"أهم من قادتنا" .. استطلاع يكشف كيف ينظر الأوروبيون لترامب


رم - في مشهد يعكس التحول الدراماتيكي في خريطة القوة العالمية، كشف استطلاع دولي مثير أن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض باتت أكثر أهمية بالنسبة للأوروبيين من انتخاب قادتهم الوطنيين أنفسهم. 

النتائج المذهلة تظهر كيف أصبح الرئيس الأمريكي يشكل السياسة الأوروبية بقوة تفوق تأثير زعماء القارة العجوز، في ظاهرة غير مسبوقة تطرح تساؤلات عميقة حول مستقبل الديمقراطية الأوروبية واستقلاليتها.

الاستطلاع الذي أجرته شركة "بابليك فيرست" المستقلة لصالح مجلة "بوليتيكو" شمل أكثر من 10 آلاف مشارك من الولايات المتحدة وكندا وثلاثة من أكبر اقتصادات أوروبا: ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة. النتائج كانت صادمة بكل المقاييس.

في ألمانيا، اعتبر 53% من المستطلعين أن انتخاب ترامب أكثر أهمية لبلادهم من انتخاب المستشار فريدريش ميرتس، مقابل 25% فقط رأوا أن الانتخابات الألمانية أكثر أهمية. وفي بريطانيا، قال 54% إن عودة ترامب أكثر أهمية من وصول حزب العمال للسلطة بقيادة كير ستارمر وإنهاء 14 عامًا من حكم المحافظين، مقابل 28% فقط اعتبروا تغيير الحكومة الوطنية أكثر أهمية.

الناخبون الفرنسيون كانوا أقل حدة في وجهة نظرهم، لكن 43% ما زالوا يعتقدون أن فوز ترامب أكثر أهمية، مقابل 25% اعتبروا انتخاب الرئيس إيمانويل ماكرون له تأثير أكبر على فرنسا.

كندا كانت الاستثناء الوحيد، حيث انقسم المستجيبون بالتساوي تقريبًا، مع اعتبار 40% أن فوز مارك كارني في أبريل الماضي بوعد الوقوف في وجه ترامب كان أكثر أهمية، مقابل 45% قالوا إن فوز ترامب أكثر أهمية لكندا.

ضعف القادة الأوروبيين في عيون شعوبهم
الأوروبيون يشاركون ترامب رأيه القاسي بشأن ضعف قادتهم. فقد اعتبر 74% من الألمان أن ترامب "أقوى وأكثر حسمًا" من مستشارهم، مقابل 26% فقط. وفي فرنسا، رأى 73% أن ترامب أقوى من ماكرون، بينما في بريطانيا اعتبر 69% أن ترامب أكثر حسمًا من ستارمر.

لكن الأكثر إيلامًا للقادة الأوروبيين كان تقييم أدائهم في التعامل مع ترامب. في ألمانيا، اعتبر 24% فقط أن ميرتس أحسن التعامل مع الرئيس الأمريكي، بينما رأى 34% أن أداءه كان سيئًا. أما ماكرون فكان الأسوأ، حيث قال 16% فقط إنه أجاد التعامل مع ترامب، مقابل 39% رأوا أنه فشل في إدارة العلاقة مع البيت الأبيض.

القيادة الأوروبية في بروكسل كانت الأسوأ على الإطلاق. في فرنسا، اعتبر 11% فقط أن بروكسل أحسنت التعامل مع ترامب، بينما قال 47% إن القيادة الأوروبية أساءت إدارة العلاقة.

المواجهة أم المهادنة؟
في مفارقة مثيرة، وجد الاستطلاع أن الأوروبيين يريدون من قادتهم الوقوف في وجه ترامب وتحديه، بدلًا من إعطاء الأولوية للانسجام معه. لكن عندما سُئِلوا عن كيفية تصرف قادتهم الوطنيين تحديدًا، اتخذ الأوروبيون الموقف المعاكس، قائلين إن التعاون أكثر أهمية من التحدي.

الكنديون ظلوا متمسكين بموقفهم المتشدد، مع تفضيل طفيف لمواجهة كارني لترامب.

يأتي هذا الاستطلاع في لحظة شديدة الحساسية للعلاقات عبر الأطلسي. فقد كشفت إستراتيجية الأمن القومي الجديدة للبيت الأبيض الأسبوع الماضي عن تخلٍّ واضح عن الحياد الأمريكي تجاه حلفائها التاريخيين في أوروبا، بدلًا من ذلك أطلقت حملة لتحويل ديمقراطيات المنطقة إلى أيديولوجيتها الخاصة.

وفي مقابلة مع "بوليتيكو" الأمريكية، وصف ترامب القادة الأوروبيين بـ"الضعفاء"؛ ما أثار ردود فعل غاضبة من سياسيين في الاتحاد الأوروبي، ودفع البابا لحثه على عدم "تفكيك" التحالف عبر الأطلسي.

لكن يبدو أن الأوروبيين العاديين يوافقون ترامب في تقييمه. والأهم من ذلك، أن النتائج تشير إلى أن القوة والحسم ليسا من الصفات الأكثر أهمية في نظر الناخبين. بل إن الأمانة والشفافية هما الأهم عبر جميع الدول الخمس المشمولة في البحث.

الرسالة واضحة: ترامب نجح في فرض هيمنته على السياسة الأوروبية، بينما فشل القادة الأوروبيون في الارتقاء للتحدي. 





عدد المشاهدات : (5187)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :