رم - بلال حسن التل
في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والذي يصادف التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني من كل عام اكتب وكتبت وسأضل اكتب مؤكدا ان معركتنا في فلسطين هي معركة وعي بالدرجة الاولى، وانه مالم نعيد بناء وعي امتنا على حقائقها التاريخية ومنها حقيقة ان فلسطين هي قلب الجغرافيا العربية الذي لايقبل القسمة على اثنين، وهي حقيقة لم تغيب عن الأكثرية الصامته من ابناء امتنابالرغم من مرور ثمانية عقود على احتلال فلسطين وقيام الكيان الصهيوني الغاصب على ارضها المباركة، وبالرغم من الحهود الخارقة التي بذلتها وتبذلها الحركة الصهيونية العالمية، وحليفتها الإمبريالية العالمية ممثلة بحكومات الغرب عموما، وبالرغم من توظيفهما للألة الإعلامية الضخمة، وبالرغم من الحروب النفسية التي تنظمانها، وبالرغم من عبثهما بالمناهج التعليمية في الكثير من بلادنا، وبالرغم من هجومهما على اللغة العربية باعتبارها حافظة ذاكرة الامة وثقافتها وتاريخها وحقاىق هذا التاريخ، وبالرغم من ان هذه الاسلحة اعني بها الإعلام والمناهج التعليمية والحروب النفسية، و تهمبش لغة الأمة، اشد خطرا وأكثر فتكا من الأسلحة التقليدية التي تستعملها الجيوش في الحروب المباشرة، لأن الاسلحة التقليدية تجرح اوتقتل بضع مئات، بينما الأسلحة غير التقليدية كالإعلام والمناهج التعليمية وتغيب اللغة الأم تقتل شعوباكاملة دون ان تريق دما، لانها تقتل الوعي والانتماء لدى الشعوب التي تستهدفها، كما يستهدف التحالف الصهيوني الأمبريالي أمتنا كل ذلك بهدف تميع مفهوم ومكانة فلسطين في العقل والضمير العربيين والمسلميين. ومعهما الضمير المسيحي الشرقي حيث ولد السيد المسيح عليه سلام الله.
وبالرغم من ذلك كله، فإنهما لم تنجحا، فما زالت فلسطين في مكان الصدارة في ضمير وعقل ابناء امتها الذين ينتظرون ساعة تحريرها وعودتها الى حضن امتها.هي الساعة التي لن تأت الا اذا خضنا معركة بناء وعي الامة. فما من معركة تحرير لارض الامة حققت أهدافها الا وسبقتها معركة بناء وعي أبنائها، واخر التجارب في هذا المضمار تحربة قطاع غزة الذي ما كان له ان يصمد هذا الصمود الاسطوري أمام الة الحرب الصهيونية المدعومة غربيا لولا معركة الوعي التي خاضها المجمع الإسلامي في غزة فانقذ ابناء القطاع من حرب المخدرات وكل الموبقات التي سعى الاحتلال لاغراقهم بها ليحولهم المجمع الإسلامي الى مجتمع مقاوم يقتل ويصمد بوعي.
وفي التاريخ ايضا ان صلاح الدين ماكان له ان يدخل القدس محررا، لولا معركة الوعي التي قادها علماء الامة باشراف عماد الدين ونور الدين. لذلك كله ندعو الى خوض معركة بناء وعي الامة لانها الطريق الوحيد لكي نصلي في القدس عاصمة فلسطين المحررة.