خاص
قدّم المدير الفني للمنتخب الوطني جمال السلامي نموذجاً استثنائياً في القيادة والاحتراف، بعدما خطف احترام الشارع الرياضي الأردني والعربي، ليس فقط بالنتائج، بل بالمواقف الإنسانية الصادقة التي عبّر عنها عقب التأهل التاريخي إلى نصف النهائي على حساب المنتخب العراقي.
السلامي بدا أردنياً في كل تفاصيله. دموعه التي سالت على الهواء مباشرة لم تكن لحظة عابرة، بل تعبيراً صادقاً عن فرح حقيقي من أجل الأردن، وعن ارتباط إنساني عميق بالمهمة التي جاء من أجلها. مشهد تجاوز لغة كرة القدم، وأكد أن الانتماء لا يُقاس بالجنسية بل بالإحساس والمسؤولية.
ولم يكتفِ السلامي بالفرح، بل قدّم درساً أخلاقياً راقياً حين قال إن الفوز “بلا طعم” بسبب إصابة اللاعب يزن النعيمات، مقدّماً سلامة اللاعب على الإنجاز، في رسالة واضحة تعكس احترام الإنسان قبل النتيجة، واللاعب قبل البطولة.
فنياً، يواصل السلامي تقديم عمل متزن مع النشامى، قائم على قراءة دقيقة، وانضباط تكتيكي، وثقة واضحة باللاعب الأردني، إلى جانب إدارة هادئة للمجموعة، بعيداً عن التبرير أو افتعال الأزمات، وقريباً من روح الفريق والجماهير.
وهنا، لا يمكن تجاهل المقارنة التي فرضتها الأيام الأخيرة، خاصة بعد تصريحات المدرب السابق حسين عموتة، الذي خرج قبل أيام ليقول إنه غادر الأردن بسبب “تعامل غير احترافي”، في محاولة لإعادة صياغة الرواية، متناسياً أن رحيله جاء بعد قبول عرض مالي أكبر، وأن القرار كان خياراً شخصياً لا نتيجة تضييق أو إقصاء.
الفارق بين التجربتين واضح، فجمال السلامي اختار أن يكون جزءاً من المشروع، لا عبئاً عليه، احترم المؤسسة، وقدّر الجماهير، والتزم بخطاب مسؤول حتى في أصعب اللحظات.
|
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
| الاسم : | |
| البريد الالكتروني : | |
| التعليق : | |