لماذا يمنعون التحدث باللغة العربية؟


رم - بلال حسن التل

سألني احدهم لماذا اطلقتم المشروع الوطني للدفاع عن اللغة العربية؟. فأجبته لأنها تتعرض لحرب شرسة، بدات تحقق اهدافها بوضوح، مما يوجب الدفاع عن اللغة العربية، لانه دفاع عن هويتنا بابعادها الديتية والقومية والوطنية، وتأكيدا على انشغالنا بقضايانا المركزية، وفي طليعتها قضية فلسطين، وهو ايضا دفاعا عن المخزون التاريخي والثقافي الذي تشكل اللغة الحافظ الأمين له.
اما عن مظاهر تحقيق الحرب على اللغة العربية لاهدافها فهي اكثر من تعد و صورها صارخة، اولها ماتغص به شوارعنا من لوحات لاسماء المحلات التجارية المقاهي والمطاعم، فغالبيتها الساحقة مكتوبة بغير اللغة العربية، و في أحسن الأحوال تكون فيها اللغة الاجنبية اكبر خطا واوسع مساحة من اللغة العربية، ناهيك عن قوائم الطعام والشراب في المطاعم والمقاهي، فمعظمها بغير اللغة العربية، حتى فواتير البقالات والمتاجر والمقاهي والمطاعم تصدر في غالبيتها بغير اللغة العربية.
وقبل ان تحقق الحرب على اللغه العربيه في شوارعنا حققتها في بيوتنا. فملابس أطفالنا وصبيتنا وشبابنا بل وكهولنا وشيوخنا،من الذكور و الإنات، صارت مزينة بعبارات بغير اللغة العرببة،وبصرف النظر عن ان معظمنا لايعرف مضامين ودلالات العبارات المكتوبة بغير اللغة العربية على ملابسه، او ملابس اطفاله، فان الخطر المباشر لهذه الملابس هو جعل اللغة الاجنبية أكثر الفة لعيوننا ولذوقنا الفردي والعام من اللغة العربية.مما يشكل خطرا على العربية.

ومن منازلنا تأتي صورة أخرى من صور تحقيق الحرب على اللغة العربية لاهدافها

فالكثير من اسرنا صارت تحرص على تعليم أطفالها للغة الانجليزية او الفرنسية لتصير احداهما اللغة الأم لهؤلاء الأطفال، على حساب اللغة العربية، وهذا خطر حقيقي ليس على اللغة العربية فقط، بل على هؤلاء الأطفال خاصة من حيث نموهم العاطفي وقدرتهم على الاستيعاب، وكذلك على علاقتهم بمجتمعهم وثقافتهم الوطنية والقومية.

واذا انتقلنا من منازلنا الى مدارسنا، وجدنا الكثير من صور تحقيق الحرب على اللغة العربية اللغة العربية لاهدافها، منها تقليص عدد الحصص المخصصة للغة العربية، و تدني مستوى معظم من يتولون تدريسها، اخطر من ذلك ان الكثير من المدارس الخاصة تمنع استخدام اللغة العربية فيها مخالفة لقانون التربية والتعليم. لذلك لم يعد مستغربا ان يصل الكثير من طلابنا الى مرحلة التوجيهي اشباه اميين باعترافات رسمية!.

كذلك فان وضع اللغة العربية في جامعاتنا ليس افضل من وضعه في منازلنا ومدارسنا، فجل التدريس والابحاث تتم بغير اللغة العربية في جامعاتنا وفي ذلك مخالفة لقوانين هذه الجامعات.

ومن صور تحقيق الحرب على اللغة العربية ان معظمنا صار يلقي التحية على الناس بغير العربية،
اليس ذلك تراجعا للغة العربية في حياتنا اليومية، وهو تراجع يعززه ان الكثيرين منا صاروا يكثرون من تطعيم كلامهم مع الناس بمفردات غير عربية، فصارت السنة الكثيرين منا مرقعة بغير اللغة العربية، مما يشكل خطرا على اللغة العربية واستخدماتها في حياتنا اليومية.
ومن صور تحقيق الحرب على اللغة العربية لاهدافها مايحدث على وسائل التواصل الاجتماعي، فمعظمنا يكتب اسمه بغير اللغة العربية. اما الخطر الحقيقي فيتمثل فيما يعرف (بالعربيزي)وهي كتابة المفردات العربية بالحرف اللاتيني، مما يشكل خطرا داهما على اللغة العربية.

ومثل وسائل التواصل الاجتماعي، كذلك صارت الاعمال الفنية تشكل تهديدا للغة العربية، فالكثير من اسماء الافلام والمسلسلات والاغاني واسماء المشاركين فيها وعملياتها الفنية صارت تكتب بغير اللغة العربية، رغم ان الجمهور المتلقي هو جمهور عربي خالص.

ومثل الاعمال الفنية ووسائل التواصل الاجتماعي، كذلك الكثير من وسائل الإعلام المرئي و المسموع التقليدية، حيث صار معظمها يبتعد عن استخدام اللغة العربية السليمة، ويستعمل لهجات محلية هيجينة، مما يشكل خطرا داهما على اللغة العربية.
حتى في الكثير من مؤسساتنا الحكومية والاهلية والخاصة، صارت اللغة العربية تتراجع لحساب اللغة الاحنبية، فقد صارت معظم مرسلات ومحادثات هذه المؤسسات بغير اللغة العربية، بل صارت معظم هذه المؤسسات تفرض على من يتقدم للعمل بها ان يقدم اوراقه وسيرته الذاتية بغير اللغة العربية، وتشترط عليه اتقان اللغة الانجليزية، دون ايراد اي ذكر للغة العربية، خلافا للقانون. وهذه كلها من صور تحقيق الحرب على اللغة العربية لاهدافها، وكلها تؤكد ان اللغة العربية في خطر، وانها بحاجة إلى من يدافع عنها.



عدد المشاهدات : (4017)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :