رم - يقول الخبراء في الطب والتغذية إن مشروبات الدايت الغازية يمكن أن تكون شديدة الإدمان بسبب تأثيرها على الدماغ والجسم. فالنكهات الحلوة تحفز إفراز الدوبامين، وهو ناقل عصبي مرتبط بالمكافأة والسرور والتحفيز. ومع مرور الوقت، يعزز الاستهلاك المتكرر الرغبة في تناولها ويجعل التوقف عنها صعبًا، تمامًا كما يحدث مع بعض المواد الإدمانية الأخرى.
وبحسب ما أكده خبراء لموقع "يو إس إيه توادي" فإن الكافيين الموجود في هذه المشروبات يعتبر منبهًا خفيفًا للجهاز العصبي المركزي، وقد يسهم في ظهور أعراض الانسحاب مثل الصداع والتعب والانفعال عند التوقف عن الشرب. كما أن الأبحاث والتطوير الطويلة التي أجرتها شركات المشروبات أدت إلى ابتكار خلائط نكهات ومكونات تجعل المشروبات أكثر جاذبية وتشجع على الاستهلاك المتكرر.
ويشير الخبراء إلى أن الأمر لا يقتصر على الطعم فقط. فالأطعمة الحلوة الطبيعية مثل الفواكه تحتوي على الألياف والمغذيات التي تبطئ امتصاص السكر، بينما تقدم مشروبات الدايت السكر بشكل مركز وسريع. ويؤدي هذا الامتصاص السريع إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، مما يحفز البنكرياس لإفراز الأنسولين بسرعة لنقل السكر إلى الكبد والعضلات والدهون، وهو ما يترك الجسم جائعًا مرة أخرى بسرعة، ويعزز دورة الاستهلاك.
ويلعب الجانب الاجتماعي والثقافي دورًا أيضًا، حيث ربطت الحملات الإعلانية على مدى عقود مشروبات الدايت بالوجبات والفعاليات والحياة اليومية، مما جعلها المشروب "الافتراضي" وأسهم في تكوين عادات صعبة التغيير.
ويؤكد الخبراء أن خصائص الإدمان في مشروبات الدايت نتيجة تداخل عوامل بيولوجية ونفسية وبيئية، بما في ذلك نظام المكافأة في الدماغ، واستجابة الأيض، ووجود الكافيين، وتصميم النكهات، والتسويق المستمر. وفهم هذه الآليات هو المفتاح لتقليل الاستهلاك وتعزيز الخيارات الصحية، مع التوصية بالوعي والتقليل التدريجي والبحث عن بدائل صحية.