النشامى .. صناع الفرح


رم - الفرح الحاضر الغائب… والغائب الحاضر في حياة الاردنيين…! أخبروني متى آخر مرة فرحنا بعفوية ونشوة من القلب…!؟ من هم في عمرنا سيتذكرون طفولة التعريفه والقرش ونصف وقية الكنافة… وبسكويت غندور… وعيديه طائشة… اصابت فقر ذات اليد ذات عيديه.. أيام كان طعامنا واحد ووضعنا واحد يتناوب عليه
(مرقة العدس وطاسة المجدره... والافطار فتة خبز مع شاي وملعقة سمن الغزال…! والعشاء إن وجد… فما تبقى من طعام..! ).
منذ أن وعينا هذه الحياة… وانخرطنا فيها تداهمنا المتاعب… اجتزنا الكثير منها مع ضعف الحال… وحملونا همة الرجال… مثلما حمل الإنسان الأمانة.. التي عرضت على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها… وحملها الظلوم الجهول… الإنسان..!
نعيش هذه الايام حالة فرح وطني…نتشارك بها جميعاً… صغاراً وكباراً… بإنجازات منتخبنا الوطني… الذي يشبهنا… فليس فيه صاحب واسطة أو إبن وزير أو سفير أو متنفذ… كلهم من عامة شعبنا الطيب وحاراته وحواريه… نشاهدهم كل يوم ونتابعهم… فرحنا للإنجاز… فرحنا للفوز… فرحنا للنجاح.. فرحنا للعطاء… فرحنا للاردن الذي يتربصه القريب والبعيد… لنقول لهم إننا هنا… نستطيع أن نتفوق على ذاتنا.. وفقرنا… وقهرنا… ونتفوق على كل المتنعمين…هذا هو الاردني عندما تحسن صنعه… ودعمه… لن يخذلك ولن يخذل الوطن… وقد رأينا فدائية الشباب في منتخبنا… وروحهم العالية… ورأينا الجمهور الذي حضر إلى دوحة قطر.. ليشجع ويتناسى.. كل مشاكله… والاقساط المستحقة… وغير المستحقة…والديون والضرائب وضيق ذات اليد… بشخصية مفعمة بالحب.. مطرزة بعشق الاردن… حتى تظن أن جمهورنا بحماسه… لا يعاني وليس لديه مشاكل… وقد ظهر مترفاً بالوطنية.. يردد اهازيج العز.. والحمية:
علا علم بلادنا وعلا
علا بالعلالي وعلا، وعلا
وعلا اللأردن لينا علا وعلا
وعلا وحقه علينا علا، وعلا
علا لوح بشماغك الأحمر وعلا
وعلا وبحب الأردن نكبر وعلا
علا، علا علم بلادنا وعلا
وعلا بالعلالي وعلا، وعلا علا
راقبت المشهد… وتابعت كل المباريات والتحليلات… فرأيت صورة وطنية مستنبطة من روح الاردن العابقة في التاريخ… ورأيت صورة الاردني الحق عندما يتحرر من عبث الفاسدين… وفشل الحكومات… وتربص صناع الضرائب… واختزال الوطن بجيبه..! ، وتفكرت للحظة ولحظات… ماذا لو سلمنا الرياضين إدارة البلد… انهم نجحوا… في حين تناوب على إداراتنا العليا رهط من أصحاب الحضوه.. (كمثل العرق الآري الهندو اوروبي.. الالماني المتفوق)… يتناوبون الفشل على ظهورنا… ويدعون النجاح ليل نهار… ونسمع جعجعة مطعمة بالاربيزي.. ونظريات رأس المال والإدارة… ولكنهم فشلوا… وذهبوا بريح الوطن.. ولم تغادرهم المناصب كابر عن كابر… يذهب الاب ويسلم الابن… والوطن مثقل بالديون ونوبات الفشل… وبعد طول تفكير… الرياضه هي الحل وبالذات كرة القدم… فرهط العرق المتفوق اطعمنا الخيبات… والفشل… مع حبة مسكن ..ومطعم نعنع…ولم يفرحونا ولو مرة… أما يزن النعيمات (شافاه الله وعافاه) ومجموعته فقد افرحونا أيما فرح… وأعادوا لنا روحاً سرقها منا رهط الفشلة… تفكروا فربما يكون حلنا بكرة القدم… وسلملي على الإصلاحات… التي ترابط في زوايا الاعلام ونشرات الاخبار… ومحاضرات الكبار…ومؤتمرات التدليس.. وكل مره نبدأ من الصفر… (وتعالوا نعيد اللعبة..! كل ذات فشل… كما كنا نفعل في العاب الطفولة..! ).
ننتظر اليوم التوفيق لفتية ونشامى منتخبنا الوطني… لنفرح ونفرح… ونخرج من دائرة الزعل الوطني… نحب الاردن ونعشق ارضه…فإن عليها ما يستحق الحياة.. عدا رهط الفاسدين اياهم…! … حمى الله الاردن



عدد المشاهدات : (4245)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :