بقلم الدكتور شكري المراشدة
رئيس هيئة المديرين – جامعة جدارا
في هذا اليوم الخالد من ذاكرة الوطن، نستعيد ميلاد قائدٍ لم يأتِ إلى الدنيا كشأن غيره، بل وُلد ومعه نهجُ دولةٍ تتأسس، وروحُ نهضةٍ تتجلّى، ونبضُ وطنٍ يبحث عن البوصلة. ففي ميلاد الحسين بن طلال – طيب الله ثراه – ابتدأ عهدٌ جديد للأردن، عهدٌ رُفعت فيه راية الكرامة، وتوطدت فيه أركان الحكم الرشيد، وانطلقت فيه مسيرة البناء بثبات لا يعرف التراجع.
لقد كان الحسين، رحمه الله، قائدًا تتجسّد فيه حكمة المُلك، وجلادة الفارس، ورقّة الأب، فاجتمع له ما تفرّق في غيره؛ هيبةٌ في الموقف، ورفقٌ في المعاملة، وقربٌ من الناس لا يشبه إلا صفاء النبع الذي يروي الأرض إذا عطشت. فما وقف يومًا إلا إلى جوار شعبه، وما مال إلا صوب الحق، وما حمل في قلبه إلا محبة الأردن وأهله.
كان الحسين مدرسةً في الثبات حين تعصف الأزمات، وفي الشجاعة حين تُختبر الأمم، وفي الإيمان حين تضيق المساحات. تحت قيادته، نهض الأردن من ضيق الإمكانات إلى سعة الحضور، ومن هامش المنطقة إلى قلب القرار، مستندًا إلى قيم العدالة والإنسانية، وإلى وجدان شعبٍ عرف كيف يصون العهد ويُعظّم الراية.
وفي ذكرى ميلاده، نهتف من صميم الروح:
عاش الأردن… عاش الوطن… عاش إرث الحسين في قلوب أبنائه ما دامت الجبال راسيات.
ونحن في جامعة جدارا، إذ نستنير بسيرة القائد الباني، نُجدّد عهد الوفاء لمسيرة العلم التي آمن بها جلالته، ونعاهد الوطن أن نظلّ في مقدمة المؤسسات التي ترفع منسوب المعرفة، وتصون كرامة الإنسان، وترسّخ قيمة التفوّق التي كان الحسين أول المؤمنين بها.
إن سيرة الحسين – طيب الله ثراه – لم تُكتب بالحبر، بل خُطّت بعرق الرجال ودموع الفرح وأحلام الأجيال. وها نحن اليوم نردّدها عهدًا لا يلين:
سنظلّ أوفياء للأردن ما بقي في القلب نبض، وما بقي في الأرض أردنيّ يرفع الراية خفّاقة بين الأمم.
رحم الله الحسين الباني،
وعاش الأردن،
وعاشت رايته عالية في سماء العز والإباء.
|
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
| الاسم : | |
| البريد الالكتروني : | |
| التعليق : | |