كان أبي يصطحبني معه إلى الكرك (المدينة) قبل العيد بيومين , لشراء ...ملابس جديدة , أتذكر أنه كان يملك سيارة (لادا) برتقالية ...وغالبا , ما يستمع لمحمد عبده ...مازلت أذكر الأغنية :- ( وجت تاخذ رسايلها وخصلة من جدايلها) ... وأنا كنت طفلا , وكان من ضمن هواياتي , أن ( أعض ) في التابلوه تعبيرا عن الفرح حين , أشعر بالسرعة ...وهو لم يكن ينتبه... كان للزمن , وقع أجمل في أعمارنا , وسيارة أبي , كنت اشعر بأنها تحلق حين نمتطيها , لم تكن تسير على الأرض أبدا ...أتذكر حين قام ببيعها , كنت قد تركت أثار أنيابي على (التابلوه) وتمنيت لو أسترد تلك الاثار .. حين نصل الكرك , لم تكن تعنيني (الملابس) كنت أبحث عن محل يقوم ببيع (الهرايس) وأول كلمة أطلقها :- ( يابه ودي هرايس) ...كانوا يلفونها بورق الصحف , ومما أذكره ..أن أجسامنا كانت تحتمل كل شيء . هو مكان واحد , الذي نذهب إليه ..وأبي لم يكن يؤمن بالقياسات , وأنا أيضا لم أكن أهتم , فأي شيء أرتديه , يكون ملائما , وحين نكتشف ...أن المقاس كبير قليلا يقول لي :- (بكره بتكبر..عشان بس تكبر)... يبدو أن أبي كان يملك نظرة مستقبلية مفعمة بالحياة , ولكن المستقبل خذله ..فغادر الحياة مبكرا .... وحين نعود للمنزل نكتشف أننا نمتلك أزمة ألوان , فهو لم يقم بتركيب الألوان جيدا وأنا ورثت هذه العادة عنه , وكنت أؤمن بأن الأسود يتناسب مع البني ...ولا يوجد هناك مشكلة , ومن ثم يبدأ عتب أمي ...وتحضر إبرتها وخيوطها كي تقوم بعمليات التقييف .. وأنا أبوح لمرتبات الأسرة المتشعبة , حول (الهرايس) وأني أكلت ما يقارب (الرطل) ... كان الفرح في العيد عندي , مرتبطا بركوب سيارة ( اللادا) الخاصة بأبي , وأكل الهرايس , وعض (التابلوه) ...ولأن أبي منشغل بمحمد عبده والقيادة ,كان رذاذ السجائر ..ينزل في جيب القميص , وعلى البنطال , وأنا كنت على الفور أتدخل لإزالته ..وذات مرة , اسقطت الشماغ على وجهه ..عن دون قصد فكدت أن أتسبب بحادث . لدينا الان حتى الفرح أصبح ذكريات , والعيد هو الاخر أصبح ذكريات .
عبدالهادي راجي المجالي
كان أبي يصطحبني معه إلى الكرك (المدينة) قبل العيد بيومين , لشراء ...ملابس جديدة , أتذكر أنه كان يملك سيارة (لادا) برتقالية ...وغالبا , ما يستمع لمحمد عبده ...مازلت أذكر الأغنية :- ( وجت تاخذ رسايلها وخصلة من جدايلها) ... وأنا كنت طفلا , وكان من ضمن هواياتي , أن ( أعض ) في التابلوه تعبيرا عن الفرح حين , أشعر بالسرعة ...وهو لم يكن ينتبه... كان للزمن , وقع أجمل في أعمارنا , وسيارة أبي , كنت اشعر بأنها تحلق حين نمتطيها , لم تكن تسير على الأرض أبدا ...أتذكر حين قام ببيعها , كنت قد تركت أثار أنيابي على (التابلوه) وتمنيت لو أسترد تلك الاثار .. حين نصل الكرك , لم تكن تعنيني (الملابس) كنت أبحث عن محل يقوم ببيع (الهرايس) وأول كلمة أطلقها :- ( يابه ودي هرايس) ...كانوا يلفونها بورق الصحف , ومما أذكره ..أن أجسامنا كانت تحتمل كل شيء . هو مكان واحد , الذي نذهب إليه ..وأبي لم يكن يؤمن بالقياسات , وأنا أيضا لم أكن أهتم , فأي شيء أرتديه , يكون ملائما , وحين نكتشف ...أن المقاس كبير قليلا يقول لي :- (بكره بتكبر..عشان بس تكبر)... يبدو أن أبي كان يملك نظرة مستقبلية مفعمة بالحياة , ولكن المستقبل خذله ..فغادر الحياة مبكرا .... وحين نعود للمنزل نكتشف أننا نمتلك أزمة ألوان , فهو لم يقم بتركيب الألوان جيدا وأنا ورثت هذه العادة عنه , وكنت أؤمن بأن الأسود يتناسب مع البني ...ولا يوجد هناك مشكلة , ومن ثم يبدأ عتب أمي ...وتحضر إبرتها وخيوطها كي تقوم بعمليات التقييف .. وأنا أبوح لمرتبات الأسرة المتشعبة , حول (الهرايس) وأني أكلت ما يقارب (الرطل) ... كان الفرح في العيد عندي , مرتبطا بركوب سيارة ( اللادا) الخاصة بأبي , وأكل الهرايس , وعض (التابلوه) ...ولأن أبي منشغل بمحمد عبده والقيادة ,كان رذاذ السجائر ..ينزل في جيب القميص , وعلى البنطال , وأنا كنت على الفور أتدخل لإزالته ..وذات مرة , اسقطت الشماغ على وجهه ..عن دون قصد فكدت أن أتسبب بحادث . لدينا الان حتى الفرح أصبح ذكريات , والعيد هو الاخر أصبح ذكريات .
عبدالهادي راجي المجالي
كان أبي يصطحبني معه إلى الكرك (المدينة) قبل العيد بيومين , لشراء ...ملابس جديدة , أتذكر أنه كان يملك سيارة (لادا) برتقالية ...وغالبا , ما يستمع لمحمد عبده ...مازلت أذكر الأغنية :- ( وجت تاخذ رسايلها وخصلة من جدايلها) ... وأنا كنت طفلا , وكان من ضمن هواياتي , أن ( أعض ) في التابلوه تعبيرا عن الفرح حين , أشعر بالسرعة ...وهو لم يكن ينتبه... كان للزمن , وقع أجمل في أعمارنا , وسيارة أبي , كنت اشعر بأنها تحلق حين نمتطيها , لم تكن تسير على الأرض أبدا ...أتذكر حين قام ببيعها , كنت قد تركت أثار أنيابي على (التابلوه) وتمنيت لو أسترد تلك الاثار .. حين نصل الكرك , لم تكن تعنيني (الملابس) كنت أبحث عن محل يقوم ببيع (الهرايس) وأول كلمة أطلقها :- ( يابه ودي هرايس) ...كانوا يلفونها بورق الصحف , ومما أذكره ..أن أجسامنا كانت تحتمل كل شيء . هو مكان واحد , الذي نذهب إليه ..وأبي لم يكن يؤمن بالقياسات , وأنا أيضا لم أكن أهتم , فأي شيء أرتديه , يكون ملائما , وحين نكتشف ...أن المقاس كبير قليلا يقول لي :- (بكره بتكبر..عشان بس تكبر)... يبدو أن أبي كان يملك نظرة مستقبلية مفعمة بالحياة , ولكن المستقبل خذله ..فغادر الحياة مبكرا .... وحين نعود للمنزل نكتشف أننا نمتلك أزمة ألوان , فهو لم يقم بتركيب الألوان جيدا وأنا ورثت هذه العادة عنه , وكنت أؤمن بأن الأسود يتناسب مع البني ...ولا يوجد هناك مشكلة , ومن ثم يبدأ عتب أمي ...وتحضر إبرتها وخيوطها كي تقوم بعمليات التقييف .. وأنا أبوح لمرتبات الأسرة المتشعبة , حول (الهرايس) وأني أكلت ما يقارب (الرطل) ... كان الفرح في العيد عندي , مرتبطا بركوب سيارة ( اللادا) الخاصة بأبي , وأكل الهرايس , وعض (التابلوه) ...ولأن أبي منشغل بمحمد عبده والقيادة ,كان رذاذ السجائر ..ينزل في جيب القميص , وعلى البنطال , وأنا كنت على الفور أتدخل لإزالته ..وذات مرة , اسقطت الشماغ على وجهه ..عن دون قصد فكدت أن أتسبب بحادث . لدينا الان حتى الفرح أصبح ذكريات , والعيد هو الاخر أصبح ذكريات .
التعليقات