بعد مسيرة امتدت لأكثر من 60 عاما غيب الموت مالك سلسلة مطاعم هاشم الشهيرة في عمان والمعروف بـ (أبو عادل) ومنذ إنشاء الفرع الأول والذي أصبح جزءا رئيسيا من معالم عمان ومقصدا لزوارها. والهاشميون دوما الكبار الكرام بتواضعهم، وقربهم من الناس.. كل الناس.. لذلك هم الاقوياء بمحبة الناس لهم.. فمن منا ينسى زيارات جلالة الملك عبدالله الثاني ورفيقة دربه جلالة الملكة رانيا العبدالله وأفراد عائلته الملكية الكريمة في زياراتهم العفوية المفاجئة 'بدون حرس' إلى مطعم هاشم وتناول الطعام مثل بقية أبناء الشعب الواحد وبدون أي مراسم وغيره، والجميع يحظى بشرف السلام على 'سيدنا ابوحسين' حماه الله وحفظه لنا يارب. كما أن مطعم هاشم الذي امتدت شعبيته في كل دول العالم كان مقصدا لزيارات الملوك ورؤساء الدول وكبار الشخصيات السياسية والفنية والإعلامية والاقتصادية، حيث سبق وأن زار الملك الراحل الحسين بن طلال 'طيب الله ثراه' المطعم وتناول الطعام فيه بعفوية وتواضع وبساطة. كما زاره الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مطلع الثمانينات، وملك النمسا وشخصيات فنية بارزة حيث زارت المطعم الفنانة ميادة الحناوي وفيفي عبده وكاظم الساهر وصوفيا صادق وانغام محمد علي ووليد توفيق وفؤاد المهندس ووردة الجزائرية بدعوة من رئيس مجلس إدارة شركة الأمل للإنتاج الفني المنتج الكبير محمد مصطفى المجالي وفقا لما أفضى به ل'الدستور'. كما زاره الفنان الكبير عبد الله غيث وراغب علامة وفريد شوقي والفنان عمر الشريف وحسين فهمي وكريمة مختار وجوليا بطرس وعمرو دياب ومحمد منير وغيرهم. وفي العام 1910، قام صابر الترك (الجد) بإنشاء مطعم الكمال للمأكولات الشعبية في مدينة يافا في فلسطين، وقد عاونه ابنه الأكبر هاشم الذي أكمل مسيرة أبيه بعد وفاته. غير أن نكبة فلسطين أجبرت صابر الترك وأبنائه للجوء إلى لبنان ثم الأردن، حيث قرّر الابن لأكبر هاشم بمساعدة إخوته إنشاء مطعم هاشم عام 1956 في أحد الأزقة في شارع الأمير محمد وسط العاصمة عمّان، ليغدو المطعم معلماً من معالمها، وليحتل حيزا من الذاكرة الشعبية الأردنية والعربية والعالمية. وكان ذلك في العام 1952، عندما بدأ ” هاشم” يقدّم قائمة من الاكلات الشعبية المشهورة في ” بلاد الشام” : الحمص، الفول، الفلافل، … ومنذ ذلك الوقت وبشراكة مع اخوانه استطاع الحاج هاشم ان يطور هذا المطعم الشعبي، ليستقطب عاما بعد عام – بما يمتاز به من بساطة الديكور والموقع المميز- كل من يزور ويقصد ” وسط البلد”، صانعا منه اسما عريقا جمع ” الاصالة” و ” البساطة” و” الجودة” لاكلات شعبية محببة عند الجميع : اردنيين وعرب واجانب. قصة مطعم ” هاشم”، وصمود وتطور هذا الاسم العريق على مدار 65 عاما في نفس المكان القديم البسيط الشعبي، قصة ريادة حقيقية، تروي لشبابنا الريادي او المقبل على تاسيس اعماله الخاصة اليوم، ان ريادة الاعمال ليست حكرا على تقنية المعلومات او التطبيقات الذكية فكثيرون يعتقدون بان ريادة الاعمال تقتصر على هذه الافكار التكنولوجية الذكية، بيد ان الريادة هي مفهوم اعمّ واشمل من قطاع بعينه، ولنا في قصة ” هاشم” عبر ودروس، عندما تبدا من الصفر، تتخصص في مجال معين، في قطاع ما، تقدم خدمة او منتج يفتقره المجتمع او المكان الذي تتواجد فيه، ، وتركز عليه وتعمل بجد وايمان…. ذلك سيقودك الى النجاح وصناعة اسم كاسم ” هاشم”. ” هاشم” – الذي استطاع ان يستقطب الاغنياء والفقراء، الشخصيات المميزة من جميع الطبقات ، ويجمعهم في على كراسيه البسيطة وسط اجواء تراثية تحاكي عراقة عمان القديمة، يروي ايضا للرياديين كيف ان ريادة الاعمال وتاسيس المشاريع والاعمال لا يعني البحث عن شيء او فكرة معقدة للنجاح، فالنجاح كثيرا ما يرتبط بالبساطة، وهذا ما ترويه قصة مطعم ” هاشم” الذي حافظ على بساطته وديكوره منذ انطلاقته منتصف القرن الماضي رغم تطور المدينة وتغير الاحوال. كان من ابرز زوار مطعم هاشم في الماضي: الملك الراحل الحسين بن طلال، كما زاره قبل سنوات قليلة جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدلله، كما زاره الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في الثمانينات، وشخصيات عربية مميزة من كل القطاعات، حيث زاره من الفنانين: عبد الله غيث وكاظم الساهر وراغب علامة وفريد شوقي والفنان عمر الشريف وغيرهم. في مقابلة صحافية سابقة اكد الراحل – الحاج هاشم الترك- بان نجاح المطعم كان يعتمد على استقطابه لجميع فئات المجتمع دون تمييز لتصبح وجبة الحمص والفلافل هي المنال الذي يسعى الجميع لتحقيقه، ويقول” عملت على تأسيس المطعم في ظل ظروف الفقر والهجرة إلى مكان جديد، وبالتالي مواجهة الكثير من الصعوبات والتعامل مع الزبائن صعب جدا والمحافظه على نيل رضاهم هو الأصعب إلا أنه بفضل الله وحمده قد حافظت على هذا الرضا”. في حديث الحاج هاشم الترك رسالة اخرى للرياديين، رسالة هامة لكل ريادي يعتقد بان فكرته يجب ان تكون مميزة وفريدة وهذا سر النجاح، ذلك مفهوم خاطىء ومنقوص، فالتنفيذ هو الاهم، وتجربة السوق، ورضا الناس اهم من رض صاحب الفكرة، ذلك ما كان يشير اليه الراحل في حديثه. رسالة اخرى من ” هاشم” … من قلب المدينة القديمة او ” وسط البلد” كما يحلو للاردنيين ان يصفوها، بان ” جودة العمل” هي اساس للنجاح، فجودة المنتجات والخدمات لاطباق شعبية تميز بها هذا المطعم : أطباق ” الفول” و ” الخمص” و ما يرافقها من اكلات : ” الفلافل” و ” البطاطا المقلية” و” السرفيس” وكاسات الشاي ” الدوبل” التي تزينها أعشاب ” النعناع الخضراء” …. كانت سر نجاح لهذا المطعم التراثي. وفي شخص الراحل ” الحاج الترك” الذي بدا من الصفر، وبشراكة مع اخوانه ، بعد معاناة الرحيل والهجرة من شواطىء يافا الى عمان، قصة اصرار والتقاطة حكيمة لهذا الريادي الذي اختار وسط عمان وبدا عملا جادا استطاع ان يصنع اسما عريقا سيبقى طويلا، يروي اسرار مدينة عمان القديمة ووسط البلد. للرياديين… تستطيعون البدء من الصفر، وبدعم العائلة، عليكم العمل بجد على فكرة في مجال ما : ليس بالضرورة تقنية المعلومات، والجودة والجد امران اساسيان للنجاح، ومحاولة الحفاظ على ما يطلبه الجمهور هو الامر الثالث الذي اعتقد بانه سيدعّم تطوركم ونجاح مشروكم في المستقبل. رحم الله الحاج هاشم الترك، الذي ترك اسما عريقا وسيرة وقصة ريادة حقيقية علينا الالتفات اليها والتعلّم منها.
