فقدنا الصديقة والزميلة عائشة التيجاني.. اجمل صوت في الإذاعات العربية قاطبة، والسيدة الصغيرة السمراء التي تحتاج إلى مضخم صوت لتسمعها حتى وهي.. غاضبة!!.
عام 1959 في أيار، دخلت غرفة المنوعات، وكانت تتصدرها «الشيخة» عائشة إلى جانبها إبراهيم الذهبي، والكردي، وعبد الغني القصاب، وحبيب الحسيني.. وعدلي المهتدي وآخرون لم أعد اذكرهم.
كانت تقرأ نشرة السابعة صباحاً، وكنت بعدها مباشرة اقرأ «صحف اليوم».. كانت الصحف متواضعة إلى حد قاتل.. فلم تكن تصل عمان قبل الثامنة، وكانت أربع صفحات، وكنا نعتمد على مراسلنا في القدس ليعطينا عبر الهاتف عناوين الصحف، وبضعة اسطر من افتتاحيات ثقافية!!.
كان لعائشة التيجاني برنامج اسمه «الزورق» وكانت الفرضية زورق وحده في البحر، وتأخذ معك في الزورق رفيقا وكتابا وأغنية. وقتها كرمتني «عيوشة» وكنت لا أجرؤ على هذه التسمية أمام الزملاء، في برنامج عنها، وكنت على ما اظن في قطر. وكما كانت عائشة ذات سحر.. فقد كان البرنامج اشبه بالسحر. وحين التقيت الصديق الحبيب خالد الساكت/رحمه الله/ فاجأني بانه كان هو ايضاً مسحوراً.. بعائشة، وبي، قال وقتها على طريقته: يا كلب، كنت اقول لك اترك الكتابة السياسية فأنت شاعر وكاتب رواية، امس استمعت الى «الزورق» وكنت مذهلاً!!.
وقتها اخذت معي في الزورق، «القرآن الكريم» وسرحنا عائشة وانا في سورة مريم وفي سورة الرحمن وفي سورة النبأ وقرأنا معاً من الذاكرة آيات كريمات، اما الاغنية فقد اخترت واحدة لا يعرفها الكثيرون من عشاق فيروز.
خالد قال: وأنت تقرأ الكلمات حسبتها لك:.
بحبك ما بعرف
هنْ قالوا لي.
من يومها صار القمر اكبر.
وصارت الزغلولي.
تاكل ع ايدي اللوز والسكر!!.
ثم اكتشف ان الرحبانيين كتبوها وان فيروز حلتها!!
عائشة.. السيدة الصغيرة السمراء، كان صوتها يحمل صوفية خاصة، وكانت مسلمة حقيقية، وكانت تؤمن بالطهارة، وقد حزنت وانا اتصور جثمانها وهي في .. الثمانين!! الله كم نكبر؟!! وكم نموت؟.!.
في مكان ما، في زمن ما، التقيت عائشة صدفة في الشارع, دهشنا لاننا لم نرَ بعض طيلة ربع قرن، واتفقنا على ان نلتقي.. ونسيت انا كما نسيت هي ان نأخذ ارقام هواتفنا!!.
طارق مصاروة
فقدنا الصديقة والزميلة عائشة التيجاني.. اجمل صوت في الإذاعات العربية قاطبة، والسيدة الصغيرة السمراء التي تحتاج إلى مضخم صوت لتسمعها حتى وهي.. غاضبة!!.
عام 1959 في أيار، دخلت غرفة المنوعات، وكانت تتصدرها «الشيخة» عائشة إلى جانبها إبراهيم الذهبي، والكردي، وعبد الغني القصاب، وحبيب الحسيني.. وعدلي المهتدي وآخرون لم أعد اذكرهم.
كانت تقرأ نشرة السابعة صباحاً، وكنت بعدها مباشرة اقرأ «صحف اليوم».. كانت الصحف متواضعة إلى حد قاتل.. فلم تكن تصل عمان قبل الثامنة، وكانت أربع صفحات، وكنا نعتمد على مراسلنا في القدس ليعطينا عبر الهاتف عناوين الصحف، وبضعة اسطر من افتتاحيات ثقافية!!.
كان لعائشة التيجاني برنامج اسمه «الزورق» وكانت الفرضية زورق وحده في البحر، وتأخذ معك في الزورق رفيقا وكتابا وأغنية. وقتها كرمتني «عيوشة» وكنت لا أجرؤ على هذه التسمية أمام الزملاء، في برنامج عنها، وكنت على ما اظن في قطر. وكما كانت عائشة ذات سحر.. فقد كان البرنامج اشبه بالسحر. وحين التقيت الصديق الحبيب خالد الساكت/رحمه الله/ فاجأني بانه كان هو ايضاً مسحوراً.. بعائشة، وبي، قال وقتها على طريقته: يا كلب، كنت اقول لك اترك الكتابة السياسية فأنت شاعر وكاتب رواية، امس استمعت الى «الزورق» وكنت مذهلاً!!.
وقتها اخذت معي في الزورق، «القرآن الكريم» وسرحنا عائشة وانا في سورة مريم وفي سورة الرحمن وفي سورة النبأ وقرأنا معاً من الذاكرة آيات كريمات، اما الاغنية فقد اخترت واحدة لا يعرفها الكثيرون من عشاق فيروز.
خالد قال: وأنت تقرأ الكلمات حسبتها لك:.
بحبك ما بعرف
هنْ قالوا لي.
من يومها صار القمر اكبر.
وصارت الزغلولي.
تاكل ع ايدي اللوز والسكر!!.
ثم اكتشف ان الرحبانيين كتبوها وان فيروز حلتها!!
عائشة.. السيدة الصغيرة السمراء، كان صوتها يحمل صوفية خاصة، وكانت مسلمة حقيقية، وكانت تؤمن بالطهارة، وقد حزنت وانا اتصور جثمانها وهي في .. الثمانين!! الله كم نكبر؟!! وكم نموت؟.!.
في مكان ما، في زمن ما، التقيت عائشة صدفة في الشارع, دهشنا لاننا لم نرَ بعض طيلة ربع قرن، واتفقنا على ان نلتقي.. ونسيت انا كما نسيت هي ان نأخذ ارقام هواتفنا!!.
طارق مصاروة
فقدنا الصديقة والزميلة عائشة التيجاني.. اجمل صوت في الإذاعات العربية قاطبة، والسيدة الصغيرة السمراء التي تحتاج إلى مضخم صوت لتسمعها حتى وهي.. غاضبة!!.
عام 1959 في أيار، دخلت غرفة المنوعات، وكانت تتصدرها «الشيخة» عائشة إلى جانبها إبراهيم الذهبي، والكردي، وعبد الغني القصاب، وحبيب الحسيني.. وعدلي المهتدي وآخرون لم أعد اذكرهم.
كانت تقرأ نشرة السابعة صباحاً، وكنت بعدها مباشرة اقرأ «صحف اليوم».. كانت الصحف متواضعة إلى حد قاتل.. فلم تكن تصل عمان قبل الثامنة، وكانت أربع صفحات، وكنا نعتمد على مراسلنا في القدس ليعطينا عبر الهاتف عناوين الصحف، وبضعة اسطر من افتتاحيات ثقافية!!.
كان لعائشة التيجاني برنامج اسمه «الزورق» وكانت الفرضية زورق وحده في البحر، وتأخذ معك في الزورق رفيقا وكتابا وأغنية. وقتها كرمتني «عيوشة» وكنت لا أجرؤ على هذه التسمية أمام الزملاء، في برنامج عنها، وكنت على ما اظن في قطر. وكما كانت عائشة ذات سحر.. فقد كان البرنامج اشبه بالسحر. وحين التقيت الصديق الحبيب خالد الساكت/رحمه الله/ فاجأني بانه كان هو ايضاً مسحوراً.. بعائشة، وبي، قال وقتها على طريقته: يا كلب، كنت اقول لك اترك الكتابة السياسية فأنت شاعر وكاتب رواية، امس استمعت الى «الزورق» وكنت مذهلاً!!.
وقتها اخذت معي في الزورق، «القرآن الكريم» وسرحنا عائشة وانا في سورة مريم وفي سورة الرحمن وفي سورة النبأ وقرأنا معاً من الذاكرة آيات كريمات، اما الاغنية فقد اخترت واحدة لا يعرفها الكثيرون من عشاق فيروز.
خالد قال: وأنت تقرأ الكلمات حسبتها لك:.
بحبك ما بعرف
هنْ قالوا لي.
من يومها صار القمر اكبر.
وصارت الزغلولي.
تاكل ع ايدي اللوز والسكر!!.
ثم اكتشف ان الرحبانيين كتبوها وان فيروز حلتها!!
عائشة.. السيدة الصغيرة السمراء، كان صوتها يحمل صوفية خاصة، وكانت مسلمة حقيقية، وكانت تؤمن بالطهارة، وقد حزنت وانا اتصور جثمانها وهي في .. الثمانين!! الله كم نكبر؟!! وكم نموت؟.!.
في مكان ما، في زمن ما، التقيت عائشة صدفة في الشارع, دهشنا لاننا لم نرَ بعض طيلة ربع قرن، واتفقنا على ان نلتقي.. ونسيت انا كما نسيت هي ان نأخذ ارقام هواتفنا!!.
طارق مصاروة
التعليقات