تصريحات قد تُضعف الموقف الرسمي للأردن


رم -

رم - بقلم: معاذ أبوعنزة

بادئ ذي بدء أقوم بكتابة موقف وتحليل وواقع مقتنع به لما يحدث من تطورات على المشهد والحدث الأهم على الساحة المحلية والإقليمية والعالمية والذي أصبح الشغل الشاغل على المستوى الرسمي والشعبي ألا وهو أسر الطيار الكساسبة وما يرافقه من تصريحات مع العلم بأن العديد من القراء قد يظن بأني أسبح عكس التيار أو قد يصف هذا الكلام بالمجاملة أو "التصحيج"، فأن كان الحرص على صورة الوطن وموقفه وجبهته الداخلية قبل الخارجية بالتصحيج فليكن.

تصريحات متباينة في الإثنين وسبعين ساعة الأخيرة تُحرج وتُضغف الموقف الأردني والذي يمثله جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة أمام التنظيم الإرهابي داعش الذي يرصد إعلامه كل تصريح رسمي كان أم غير رسمي بخصوص موضوع الأسير الطيار، حيث لا يجوز لأيٍ كان التصريح والإعتراف بوجود دولة الخلافة وبأن عناصر التنظيم والذي هو إمتداد فكري لتنظيم القاعدة وأبو مصعب الزرقاوي الذي يَعتَبر الأردن هدف وجزء من مخططه الإرهابي التخريبي منذ سنوات والذي حاول النيل من وجوده وزعزعة إستقراره في تفجيرات عمان إخوانه وأنه ضيف عليهم وأن الطيار الكساسبة ينفذ أوامر عسكرية.

الموقف الأردني واضح والأردن جزء مهم لا يتجزأ من منظومة القضاء على الإرهاب في العالم والذي يُعد الأردن أحد أهم أهدافه التي يسعى للنيل منها وهذا هو السبب الرئيسي لدخول الأردن في التحالف والحرب خارج حدودها قبل أن يصل الخطر إلينا، الملك والذي يعتبر أول من تضرر بالحرب على الإرهاب بإستشهاد أحد أفراد العائلة الهاشمية النقيب الشريف علي بن زيد آل عون في حربنا على الإرهاب في أفغانستان يعمل على قدم وساق مُستخدماً كافة أدوات الدولة الداخلية والخارجية لإعادة الطيار سالماً كما نجح سابقاً بإعادة السفير العيطان، في حين لا يمكننا أيضاً إنكار حقيقة أن جهاز المخابرات الأردني جهاز إستخباري عالي المستوى من أقوى وأدق الأجهزة الإستخبارية على مستوى العالم وأن الأمر أمني بحت بعيد كل البعد عن الحكومة والنواب، لذلك يجب علينا الإبتعاد عن التهويل والتصريحات التي قد تُربك مجرى سير المفاوضات وتُضعف الموقف الأردني لأن ما حدث أمر طبيعي فالطيار الكساسبة خرج متطوعاً كغيره من زملائه في سلاح الجو، خرج في حرب ولم يخرج في نزهة مع العلم أني أرفض هذا التبرير فمنتسب الجهاز الأمني أياً كان والذي أنشئته الدولة أكاديمياً ومعنوياً ومادياً يعلم عند أدائه القسم الأمور المترتبة عليه ويجب أن يكون على قدر مسؤوليتها ويتحمل نتائجها، لذلك يجب أن نوحد الصف والجبهة الإعلامية الداخلية ونتعلم من التجربة السورية التي قد أختلف معها في العديد من القضايا لكن أتفق كل الإتفاق وأضرب بجبهتها الإعلامية الداخلية الموحدة المثل على الرغم من أن سوريا تسبح في بحرٍ من الدم إلا أن جبهتها الداخلية متماسكة.

ندعو وكلنا أمل بعودة الطيار، إلا أن ما حدث أمر طبيعي ومتوقع في حالة الحرب، لا نريد توقع الأسوء لكن كل شيء وارد ومتوقع الإ أن أملنا بالله وقائد البلاد وأجهزتنا الأمنية كبير.

.

 




عدد المشاهدات : (22940)

تعليقات القراء

hyt
تعتبرون تنظيم الدولة الاسلامية ارهابي اما هدم المساجد وقتل الاطفال والنساء من قبل اليهود والامريكان والشيعة في اليمن والعراق ليس ارهاب .... الى متى هذه التفاهات
29-12-2014 11:18 AM
عمر القرعان
الاجدى هو عدم دخولنا في هذا التحالف ويجب الانسحاب منه لمصلحتنا
29-12-2014 11:16 AM
سالم العتيلات
اشكر الكاتب المحترم على المقال ولكن اقول احيانا وللمصلحة العامة لاتستطيع ان تقول للمخطئ انك مخطئ اولا ثانيا لو ان معاذ الكساسبة ابنك او اخاك كان ما كتبت هالمقال يا ابو عنزة..واحنا مصلحة وسلامة معاذ فوق كل الاعتبارات واتركونا من التنظير اللي مهو بمحلة ..واجل مقالاتك لبعد ما يرجع معاذ بالسلامة..وسلامتك
29-12-2014 08:41 AM
بندر اليماني
اخي معاذ هذا الكلام الصحيح الذي يجب ان يتعامل به كل الأردنيين وبعيدأ عن كل المشاعر والعواطف الذي يتعامل بها كل الاردنيين
29-12-2014 12:23 AM
احمد المشاقبه
قسما باالله حديثك واقعي ومنطقي ميه ميه تسلم وسلم عقلك
28-12-2014 09:08 PM
صايل القيسـي - مادبـا
مقال رائع.. والعزة والكرامة لمعاذ الكساسبة والمذلة واللعنة للشامتين والراجفة قلوبهم.. وان شاء الله يرجع معاذ سالم معافى لنا جميعا
28-12-2014 09:07 PM
الشعب الاردني
نحن الشعب الأردني ضد هذه الحرب حملة وتفصيلا
28-12-2014 07:05 PM
سعادة السفير
الان علينا العمل بيد واحدة على اعادة الطيار الاسير ثم حصر الدفاع عن اراضينا من داخل حدودنا ومنع المجرمين من اختراقها. كما اقترح التعاون الوثيق مع الجيش العربي السوري الذي يعمل على تدمير اوكار الارهاب والاجرام على حدودنا الشمالية. قلنا سابقا ان امن الدولة السورية من امننا ووحدتها ضروري لامننا القومي. لا للحروب المشبوه نيابة عن الاخرين. عسى ان لاتقطعوا تعليقانا
28-12-2014 06:40 PM
ام سند
هدا المقال من افضل ما قرات ويظهر قدرات الكاتب الممتازه
28-12-2014 06:09 PM
ماريت
مقال متميز في عمقه. يدل على ان الكاتب يتمتع بقدرات تحليليه فذه..... نرجو ان يزيد الكاتب من مساهمته في بحث القضايا العامه.
28-12-2014 06:02 PM
هديل العميان
كلام العنتريات لا يفيد أمام الوضع الصعب الذي نحن فيه.
28-12-2014 03:52 PM
عناد دويكات
والله انك تنطق بالمنطق السليم ..تذكروا يا ناس بأننا دولة ودولة عريقة قامت اصلاً على التضحيات
28-12-2014 02:19 PM
ناقد
أحسنت فلطالما ان الاردن موضوع على خارطة الارهاب فمن المنطق ان نحاربه قبل ان يصلنا ويعيث بنا ومحاربته خارج اراضينا ، هذا اجمل ما قرأت وليت بعض اصحاب البيانات المزدوجه يقرأون تقريرك .
28-12-2014 01:16 PM
ايسر النمر
كلام رائع ومنطقي ... أبدعت
28-12-2014 12:50 PM
محمد ابو سويلم
هذه حرب ويجب توقع الخسائر
28-12-2014 12:12 PM
العسوفي
صدقت اخ معاذ فأول متضرر في الحرب على الإرهاب كان بالفعل جلالة الملك باستشهاد الشريف علي بن زيد
28-12-2014 12:10 PM
علي الشاهين
يابو عنزه...انت ع مين تزاود الي تحت العصي مو مثل الي يعدهن...سيبك مش وقت تنظير
28-12-2014 12:09 PM
الحواري
يسعدك على هالكلام ، الله يرجعو سالم لاهله ، بس فعلا اللي بدو يدخل العسكرية بدو يكون عارف شو الاحتمالات السيئة كمان ، الله يكفينا شر الحرب ،
28-12-2014 12:06 PM
بشار
كلام سليم
28-12-2014 11:55 AM
محمد القضاة. عميد متقاعد
مقال واقعي وعقلاني ويصب في المصلحة العامة كثرة التصريحات والعواطف لا تخدمنا في هذه الظروف لانه ليس وقتها شكرًا للكاتب
28-12-2014 11:45 AM

أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :