعية على اتخاذ القرارات وإقامة العلاقات وتشكيل العالم الذي نعيش فيه، كما انها حق أساسي من حقوق الإنسان وهي حاسمة الأهمية للتنمية الشخصية والمجتمعية والاجتماعية الاقتصادية.
وتشير العقاربة الى ان الصحة النفسية لا تقتصر على غياب الاضطرابات النفسية، فهي جزء من سلسلة متصلة معقدة، تختلف من شخص إلى آخر، وتتسم بدرجات متفاوتة من الصعوبة والضيق.
وحول اهمية الصحة النفسية بالنسبة إلى الفرد والمجتمع، «تشكل الاستقرار والتكيف النفسي السليم مع الذات ومع المجتمع، اضافة إلى أنها تنشئ أشخاصاً مستقرين نفسياً لديهم القدرة على ضبط الانفعالات والتحكم بالذات وتوجيه سلوكياتهم بشكل سليم وسوي وقادرين على حل المشكلات».
ولفتت الى إشارات أو أعراض تدل على مشكلات مرتبطة بالصحة النفسية، منها الإشارات التي يُعد ظهورها مؤشراً لإمكانية التعرض لمشكلات في الصحة النفسية، مثل: التدهور التدريجي أو المفاجئ في الأداء الدراسي، والشعور بالتعب والإرهاق أغلب الأوقات وكثرة المشكلات، والانسحاب من الحياة الاجتماعية، بالاضافة الى تقلُّب المزاج والسلبية والحزن المستمر وسهولة الاستثارة أغلب الأوقات، وصعوبات في النوم، واستخدام الكحول أو الأدوية والمخدرات، واكتساب الوزن أو خسارته بصورة ملاحظة، واعتقاد الفرد أن الناس يسخرون منه ويكرهونه ويتصيدون له.
وحول اثار جائحة كورونا على الصحة النفسية قالت: منظمة الصحة العالمية اصدرت في موجز علمي أن العام الأول من جائحة كوفيد-19 شهد ارتفاعا كبيرا في معدلات انتشار القلق والاكتئاب في العالم بلغت نسبته 25%، وان أكثر الفئات تضررا من أثر الجائحة تبرز بعدم توافر خدمات الصحة النفسية بالشكل المطلوب والتغييرات التي طرأت عليها أثناء الجائحة حيث انه هناك ضغوطات كثيرة نفسية وتزداد مع الإصابة حيث تعزى الزيادة إلى أسباب رئيسية منها الضغط غير المسبوق الناجم عن العزلة الاجتماعية بسبب الجائحة، وترتبط هذه بقدرة الأفراد على العمل والتماس الدعم من الأحبة والانخراط في مجتمعاتهم المحلية.
وتتابع: كما تشمل عوامل الضغط الأخرى التي تؤدي إلى القلق والاكتئاب كذلك الوحدة والخوف على النفس وعلى الأحبة من العدوى والمعاناة والموت والحزن بعد فقدان الأحبة والهموم المالية،ويجب ان ننوه على اثرها على العاملين في مجال الصحة، كان الإرهاق دافعا رئيسيا للتفكير في الانتحار.
وبرأيها، فإن شعار اليوم العالمي للصحة النفسيّة 2022، هو «جعل الصحة العقلية والرفاهية للجميع أولوية عالمية»، إذ تنتشر مشاكل الصحة النفسية في حياة معظم الأشخاص، «لذلك اليوم العالمي للصحة هو يوم أولوياته هو زيادة وعي الأفراد والمجتمعات بضرورة الاهتمام بالصحة العقلية والنفسية، كما يشكل وجود هذا اليوم سنويا فرصة لكل العالمين في مجال الصحة النفسية للحديث عن أنفسهم، والتعريف بطبيعة عملهم ومخاطر ازدياد الأوضاع النفسية لدى الأفراد».
الى ذلك، تعتقد رئيسة اللجنة الشبابية في الصندوق الاردني الهاشمي للتنمية البشرية في محافظة الطفيلة رحمة داودية أن اغلب المشاكل النفسية تأتي من تراكمات هي على الأغلب تعود إلى مرحلة الطفولة ولكن مما يزيد من تفاقم حدوثها هو عوامل الضغط النفسي التي يمر بها الشباب وأفراد المجتمع باكملهم.
وبرأيها تعد الصحة النفسية واحدة من «رؤوس مثلث الصحة العامة» بشكل أساسي كما أنها المحرك الأول لزيادة الإنتاجية والعيش بسلام داخلي ينعكس بالضرورة على سلام يعم جميع أركان حياة الفرد.
وتلفت داودية الى ان لجائحة كورونا الأثر الكبير على نفسية الشباب وخاصة بأن كثيراً من الشباب تم تسريحهم من أعمالهم باعتبارهم صغار موظفين وهذا زاد من معدل البطالة بين صفوف الشباب وارهق حالاتهم النفسية، بالإضافة إلى العزل والحجر المنزلي الذي أدى بدوره إلى زيادة الأمراض النفسية بين الأفراد.
وتؤكد الشابة خزامى عبدربه الرماضين هي كاتبة محتوى إبداعي على ضرورة الاهتمام بالصحة النفسية ودراسة أسبابها جيدًا، لمعرفة طرق العلاج المناسبة لكل حالة من الأمراض والاضطرابات النفسية.
وبرأيها، فان أبرز الأسباب التي تسبب مشاكل في الصحة النفسية تعود الى اسباب بيولوجية تتضمن العوامل البيولوجية ووجود خلل في مناطق معينة من الدماغ والنواقل العصبية ما يسبب أمراضا عقلية معينة، كما تساهم الجينات الوراثية في انتقال الأمراض والاضطرابات وتزيد فرص الإصابة بها، بالاضافة الى الأسباب النفسية، حيث توجد أسباب نفسية متعددة تؤثر على الصحة النفسية كالتعرض إلى الصدمات مثل فقدان عزيز أو الاعتداء الجسدي أو الجنسي، والإصابة ببعض الاضطرابات النفسية المختلفة كالاكتئاب والقلق النفسي والرهاب الاجتماعي، واضطراب ثنائي القطب وغير ذلك. «بالاضافة الى الأسباب البيئية التي تتلخص في جو الأسرة المشحون بالصراعات والمشاكل وما يرافقه من انفصال أو العنف بأشكاله، وما يرافقه من التعرض للضغوطات العصبية والشعور بتدني الثقة بالنفس، إضافةً إلى تعاطي المخدرات مما يزيد الأمر سوءاً».
وتؤكد الرماضين ان تأثير الصحة النفسية السيئة «خطير جداً على الفرد نفسه والمجتمع بأكمله»، ويكاد يكون بمستوى خطورة «تعاطي المخدرات» وأثرها، «في بعض حالات الاضطرابات النفسية والفصام يمكن أن يصل المريض إلى مرحلة الانتحار أو يسبب الأذى لمن حوله، كما أن أعراض الصحة النفسية البسيطة يمكن أن تؤدي إلى ضعف في الأداء الوظيفي والشخصي، وتقلل فرص الإبداع والإنجاز في المجتمع».
وتلفت الى ان الأمراض النفسية تشكل عائقا حقيقيّا على حياة الشخص اليومية، بحيث تمنعه من التقدم والتطور لأنها تقلل بصورة عامة من مستوى الوعي الذاتي، وتحصر نمط تفكيره في بوتقة مزعجة من الأفكار والمواقف السلبية، وتجعله في قلق وخوف مستمر باعتبارها أعراضاً أساسية لمختلف الأمراض النفسية، لذا فإن المريض النفسي ينطوي على نفسه وتقل دائرة علاقاته الاجتماعية، ما يؤثر تلقائيا على إنتاجه العملي والوظيفي.
وتشير الى ان جائحة كورونا أثرت بشكل كبير على الأفراد من جميع الفئات وتحديدًا الشباب، حيث ترافقت الإصابة بالفيروس بظهور بعض الأمراض النفسية مثل الوسواس القهري وحالات من الذهان، والاكتئاب وغير ذلك. «يهاجم فيروس «كوفيد-19» الجهاز العصبي للمصاب ويؤثر على خلايا الدماغ وقد يؤدي في حالات متقدمة إلى تلفها، وحتى بعد فترة التعافي من الفيروس تبقى هذه الأعراض موجودة إلى أن تتعالج بالأدوية وجلسات العلاج النفسي المختلفة».
من جانبه قال الشاب محمود عبد الحليم: السعادة والرضا هما اساس الصحة النفسية، ولكن الضغوطات المعيشية التي يتعرض لها الشباب خصوصا ممن يعانون من مشكلة البطالة تخفض مستوى السعادة لديهم وتجعلهم غير راضين عن انفسهم ولا عن مجتمعهم، ومن هنا فهم يدخلون في اكتئاب وقلق وخيبة وتراجع في مستوى ادائهم ونشاطاتهم، وعليهم تجاوز هذه المعيقات التي تؤثر على صحتهم النفسية لمساعدة انفسهم على ايجاد حلول بمشاكلهم وتقديم الافضل لهم ولمجتمعهم.
تحتفل الصحة النفسية بـ يومها العالمي الذي يصادف اليوم الأثنين، وهي مناسبة عالمية تُقام بهدف التثقيف والتوعية في مجال الصحة النفسية والعقلية واهميتها على المستوى الفردي والاجتماعي.
ويسعى هذا اليوم الذي تم إطلاق فعاليته لأول مرة في عام 1992 من قبل الاتحاد العالمي للصحة العقلية لمساعدة الاشخاص على عيش حياة طبيعية خالية من المشاكل النفسية التي تنعكس سلبا على الفرد والمجتمع.
واعتاد الاتحاد العالمي للصحة العقلية على اطلاق شعار معين كل عام لصحة نفسية افضل ولمحاربة المشاكل والضغوطات النفسية، ليكون شعار هذا العام تحت عنوان «جعل الصحة العقلية والرفاهية للجميع أولوية عالمية» ومن هذا الشعار يتطلع الخبراء والمختصون في مجال الصحة النفسية جعل هذا اليوم انطلاقة لجعل الصحة النفسية ورفاهية أفراد اولوية.
التكيف مع المواقف المختلفة
يعرف الاستشاري النفسي والتربوي د. موسى المطارنة الصحة النفسية بأن لها اكثر من تعريف سلوكي ومعرفي ولكنها بالاجمال «قدرة الفرد على التعامل والتكيف مع مشكلات المجتمع والقضايا الاجتماعية وما يمر به الفرد من مواقف مختلفة»، بالاضافة الى قدرته على التكيف والتعامل مع هذه المواقف والمشكلات، ما يمكنه من ان يكون في صحة نفسية سليمة يتجاوز من خلالها كامل المشكلات والنظره اليها بتفاؤل وحب ودافعية عالية للامام ولتحقيق الاهداف.
ويشير الى ان الاسباب التي تؤدي الى احداث خلل في الصحة النفسية تعود الى مجموعة من التراكمات التي تنتج من مواقف مختلفة من البيئة الاجتماعية او الاسرية او خط الحياة التي يمر به الانسان، والتي لا يملك الشخص القدرة على تحليلها والتعامل معها وتجاوزها وتبقى عالقة في العقل الباطن او في اللاشعور وتنعكس سلبًا على حياته وتعرقل نجاحه وتحقيق اهدافه.
ويرى ان المشكلة النفسية من اصعب الاشياء التي تصيب الفرد فالمرض النفسي يتطور من مشكلة اضطراب الى مرض لذلك عندما يشعر الفرد ان حياته فيها مشكلات تعرقل حياته ولا يستطيع مواجهتها او التعامل معها عليه ان يتوجه الى المختص النفسي حتى يتم معالجتها وتجاوزها، لان اهمال الصحة النفسية ينعكس سلبا على حياته بشكل عام.
وقال: جائحة كورونا عملت حالة من التوتر والقلق الداخلي فبدايتها كانت رعباً وخوفاً، بالاضافة الى الحجر الصحي وهو حجز للحرية الشخصية الذي انعكس على الناس بخوف وقلق اكثر ومنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية وممارسة نشاطاتهم وانعكس ذلك سلبًا على الاشخاص الذين لا يملكون قدرات ومهارات كافية للتعامل مع هذه المواقف بالاضافة الى حالة الفقدان لدى البعض التي سببت حالة من صدمة الفقدان التي اورثت مشكلات نفسية كبيرة بحاجة الى مواجهتها ومعالجتها.
ويترجم المطارنة شعار الصحة النفسية لهذا العام «بالوعي الاجتماعي» بأهمية الصحة النفسية والوعي الاجتماعي لتغيير ثقافة الخوف من مراجعة المختص النفسي، ليوضح ان من يتعامل مع المرض النفسي ليس فقط الطبيب النفسي بل هناك المرشد النفسي والمعالج السلوكي والاسري والتربوي، فالذي يراجع الطبيب النفسي او المختصين النفسيين هو انسان يعاني من مشكلات في شخصيته او مشكلات تعرقل حياته ولا يستطيع التعامل معها او مواجهتها فيتم التعامل معها من قبل المرشد النفسي او المختص او المعالج للمساعدة في مواجهة هذه المشاكل وبدون ادوية التي لا يعطيها الا الطبيب في حين الحاجة لها.
مواجهة ضغوط الحياة
تقول المحاضرة في العلاقات الدولية والاعلام الاجتماعي د. فاطمة العقاربة: الصحة النفسية هي حالة من الرفاه النفسي تمكن الشخص من مواجهة ضغوط الحياة وتحقيق إمكاناته والتعلم والعمل بشكل جيد، والمساهمة في مجتمعه المحلي».
وأضافت: الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة والرفاه اللذين يدعمان قدراتنا الفردية والجماعية على اتخاذ القرارات وإقامة العلاقات وتشكيل العالم الذي نعيش فيه، كما انها حق أساسي من حقوق الإنسان وهي حاسمة الأهمية للتنمية الشخصية والمجتمعية والاجتماعية الاقتصادية.
وتشير العقاربة الى ان الصحة النفسية لا تقتصر على غياب الاضطرابات النفسية، فهي جزء من سلسلة متصلة معقدة، تختلف من شخص إلى آخر، وتتسم بدرجات متفاوتة من الصعوبة والضيق.
وحول اهمية الصحة النفسية بالنسبة إلى الفرد والمجتمع، «تشكل الاستقرار والتكيف النفسي السليم مع الذات ومع المجتمع، اضافة إلى أنها تنشئ أشخاصاً مستقرين نفسياً لديهم القدرة على ضبط الانفعالات والتحكم بالذات وتوجيه سلوكياتهم بشكل سليم وسوي وقادرين على حل المشكلات».
ولفتت الى إشارات أو أعراض تدل على مشكلات مرتبطة بالصحة النفسية، منها الإشارات التي يُعد ظهورها مؤشراً لإمكانية التعرض لمشكلات في الصحة النفسية، مثل: التدهور التدريجي أو المفاجئ في الأداء الدراسي، والشعور بالتعب والإرهاق أغلب الأوقات وكثرة المشكلات، والانسحاب من الحياة الاجتماعية، بالاضافة الى تقلُّب المزاج والسلبية والحزن المستمر وسهولة الاستثارة أغلب الأوقات، وصعوبات في النوم، واستخدام الكحول أو الأدوية والمخدرات، واكتساب الوزن أو خسارته بصورة ملاحظة، واعتقاد الفرد أن الناس يسخرون منه ويكرهونه ويتصيدون له.
وحول اثار جائحة كورونا على الصحة النفسية قالت: منظمة الصحة العالمية اصدرت في موجز علمي أن العام الأول من جائحة كوفيد-19 شهد ارتفاعا كبيرا في معدلات انتشار القلق والاكتئاب في العالم بلغت نسبته 25%، وان أكثر الفئات تضررا من أثر الجائحة تبرز بعدم توافر خدمات الصحة النفسية بالشكل المطلوب والتغييرات التي طرأت عليها أثناء الجائحة حيث انه هناك ضغوطات كثيرة نفسية وتزداد مع الإصابة حيث تعزى الزيادة إلى أسباب رئيسية منها الضغط غير المسبوق الناجم عن العزلة الاجتماعية بسبب الجائحة، وترتبط هذه بقدرة الأفراد على العمل والتماس الدعم من الأحبة والانخراط في مجتمعاتهم المحلية.
وتتابع: كما تشمل عوامل الضغط الأخرى التي تؤدي إلى القلق والاكتئاب كذلك الوحدة والخوف على النفس وعلى الأحبة من العدوى والمعاناة والموت والحزن بعد فقدان الأحبة والهموم المالية،ويجب ان ننوه على اثرها على العاملين في مجال الصحة، كان الإرهاق دافعا رئيسيا للتفكير في الانتحار.
وبرأيها، فإن شعار اليوم العالمي للصحة النفسيّة 2022، هو «جعل الصحة العقلية والرفاهية للجميع أولوية عالمية»، إذ تنتشر مشاكل الصحة النفسية في حياة معظم الأشخاص، «لذلك اليوم العالمي للصحة هو يوم أولوياته هو زيادة وعي الأفراد والمجتمعات بضرورة الاهتمام بالصحة العقلية والنفسية، كما يشكل وجود هذا اليوم سنويا فرصة لكل العالمين في مجال الصحة النفسية للحديث عن أنفسهم، والتعريف بطبيعة عملهم ومخاطر ازدياد الأوضاع النفسية لدى الأفراد».
الى ذلك، تعتقد رئيسة اللجنة الشبابية في الصندوق الاردني الهاشمي للتنمية البشرية في محافظة الطفيلة رحمة داودية أن اغلب المشاكل النفسية تأتي من تراكمات هي على الأغلب تعود إلى مرحلة الطفولة ولكن مما يزيد من تفاقم حدوثها هو عوامل الضغط النفسي التي يمر بها الشباب وأفراد المجتمع باكملهم.
وبرأيها تعد الصحة النفسية واحدة من «رؤوس مثلث الصحة العامة» بشكل أساسي كما أنها المحرك الأول لزيادة الإنتاجية والعيش بسلام داخلي ينعكس بالضرورة على سلام يعم جميع أركان حياة الفرد.
وتلفت داودية الى ان لجائحة كورونا الأثر الكبير على نفسية الشباب وخاصة بأن كثيراً من الشباب تم تسريحهم من أعمالهم باعتبارهم صغار موظفين وهذا زاد من معدل البطالة بين صفوف الشباب وارهق حالاتهم النفسية، بالإضافة إلى العزل والحجر المنزلي الذي أدى بدوره إلى زيادة الأمراض النفسية بين الأفراد.
وتؤكد الشابة خزامى عبدربه الرماضين هي كاتبة محتوى إبداعي على ضرورة الاهتمام بالصحة النفسية ودراسة أسبابها جيدًا، لمعرفة طرق العلاج المناسبة لكل حالة من الأمراض والاضطرابات النفسية.
وبرأيها، فان أبرز الأسباب التي تسبب مشاكل في الصحة النفسية تعود الى اسباب بيولوجية تتضمن العوامل البيولوجية ووجود خلل في مناطق معينة من الدماغ والنواقل العصبية ما يسبب أمراضا عقلية معينة، كما تساهم الجينات الوراثية في انتقال الأمراض والاضطرابات وتزيد فرص الإصابة بها، بالاضافة الى الأسباب النفسية، حيث توجد أسباب نفسية متعددة تؤثر على الصحة النفسية كالتعرض إلى الصدمات مثل فقدان عزيز أو الاعتداء الجسدي أو الجنسي، والإصابة ببعض الاضطرابات النفسية المختلفة كالاكتئاب والقلق النفسي والرهاب الاجتماعي، واضطراب ثنائي القطب وغير ذلك. «بالاضافة الى الأسباب البيئية التي تتلخص في جو الأسرة المشحون بالصراعات والمشاكل وما يرافقه من انفصال أو العنف بأشكاله، وما يرافقه من التعرض للضغوطات العصبية والشعور بتدني الثقة بالنفس، إضافةً إلى تعاطي المخدرات مما يزيد الأمر سوءاً».
وتؤكد الرماضين ان تأثير الصحة النفسية السيئة «خطير جداً على الفرد نفسه والمجتمع بأكمله»، ويكاد يكون بمستوى خطورة «تعاطي المخدرات» وأثرها، «في بعض حالات الاضطرابات النفسية والفصام يمكن أن يصل المريض إلى مرحلة الانتحار أو يسبب الأذى لمن حوله، كما أن أعراض الصحة النفسية البسيطة يمكن أن تؤدي إلى ضعف في الأداء الوظيفي والشخصي، وتقلل فرص الإبداع والإنجاز في المجتمع».
وتلفت الى ان الأمراض النفسية تشكل عائقا حقيقيّا على حياة الشخص اليومية، بحيث تمنعه من التقدم والتطور لأنها تقلل بصورة عامة من مستوى الوعي الذاتي، وتحصر نمط تفكيره في بوتقة مزعجة من الأفكار والمواقف السلبية، وتجعله في قلق وخوف مستمر باعتبارها أعراضاً أساسية لمختلف الأمراض النفسية، لذا فإن المريض النفسي ينطوي على نفسه وتقل دائرة علاقاته الاجتماعية، ما يؤثر تلقائيا على إنتاجه العملي والوظيفي.
وتشير الى ان جائحة كورونا أثرت بشكل كبير على الأفراد من جميع الفئات وتحديدًا الشباب، حيث ترافقت الإصابة بالفيروس بظهور بعض الأمراض النفسية مثل الوسواس القهري وحالات من الذهان، والاكتئاب وغير ذلك. «يهاجم فيروس «كوفيد-19» الجهاز العصبي للمصاب ويؤثر على خلايا الدماغ وقد يؤدي في حالات متقدمة إلى تلفها، وحتى بعد فترة التعافي من الفيروس تبقى هذه الأعراض موجودة إلى أن تتعالج بالأدوية وجلسات العلاج النفسي المختلفة».
من جانبه قال الشاب محمود عبد الحليم: السعادة والرضا هما اساس الصحة النفسية، ولكن الضغوطات المعيشية التي يتعرض لها الشباب خصوصا ممن يعانون من مشكلة البطالة تخفض مستوى السعادة لديهم وتجعلهم غير راضين عن انفسهم ولا عن مجتمعهم، ومن هنا فهم يدخلون في اكتئاب وقلق وخيبة وتراجع في مستوى ادائهم ونشاطاتهم، وعليهم تجاوز هذه المعيقات التي تؤثر على صحتهم النفسية لمساعدة انفسهم على ايجاد حلول بمشاكلهم وتقديم الافضل لهم ولمجتمعهم.
تحتفل الصحة النفسية بـ يومها العالمي الذي يصادف اليوم الأثنين، وهي مناسبة عالمية تُقام بهدف التثقيف والتوعية في مجال الصحة النفسية والعقلية واهميتها على المستوى الفردي والاجتماعي.
ويسعى هذا اليوم الذي تم إطلاق فعاليته لأول مرة في عام 1992 من قبل الاتحاد العالمي للصحة العقلية لمساعدة الاشخاص على عيش حياة طبيعية خالية من المشاكل النفسية التي تنعكس سلبا على الفرد والمجتمع.
واعتاد الاتحاد العالمي للصحة العقلية على اطلاق شعار معين كل عام لصحة نفسية افضل ولمحاربة المشاكل والضغوطات النفسية، ليكون شعار هذا العام تحت عنوان «جعل الصحة العقلية والرفاهية للجميع أولوية عالمية» ومن هذا الشعار يتطلع الخبراء والمختصون في مجال الصحة النفسية جعل هذا اليوم انطلاقة لجعل الصحة النفسية ورفاهية أفراد اولوية.
التكيف مع المواقف المختلفة
يعرف الاستشاري النفسي والتربوي د. موسى المطارنة الصحة النفسية بأن لها اكثر من تعريف سلوكي ومعرفي ولكنها بالاجمال «قدرة الفرد على التعامل والتكيف مع مشكلات المجتمع والقضايا الاجتماعية وما يمر به الفرد من مواقف مختلفة»، بالاضافة الى قدرته على التكيف والتعامل مع هذه المواقف والمشكلات، ما يمكنه من ان يكون في صحة نفسية سليمة يتجاوز من خلالها كامل المشكلات والنظره اليها بتفاؤل وحب ودافعية عالية للامام ولتحقيق الاهداف.
ويشير الى ان الاسباب التي تؤدي الى احداث خلل في الصحة النفسية تعود الى مجموعة من التراكمات التي تنتج من مواقف مختلفة من البيئة الاجتماعية او الاسرية او خط الحياة التي يمر به الانسان، والتي لا يملك الشخص القدرة على تحليلها والتعامل معها وتجاوزها وتبقى عالقة في العقل الباطن او في اللاشعور وتنعكس سلبًا على حياته وتعرقل نجاحه وتحقيق اهدافه.
ويرى ان المشكلة النفسية من اصعب الاشياء التي تصيب الفرد فالمرض النفسي يتطور من مشكلة اضطراب الى مرض لذلك عندما يشعر الفرد ان حياته فيها مشكلات تعرقل حياته ولا يستطيع مواجهتها او التعامل معها عليه ان يتوجه الى المختص النفسي حتى يتم معالجتها وتجاوزها، لان اهمال الصحة النفسية ينعكس سلبا على حياته بشكل عام.
وقال: جائحة كورونا عملت حالة من التوتر والقلق الداخلي فبدايتها كانت رعباً وخوفاً، بالاضافة الى الحجر الصحي وهو حجز للحرية الشخصية الذي انعكس على الناس بخوف وقلق اكثر ومنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية وممارسة نشاطاتهم وانعكس ذلك سلبًا على الاشخاص الذين لا يملكون قدرات ومهارات كافية للتعامل مع هذه المواقف بالاضافة الى حالة الفقدان لدى البعض التي سببت حالة من صدمة الفقدان التي اورثت مشكلات نفسية كبيرة بحاجة الى مواجهتها ومعالجتها.
ويترجم المطارنة شعار الصحة النفسية لهذا العام «بالوعي الاجتماعي» بأهمية الصحة النفسية والوعي الاجتماعي لتغيير ثقافة الخوف من مراجعة المختص النفسي، ليوضح ان من يتعامل مع المرض النفسي ليس فقط الطبيب النفسي بل هناك المرشد النفسي والمعالج السلوكي والاسري والتربوي، فالذي يراجع الطبيب النفسي او المختصين النفسيين هو انسان يعاني من مشكلات في شخصيته او مشكلات تعرقل حياته ولا يستطيع التعامل معها او مواجهتها فيتم التعامل معها من قبل المرشد النفسي او المختص او المعالج للمساعدة في مواجهة هذه المشاكل وبدون ادوية التي لا يعطيها الا الطبيب في حين الحاجة لها.
مواجهة ضغوط الحياة
تقول المحاضرة في العلاقات الدولية والاعلام الاجتماعي د. فاطمة العقاربة: الصحة النفسية هي حالة من الرفاه النفسي تمكن الشخص من مواجهة ضغوط الحياة وتحقيق إمكاناته والتعلم والعمل بشكل جيد، والمساهمة في مجتمعه المحلي».
وأضافت: الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة والرفاه اللذين يدعمان قدراتنا الفردية والجماعية على اتخاذ القرارات وإقامة العلاقات وتشكيل العالم الذي نعيش فيه، كما انها حق أساسي من حقوق الإنسان وهي حاسمة الأهمية للتنمية الشخصية والمجتمعية والاجتماعية الاقتصادية.
وتشير العقاربة الى ان الصحة النفسية لا تقتصر على غياب الاضطرابات النفسية، فهي جزء من سلسلة متصلة معقدة، تختلف من شخص إلى آخر، وتتسم بدرجات متفاوتة من الصعوبة والضيق.
وحول اهمية الصحة النفسية بالنسبة إلى الفرد والمجتمع، «تشكل الاستقرار والتكيف النفسي السليم مع الذات ومع المجتمع، اضافة إلى أنها تنشئ أشخاصاً مستقرين نفسياً لديهم القدرة على ضبط الانفعالات والتحكم بالذات وتوجيه سلوكياتهم بشكل سليم وسوي وقادرين على حل المشكلات».
ولفتت الى إشارات أو أعراض تدل على مشكلات مرتبطة بالصحة النفسية، منها الإشارات التي يُعد ظهورها مؤشراً لإمكانية التعرض لمشكلات في الصحة النفسية، مثل: التدهور التدريجي أو المفاجئ في الأداء الدراسي، والشعور بالتعب والإرهاق أغلب الأوقات وكثرة المشكلات، والانسحاب من الحياة الاجتماعية، بالاضافة الى تقلُّب المزاج والسلبية والحزن المستمر وسهولة الاستثارة أغلب الأوقات، وصعوبات في النوم، واستخدام الكحول أو الأدوية والمخدرات، واكتساب الوزن أو خسارته بصورة ملاحظة، واعتقاد الفرد أن الناس يسخرون منه ويكرهونه ويتصيدون له.
وحول اثار جائحة كورونا على الصحة النفسية قالت: منظمة الصحة العالمية اصدرت في موجز علمي أن العام الأول من جائحة كوفيد-19 شهد ارتفاعا كبيرا في معدلات انتشار القلق والاكتئاب في العالم بلغت نسبته 25%، وان أكثر الفئات تضررا من أثر الجائحة تبرز بعدم توافر خدمات الصحة النفسية بالشكل المطلوب والتغييرات التي طرأت عليها أثناء الجائحة حيث انه هناك ضغوطات كثيرة نفسية وتزداد مع الإصابة حيث تعزى الزيادة إلى أسباب رئيسية منها الضغط غير المسبوق الناجم عن العزلة الاجتماعية بسبب الجائحة، وترتبط هذه بقدرة الأفراد على العمل والتماس الدعم من الأحبة والانخراط في مجتمعاتهم المحلية.
وتتابع: كما تشمل عوامل الضغط الأخرى التي تؤدي إلى القلق والاكتئاب كذلك الوحدة والخوف على النفس وعلى الأحبة من العدوى والمعاناة والموت والحزن بعد فقدان الأحبة والهموم المالية،ويجب ان ننوه على اثرها على العاملين في مجال الصحة، كان الإرهاق دافعا رئيسيا للتفكير في الانتحار.
وبرأيها، فإن شعار اليوم العالمي للصحة النفسيّة 2022، هو «جعل الصحة العقلية والرفاهية للجميع أولوية عالمية»، إذ تنتشر مشاكل الصحة النفسية في حياة معظم الأشخاص، «لذلك اليوم العالمي للصحة هو يوم أولوياته هو زيادة وعي الأفراد والمجتمعات بضرورة الاهتمام بالصحة العقلية والنفسية، كما يشكل وجود هذا اليوم سنويا فرصة لكل العالمين في مجال الصحة النفسية للحديث عن أنفسهم، والتعريف بطبيعة عملهم ومخاطر ازدياد الأوضاع النفسية لدى الأفراد».
الى ذلك، تعتقد رئيسة اللجنة الشبابية في الصندوق الاردني الهاشمي للتنمية البشرية في محافظة الطفيلة رحمة داودية أن اغلب المشاكل النفسية تأتي من تراكمات هي على الأغلب تعود إلى مرحلة الطفولة ولكن مما يزيد من تفاقم حدوثها هو عوامل الضغط النفسي التي يمر بها الشباب وأفراد المجتمع باكملهم.
وبرأيها تعد الصحة النفسية واحدة من «رؤوس مثلث الصحة العامة» بشكل أساسي كما أنها المحرك الأول لزيادة الإنتاجية والعيش بسلام داخلي ينعكس بالضرورة على سلام يعم جميع أركان حياة الفرد.
وتلفت داودية الى ان لجائحة كورونا الأثر الكبير على نفسية الشباب وخاصة بأن كثيراً من الشباب تم تسريحهم من أعمالهم باعتبارهم صغار موظفين وهذا زاد من معدل البطالة بين صفوف الشباب وارهق حالاتهم النفسية، بالإضافة إلى العزل والحجر المنزلي الذي أدى بدوره إلى زيادة الأمراض النفسية بين الأفراد.
وتؤكد الشابة خزامى عبدربه الرماضين هي كاتبة محتوى إبداعي على ضرورة الاهتمام بالصحة النفسية ودراسة أسبابها جيدًا، لمعرفة طرق العلاج المناسبة لكل حالة من الأمراض والاضطرابات النفسية.
وبرأيها، فان أبرز الأسباب التي تسبب مشاكل في الصحة النفسية تعود الى اسباب بيولوجية تتضمن العوامل البيولوجية ووجود خلل في مناطق معينة من الدماغ والنواقل العصبية ما يسبب أمراضا عقلية معينة، كما تساهم الجينات الوراثية في انتقال الأمراض والاضطرابات وتزيد فرص الإصابة بها، بالاضافة الى الأسباب النفسية، حيث توجد أسباب نفسية متعددة تؤثر على الصحة النفسية كالتعرض إلى الصدمات مثل فقدان عزيز أو الاعتداء الجسدي أو الجنسي، والإصابة ببعض الاضطرابات النفسية المختلفة كالاكتئاب والقلق النفسي والرهاب الاجتماعي، واضطراب ثنائي القطب وغير ذلك. «بالاضافة الى الأسباب البيئية التي تتلخص في جو الأسرة المشحون بالصراعات والمشاكل وما يرافقه من انفصال أو العنف بأشكاله، وما يرافقه من التعرض للضغوطات العصبية والشعور بتدني الثقة بالنفس، إضافةً إلى تعاطي المخدرات مما يزيد الأمر سوءاً».
وتؤكد الرماضين ان تأثير الصحة النفسية السيئة «خطير جداً على الفرد نفسه والمجتمع بأكمله»، ويكاد يكون بمستوى خطورة «تعاطي المخدرات» وأثرها، «في بعض حالات الاضطرابات النفسية والفصام يمكن أن يصل المريض إلى مرحلة الانتحار أو يسبب الأذى لمن حوله، كما أن أعراض الصحة النفسية البسيطة يمكن أن تؤدي إلى ضعف في الأداء الوظيفي والشخصي، وتقلل فرص الإبداع والإنجاز في المجتمع».
وتلفت الى ان الأمراض النفسية تشكل عائقا حقيقيّا على حياة الشخص اليومية، بحيث تمنعه من التقدم والتطور لأنها تقلل بصورة عامة من مستوى الوعي الذاتي، وتحصر نمط تفكيره في بوتقة مزعجة من الأفكار والمواقف السلبية، وتجعله في قلق وخوف مستمر باعتبارها أعراضاً أساسية لمختلف الأمراض النفسية، لذا فإن المريض النفسي ينطوي على نفسه وتقل دائرة علاقاته الاجتماعية، ما يؤثر تلقائيا على إنتاجه العملي والوظيفي.
وتشير الى ان جائحة كورونا أثرت بشكل كبير على الأفراد من جميع الفئات وتحديدًا الشباب، حيث ترافقت الإصابة بالفيروس بظهور بعض الأمراض النفسية مثل الوسواس القهري وحالات من الذهان، والاكتئاب وغير ذلك. «يهاجم فيروس «كوفيد-19» الجهاز العصبي للمصاب ويؤثر على خلايا الدماغ وقد يؤدي في حالات متقدمة إلى تلفها، وحتى بعد فترة التعافي من الفيروس تبقى هذه الأعراض موجودة إلى أن تتعالج بالأدوية وجلسات العلاج النفسي المختلفة».
من جانبه قال الشاب محمود عبد الحليم: السعادة والرضا هما اساس الصحة النفسية، ولكن الضغوطات المعيشية التي يتعرض لها الشباب خصوصا ممن يعانون من مشكلة البطالة تخفض مستوى السعادة لديهم وتجعلهم غير راضين عن انفسهم ولا عن مجتمعهم، ومن هنا فهم يدخلون في اكتئاب وقلق وخيبة وتراجع في مستوى ادائهم ونشاطاتهم، وعليهم تجاوز هذه المعيقات التي تؤثر على صحتهم النفسية لمساعدة انفسهم على ايجاد حلول بمشاكلهم وتقديم الافضل لهم ولمجتمعهم.
التعليقات
اليوم العالمي للصحة النفسية .. أولوية وتوعوية ورفاهية
التعليقات