بعد مسيرة امتدت لأكثر من 60 عاما غيب الموت مالك سلسلة مطاعم هاشم الشهيرة في عمان والمعروف بـ (أبو عادل) ومنذ إنشاء الفرع الأول والذي أصبح جزءا رئيسيا من معالم عمان ومقصدا لزوارها. والهاشميون دوما الكبار الكرام بتواضعهم، وقربهم من الناس.. كل الناس.. لذلك هم الاقوياء بمحبة الناس لهم.. فمن منا ينسى زيارات جلالة الملك عبدالله الثاني ورفيقة دربه جلالة الملكة رانيا العبدالله وأفراد عائلته الملكية الكريمة في زياراتهم العفوية المفاجئة 'بدون حرس' إلى مطعم هاشم وتناول الطعام مثل بقية أبناء الشعب الواحد وبدون أي مراسم وغيره، والجميع يحظى بشرف السلام على 'سيدنا ابوحسين' حماه الله وحفظه لنا يارب. كما أن مطعم هاشم الذي امتدت شعبيته في كل دول العالم كان مقصدا لزيارات الملوك ورؤساء الدول وكبار الشخصيات السياسية والفنية والإعلامية والاقتصادية، حيث سبق وأن زار الملك الراحل الحسين بن طلال 'طيب الله ثراه' المطعم وتناول الطعام فيه بعفوية وتواضع وبساطة. كما زاره الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مطلع الثمانينات، وملك النمسا وشخصيات فنية بارزة حيث زارت المطعم الفنانة ميادة الحناوي وفيفي عبده وكاظم الساهر وصوفيا صادق وانغام محمد علي ووليد توفيق وفؤاد المهندس ووردة الجزائرية بدعوة من رئيس مجلس إدارة شركة الأمل للإنتاج الفني المنتج الكبير محمد مصطفى المجالي وفقا لما أفضى به ل'الدستور'. كما زاره الفنان الكبير عبد الله غيث وراغب علامة وفريد شوقي والفنان عمر الشريف وحسين فهمي وكريمة مختار وجوليا بطرس وعمرو دياب ومحمد منير وغيرهم. وفي العام 1910، قام صابر الترك (الجد) بإنشاء مطعم الكمال للمأكولات الشعبية في مدينة يافا في فلسطين، وقد عاونه ابنه الأكبر هاشم الذي أكمل مسيرة أبيه بعد وفاته. غير أن نكبة فلسطين أجبرت صابر الترك وأبنائه للجوء إلى لبنان ثم الأردن، حيث قرّر الابن لأكبر هاشم بمساعدة إخوته إنشاء مطعم هاشم عام 1956 في أحد الأزقة في شارع الأمير محمد وسط العاصمة عمّان، ليغدو المطعم معلماً من معالمها، وليحتل حيزا من الذاكرة الشعبية الأردنية والعربية والعالمية. وكان ذلك في العام 1952، عندما بدأ ” هاشم” يقدّم قائمة من الاكلات الشعبية المشهورة في ” بلاد الشام” : الحمص، الفول، الفلافل، … ومنذ ذلك الوقت وبشراكة مع اخوانه استطاع الحاج هاشم ان يطور هذا المطعم الشعبي، ليستقطب عاما بعد عام – بما يمتاز به من بساطة الديكور والموقع المميز- كل من يزور ويقصد ” وسط البلد”، صانعا منه اسما عريقا جمع ” الاصالة” و ” البساطة” و” الجودة” لاكلات شعبية محببة عند الجميع : اردنيين وعرب واجانب. قصة مطعم ” هاشم”، وصمود وتطور هذا الاسم العريق على مدار 65 عاما في نفس المكان القديم البسيط الشعبي، قصة ريادة حقيقية، تروي لشبابنا الريادي او المقبل على تاسيس اعماله الخاصة اليوم، ان ريادة الاعمال ليست حكرا على تقنية المعلومات او التطبيقات الذكية فكثيرون يعتقدون بان ريادة الاعمال تقتصر على هذه الافكار التكنولوجية الذكية، بيد ان الريادة هي مفهوم اعمّ واشمل من قطاع بعينه، ولنا في قصة ” هاشم” عبر ودروس، عندما تبدا من الصفر، تتخصص في مجال معين، في قطاع ما، تقدم خدمة او منتج يفتقره المجتمع او المكان الذي تتواجد فيه، ، وتركز عليه وتعمل بجد وايمان…. ذلك سيقودك الى النجاح وصناعة اسم كاسم ” هاشم”. ” هاشم” – الذي استطاع ان يستقطب الاغنياء والفقراء، الشخصيات المميزة من جميع الطبقات ، ويجمعهم في على كراسيه البسيطة وسط اجواء تراثية تحاكي عراقة عمان القديمة، يروي ايضا للرياديين كيف ان ريادة الاعمال وتاسيس المشاريع والاعمال لا يعني البحث عن شيء او فكرة معقدة للنجاح، فالنجاح كثيرا ما يرتبط بالبساطة، وهذا ما ترويه قصة مطعم ” هاشم” الذي حافظ على بساطته وديكوره منذ انطلاقته منتصف القرن الماضي رغم تطور المدينة وتغير الاحوال. كان من ابرز زوار مطعم هاشم في الماضي: الملك الراحل الحسين بن طلال، كما زاره قبل سنوات قليلة جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدلله، كما زاره الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في الثمانينات، وشخصيات عربية مميزة من كل القطاعات، حيث زاره من الفنانين: عبد الله غيث وكاظم الساهر وراغب علامة وفريد شوقي والفنان عمر الشريف وغيرهم. في مقابلة صحافية سابقة اكد الراحل – الحاج هاشم الترك- بان نجاح المطعم كان يعتمد على استقطابه لجميع فئات المجتمع دون تمييز لتصبح وجبة الحمص والفلافل هي المنال الذي يسعى الجميع لتحقيقه، ويقول” عملت على تأسيس المطعم في ظل ظروف الفقر والهجرة إلى مكان جديد، وبالتالي مواجهة الكثير من الصعوبات والتعامل مع الزبائن صعب جدا والمحافظه على نيل رضاهم هو الأصعب إلا أنه بفضل الله وحمده قد حافظت على هذا الرضا”. في حديث الحاج هاشم الترك رسالة اخرى للرياديين، رسالة هامة لكل ريادي يعتقد بان فكرته يجب ان تكون مميزة وفريدة وهذا سر النجاح، ذلك مفهوم خاطىء ومنقوص، فالتنفيذ هو الاهم، وتجربة السوق، ورضا الناس اهم من رض صاحب الفكرة، ذلك ما كان يشير اليه الراحل في حديثه. رسالة اخرى من ” هاشم” … من قلب المدينة القديمة او ” وسط البلد” كما يحلو للاردنيين ان يصفوها، بان ” جودة العمل” هي اساس للنجاح، فجودة المنتجات والخدمات لاطباق شعبية تميز بها هذا المطعم : أطباق ” الفول” و ” الخمص” و ما يرافقها من اكلات : ” الفلافل” و ” البطاطا المقلية” و” السرفيس” وكاسات الشاي ” الدوبل” التي تزينها أعشاب ” النعناع الخضراء” …. كانت سر نجاح لهذا المطعم التراثي. وفي شخص الراحل ” الحاج الترك” الذي بدا من الصفر، وبشراكة مع اخوانه ، بعد معاناة الرحيل والهجرة من شواطىء يافا الى عمان، قصة اصرار والتقاطة حكيمة لهذا الريادي الذي اختار وسط عمان وبدا عملا جادا استطاع ان يصنع اسما عريقا سيبقى طويلا، يروي اسرار مدينة عمان القديمة ووسط البلد. للرياديين… تستطيعون البدء من الصفر، وبدعم العائلة، عليكم العمل بجد على فكرة في مجال ما : ليس بالضرورة تقنية المعلومات، والجودة والجد امران اساسيان للنجاح، ومحاولة الحفاظ على ما يطلبه الجمهور هو الامر الثالث الذي اعتقد بانه سيدعّم تطوركم ونجاح مشروكم في المستقبل. رحم الله الحاج هاشم الترك، الذي ترك اسما عريقا وسيرة وقصة ريادة حقيقية علينا الالتفات اليها والتعلّم منها.
بعد مسيرة امتدت لأكثر من 60 عاما غيب الموت مالك سلسلة مطاعم هاشم الشهيرة في عمان والمعروف بـ (أبو عادل) ومنذ إنشاء الفرع الأول والذي أصبح جزءا رئيسيا من معالم عمان ومقصدا لزوارها. والهاشميون دوما الكبار الكرام بتواضعهم، وقربهم من الناس.. كل الناس.. لذلك هم الاقوياء بمحبة الناس لهم.. فمن منا ينسى زيارات جلالة الملك عبدالله الثاني ورفيقة دربه جلالة الملكة رانيا العبدالله وأفراد عائلته الملكية الكريمة في زياراتهم العفوية المفاجئة 'بدون حرس' إلى مطعم هاشم وتناول الطعام مثل بقية أبناء الشعب الواحد وبدون أي مراسم وغيره، والجميع يحظى بشرف السلام على 'سيدنا ابوحسين' حماه الله وحفظه لنا يارب. كما أن مطعم هاشم الذي امتدت شعبيته في كل دول العالم كان مقصدا لزيارات الملوك ورؤساء الدول وكبار الشخصيات السياسية والفنية والإعلامية والاقتصادية، حيث سبق وأن زار الملك الراحل الحسين بن طلال 'طيب الله ثراه' المطعم وتناول الطعام فيه بعفوية وتواضع وبساطة. كما زاره الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مطلع الثمانينات، وملك النمسا وشخصيات فنية بارزة حيث زارت المطعم الفنانة ميادة الحناوي وفيفي عبده وكاظم الساهر وصوفيا صادق وانغام محمد علي ووليد توفيق وفؤاد المهندس ووردة الجزائرية بدعوة من رئيس مجلس إدارة شركة الأمل للإنتاج الفني المنتج الكبير محمد مصطفى المجالي وفقا لما أفضى به ل'الدستور'. كما زاره الفنان الكبير عبد الله غيث وراغب علامة وفريد شوقي والفنان عمر الشريف وحسين فهمي وكريمة مختار وجوليا بطرس وعمرو دياب ومحمد منير وغيرهم. وفي العام 1910، قام صابر الترك (الجد) بإنشاء مطعم الكمال للمأكولات الشعبية في مدينة يافا في فلسطين، وقد عاونه ابنه الأكبر هاشم الذي أكمل مسيرة أبيه بعد وفاته. غير أن نكبة فلسطين أجبرت صابر الترك وأبنائه للجوء إلى لبنان ثم الأردن، حيث قرّر الابن لأكبر هاشم بمساعدة إخوته إنشاء مطعم هاشم عام 1956 في أحد الأزقة في شارع الأمير محمد وسط العاصمة عمّان، ليغدو المطعم معلماً من معالمها، وليحتل حيزا من الذاكرة الشعبية الأردنية والعربية والعالمية. وكان ذلك في العام 1952، عندما بدأ ” هاشم” يقدّم قائمة من الاكلات الشعبية المشهورة في ” بلاد الشام” : الحمص، الفول، الفلافل، … ومنذ ذلك الوقت وبشراكة مع اخوانه استطاع الحاج هاشم ان يطور هذا المطعم الشعبي، ليستقطب عاما بعد عام – بما يمتاز به من بساطة الديكور والموقع المميز- كل من يزور ويقصد ” وسط البلد”، صانعا منه اسما عريقا جمع ” الاصالة” و ” البساطة” و” الجودة” لاكلات شعبية محببة عند الجميع : اردنيين وعرب واجانب. قصة مطعم ” هاشم”، وصمود وتطور هذا الاسم العريق على مدار 65 عاما في نفس المكان القديم البسيط الشعبي، قصة ريادة حقيقية، تروي لشبابنا الريادي او المقبل على تاسيس اعماله الخاصة اليوم، ان ريادة الاعمال ليست حكرا على تقنية المعلومات او التطبيقات الذكية فكثيرون يعتقدون بان ريادة الاعمال تقتصر على هذه الافكار التكنولوجية الذكية، بيد ان الريادة هي مفهوم اعمّ واشمل من قطاع بعينه، ولنا في قصة ” هاشم” عبر ودروس، عندما تبدا من الصفر، تتخصص في مجال معين، في قطاع ما، تقدم خدمة او منتج يفتقره المجتمع او المكان الذي تتواجد فيه، ، وتركز عليه وتعمل بجد وايمان…. ذلك سيقودك الى النجاح وصناعة اسم كاسم ” هاشم”. ” هاشم” – الذي استطاع ان يستقطب الاغنياء والفقراء، الشخصيات المميزة من جميع الطبقات ، ويجمعهم في على كراسيه البسيطة وسط اجواء تراثية تحاكي عراقة عمان القديمة، يروي ايضا للرياديين كيف ان ريادة الاعمال وتاسيس المشاريع والاعمال لا يعني البحث عن شيء او فكرة معقدة للنجاح، فالنجاح كثيرا ما يرتبط بالبساطة، وهذا ما ترويه قصة مطعم ” هاشم” الذي حافظ على بساطته وديكوره منذ انطلاقته منتصف القرن الماضي رغم تطور المدينة وتغير الاحوال. كان من ابرز زوار مطعم هاشم في الماضي: الملك الراحل الحسين بن طلال، كما زاره قبل سنوات قليلة جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدلله، كما زاره الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في الثمانينات، وشخصيات عربية مميزة من كل القطاعات، حيث زاره من الفنانين: عبد الله غيث وكاظم الساهر وراغب علامة وفريد شوقي والفنان عمر الشريف وغيرهم. في مقابلة صحافية سابقة اكد الراحل – الحاج هاشم الترك- بان نجاح المطعم كان يعتمد على استقطابه لجميع فئات المجتمع دون تمييز لتصبح وجبة الحمص والفلافل هي المنال الذي يسعى الجميع لتحقيقه، ويقول” عملت على تأسيس المطعم في ظل ظروف الفقر والهجرة إلى مكان جديد، وبالتالي مواجهة الكثير من الصعوبات والتعامل مع الزبائن صعب جدا والمحافظه على نيل رضاهم هو الأصعب إلا أنه بفضل الله وحمده قد حافظت على هذا الرضا”. في حديث الحاج هاشم الترك رسالة اخرى للرياديين، رسالة هامة لكل ريادي يعتقد بان فكرته يجب ان تكون مميزة وفريدة وهذا سر النجاح، ذلك مفهوم خاطىء ومنقوص، فالتنفيذ هو الاهم، وتجربة السوق، ورضا الناس اهم من رض صاحب الفكرة، ذلك ما كان يشير اليه الراحل في حديثه. رسالة اخرى من ” هاشم” … من قلب المدينة القديمة او ” وسط البلد” كما يحلو للاردنيين ان يصفوها، بان ” جودة العمل” هي اساس للنجاح، فجودة المنتجات والخدمات لاطباق شعبية تميز بها هذا المطعم : أطباق ” الفول” و ” الخمص” و ما يرافقها من اكلات : ” الفلافل” و ” البطاطا المقلية” و” السرفيس” وكاسات الشاي ” الدوبل” التي تزينها أعشاب ” النعناع الخضراء” …. كانت سر نجاح لهذا المطعم التراثي. وفي شخص الراحل ” الحاج الترك” الذي بدا من الصفر، وبشراكة مع اخوانه ، بعد معاناة الرحيل والهجرة من شواطىء يافا الى عمان، قصة اصرار والتقاطة حكيمة لهذا الريادي الذي اختار وسط عمان وبدا عملا جادا استطاع ان يصنع اسما عريقا سيبقى طويلا، يروي اسرار مدينة عمان القديمة ووسط البلد. للرياديين… تستطيعون البدء من الصفر، وبدعم العائلة، عليكم العمل بجد على فكرة في مجال ما : ليس بالضرورة تقنية المعلومات، والجودة والجد امران اساسيان للنجاح، ومحاولة الحفاظ على ما يطلبه الجمهور هو الامر الثالث الذي اعتقد بانه سيدعّم تطوركم ونجاح مشروكم في المستقبل. رحم الله الحاج هاشم الترك، الذي ترك اسما عريقا وسيرة وقصة ريادة حقيقية علينا الالتفات اليها والتعلّم منها.
التعليقات
الموت يغيب مالك مطعم هاشم في عمَان والمعروف بـ (أبو عادل)
التعليقات