في الشهر قبل الأخير من عام 1990 وقبل عقدين من الزمن كان المجند الرقيب في حرس الحدود المصري أيمن حسن في وظيفة مناوبة على الحدود الإسرائيلية المصرية وإثناء الترتيبات العسكرية للاحتفال بذكرى نصر حرب أكتوبر انقطع احد الإعلام المصرية عن السارية وسقط داخل المنطقة العسكرية الإسرائيلية وتناوله احد الجنود الصهاينة ومسح حذائه به بأسلوب استفزازي
وبعد أربعة أيام مرت وجد أيمن كارثة أكبر وأعظم امام عينيه جعلته لا يتمالك نفسه حين رأى الجندي القذر نفسه يمارس الرذيلة مع إحدى المجندات الإسرائيليات فوق العلم المصري ذاته وكان هذا الموقف بمثابة الشرارة التي أشعلت ثورة الانتقام داخل المجند المصري ضد جنود حرس الحدود الإسرائيليين وبكل ما اثأر حنقه وغضبه وجعل الدماء تغلي في عروقه بحبه الكبير وغيرته الشديدة على شرفه العسكري وعلم بلاده وسمعة وطنه وقبل كل شئ ابلغ قائده عن الحادث والذي أبلغه أن القيادة ستتخذ الإجراءات اللازمة عن طريق قوات حفظ السلام الدولية لكنها لم تفعل أي شئ وحينها عقد العزم على الانتقام العنيف حيث لم يتمالك نفسه ثانية أمام استفزازات الجنود الإسرائيليين لما رآه أمرا مهينًا لعلم بلاده بشكل متعمد وما زاد في استفزاز مشاعره أكثر ان الحادثة تزامنت مع مذبحة المسجد الأقصى الشهيرة
حينها بدأ المجند أيمن يخطط ويراقب أوقات دوريات الجندي الإسرائيلي المستفز ومواعيدها ومعدل الوقت الذي يقضيه عند مفارق الطرق وذلك من أجل التسلل المضمون للجانب الإسرائيلي ومهاجمة المجند المستفز بعيارٍ ناري مباشر
لم يخبر أيمن حسن هذه المرة قادته عما يخطط له خاصة وانه كان مستاء للغاية من تأخر رد قوات حفظ السلام الدولية وعجز قيادته وفشلها في اتخاذ رد رادع وعاجل بطريقة قانونية فازداد تصميمه وقرر أخذ حقه بيديه واعتمد الرقيب أيمن حسن يوم 26 تشرين الثاني 1990 ليكون يوم الانتقام من هؤلاء الخنازير المستهترين بعدما جهز 15 مخزن لسلاحه بمعدل 450 طلقة
وقد حدد دقيقتين فقط وقتا يحتاجه ليصيب هدفه وفي الساعة السادسة صباحا تسلل إلى داخل الحدود الإسرائيلية عن طريق وادي' سهل القمر ' ثم توغل في طريق إيلات وتوجه بعدها إلى نقطة الهدف منتظرا وصول مركبة دورية الجنود الإسرائيليين لتنفيذ عمليته إلا أنه وقبل دقيقتين من ميعاد التنفيذ وصلت سيارة إمدادات عسكرية إسرائيلية فقام بمهاجمتها وقتل سائقها قبل أن تظهر سيارة أخرى تابعة لمخابرات الجيش الإسرائيلي حيث أطلق وابلًا من الرصاص على جميع من بداخلها وكان هذا قبل أن تصل المركبة الخاصة بالجنود حيث قتلهم عن آخرهم
وقد تمكن في النهاية من الجندي صاحب اهانة العلم وأطلق عليه النار بعدما قتل خمسة إسرائيليين وتسبب بإصابة 25 آخرين وهي أرقام أقل بكثير مما وردت في وسائل الأخبار المصرية والتي أشارت إلى مقتل 21 ضابطًا وجندي إسرائيلي حيث ( استهدف حافلة عسكرية وحافلة مدنية تقل جنود وسيارة خصوصية ) بعدها ألقت القوات الإسرائيلية القبض عليه وقاموا باعتقاله وتسليمه للسلطات المصرية والتي وعدت بإجراء تحقيق شامل ومحاكمة سريعة
وفي اطار التحقيق مع المجند المصري أشار إلى أنه أطلق النار على المجندين الإسرائيليين انتقامًا لمقتل 17 فلسطينيًا قتلوا على أيدي شرطة الحدود الإسرائيلية خلال أعمال شغب في جبل الهيكل بالقدس يوم 8 تشرين الأول 1990 السابق لتنفيذ الهجوم
ومن المؤسف في حينه ان المحكمة العسكرية المصرية أدانت البطل المجند أيمن حسن بتهمة قتل ضباط وجنود إسرائيليين وإصابة 26 شخصًا بإطلاق النار عليهم مباشرة إضافة إلى مخالفة الأوامر العسكرية وقد حكم عليه 12عام مع الأشغال الشاقة إلا أنه خرج بعد مرور 10 سنوات لحسن السير والسلوك ووصف الحكم وقتها بأنه مخفف نتيجة ضعف مستوى القدرات العقلية للمتهم أيمن ( يعاني من قصور في المخ )
وفقًا للتقرير الطبي مما جعله غير مسؤول تماما عن أفعاله وقد هتف وقتها محامي الدفاع وأقارب المتهم داخل المحكمة ' الله أكبر ' فرحا بعد النطق بالحكم وربما هي كانت هذه ( تخريجه قضائية ) جيدة لصالحه كما يفعل الإسرائيليين دائما ( حارق الأقصى مجنون ومحرم مذبحة الإبراهيمي مختل وكل من يقتل فلسطيني عامدا متعمدا لدية قصور عقلي حتى اعتبروا قاتل رئيس وزرائهم إسحاق رابين مختل عقليا )
ولا حقا احتجت عائلات ضحايا المجند المصري على العقوبة المخففة التي تلقاها والتي لا تتناسب مع فعلته والتي وصفوها بالمذبحة وقد طلبوا المحكمة بإصدار عقوبة الإعدام وقد علقت وكالة الأنباء الأمريكية يونايتد برس إنترناشيونال على الحادث وقتها قائلة إن التقرير الطبي الخاص بالمتهم لم يثبت فيه أي مرض نفسي أو عقلي إلا أن فحوصات الأشعة السينية قد أظهرت وجود قصور في الدماغ تسبب في حالة نفسية سيئة ومحاولات عدة سابقة للانتحار
البطل الرقيب أيمن حسن دخل الخدمة العسكرية عام 1988 وجرى توزيعه في عدة مواقع عسكرية كان أخرها في نقطة الصفراء بجوار سهل وادي القمر على الحدود المصرية الإسرائيلية وقد وصف بالشاب 23عام بالمهذب والخلوق والوطني الغيور الذي كتب يودع أهله وزملاءه من الجنود وفي إجازته الأخيرة قام بسداد ديونه واحتساب نفسه عند الله شهيدًا بحسب أقواله قبل ان يبدأ عمليته البطولية التي سميت على موقع التواصل الاجتماعي ( عملية رأس النقب ) يذكر ان المجند المصري أيمن حسن تدرب تمرينات لياقة بدنية وعلى الجري لمسافة 15 كيلومترًا يوميًا على مدار 46 يوم قبل تنفيذ العملية ومن المهم ذكره هنا ان العديد من قيادات الجيش المصري في حينه استقبلوا البطل أيمن حسن بحفاوة وتقدير وتعاطف كما واظبوا على زيارته في سجنه أكثر من مرة لدراسة مخطط الهجوم الذي اتبعه والذي يدرس حاليا كمساق عسكري بأكاديمية ' التخطيط الحربي للقوات المسلحة المصرية '
ربما تصور المجند المصري ايمن حسن حينما انتقم لشرفه وعلمه وبلده انه يقوم بعمل بطولي سوف يكرم عليه لان ما دفعه لهاذ العمل حبه وغيرته الشديد على وطنه مصر والحقيقة انه لم يكرم بل تم حبسه لمدة عشر سنوات ضاعت من عمره ظلما والمؤسف أكثر واكبر انه بعد خروجه من السجن تم التضيق عليه امنيا ومنع من التواصل مع الإعلام
في المقابل انظر كيف تعامل دولية الاحتلال جنودها وعناصر مخابراتها عندما يقتلون العرب والمسلمين داخل فلسطين المغتصبة وداخلها فهنالك الالف الجرائم المتعمدة ارتكبت دون ان يقدم أي صهيوني الى القضاء وفي حالات معدودة كانت الإحكام أيام بسيطة وكأنها مكافئة على الجريمة وفي الحالات الكثيرة جدا كان القاتل يفلت من العقاب ويستقبل كبطل
ولنا في حادثة السفارة الإسرائيلية في عمان كيف قتل المجرم الدبلوماسي بدم بارد أبناء وطننا وخرج من البلاد ليستقبل في تل أبيب من قبل النتن ياهو بحفاوة بالغة وبث إعلامي متميز ( حين جمعه مع عشيقته ) بكل استهتار واستخفاف بالضحية وذويه والأردنيين ولن ننسى جريمة إعدام القاضي رائد زعيتر تلك الجريمة النكراء التي ارتكبوها لأنه رفض امتهان كرامته ولم ينصع لأوامر الجنود وعبر فقط عن استيائه من معاملتهم اللا إنسانية وهو يزور وطنه وكل ما أخذناه يومها منهم الاعتذار الذي لا يكفي أبداً ولا يعيد دم هذا القاضي الشاب وقد مرت الجريمة دون حساب او عقاب حتى اليوم
ختاما تحية إكبار وفخار وعزة ومحبة لهذا المجند العربي المصري الأصيل والبطل ( ايمن حسن ) وسلمت يداه وأطال الله في عمره ليبقى يروي للأجيال القادمة تفاصيل هذه العملية الجريئة التي تعبر عن حقيقة وصورة ووجه الجندي المصري الذي لا يقبل ( الدنية في أي شئ ) وهو يمارس الرد الوحيد الموجع الذي يفهمه العدو الإسرائيلي بعدما طفح الكيل وبات السكوت على الذل غير مقبولاً والنفوس الأبية ستبقى ترفض أن تغمض عيونها عن جرائم الإسرائيليين الذين يعربدون ليل نهار ولا يردعهم أحد ولا يعيرون إي اهتمام لسفك الدماء باعتبارهم فوق المساءلة والقانون ومهما طال الزمن او قصر لن تذهب دماء ( أبناء فلسطين والعرب والمسلمين ) الأبرياء في أي مكان هدرا وظلما واستهتارا فلا يدخل هوان وضعف الأمة اليأس إلى نفوسكم طالما لأيام دول وما من سبات الا بعده صحوة وسيأتي يوم الانتقام والقصاص لا محالة وان غدا لناظره قريب والله غالب على أمره
مهدي مبارك عبد الله
في الشهر قبل الأخير من عام 1990 وقبل عقدين من الزمن كان المجند الرقيب في حرس الحدود المصري أيمن حسن في وظيفة مناوبة على الحدود الإسرائيلية المصرية وإثناء الترتيبات العسكرية للاحتفال بذكرى نصر حرب أكتوبر انقطع احد الإعلام المصرية عن السارية وسقط داخل المنطقة العسكرية الإسرائيلية وتناوله احد الجنود الصهاينة ومسح حذائه به بأسلوب استفزازي
وبعد أربعة أيام مرت وجد أيمن كارثة أكبر وأعظم امام عينيه جعلته لا يتمالك نفسه حين رأى الجندي القذر نفسه يمارس الرذيلة مع إحدى المجندات الإسرائيليات فوق العلم المصري ذاته وكان هذا الموقف بمثابة الشرارة التي أشعلت ثورة الانتقام داخل المجند المصري ضد جنود حرس الحدود الإسرائيليين وبكل ما اثأر حنقه وغضبه وجعل الدماء تغلي في عروقه بحبه الكبير وغيرته الشديدة على شرفه العسكري وعلم بلاده وسمعة وطنه وقبل كل شئ ابلغ قائده عن الحادث والذي أبلغه أن القيادة ستتخذ الإجراءات اللازمة عن طريق قوات حفظ السلام الدولية لكنها لم تفعل أي شئ وحينها عقد العزم على الانتقام العنيف حيث لم يتمالك نفسه ثانية أمام استفزازات الجنود الإسرائيليين لما رآه أمرا مهينًا لعلم بلاده بشكل متعمد وما زاد في استفزاز مشاعره أكثر ان الحادثة تزامنت مع مذبحة المسجد الأقصى الشهيرة
حينها بدأ المجند أيمن يخطط ويراقب أوقات دوريات الجندي الإسرائيلي المستفز ومواعيدها ومعدل الوقت الذي يقضيه عند مفارق الطرق وذلك من أجل التسلل المضمون للجانب الإسرائيلي ومهاجمة المجند المستفز بعيارٍ ناري مباشر
لم يخبر أيمن حسن هذه المرة قادته عما يخطط له خاصة وانه كان مستاء للغاية من تأخر رد قوات حفظ السلام الدولية وعجز قيادته وفشلها في اتخاذ رد رادع وعاجل بطريقة قانونية فازداد تصميمه وقرر أخذ حقه بيديه واعتمد الرقيب أيمن حسن يوم 26 تشرين الثاني 1990 ليكون يوم الانتقام من هؤلاء الخنازير المستهترين بعدما جهز 15 مخزن لسلاحه بمعدل 450 طلقة
وقد حدد دقيقتين فقط وقتا يحتاجه ليصيب هدفه وفي الساعة السادسة صباحا تسلل إلى داخل الحدود الإسرائيلية عن طريق وادي' سهل القمر ' ثم توغل في طريق إيلات وتوجه بعدها إلى نقطة الهدف منتظرا وصول مركبة دورية الجنود الإسرائيليين لتنفيذ عمليته إلا أنه وقبل دقيقتين من ميعاد التنفيذ وصلت سيارة إمدادات عسكرية إسرائيلية فقام بمهاجمتها وقتل سائقها قبل أن تظهر سيارة أخرى تابعة لمخابرات الجيش الإسرائيلي حيث أطلق وابلًا من الرصاص على جميع من بداخلها وكان هذا قبل أن تصل المركبة الخاصة بالجنود حيث قتلهم عن آخرهم
وقد تمكن في النهاية من الجندي صاحب اهانة العلم وأطلق عليه النار بعدما قتل خمسة إسرائيليين وتسبب بإصابة 25 آخرين وهي أرقام أقل بكثير مما وردت في وسائل الأخبار المصرية والتي أشارت إلى مقتل 21 ضابطًا وجندي إسرائيلي حيث ( استهدف حافلة عسكرية وحافلة مدنية تقل جنود وسيارة خصوصية ) بعدها ألقت القوات الإسرائيلية القبض عليه وقاموا باعتقاله وتسليمه للسلطات المصرية والتي وعدت بإجراء تحقيق شامل ومحاكمة سريعة
وفي اطار التحقيق مع المجند المصري أشار إلى أنه أطلق النار على المجندين الإسرائيليين انتقامًا لمقتل 17 فلسطينيًا قتلوا على أيدي شرطة الحدود الإسرائيلية خلال أعمال شغب في جبل الهيكل بالقدس يوم 8 تشرين الأول 1990 السابق لتنفيذ الهجوم
ومن المؤسف في حينه ان المحكمة العسكرية المصرية أدانت البطل المجند أيمن حسن بتهمة قتل ضباط وجنود إسرائيليين وإصابة 26 شخصًا بإطلاق النار عليهم مباشرة إضافة إلى مخالفة الأوامر العسكرية وقد حكم عليه 12عام مع الأشغال الشاقة إلا أنه خرج بعد مرور 10 سنوات لحسن السير والسلوك ووصف الحكم وقتها بأنه مخفف نتيجة ضعف مستوى القدرات العقلية للمتهم أيمن ( يعاني من قصور في المخ )
وفقًا للتقرير الطبي مما جعله غير مسؤول تماما عن أفعاله وقد هتف وقتها محامي الدفاع وأقارب المتهم داخل المحكمة ' الله أكبر ' فرحا بعد النطق بالحكم وربما هي كانت هذه ( تخريجه قضائية ) جيدة لصالحه كما يفعل الإسرائيليين دائما ( حارق الأقصى مجنون ومحرم مذبحة الإبراهيمي مختل وكل من يقتل فلسطيني عامدا متعمدا لدية قصور عقلي حتى اعتبروا قاتل رئيس وزرائهم إسحاق رابين مختل عقليا )
ولا حقا احتجت عائلات ضحايا المجند المصري على العقوبة المخففة التي تلقاها والتي لا تتناسب مع فعلته والتي وصفوها بالمذبحة وقد طلبوا المحكمة بإصدار عقوبة الإعدام وقد علقت وكالة الأنباء الأمريكية يونايتد برس إنترناشيونال على الحادث وقتها قائلة إن التقرير الطبي الخاص بالمتهم لم يثبت فيه أي مرض نفسي أو عقلي إلا أن فحوصات الأشعة السينية قد أظهرت وجود قصور في الدماغ تسبب في حالة نفسية سيئة ومحاولات عدة سابقة للانتحار
البطل الرقيب أيمن حسن دخل الخدمة العسكرية عام 1988 وجرى توزيعه في عدة مواقع عسكرية كان أخرها في نقطة الصفراء بجوار سهل وادي القمر على الحدود المصرية الإسرائيلية وقد وصف بالشاب 23عام بالمهذب والخلوق والوطني الغيور الذي كتب يودع أهله وزملاءه من الجنود وفي إجازته الأخيرة قام بسداد ديونه واحتساب نفسه عند الله شهيدًا بحسب أقواله قبل ان يبدأ عمليته البطولية التي سميت على موقع التواصل الاجتماعي ( عملية رأس النقب ) يذكر ان المجند المصري أيمن حسن تدرب تمرينات لياقة بدنية وعلى الجري لمسافة 15 كيلومترًا يوميًا على مدار 46 يوم قبل تنفيذ العملية ومن المهم ذكره هنا ان العديد من قيادات الجيش المصري في حينه استقبلوا البطل أيمن حسن بحفاوة وتقدير وتعاطف كما واظبوا على زيارته في سجنه أكثر من مرة لدراسة مخطط الهجوم الذي اتبعه والذي يدرس حاليا كمساق عسكري بأكاديمية ' التخطيط الحربي للقوات المسلحة المصرية '
ربما تصور المجند المصري ايمن حسن حينما انتقم لشرفه وعلمه وبلده انه يقوم بعمل بطولي سوف يكرم عليه لان ما دفعه لهاذ العمل حبه وغيرته الشديد على وطنه مصر والحقيقة انه لم يكرم بل تم حبسه لمدة عشر سنوات ضاعت من عمره ظلما والمؤسف أكثر واكبر انه بعد خروجه من السجن تم التضيق عليه امنيا ومنع من التواصل مع الإعلام
في المقابل انظر كيف تعامل دولية الاحتلال جنودها وعناصر مخابراتها عندما يقتلون العرب والمسلمين داخل فلسطين المغتصبة وداخلها فهنالك الالف الجرائم المتعمدة ارتكبت دون ان يقدم أي صهيوني الى القضاء وفي حالات معدودة كانت الإحكام أيام بسيطة وكأنها مكافئة على الجريمة وفي الحالات الكثيرة جدا كان القاتل يفلت من العقاب ويستقبل كبطل
ولنا في حادثة السفارة الإسرائيلية في عمان كيف قتل المجرم الدبلوماسي بدم بارد أبناء وطننا وخرج من البلاد ليستقبل في تل أبيب من قبل النتن ياهو بحفاوة بالغة وبث إعلامي متميز ( حين جمعه مع عشيقته ) بكل استهتار واستخفاف بالضحية وذويه والأردنيين ولن ننسى جريمة إعدام القاضي رائد زعيتر تلك الجريمة النكراء التي ارتكبوها لأنه رفض امتهان كرامته ولم ينصع لأوامر الجنود وعبر فقط عن استيائه من معاملتهم اللا إنسانية وهو يزور وطنه وكل ما أخذناه يومها منهم الاعتذار الذي لا يكفي أبداً ولا يعيد دم هذا القاضي الشاب وقد مرت الجريمة دون حساب او عقاب حتى اليوم
ختاما تحية إكبار وفخار وعزة ومحبة لهذا المجند العربي المصري الأصيل والبطل ( ايمن حسن ) وسلمت يداه وأطال الله في عمره ليبقى يروي للأجيال القادمة تفاصيل هذه العملية الجريئة التي تعبر عن حقيقة وصورة ووجه الجندي المصري الذي لا يقبل ( الدنية في أي شئ ) وهو يمارس الرد الوحيد الموجع الذي يفهمه العدو الإسرائيلي بعدما طفح الكيل وبات السكوت على الذل غير مقبولاً والنفوس الأبية ستبقى ترفض أن تغمض عيونها عن جرائم الإسرائيليين الذين يعربدون ليل نهار ولا يردعهم أحد ولا يعيرون إي اهتمام لسفك الدماء باعتبارهم فوق المساءلة والقانون ومهما طال الزمن او قصر لن تذهب دماء ( أبناء فلسطين والعرب والمسلمين ) الأبرياء في أي مكان هدرا وظلما واستهتارا فلا يدخل هوان وضعف الأمة اليأس إلى نفوسكم طالما لأيام دول وما من سبات الا بعده صحوة وسيأتي يوم الانتقام والقصاص لا محالة وان غدا لناظره قريب والله غالب على أمره
مهدي مبارك عبد الله
في الشهر قبل الأخير من عام 1990 وقبل عقدين من الزمن كان المجند الرقيب في حرس الحدود المصري أيمن حسن في وظيفة مناوبة على الحدود الإسرائيلية المصرية وإثناء الترتيبات العسكرية للاحتفال بذكرى نصر حرب أكتوبر انقطع احد الإعلام المصرية عن السارية وسقط داخل المنطقة العسكرية الإسرائيلية وتناوله احد الجنود الصهاينة ومسح حذائه به بأسلوب استفزازي
وبعد أربعة أيام مرت وجد أيمن كارثة أكبر وأعظم امام عينيه جعلته لا يتمالك نفسه حين رأى الجندي القذر نفسه يمارس الرذيلة مع إحدى المجندات الإسرائيليات فوق العلم المصري ذاته وكان هذا الموقف بمثابة الشرارة التي أشعلت ثورة الانتقام داخل المجند المصري ضد جنود حرس الحدود الإسرائيليين وبكل ما اثأر حنقه وغضبه وجعل الدماء تغلي في عروقه بحبه الكبير وغيرته الشديدة على شرفه العسكري وعلم بلاده وسمعة وطنه وقبل كل شئ ابلغ قائده عن الحادث والذي أبلغه أن القيادة ستتخذ الإجراءات اللازمة عن طريق قوات حفظ السلام الدولية لكنها لم تفعل أي شئ وحينها عقد العزم على الانتقام العنيف حيث لم يتمالك نفسه ثانية أمام استفزازات الجنود الإسرائيليين لما رآه أمرا مهينًا لعلم بلاده بشكل متعمد وما زاد في استفزاز مشاعره أكثر ان الحادثة تزامنت مع مذبحة المسجد الأقصى الشهيرة
حينها بدأ المجند أيمن يخطط ويراقب أوقات دوريات الجندي الإسرائيلي المستفز ومواعيدها ومعدل الوقت الذي يقضيه عند مفارق الطرق وذلك من أجل التسلل المضمون للجانب الإسرائيلي ومهاجمة المجند المستفز بعيارٍ ناري مباشر
لم يخبر أيمن حسن هذه المرة قادته عما يخطط له خاصة وانه كان مستاء للغاية من تأخر رد قوات حفظ السلام الدولية وعجز قيادته وفشلها في اتخاذ رد رادع وعاجل بطريقة قانونية فازداد تصميمه وقرر أخذ حقه بيديه واعتمد الرقيب أيمن حسن يوم 26 تشرين الثاني 1990 ليكون يوم الانتقام من هؤلاء الخنازير المستهترين بعدما جهز 15 مخزن لسلاحه بمعدل 450 طلقة
وقد حدد دقيقتين فقط وقتا يحتاجه ليصيب هدفه وفي الساعة السادسة صباحا تسلل إلى داخل الحدود الإسرائيلية عن طريق وادي' سهل القمر ' ثم توغل في طريق إيلات وتوجه بعدها إلى نقطة الهدف منتظرا وصول مركبة دورية الجنود الإسرائيليين لتنفيذ عمليته إلا أنه وقبل دقيقتين من ميعاد التنفيذ وصلت سيارة إمدادات عسكرية إسرائيلية فقام بمهاجمتها وقتل سائقها قبل أن تظهر سيارة أخرى تابعة لمخابرات الجيش الإسرائيلي حيث أطلق وابلًا من الرصاص على جميع من بداخلها وكان هذا قبل أن تصل المركبة الخاصة بالجنود حيث قتلهم عن آخرهم
وقد تمكن في النهاية من الجندي صاحب اهانة العلم وأطلق عليه النار بعدما قتل خمسة إسرائيليين وتسبب بإصابة 25 آخرين وهي أرقام أقل بكثير مما وردت في وسائل الأخبار المصرية والتي أشارت إلى مقتل 21 ضابطًا وجندي إسرائيلي حيث ( استهدف حافلة عسكرية وحافلة مدنية تقل جنود وسيارة خصوصية ) بعدها ألقت القوات الإسرائيلية القبض عليه وقاموا باعتقاله وتسليمه للسلطات المصرية والتي وعدت بإجراء تحقيق شامل ومحاكمة سريعة
وفي اطار التحقيق مع المجند المصري أشار إلى أنه أطلق النار على المجندين الإسرائيليين انتقامًا لمقتل 17 فلسطينيًا قتلوا على أيدي شرطة الحدود الإسرائيلية خلال أعمال شغب في جبل الهيكل بالقدس يوم 8 تشرين الأول 1990 السابق لتنفيذ الهجوم
ومن المؤسف في حينه ان المحكمة العسكرية المصرية أدانت البطل المجند أيمن حسن بتهمة قتل ضباط وجنود إسرائيليين وإصابة 26 شخصًا بإطلاق النار عليهم مباشرة إضافة إلى مخالفة الأوامر العسكرية وقد حكم عليه 12عام مع الأشغال الشاقة إلا أنه خرج بعد مرور 10 سنوات لحسن السير والسلوك ووصف الحكم وقتها بأنه مخفف نتيجة ضعف مستوى القدرات العقلية للمتهم أيمن ( يعاني من قصور في المخ )
وفقًا للتقرير الطبي مما جعله غير مسؤول تماما عن أفعاله وقد هتف وقتها محامي الدفاع وأقارب المتهم داخل المحكمة ' الله أكبر ' فرحا بعد النطق بالحكم وربما هي كانت هذه ( تخريجه قضائية ) جيدة لصالحه كما يفعل الإسرائيليين دائما ( حارق الأقصى مجنون ومحرم مذبحة الإبراهيمي مختل وكل من يقتل فلسطيني عامدا متعمدا لدية قصور عقلي حتى اعتبروا قاتل رئيس وزرائهم إسحاق رابين مختل عقليا )
ولا حقا احتجت عائلات ضحايا المجند المصري على العقوبة المخففة التي تلقاها والتي لا تتناسب مع فعلته والتي وصفوها بالمذبحة وقد طلبوا المحكمة بإصدار عقوبة الإعدام وقد علقت وكالة الأنباء الأمريكية يونايتد برس إنترناشيونال على الحادث وقتها قائلة إن التقرير الطبي الخاص بالمتهم لم يثبت فيه أي مرض نفسي أو عقلي إلا أن فحوصات الأشعة السينية قد أظهرت وجود قصور في الدماغ تسبب في حالة نفسية سيئة ومحاولات عدة سابقة للانتحار
البطل الرقيب أيمن حسن دخل الخدمة العسكرية عام 1988 وجرى توزيعه في عدة مواقع عسكرية كان أخرها في نقطة الصفراء بجوار سهل وادي القمر على الحدود المصرية الإسرائيلية وقد وصف بالشاب 23عام بالمهذب والخلوق والوطني الغيور الذي كتب يودع أهله وزملاءه من الجنود وفي إجازته الأخيرة قام بسداد ديونه واحتساب نفسه عند الله شهيدًا بحسب أقواله قبل ان يبدأ عمليته البطولية التي سميت على موقع التواصل الاجتماعي ( عملية رأس النقب ) يذكر ان المجند المصري أيمن حسن تدرب تمرينات لياقة بدنية وعلى الجري لمسافة 15 كيلومترًا يوميًا على مدار 46 يوم قبل تنفيذ العملية ومن المهم ذكره هنا ان العديد من قيادات الجيش المصري في حينه استقبلوا البطل أيمن حسن بحفاوة وتقدير وتعاطف كما واظبوا على زيارته في سجنه أكثر من مرة لدراسة مخطط الهجوم الذي اتبعه والذي يدرس حاليا كمساق عسكري بأكاديمية ' التخطيط الحربي للقوات المسلحة المصرية '
ربما تصور المجند المصري ايمن حسن حينما انتقم لشرفه وعلمه وبلده انه يقوم بعمل بطولي سوف يكرم عليه لان ما دفعه لهاذ العمل حبه وغيرته الشديد على وطنه مصر والحقيقة انه لم يكرم بل تم حبسه لمدة عشر سنوات ضاعت من عمره ظلما والمؤسف أكثر واكبر انه بعد خروجه من السجن تم التضيق عليه امنيا ومنع من التواصل مع الإعلام
في المقابل انظر كيف تعامل دولية الاحتلال جنودها وعناصر مخابراتها عندما يقتلون العرب والمسلمين داخل فلسطين المغتصبة وداخلها فهنالك الالف الجرائم المتعمدة ارتكبت دون ان يقدم أي صهيوني الى القضاء وفي حالات معدودة كانت الإحكام أيام بسيطة وكأنها مكافئة على الجريمة وفي الحالات الكثيرة جدا كان القاتل يفلت من العقاب ويستقبل كبطل
ولنا في حادثة السفارة الإسرائيلية في عمان كيف قتل المجرم الدبلوماسي بدم بارد أبناء وطننا وخرج من البلاد ليستقبل في تل أبيب من قبل النتن ياهو بحفاوة بالغة وبث إعلامي متميز ( حين جمعه مع عشيقته ) بكل استهتار واستخفاف بالضحية وذويه والأردنيين ولن ننسى جريمة إعدام القاضي رائد زعيتر تلك الجريمة النكراء التي ارتكبوها لأنه رفض امتهان كرامته ولم ينصع لأوامر الجنود وعبر فقط عن استيائه من معاملتهم اللا إنسانية وهو يزور وطنه وكل ما أخذناه يومها منهم الاعتذار الذي لا يكفي أبداً ولا يعيد دم هذا القاضي الشاب وقد مرت الجريمة دون حساب او عقاب حتى اليوم
ختاما تحية إكبار وفخار وعزة ومحبة لهذا المجند العربي المصري الأصيل والبطل ( ايمن حسن ) وسلمت يداه وأطال الله في عمره ليبقى يروي للأجيال القادمة تفاصيل هذه العملية الجريئة التي تعبر عن حقيقة وصورة ووجه الجندي المصري الذي لا يقبل ( الدنية في أي شئ ) وهو يمارس الرد الوحيد الموجع الذي يفهمه العدو الإسرائيلي بعدما طفح الكيل وبات السكوت على الذل غير مقبولاً والنفوس الأبية ستبقى ترفض أن تغمض عيونها عن جرائم الإسرائيليين الذين يعربدون ليل نهار ولا يردعهم أحد ولا يعيرون إي اهتمام لسفك الدماء باعتبارهم فوق المساءلة والقانون ومهما طال الزمن او قصر لن تذهب دماء ( أبناء فلسطين والعرب والمسلمين ) الأبرياء في أي مكان هدرا وظلما واستهتارا فلا يدخل هوان وضعف الأمة اليأس إلى نفوسكم طالما لأيام دول وما من سبات الا بعده صحوة وسيأتي يوم الانتقام والقصاص لا محالة وان غدا لناظره قريب والله غالب على أمره
التعليقات