بقلم : معاذ أبوعنزة

لن نطيل كثيراً ولن نستخدم الكلمات والمصطلحات المنُمقة إلا أن ما حصل اليوم في جلسة مجلس النواب لا يُمكن المرور عليه مرور الكرام بل يجب التوقف عنده وقفة رجلٍ محللٍ غيورٍ خائفٍ على مصلحة الوطن، إذ أن كلمة النائب طارق خوري والتي لسنا في صدد الخوضِ بها أو بتفاصيلها ولا الخوض أيضاً في شخصية الرجل الجدلية تحت القبة، فالقاصي والداني يعلمُ بأن النائب أياً كان هو نِتاج قرارٍ شعبي أفرزته قاعدته الإنتخابية من خلال صناديق الإقتراع بغض النظر عن البرنامج والإتجاهات، إلا أن ما حدث مع خوري تجاوز المألوف ليقع في المحظور فما حصل هو سقطة سياسية وشعبية بإمتياز مسّت أحد أهم ركائز الوطن ألا وهو الجيش العربي المصطفوي.

إفتقدنا لغة الحوار وتجاوز الكثيرون قواعد الأخلاق وإنتهكوا مبادئ الخطابة لنرى أننا تجاوزنا مسألة إشهار السلاح والتشابك بالأيدي والسب والشتم وكيل الإتهامات، لنصل إلى ما هو أعظم وأخطر فنرى أُناسً يدافعون عن أنظمة وقادة خارج حدود المملكة ويطلقون شعاراتهم ويجادلون بشرعيتهم، متناسيين مصلحة وطنهم، مجذفين عكس التيار، مغردين عكس السرب، إلا أنهم وبغير وعيٍ أطلقوا صافرات الإنذار، لتنقشع الغمامة، وتتضح الرؤية والتوجه لنضع العديد من علامات الإستفهام ونوجه أصابع الإتهام نحو البعض منهم لمعرفة جذور الولاء لهم إلى أين تنتمي وتعود، فقد إنشغل البعض من نواب الوطن بقضايا غير الوطن، تاركيين قضايا وهموم الوطن خلف ظهورهم، مُقحمين أنفسهم بما لا يخصنا وإنما يخصهم على الأرجح.