جباية بذريعة الحماية


رم -

بقلم : معاذ أبوعنزة

إن ثوابت الدولة والخطوط العريضة لمؤسساتها متقاربة إن لم تكن واحدة لكن السياسة الأمنية التي يمكن أن يطلق عليها الخطة أو المفهوم العام لمنظومة القاعدة الأمنية الداخلية المتبعة تكون متفاوته من شخص إلى أخر أو كما تم وصفها من مرحلة إلى أخرى فمعيار إستقبال هذه السياسة وتطبيقها بكل حيثياتها وتوقع نتائجها يعتمد على مستَقبِلِها وعلى أسلوبه وطريقته الخاصة في التحليل والتطبيق وتمرير المعلومة للسير من خلالها ضمن خطة منظمة وبإحترافية عالية لتحقيق الهدف والغاية التي وُجِدت من أجلها.

فلا يكون الأمن الناعم من وجهةِ نظر خاصة وقراءة بسيطة للمشهد وتحليل مدروس بتوزيع المياه المعدنية والعصائر لأشخاص ”وهنا نريد الحصر لا الجمع“ تخرق القانون من خلال هتافات وشعارات مسيئة للوطن وثوابته محاولةً إثارة الفتن وخلق أجواء مشحونة تهدف من خلالها إلى جر الوطن وإنسياقه الى أزمة ليست بالسهلة قد لا تحمد عقباها بإسم الديمقراطية وحرية التعبير وحقوق وردت في دستورٍ لم يُقرأ من قبلهم على الأغلب كحدٍ أدنى ليتبع البعض منهم سياسة الإستقواء على الدولة لتحقيق مكاسب شخصية فيتم إستغلال الموقف وإستثماره من خلال زمرة إعتادت ركوب التيار محاولين التطاول على هيبة الدولة، ومن جهة أخرى لا يكون فرض الهيبة من خلال التشديد المبالغ به ولا من خلال فرض القانون بالقوة لنرى الوطن ثكنة عسكرية تنتقل من خلالها من نقطة تفتيشٍ إلى أخرى، الأمر الذي يُولِد الخوف من المجهول عند المواطن بعد كُلِ ما نراه عبر شاشات التلفاز من حولنا، فمفهوم الأمن والأمان لا يكون كذلك، إنما هو شعورٌ داخلي بالراحة والأمان تُرسِخه أدوات الدولة وعناصرها في نفس المواطن نابع عن قناعة تامة ونتاج عملٍ دؤوبٍ وملموس خلقهُ في نفوسنا قائد الوطن لا سواه، فالأصل بالأشياء الوسطية ما لم يكن هنالك أمرٌ طارئ.

حيث نرى في الأونة الأخيرة سياسةً في بادئ الأمر تتخايل لنا بأنها إيجابيةٌ بحتة ويجول في خاطرنا وتفكيرنا للوهلة الأولى بأنها حماية لنا لتكون في حقيقة الأمر جباية غير معقولة ولا مقبولة لتصبح وظيفة الدوريات الخارجية في نظر المواطن هي التواري عن الأنظار والإختفاء خلف الأشجار لرصد وإيقاف السيارات على الطرق الخارجية ليس لخدمتهم أو الحفاظ على سلامتهم كما إعتدنا وإنما لإطلاق وابلٍ من المخالفات المتنوعة الغير مسبوقة والغير معهودة من مرتبات الدوريات الخارجية بصورة واضحة ومبالغٍ بها أزعجت وأضجرت المواطن كحزام الأمان وغيرها، على الرغم من تجاوزي أنا شخصياً أثناء القيادة عن إحدى مركبات الدوريات الخارجية وملاحظة عدم إلتزام السائق والمجاور له بإرتداء حزام الأمان فابدأ بنفسك قبل غيرك ولتكن قدوة حسنة للمواطن ناهيك عن حملات إدارة السير التي أثقلت كاهل المواطن غافلةً عن الدور الخفي الغير مقصود في المساهمة في رفع مستوى الغضب والإحتقان لدى المواطن الكادح لظرفه الإقتصادي المتردي بدلاً من إيجاد الحلول والتعاون مع المواطن والوقوف جنباً إلى جنب للحد من ظاهرة الأزمة المرورية الخانقة التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الدورة الحياتية اليومية للمواطن دون وجود حل جذريٍ لها حتى الأن.

أملين من الحكومة وفريقها الإقتصادي البحث عن حلول وإيرادات بديلة بعيداً عن جيب المواطن الكادح المغلوب على أمره.




عدد المشاهدات : (6271)

تعليقات القراء

محمود الهروط
رغم تجاوز البعض الا انك اصبت استاذ دور ادارة السير اصبح فقط التصيد والكمائن للجبايه دونما بذل اي جهد لايجاد حلول مع الجهات المعنيه الاخرى للكارثه المروريه اليوميه
13-12-2016 12:09 PM

أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :