التهاب الأنف والجيوب الأنفية


رم -

تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة (من معاهد مؤسسة الملك الحسين)، اليوم الأحد، عن التهاب الأنف والجيوب، وهو اضطراب التهابي يصيب بطانة الأنف والجيوب الأنفية المحيطة، ويمكن أن يكون حاداً أو تحت حاد أو مزمناً بحسب طول مدة الأعراض، ويُعد من الالتهابات الشائعة ويؤثر على جودة الحياة.

وتُقدم نشرة المعهد التعريف والتصنيف العلمي الدقيق لهذه الحالة وماهيتها، وأسبابها ومحفزاتها الشائعة، ومدى عدواها، إضافة إلى طرق التشخيص وخيارات العلاج، والمضاعفات والإجراءات الوقائية.

** التعريف والتصنيف
يُعرف التهاب الأنف والجيوب الأنفية سريرياً بأنه وجود التهاب في تجويف الأنف والجيوب المصحوب بأعراض مثل انسداد/احتقان أنفي، إفرازات أنفية أو خلف الأنف (post-nasal drip)، الشعور بألم أو ضغط في الوجه، وفقدان حاسة الشم. التصنيف الزمني المتعارف عليه يقسم الحالة إلى:
- حاد(Acute): أقل من 4 أسابيع
- تحت حاد (Subacute): (4–12 أسبوعاً)
- مزمن (Chronic): أكثر من 12 أسبوعاً
كما يُفرق بين حالات مصحوبة بلحميات (polyp) وأخرى بدونها لأن ذلك يحدد طبيعة خيارات العلاج لاحقاً.

ما هي الجيوب الأنفية؟
الجيوب الأنفية هي أربع تجاويف مزدوجة في الرأس، تتصل ببعضها عبر ممرات ضيقة. تقوم الجيوب الأنفية بإنتاج المخاط الذي يصرف عبر الممرات الموجودة في الأنف. تساعد هذه الإفرازات في إبقاء الأنف نظيفًا وخاليًا من البكتيريا ومسببات الحساسية والجراثيم الأخرى (العوامل الممرضة).

** أسباب ومُحفِّزات شائعة
تشمل العوامل المساهمة:
- العدوى الفيروسية (كمسببات نزلات البرد).
- العدوى البكتيرية.
- التحسّس الموسمي أو الدائم.
- العيوب التشريحية الأنفية الخلقية مثل (انحراف حاجز، تضيق فتحات الجيوب).
- التعريض للمهيجات البيئية (دخان، تلوث، عفن).
- كما أن الأمراض الجهازية مثل الربو والحساسية الأنفية المزمنة تزيد من قابلية الإصابة والمقاومة للعلاج.

يمكن أن تسبب الفيروسات والبكتيريا والفطريات ومسببات الحساسية التهاب الجيوب الأنفية. وتشمل العوامل المسببة المحددة لالتهاب الجيوب الأنفية ما يلي:
- نزلات البرد.
- فيروس الإنفلونزا.
- بكتيريا Streptococcus pneumoniae
- بكتيريا Haemophiles influenzae
- بكتيريا Moraxella catarrhalis
- الحساسية الأنفية والموسمية.

** ما هي عوامل خطر الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية؟
بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية من غيرهم. وتشمل عوامل الخطر:
- الحساسية الأنفية.
- الربو.
- الزوائد الأنفية (نمو أنسجة داخل الأنف).
- انحراف الحاجز الأنفي: الحاجز هو نسيج يفصل بين جانبي الأنف، وعندما يكون منحرفًا أو غير مستقيم، يضيق الممر من جهة واحدة مما قد يسبب انسدادًا.
- ضعف جهاز المناعة، سواء بسبب أمراض مثل فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) أو السرطان، أو نتيجة تناول بعض الأدوية.
- التدخين.

** هل التهاب الجيوب الأنفية معدٍ؟
التهاب الجيوب الأنفية نفسه ليس معديًا، ولكن الفيروسات والبكتيريا التي يمكن أن تسببه قد تكون معدية.
لذلك، يُنصح بالحرص على غسل اليدين جيدًا، وتجنب مخالطة الآخرين عند المرض، والعطس أو السعال في الكوع بدلًا من اليدين.

** التشخيص
التشخيص الأولي يعتمد أساساً على التاريخ والأعراض السريرية، مع التركيز على استمرار الأعراض أو وجود مؤشرات العدوى البكتيرية (مثل استمرار الأعراض أكثر من 10 أيام بدون تحسّن، أو تدهور في الحالة الصحية بعد تحسّن مؤقت).
إن تصوير الأشعة (CT) أو التنظير الأنفي ينبغي أن يُستخدم فقط عند الشك في مضاعفات أو عندما لا يتضح التشخيص أو قبل الجراحة، وليس كفحص روتيني لكل حالة حادة. الفحص الأنفي الأمامي والتنظير الأنفي المباشر يساعدان في توثيق وجود التهاب مخاطي أو قيح أو زوائد لحمية

** خطة العلاج للحالات الحادة
تشمل خيارات العلاج:
- التدابير الداعمة: مثل الراحة، شرب السوائل، مسكنات الألم (مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين)، وغسولات الأنف بالمحلول الملحي لتخفيف الاحتقان وإزالة المخاط.
- الستيرويدات الأنفية الموضعية والتي قد تخفف الالتهاب وتسرّع شفاء الأعراض في كثير من الحالات.
- استخدام المضادات الحيوية يجب أن يكون مبرراً سريرياً (الشواهد: أعراض شديدة أو استمرار أكثر من 10 ايام أو تدهور بعد تحسّن).

** التعامل مع التهاب الجيوب المزمن
التهاب الجيوب المزمن (CRS) يعرف باستمرار الأعراض لأكثر من 12 أسبوعاً مع وجود التهاب موضعي.
وتشمل طرق العلاج:
- علاج التحسس إن وُجد.
- بخاخات الستيرويد الأنفية عالية الفعالية.
- غسولات الأنف.
- مضادات حيوية واسعة الطيف في حالات معينة.
- وأحياناً استخدام الستيرويدات الفموية للحالات الشديدة لمدة قصيرة.
في المرضى غير المستجيبين للعلاج أو الذين لديهم مضاعفات، تُستخدم جراحة فتح الجيوب التنظيرية لتحسين التصريف والتهوية.

** المضاعفات
على الرغم من أن معظم الحالات تكون سريعة الشفاء، قد تحدث مضاعفات (خراجات حول العين، التهاب محيط العين، التهاب العظام الوجنية) أو أكثر خطورة (تجلطات وريدية أو مضاعفات دماغية) عند عدم المعالجة أو التأخر في التشخيص.
يجب إحالة المرضى الذين يظهرون علامات بصرية (تغير بالرؤية، ألم شديد خلف العين) إلى الطوارىء والطبيب المعالج.

** الوقاية
من الممكن إدارة عوامل الخطر (السيطرة على الحساسية والربو، تجنب التدخين، المحافظة على تهوية مناسبة في الأماكن المغلقة)، والالتزام بغسلات الأنف الملحية كإجراء وقائي ومساعِد علاجي. كذلك تقليل الاستعمال غير الضروري للمضادات الحيوية واتباع توصيات التطعيم ضد الإنفلونزا للحد من العدوى الفيروسية التي قد تسبق التهاب الجيوب.



عدد المشاهدات : (1147)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :