فشل وضع خارطة طريق لأمن الفضاء


رم -

رغم النجاحات المتوالية

أمريكا تفشل في وضع خارطة طريق لأمن الفضاء

لم يسلم البرنامج الفضائي الأمريكي سواء على المستوي المعلوماتي أو الأمني من انتقادات الأجهزة الرقابية في أمريكا، رغم النجاحات المتوالية في الفترة الأخيرة، بحجة أن هذا البرنامج يفتقر إلي التخطيط المنظم للعمليات التي يقوم بها من حيث الزمان والمكان.

فقد اتهم جهاز رقابي في الكونجرس الأمريكي، المخابرات الأمريكية بالفشل في وضع خارطة طريق لإنفاق مليارات الدولارات على استخدام الفضاء في الدفاع عن الأمن القومي الأمريكي.
واعتبر مكتب محاسبة الحكومة أنه بدون هذه الخارطة الإرشادية لصنع القرار تواجه الولايات المتحدة "ثغرات محتملة في بعض مناطق عمليات الفضاء وأيضا بعض العمليات الزائدة عن الحاجة في مناطق أخرى".

وفي فبراير الماضي، أعلن مسئولون من السلاح الجوي الأمريكي -الذي يقود عمليات شراء وتشغيل الأنظمة الفضائية في وزارة الدفاع الأمريكية- أنه يريد 11.9 مليار دولار لجهوده في الفضاء في السنة المالية الجديدة، وهي لا تتضمن المشروعات السرية مقارنة بما بلغ 11.3 مليار دولار في السنة المالية لعام 2008 .

وتقول تيريسا هيتشينز التي ترأس المركز الخاص للمعلومات الدفاعية في واشنطن ومشروعه الخاص بأمن الفضاء: "إن إجمالي انفاق وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" مقرونا بالمخابرات بلغ 30 مليارا في العام بما في ذلك برامج سرية يطلق عليها اسم برامج "سوداء".

وذكرت أن الاحتكاك الذي يحدث حول السيطرة على أصول فضائية رئيسية مثل كوكبة من الأقمار الصناعية الرادارية يمكن أن يساعد على كشف مشكلة غياب مهندس رفيع المستوى يمسك بزمام الأمور.

وتجلت أهمية وجود خارطة طريق فضائية، حين قامت الصين في يناير عام 2007 بإسقاط قمر صناعي متقادم واستخدمته كهدف في تجربة صاروخية جديدة، وأيضا حين قامت الولايات المتحدة الشهر الماضي بتفجير قمر صناعي بصاروخ مما زاد المخاوف من تحول الفضاء الخارجي إلى ساحة للمعارك في يوم قريب.

وتمت عملية إسقاط الصاروخ بنجاح بعد أن تدخلت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، لأن القمر كان يحمل سوائل سامة تهدد كوكب الأرض، واستهدف القمر بصاروخ يعمل بنظام البحث الحراري في المدار الذي بلغه على ارتفاع 150 ميلاً فوق الأرض.

وأكدت مصادر عسكرية أمريكية أن القمر -الذي كان معداً للاستخدام التجسسي قبل أن يصاب بعطل هدد بتحطيمه فوق سطح الأرض وتسرب المواد السامة منه على مسافات شاسعة- أسقط بصاروخ أطلقته إحدى قطع البحرية الأمريكية.

خطط مستقبلية .. قد تتحقق

وعن الخطط السلمية التي تحملها أجندة الفضاء الأمريكية، فقد كشفت وكالة الفضاء والطيران الأمريكية ناسا تفاصيل استراتيجيتها لإرسال فريق من رواد الفضاء إلى المريخ خلال العقدين المقبلين، وذلك في اجتماع عقدته في هيوستن في ولاية تكساس أكتوبر الماضي.

وتخطط الوكالة لإرسال فريق مكون من أقل عدد ممكن من رواد الفضاء إلى الكوكب الأحمر في رحلة مدتها 30 شهرا على متن مركبة تزن 400 الف كيلو جرام.

وكان الرئيس الامريكي جورج بوش قد اطلق في عام 2004 برنامجا لاستئناف ارسال رواد فضاء الى القمر بحلول عام 2020 والى المريخ في وقت لم يحدده.

وسوف يتم تجميع "مركبة المريخ" الثقيلة التي تعمل وكالة ناسا على تطويرها الآن في مدار الارض باستخدام ثلاثة او اربعة صواريخ.

وقد حددت الوكالة شهر فبراير من عام 2031 موعدا لاطلاق هذه الرحلة التي يقدر لها ان تستغرق 7 اشهر في مركبة فضائية تستخدم نوعية متقدمة من الطاقة بانظمة دفع تعتمد على الوقود المبرد.

وتتنوع تقديرات التكلفة المالية لهذه البعثة الفضائية المخطط لها من 20 الى 450 مليار دولار.

وفي ظل المحاولات المستمرة لإيجاد فرص للحياة علي ظهر كواكب أخري غير الأرض، تخطط وكالة الفضاء الأمريكية ناسا لإرسال أول رحلة من نوعها لإنسان للكويكبات المحيطة‏.. هذه الرحلة المتوقعة خلال السنوات القريبة سبقتها رحلات أخري من خلال مركبات موجهة عن بعد.

ويوضح أحد الخبراء بوكالة ناسا أن إرسال إنسان للكويكبات يختلف تماماً عن جمع بيانات عن بعد‏.

وطبقا للدراسات التي أجريت خلال السنوات الأخيرة، فإن هناك أكثر من ألف كويكب تقترب من الأرض ويصل كل منها إلي مئات الأمتار‏، كما يدور كل منها حول نفسه دورة كل‏10‏ ساعات‏،‏ وسعيا لمعرفة جميع الكويكبات القريبة من الأرض تخطط ناسا مع نهاية‏2020 ‏ لرصد كل الأجسام التي تقترب من الأرض بما في ذلك الشهب‏.‏

وبمقارنة الرحلة المرتقبة لأقرب كويكب للأرض بأول رحلة للإنسان للقمر‏ن‏ فإن رحلة الوصول لأقرب كويكب من الأرض ستستغرق شهراً، حيث تقدر المسافة بينهما بـ‏4.5‏ مليون ميل‏،‏ أما المسافة للقمر فهي‏240‏ ألف ميل واستغرقت الرحلة أياماً للوصول للقمر‏.

ويفترض العلماء وجود محاجر بهذه الكويكبات غنية بمختلف المعادن مثل الذهب‏، إلي جانب وجود آبار للمياه الجوفية والتي سيكون لها استخدامات أخري غير الشرب‏، حيث يمكن تحليل المياه والحصول علي الأكسجين للتنفس‏، وإذا نجحت هذه التجارب الأولية علي الكويكبات فإنها ستمهد لفرص الحياة علي كواكب أخري مثل المريخ‏.‏

ومن المتوقع إطلاق هذه الرحلة بدءاً من عام‏2015‏، وهو ما دفع العلماء لتصميم مركبة وأجهزة خاصة تمكن العلماء من اكتشاف سطح الكويكبات والتنقيب عن المعادن المختلفة بها‏.‏




عدد المشاهدات : (6576)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :