رم - كامل نصيرات
عندما يضحك؛ تضحك الدنيا في وجهي ويصبح كلّ شيء يرقص في داخلي.. وعندما أراه يبكي؛ تبكي معه مساماتي وأصير خارج التغطية..
منذ عام و "شَـهْـم" أدخل طعمًا فريدًا لتفاصيلي.. هو الوحيد القادر على نقلي من الحروب والأخبار و الفواتير و نكد الحياة إلى السعادة وامتلاء المزاج بوجبة كاملة من الاستقرار النفسي..
عمره سنة فقط.. قبل أيّام كان عيد ميلاده.. هو لا يشعر بكل ما يدور حوله.. لكنني أشعر بكلّ ما يدور معي ومعه.. ليس ابني.. ولكن " كأنّه هو".. هو ابن "عبير وحمدي" لا لا " حمدي وعبير" أجمل موسيقيًّا وليس جندريًّا..
هو لا ينطق إلّا كلمتين.. بل ليستا كلمتين.. هما صوتين .. الصوت الأول (آآآء) أو (آآآآآآآآآآآآآآء) مرات قصيرة ومرات طويلة حسب حاجته منها.. والصوت الثاني لا أستطيع كتابته بل أعجز عن كتابته ولكنه الصوت الذي يأتي في أغنية الأطفال " هالصيصان" بعد هناك صوت " مطق جماعي" .. هذا الذي يتقنه شَـهْـم تماما.. ويطالني بالأغنية كلما أركبته معي في السيارة.. يبدأ بـ"المطق" المتكرّر فأعرف أنه يريد "هاصيصان" .. أضعها بعلو الصوت ويبدأ هو بالرقص الذي لا يشبه أي رقص فأرقص معه ناسيًا كل الشوارع وكلّ الشيب وكل وقار العمر الكاذب.. بل أعود معه طفلًا بعينين لامعتين وقلبٍ بلا شبكيّة .. الله عليك يا شَـهْـم وأنت تقتحم أسواري وحصوني وتفكّ ألغازي وأحاجي عمري الضائع بين اللارضا واللاقناعة..!
نسيتُ أن أقول لكم أن أيّ مشكلة بيني وبين "هديل" تكون واصلة لربّ السما؛ وخلص الأمور ولّعت ولا رجعة عن التفاقم.. يطلّ شَـهْـم و بـ"آآآآآآآآآآآآآآء" وأحدة نضحك و تصبح المشكلة مافيش.. ! شَـهْـم هو ابن اخت هديل.. ورفيقها الجديد الدائم ولكنه ثورة في عالم التغيير.. ومن لا شَـهْـم له؛ لا سعادة له.. بل لا (آآآآآآآآآآآآآآآآء) له..