رم - الدكتور مفضي المومني
الاحزاب البرامجية الناضجة من رحم الشعب هي أساس عمل الدول المتقدمة او التي في طور التقدم...وتجربتنا الحزبية المستولدة والمصنعة من الاعلى إلى القاعدة بعكس النظرية الحزبية وتطورها ما زالت تدور حول من يسمون بالنخب… وهم بالغالب موظفوا حكومات من الوزير للباشا إلى المدير العام… ولا اعرف كيف يسقطون على أنفسهم أنهم سياسيون… وهم موظفوا إدارات حكومية كبرت أو صغرت… ليس لديهم تجارب حزبية وخاصة أن الاحزاب كانت مجرمة في أيامهم الوظيفية… وكانوا يبتعدون عنها لا بل يشاركون في نبذها وتجريمها…! ، وليس منهم منظر سياسي.. أو صاحب مشروع وطني…أو قائد وطني.. أو مفكر سياسي يعتد به.. وله تاريخ يكتب ولو بسطر واحد..!.
ما علينا… التحديث جلبهم بالكوتا بواقع 41 نائب…لنصل إلي برلمانات حزبية في قادم السنوات… واتضح عقم التجربة عندما استحوذ على مقاعد الاحزاب الدفيعة… وعرض الموقع الاول في سوق النخاسة.. والمزاودة ( كنمر السيارات)… فقدمت بعض الاحزاب ديمقراطية وحزبية مذمومة… تستنسخ تجارب اصحاب الاموال في شراء الاصوات والوصول للبرلمان بذات الذهنية المأفوفة…!
وهذا الذي جعل أحزاب المقدمة المصنعة والمفبركة على عجل، غير قادرة على كسب ثقة الناخبين وخيبة املها بحصد المقاعد… بارقام مؤثرة…واختطاف أصوات محدودة…ومقاعد هزيلة… مع أن جل مؤسسيها هم وزراء وبرلمانيون عاملون وغير عاملين... وزاد رداءة المشهد ما ذكرت من بيع المقاعد مقدماً بمئات الآلاف ويقولون بعضها تجاوز المليون.
فهمنا أن النخب المدعاة… بعد أن أفل نجمها الحكومي لم تجد غير الأحزاب لتعيد تدوير نفسها.. والدخول من شباك الحزبية لدائرة النفوذ والتوزير بعد أن خرجت أو اخرجت من الباب… وقتلها الشوق للسلطة والنفوذ وربما للعودة لمنظومة المصلحة والفساد للبعض..! .
المؤلم أن مجموعة من الفاسدين المعروفين والمعزولين والمطرودين..ومن أثروا على حساب المال العام… ومارسوا الفساد الإداري والمالي وكانوا في تحالف الفساد أثناء عملهم الرسمي..نفس الاشخاص يتجمعون في حزب ما… ونعرفهم… ونعرف تاريخهم… فهل أصبحت بعض الأحزاب ملاذ آمن للفاسدين… ومنصة للتجمع من جديد… أو أن الاحزاب اصبحت ملاذا آمنا لتبييض صفحاتهم السوداء.. على غرار تبييض الأموال..!، وعندما تسأل مسؤولي الأحزاب فلان فاسد ولديه تاريخ أسود ..كيف تقبلوه في حزبكم.. لا بل تضعونه في المقدمة… يأتيك الجواب أنه مواطن مع سبق الإصرار والترصد… ومن حقه الإنتساب… وفي بلدنا إذا بدك تأجر بيت لأحدهم… بتسأل عنه كل من يعرفه… ودوائر التنفيذ…! فكيف بحزب سياسي يقبل من هب ودب… فما بالك من يريد تبييض تاريخه الأسود..!
أعتقد أن تجربتنا الحزبية والأحزاب ..مع كل الدفع والدعم الحكومي.. والتمويل… ومذاهب التحديث لم ترتقي للمستوى المطلوب…،بيدها وفعلها… ولم تستطيع كسب ثقة الشعب… ولم تقدم أي فعل أو برامج تشعرنا بوجودها… غير بعض البيانات النمطية اليتيمة والمتماهية مع خط الحكومات… ناهيك عن تواجد إعلامي… احتفالات لقاءات.. عزايم مناسف…وتفخيم للقائد الأعلى للحزب…وتهاني وتبريكات وبكم تزهو العزايم لا بل المناصب.. وفي البرامج الوطنية المؤثرة (يرحمكم الله)… ما لهذا أوجدت الأحزاب… وبهذا الإزدحام…لتكون عبئاً جديداً على حياتنا السياسية بدل أن تقودها…!. حمى الله الاردن.