شكرا دولة الرئيس من اربدي


رم - بلال حسن التل

ماكان من الجائز ان تمر زيارة دولة الدكتور جعفر حسان رئيس الوزراء الى محافظتي جرش واربد مرور الكرام، من خلال خبر بروتوكولي تقليدي، اعتدنا عليه في الإعلام الاردني، بل كان من الضروري والمهم ان يتم تسليط الاضواء على هذه الزيارة ودلالاتها ومعانيها، من خلال التحقيقات المقرؤة والمسموعة والمرئية منها، وان يتناولها الكتاب في مقالاتهم، لانها زيارة حملت دلالات حضارية تعيد الاهتمام الى مايجب ان يكون محل اهتمام كبير منا جميعا حكومة وقطاع خاص وقطاع اهلي، اعني بذلك الثقافة والتاريخ والتراث والإنتاج.وهي القضايا التي كانت محور زيارة الرئيس جعفر حسان واهتمامه وتوجهياته وإجراءاته، مما يوضح جانبا مهما وحضاريا في شخصية الرجل وثقافته.

فقد جاء في الاخبار ان رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان افتتاح مركز جرش الثقافي، كصرح ثقافي مميز يخدم أبناء المحافظة ومثقفيها، حيث يضم المركز مرافق عديدة لإقامة الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية من مسارح خارجية وداخلية، ومكتبة، وقاعات متعددة الأغراض للتدريب على الموسيقى، والرسم، والفنون، والدراما، والخط العربي، والزخرفة وغيرها من الفنون. واستمع رئيس الوزراء من المتدربين والمستفيدين حول الأنشطة والفعاليات المقامة، ووجه بتوفير المدربين على الفنون المختلفة، وتأمين المستلزمات والكتب الحديثة للمكتبة، وتزويد قاعات المركز بأجهزة حاسوب حديثة.

زيارة الرئيس وتوجيهاته كلها تصب في تلبية مطلب استراتيحي طالما نادينا به، وهو ان تكون الثقافة في صلب اهتماماتنا الوطنية وان تكون في مقدمة اولويات الحكومات الاردنية،وان تكون وزارة الثقافة من الوزارات السيادية، لان الثقافة هي التي تبني الانسان الذي نريد من خلال بنائها لمفاهيمه و لقناعاته والتي تنعكس سلوكا سلبيا او ايجابيا، مستهلكا او منتجا وليصبح الإنسان لذي يصح ان نقول عنه انه اغلى مانملك.

وفي الخبر ايضا ان رئيس الوزراء زار، يرافقه الرجل الذي ترفع له القبعات احتراما وتقديرا لنشاطات لانه لايكل ولايمل ولايبخل في عطائه الفكري والجسدي خدمة لهذا الوطن اعني به دولة الدكتور الدكتور عبد الرؤوف الروابدة، رئيس مجلس مؤسسة إعمار إربد، الذي جال مع رئيس الوزراء في جنبات المعرض الدائم للمنتجات الزراعية والريفية، الذي سيخدم المزارعين وأصحاب المشاريع الإنتاجية في إربد والمحافظات المجاورة.لانه يشكل بوابة دائمةللمزارعين وأصحاب المشاريع الإنتاجية لتسويق منتجاتهم، ويسهم في توفير فرص العمل،حيت
تقدر مساحته بـ 4500 متر مربع، ويتكون من 3 طوابق، ويشمل قاعات لعرض المنتجات، ومساحة مخصصة للمطابخ الإنتاجية، ومسرحا خارجيا، وركنا مخصصا لبيع المنتجات، وقاعات اجتماعات، وغيرها من المرافق.

ان قيمة هذا المعرض انه اقيم في منطقة اشتهرت تاريخيا بغزارة انتاجها الزراعي حتى سميت باهراء روما، ولازالت في ذاكرتي من ايام الطفوله والشباب مناظر حقول القمح وهي تزنر اربد الى مسافات واسعه من القرى والبلدات المحيطة بها ومثلها مزارع الخضروات كالبندورة والخيار والبامية والبطيخ والشمام و...و... الذي كانت تصنع منه امهاتنا مونة الشتاء، الصيف، فقد كنا نأكل مما نزرع، فكنا سادة انفسنا، قبل ان تزخف غابات الحجارة والاسمنت على ارضنا فتطرد منها موارد غذائنا الذي كنا نزرعه، لذلك نأمل ان يكون افتتاح معرض المنتجات الزراعية والريفية في اربد بداية حقيقة للعودة الى ارضنا لنعيدها مصدرا للإنتاج والامن الغذائي.

وفي الخبر ايضا ان رئيس الوزراء،تفقد يرافقه الروابدة، مدرسة إربد الثانوية الشاملة للبنين، التي تعد من أقدم مدارس الأردن، حيث اطلع على واقعها واستمع إلى الملاحظات بشأن تطويرها وتحسين مرافقها. ووجه رئيس الوزراء بإجراء توسعة وصيانة شاملة لها، وتطوير مختبراتها، مع الحفاظ على أهميتها التاريخية والتراثية. كماوجه رئيس الوزراء بإعادة تأهيل تل إربد؛ ليصبح حديقة عامة وساحات ومتنفسا لأهالي المحافظة، موعزا لجميع الوزارات والمؤسسات بالتعاون مع بلدية إربد لإنجاز المشروع مع المحافظة على الأبنية التراثية فيه، خصوصا المدارس القديمة فيه وهي: مدرسة وصفي التل، ومدرسة حسن كامل الصباح، والثانوية الشاملة.
بزيارته هذه وبتوجيهاته فان رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان أسس بزيارته هذه لمرحلة يرفع فيها الظلم والإهمال عن مدينة اربد، ففوق ان المدينة بلا متنافسات حضارية طبيعية لسكانها، فقد تم ازالة الكثير من مبانيها التراثية التي صنع سكن بعضها صفحات مشرفة في تاريخ وطنهم بل أمتهم، وقد رأيت بام عيني معاول الهدم وهي تطيح بسرايا اربد والكثير من المباني التي كانت على تل اربد و التي كانت مبنية من الحجارة
البازلتية السوداء، مما كان يعطي تل اربد رونقا خاصا تمت الاطاحة به تحت مسمى التنظيم والتحديث، وكأن التنظيم والتحديث لايتمان الا بالقضاء على تاريخ المكان!.
اما ثانوية اربد فقد كانت قاعتها حاضنة للكثير من النشاطات الفنية والفكرية فقد استمعت انا فيها الى محاضرات للشهيد وصفي التل وللمرحوم أكرم زعتر ولصادق جلال العظم وللشريف فواز شرف ولحمد الفرحان وغيرهم كثير، كما استمعت فيها الى خطب المربي المرحوم واصف الصليبي والى شعر وحيد سليمان الحماسي رحمهما الله فالمدرسة جزء من ذاكرة الوطن التربوية والسياسية والثقافية، فشكرا لك دولة الرئيس على توجيهاتكم الحضارية نحو اربد ونأمل بفضل متابعة دولتكم ان تكون هذه التوجيهات بداية مرحلة تستعيد المدينة فيها القها.



عدد المشاهدات : (4440)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :