الأربعاء الأسود بعد 20 سنة: الأردن يصنع نهجاً شاملاً ويُجسّد أنموذج الصمود في وجه الإرهاب


رم - بقلم اللواء الركن المتقاعد حسان عناب

تمرّ هذه الأيام الذكرى العشرون لتفجيرات عمّان الدامية، المعروفة بـ«الأربعاء الأسود»، ذلك اليوم الذي حاول فيه الإرهاب أن ينال من قلب الوطن، فكان الرد الأردني صفعةً قاسيةً حوّلت الألم إلى تصميم، والجرح إلى عزيمة، لتبدأ مسيرة وطنية خالدة في بناء نهجٍ شاملٍ لمكافحة الإرهاب وصون أمن الإنسان والأرض.

منذ تلك اللحظة المفصلية، قاد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه، مسيرة الصمود بعزيمةٍ لا تلين، واضعًا رؤيةً شاملة جعلت من الأردن نموذجًا إقليميًا وعالميًا في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف. رؤيةٌ استندت إلى الثوابت الوطنية الهاشمية، وإلى إيمانٍ راسخ بأن أمن الأردن جزءٌ لا يتجزأ من أمن الأمة واستقرارها.

لقد سطّرت القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي ملاحم بطولية في حماية حدود الوطن وصون أمنه واستقراره، فكانت الدرع الحصين والسيف الأمين، لا تلين ولا تتراجع. يرابط رجالها على الثغور بعيونٍ لا تنام وقلوبٍ مؤمنةٍ بأن حماية الأردن شرفٌ لا يُضاهى.
كما كانت الأجهزة الأمنية الأردنية، وعلى رأسها دائرة المخابرات العامة، السند الأمين والعين الساهرة التي أفشلت المخططات الإرهابية قبل أن تولد، وقدّمت الشهداء فداءً للأردن وكرامة الإنسان فيه.

ولا ننسى الخبراء الأمنيين، والقادة، والمؤسسات الحكومية والمدنية، والفعاليات الشعبية، التي وقفت صفًا واحدًا خلف القيادة الهاشمية، وأسهمت في ترسيخ نهجٍ وطنيٍّ متكاملٍ لمكافحة الإرهاب، يجمع بين الحزم الأمني، والوعي المجتمعي، والوقاية الفكرية، في منظومةٍ متوازنةٍ تحمي الوطن من الداخل والخارج.

لقد أصبح الأردن، بعد عقدين من تلك الحادثة الأليمة، صخرةً تكسّرت عليها خطط الإرهاب والإرهابيين، ونموذجًا يُحتذى به في الحكمة، والاتزان، والقوة، والتنسيق الإقليمي والدولي في مكافحة الإرهاب.
إنه وطنٌ صغيرٌ في حجمه، كبيرٌ في فعله، ثابتٌ في مواقفه، بقيادةٍ هاشميةٍ جعلت من أمن الإنسان وكرامته رسالةً سامية، ومن استقرار الأردن منارةً للسلام والأمان في محيطٍ مضطرب، فغدا الأردن صوت الحكمة وواحة الاستقرار في الإقليم والعالم.

وسيظل الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة، وقواته المسلحة الأردنية – الجيش العربي، وأجهزته الأمنية العريقة، وعيون أبنائه الساهرة، منارةً للأمن، وواحةً للاستقرار، وعنوانًا للصمود والكرامة.

حمى الله الأردن، وحفظ قائده المفدى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وسمو ولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وقواتنا المسلحة الباسلة، وأجهزتنا الأمنية، وشعبنا الأردني الأبي.



عدد المشاهدات : (4321)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :