بقلم: معاذ أبوعنزة
قال الله تعالى: (وأنذِر عَشيرَتَكَ الأقرَبينَ) صدق الله العظيم
لما نزلت آية: وأنذِر عَشيرَتَكَ الأقرَبينَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال عليه الصلاة والسلام لعلي: «يا علي، ان الله امرني ان انذر عشيرتي الأقربين ... إلى آخره
وهنا عندما اُمر رسول الله بإعلان الإسلام للملأ بعد ثلاث سنين من الدعوة السرية، كان أول من دعاهم عليه الصلاة والسلام عشيرته الأقربين, وفيها أمر علياً بأن يصنع لهم طعاماً من طعام ذلك الزمان، لحماً وخبزاً ولبناً ... إلى آخره
هناك وللأسف عند فئة من المجتمع والتي من المفترض أن تكون هذه الفئة على درجة عالية من الوعي والإطلاع, خلط بين مفهوم العشيرة والعشائرية كما هو الفرق بين القبيلة والقبلية, فمفاهيم العصبية القبلية والطائفية والعنصرية والتفرقة على أسس عرقية لمجتمع أردني واعٍ نابذٍ ومعارض لكل أشكال العنف والعنصرية والطائفية مرفوضة جملةً وتفصيلاً, ولكننا لا ننكر في الوقت نفسه وجود مثل هذه المفاهيم في أي مجتمع من مجتمعات العالم فالكمال لله وحده وأصابع الكف الواحد مختلفة أو كما يقال بالعامية "البطن بستان".
العشيرة ... العشيرة هي الأصل والفصل هي منبع الفخر والعز هي الصيق والقرين من يوم تولد ويسطر اسمك في شهادة الميلاد إلى أن تموت ويسطر اسمك على الشبيحة فوق القبر .. فهل يستطيع الحر أن يتخلى أو يتبرأ من أصله أو كما يقال أن "يطلع من جلده", دعونا لا ننسى أن العشيرة منذ زمان رسولنا الحبيب وما قبل الرسالة إلى يومنا هذا وهي مفهوم راسخ للكرم والأصالة والحمية والخصال الحميدة.
دعونا لا ننسى أن العشيرة هي عماد من أعمدة المجتمع وركن أساسي من أركان الدولة, وأن جيشنا العربي الأردني رمز العز والفخر .. من أين ؟ أليس من عشائرنا الأصيلة وهل نسينا هذه الجملة "ما بحمي البلد غير ولاده" وولاده من وين ؟
دعونا لا ننسى أن الغرب ومن حمل ملفاته وتبنى أجنداته والذي يسعى إلى إضعاف العالم العربي والذي يعتبر الأردن جزءً مهماً منه, يعلم علم اليقين أنه لا يكون ذلك إلا بإضعاف الجيش وبتفكيك العشيرة فكيف الحال والجيش والعشيرة واحد.
هل نسينا وقفة أبناء العشائر والجيش جنباً إلى جنب مع مليكنا الحسين بن طلال لتخطي الصعوبات وأن سبب صمود الوطن في الوضع الراهن في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة والسياسية والإجتماعية المحيطة والمنطقة المجاورة الملتهبة, هو إلتفاف العشائر وتماسكها حول قيادة حكيمة ذات خبرة ورؤية ثاقبة.
دعونا لا ننسى أن من ينتقد العشيرة أيٍ كان ويتصيد "بالمية العكرة" ويأخذ السلبي ويترك الإيجابي ويحكم عالكل من تصرفات البعض أين كان ؟ وإبن
العشيرة يزرع ويحصد ويرعى ويبني البلد, وكم كان يتقاضى وهو يعمل في أجهزة ودوائر الدولة كالأمن العام وغيرها وكم ذاق من مرار العيش وأنهكه التعب لنصل إلى هنا, مع العلم أن العديد من أبناء الوطن والذي إمتهن البعض منهم التنظيير ولا شيء غير ذلك, كان في الوقت ذاته في أمريكا يجمع الدولارات او في دول الخليج ليعود بعد كل هذه السنوات ليروي لنا تجربة ورخاء الغير.
إلى متى ستبقى سياسة جلد الذات ؟ أما آن الأوان لنتخلص منها ؟ ألم نمل من النظر إلى "النصف الفارغ" من الكوب ؟
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
أنا أناصر أخي ظالم أو مظلوم, ظالم بوقفله محامي مظلوم بساعدده بقدرتي بدون الاعتداء على الغير