رم - نتنياهو: نراقب عن كثب تحركات طهران وحلفائها لإعادة التسلح.
تعود التهديدات العسكرية بين تل أبيب وطهران إلى الواجهة بعد مرور ستة أشهر فقط على حرب "الأيام الاثني عشر"، حيث حذر مسؤولون "إسرائيليون" من احتمال توجيه ضربات جديدة تستهدف ما وصفوه بمحاولات إيران إعادة بناء ترسانتها من الصواريخ الباليستية.
وأكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في كلمة ألقاها الأربعاء، أن بلاده تراقب عن كثب تحركات طهران وحلفائها لإعادة التسلح، مشددا على أن إسرائيل "ستتحرك إذا لزم الأمر" لمنع ظهور تهديدات وجودية جديدة.
تأتي هذه التصريحات تمهيدا للقاء مرتقب بين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترمب في نهاية العام، حيث سيكون ملف الصواريخ الإيرانية على رأس جدول الأعمال.
ورغم تأكيد إدارة ترمب بأن مواقع إيران النووية ستظل مرمى للنيران إذا سعت طهران لامتلاك سلاح ذري، إلا أن توسيع دائرة "الخطوط الحمراء" الإسرائيلية لتشمل الصواريخ الباليستية يمثل تشديدا كبيرا في العقيدة الأمنية لتل أبيب.
ويرى مراقبون أن هذا التحول يزيد من احتمالية اندلاع نزاع شامل، خاصة أن إسرائيل لم تسبق لها خوض حرب بسبب بناء تقليدي للقوة بعيدة المدى.
من جانبها، ترى طهران في صواريخها الباليستية حجر الزاوية في منظومتها الدفاعية، بعد الضربات القاسية التي تعرض لها برنامجها النووي وحلفاؤها الإقليميون.
وأشارت تقارير صحفية إلى أن إيران بدأت بالتحرك بحذر لإصلاح ما دمرته الغارات السابقة التي استهدفت منصات الإطلاق ومصانع الوقود الصلب.
وفي مؤشر على جدية الرقابة الدولية، صادرت قوات عمليات خاصة أمريكية مؤخرا شحنة مواد عسكرية في المحيط الهندي كانت متجهة من الصين إلى إيران، مما يعقد مهمة طهران في التعافي السريع.
ويبقى التساؤل مطروحا حول موقف إدارة ترمب، التي تسعى لترسيخ اتفاقات السلام في قطاع غزة وتهدئة التوترات في سوريا.
فبينما ترغب واشنطن في منع إيران من التحول إلى قوة نووية، تبدو مترددة حيال دعم هجوم الاحتلال الإسرائيلي جديد قد يؤدي إلى رد فعل إيراني صاروخي واسع النطاق، مما سيتطلب تدخلا أمريكيا مباشرا للدفاع عن حليفتها، وهو سيناريو قد يعصف بآمال الاستقرار الإقليمي الذي تنشده بيت الأبيض.