رم - في كل موقع، هناك من يقول ما يؤمن به، وما يقتنع به، بطريقته وبانتمائه الحقيقي… دون مزاودة، ودون إطراء لا لزوم له، ودون أن يحاول إثبات الثوابت التي هي أصلًا أبجديات التكوين السياسي للإنسان أو للوطن.
وفي المقابل، نجد مَن إذا تحدّث أو كتب ملأ حديثه تكرارًا للثوابت الوطنية بين كل كلمة وأخرى، وأكثر من المديح حتى طغى على الموضوع نفسه… وكأنّ صاحب الشأن، أو ولي الأمر، أو المسؤول ينتظر منه هذه المبالغات اللفظية في غير مكانها ولا سياقها.
يظنّون أن كثرة المديح، والتطبيل، وتكرار الشعارات تُسعد ولي الأمر أو صاحب القرار… بينما الحقيقة أن ولي الأمر ينتظر عملاً، ينتظر إنجازًا، ينتظر تضحية، وينتظر تقدّمًا حقيقيًا… إنجازًا يُسجَّل باسم الوطن لا باسم الأفراد. لأن ولي الأمر، كأي قائد حريص على وطنه، ينتظر نتائج حقيقية، لا مديحًا ولا مجاملات، فهو يدرك يقينًا أنّ الأوطان لا تُبنى بالألفاظ الجميلة، بل تُبنى بالفعل والإخلاص والعمل الصادق.
فالولاء فعلٌ عقلاني، والعقلاني حرّ، والحرية صراعٌ لتحقيق الأفضل للمجتمع كلّه… والوطن.
د. طارق سامي خوري