رم - إتحاد عمال الأردن البديل الذي أنقذ المعلم .
بقلم الدكتور -فواز أبو تايه
لم يكن ملف العقود في قطاع التعليم الخاص ملفا عاديا يمكن تجاوزه أو تأجيله فهو مسألة تتصل مباشرة بحقوق آلاف المعلمين والمعلمات الذين ظل كثير منهم يواجهون ظروفا وظيفية غير مستقرة تتفاوت بين الأجور غير الموثقة والضمان الاجتماعي غير المنتظم والعقود الورقية التي كثيراً ما كانت تستخدم كأداة ضغط لا كضمان حق من هنا جاء العقد الإلكتروني للمعلمين ليمثل نقطة إرتكاز إصلاحية ليس بوصفه تقنية جديدة بل بوصفة إعادة تأسيس لعلاقة العمل داخل المدارس الخاصة على قواعد تمنع التلاعب وتعيد الاعتبار للحقوق التي يجب أن لا تخضع للإجتهاد.
غياب نقابة المدارس الخاصة عن الميدان في اللحظة التي كان ينتظر فيها أن تقود نقابة المدارس الخاصة هذا التحول غاب صوتها عن الساحة غابت المبادرات وغابت القدرة على الإمساك بزمام النقاش وحماية حقوق المعلمين الذين يفترض أنها تمثلهم كان الفراغ واضحا وكان أثره أشد وضوحا في وجوه المعلمين الذين وجدوا أنفسهم بلا غطاء نقابي حقيقي هذا الغياب لم يكن مجرد فجوة تنظيمية بل كان غيابا عن الواجب الوطني .
إتحاد عمال الأردن المؤسسة التي تقدّمت عندما تراجع الأخرون في وسط هذا الفراغ ظهر إتحاد عمال الأردن كجهة تمتلك الإرادة وليس فقط الصلاحية دخل الإتحاد إلى الملف من أوسع أبوابه وتحرك بمهنية هادئة لكنها فعالة مستندا إلى قراءة دقيقة لواقع القطاع التعليمي وإلى قناعة بأن حماية المعلم هي أساس حماية العملية التعليمية بأكملها عمل الاتحاد بصمت وتفاوض بواقعية وطرح حلولا قابلة للتطبيق لا شعارات موسمية وهكذا جاءت ولادة العقد الإلكتروني كإنجاز نقابي وتنظيمي حقيقي صنعه من إمتلك القدرة على تقديم الحل لا من إكتفى بالمشاهدة والصمت .
العقد الإلكتروني وثيقة لمستقبل أكثر عدلا هذا العقد لم يكتب لحسم نزاع بل ليمنع نشوء نزاعات مستقبلية هو وثيقة تحفظ حق المعلم في أجره وحقوقه وضمانه الإجتماعي وتحمي المدرسة الخاصة من أي التزامات مبهمة أو خلافات مستقبلية إنه عقد يضع الجميع أمام مسؤوليات واضحة ويحوّل العلاقة بين الإدارة والمعلم من علاقة تقدير شخصي إلى علاقة حقوق مصونة وواضحة تحمي المدرسة والمعلم على حد سواء .
ختاما إن ما حدث في ملف العقد الإلكتروني يؤكد حقيقة لا لبس فيها العمل النقابي الحقيقي ليس لافتة بل قدرة على الفعل حين يغيب الآخرون ولقد قدم إتحاد عمال الأردن ممثلا بسعادة رئيسه المحترم نموذجا لما يمكن أن تفعله المؤسسات حين تضع المصلحة الوطنية فوق الحسابات الضيقة سد فراغا تركته نقابة المدارس الخاصة وفتح بابا جديداً للعدالة في قطاع يمس مستقبل أجيال بأكملها إن العقد الإلكتروني ليس مجرد تنظيم إداري إنه تعريف جديد لإحترام المعلم، ورسالة بأن حقوقه ليست خيارا وأن المرحلة المقبلة لن تعود لما قبل الإصلاح لأن من يصنع الحلول اليوم هو ملامح المستقبل فتحققت العدالة إلكترونيا.