الغياب الملكي عن افطار الصحفيين رسالة مهمة سيكون لها ما بعدها


رم -

رم - المحليات

دخلت نقابة الصحفيين على خط الاصطفافات الجارية في الجسم الصحفي، جراء تداعيات صراعات مراكز القوى التي برزت على السطح مؤخراً·
وأعلنت النقابة عن رفضها لهذا السجال غير المهني الذي اسهم في إثارة النعرات البغيضة، وعبّر بشكل غير مسبوق عن عدم الشعور بالمسؤولية·
وحذرت النقابة في بيان أصدرته في أعقاب جلستها الأخيرة من هذه الحالة التي تعد بحسب البيان اختراقاً فاضحاً لكافة قواعد العمل الصحفي المهني·
ولم يتوقف تدخل النقابة عند هذه الحدود بل لوّح نقيب الصحفيين الزميل عبد الوهاب زغيلات باتخاذ اجراءات صارمة، وذلك في الكلمة التي ألقاها في حفل الافطار السنوي الذي اقامته النقابة في مدينة الحسين للشباب مساء الاربعاء الماضي·
وحذر النقيب اصحاب المواقع الالكترونية من الاستمرار في التجاوزات التي من شأنها أن تؤدي إلى اغتيال الشخصية والتطاول على الأفراد والجماعات والمؤسسات·
وكان الجسم الصحفي قد شهد أثناء تفاقم صراعات مراكز القوى انحيازات مسبقة على قاعدة الاقتراب من هذا المركز أو ذاك، حيث ظهرت أبعاد هذه الانحيازات في الكتابات اليومية والاسبوعية والمواقع الالكترونية·
هذه الحالة التي يشهدها الجسم الصحفي بشكل غير مسبوق تعود كما تدعي بعض الأوساط السياسية إلى الفرز الواضح الذي لم تعد أطرافه تقبل من المحسوبين عليها الوقوف على الحياد·
على أن اكثر ما لفت انتباه الصحفيين، واثار هواجسهم، هو غياب جلالة الملك عن حفل الافطار السنوي، الامر الذي اعتبرته بعض الاوساط الاعلامية اشارة واضحة من رأس الدولة إلى الجسم الصحفي بالاستياء من ظاهرة الاصطفافات والتخندقات التي تشهدها الساحة الصحفية والاعلامية·
ولعل ما اثار حيرة الصحفيين واستغرابهم أن كل الاجراءات الرسمية والامنية قد تم اتخاذها بشكل مكثف يدل على حضور الملك، ولكنه لم يحضر بل انتدب الامير رعد بن زيد لحضور هذه المناسبة·
وفي اشارة لافتة للانظار خرجت صحيفة الرأي في اليوم التالي لأفطار النقابة بكلمة افتتاحية جاء فيها :"ليس عبثاً والحال هذه ان ينطوي بيان نقابة الصحفيين على تحذير واضح دون ان يكون تهديداً او حجراً على حرية التعبير والرأي، لأن الامور او كما اراد لها هذا النفر من الصحفيين ان تخرج على نطاق السيطرة باتجاه الفوضى وأخذها الى مربع آخر نعتقد جازمين ان احداً في هذا البلد لن يسمح لهم بأخذنا اليه لأنهم بذلك يتجاوزون الخطوط الحمر ويضعون المصالح الوطنية العليا في دائرة الخطر"·
كما تعاملت صحيفة الغد اليومية مع ذات الاشارات على صدر صفحتها الاولى بتقرير اخباري حمل عنوان "الرسالة الملكية وصلت" حيث جاء في التقرير :"ويبدو ان جلالته آثر هذه المرة توصيل عدم الرضا بصمت ··· "·
وفي السياق ذاته عبّرت صحيفة القدس العربي عن هذه الحالة في رسالة اخبارية لمراسلها في عمان المح فيها الى احتمالات التغيير في المراكز الصحفية حين قال: "وبنفس الوقت أخرجت من الأدراج ملفات مجالس الإدارة وكبار المساهمين في الصحف الكبيرة لدراستها"، وهذا ما يتردد بقوة في اوساط الصحف اليومية حيث يجري الحديث صراحة عن مقدمات التغيير المرتقب في المواقع القيادية في الصحف اليومية ·
ورغم كل الأجواء الملبدة الا أن بعض الاوساط الصحفية ترى أن عدم الرضى الملكي ينبع من قائمة ضيقة من الصحفيين ولا يصل عددها في أقصى الحالات الى 50 صحفياً، هم الذين يحظون عادة بالرضى والدعم والقرب من مراجع ومراكز النفوذ·
وعليه·· فالمشهد الصحفي برمته تنتابه مخاضات واضحة قد تعقبها تغييرات مقبلة في أكثر من صحيفة يومية واسبوعية، وهذا ما ستكشف عنه الايام القليلة المقبلة !!


*نقلا عن صحيفة المجد
 




عدد المشاهدات : (3902)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :