ورقة علمية صادرة عن مركز الزيتونة تناقش ظاهرة "دولة المستوطنين" في الضفة الغربية


رم -

وتدعو إلى تبنّي خطة مواجهة متعددة المسارات


أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ورقة علمية بعنوان ""دولة المستوطنين" في الضفة الغربية: من مشروع استيطاني إلى كيان موازٍ“، أعدّها الباحث ثامر عبد الغني سباعنة، ناقشت التحوّل النوعي الذي شهدته المستوطنات الإسرائيلية منذ سنة 1967، حيث لم تعد تجمعات سكانية متفرقة، بل تطوّرت تدريجياً لتصبح كياناً متكاملاً يمتلك مؤسسات اقتصادية وأمنية ومجالس تمثّل مصالح سياسية، ويعمل بصورة شبه مستقلة (فيما يظهر) عن سلطة "الدولة الإسرائيلية" داخل الضفة الغربية، ولكن مع حصوله على دعم مباشر من الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.

وبيّنت الورقة أنّ هذا التحوّل لم يعد مجرد تحدٍّ للفلسطينيين في إطار صراعهم على الأرض والهوية، بل أصبح تهديداً مباشراً لأي إمكانية لتحقيق تسوية سياسية عادلة، إذ تعمل "دولة المستوطنين" على فرض وقائع ميدانية دائمة تقوّض فرص قيام دولة فلسطينية مستقلة.

وتأتي أهمية دراسة ظاهرة "دولة المستوطنين" في الضفة الغربية؛ للوقوف على جذورها التاريخية، وملامحها المؤسسية، وآثارها السياسية والأمنية والاجتماعية، وصولاً إلى بحث انعكاساتها المستقبلية على مسار الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.

وقدّمت الورقة رؤية متكاملة لمواجهة هذا الواقع عبر ثلاثة مسارات رئيسية: سياسي، وقانوني، وشعبي؛ حيث دعت سياسياً إلى توحيد الموقف الفلسطيني، وتفعيل الحراك الديبلوماسي، والمقاطعة السياسية لـ"إسرائيل"، وبناء تحالفات دولية مع دول مؤثرة، واستثمار التحوّل المتزايد في الرأي العام العالمي بعد الحرب على غزة. أمّا في المسار القانوني، فشددت على ضرورة رفع قضايا أمام محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، وتفعيل مبدأ الولاية القضائية العالمية، وإنشاء مراكز قانونية متخصصة لرصد وتوثيق كلّ اعتداء استيطاني بشكل منهجي، وتحويلها إلى ملفات قانونية جاهزة، والعمل على إبطال الاتفاقيات التي تشرعن الاستيطان بشكل غير مباشر، مثل اتفاقيات تجارية أوروبية مع شركات إسرائيلية في المستوطنات. وفي البُعد الشعبي، دعت الورقة إلى تعزيز المقاومة الشعبية السلمية، ومشاريع حماية الأرض، ودعم حملات المقاطعة، وتوثيق الانتهاكات إعلامياً باللغات الأجنبية، وتعزيز البنية السكنية والتعليمية في المناطق المهدّدة بالمصادرة، وتوظيف الأصوات اليهودية التقدمية والداعمة للحقوق الفلسطينية كجزء من حملة الضغط الدولي.

وخَلُصت الورقة إلى أنّ مواجهة "دولة المستوطنين" تتطلب رؤية فلسطينية وعربية ودولية شاملة، لا تكتفي برفض الاستيطان من الناحية القانونية، بل تعمل على بلورة استراتيجيات عملية للحد من تمدده وفضح طبيعته الاستعمارية، سعياً لتحقيق العدالة والحرية للشعب الفلسطيني.

وعلى الرغم من الحديث عن احتمال التوصل إلى اتفاق أمني بين "إسرائيل" وسورية، فإنّ هذه الدراسة تفترض أنّ اتفاقاً كهذا لن يُولّد وازعاً داخلياً ولا رادعاً خارجياً لـ"إسرائيل" لتكفّ عن مشروعها التقسيمي، ولن تلتزم بأي تقييد لها، إذا ما أخذنا بالحسبان التلازم لديها بين الفكر والممارسة، على قاعدة ثبات استراتيجيتها إزاءسورية.

لإعادة نشر الورقة بصيغة PDF؛ أو للاستفادة من النص في إعداد خبر حولها:

https://www.alzaytouna.net//arabic/data/attachments/Media/PA_ThamerSabaneh-Settler-State-WB_11-25.docx




عدد المشاهدات : (4329)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :