رم - بلال حسن التل
قرار معالي الحاج حمدي الطباع، بالترجل عن صهوة قيادة جمعية رجال الاعمال الاردنيين، بعد اربعين عاما من تأسيسه وقيادته لها، حدث لايجب ان يمر مرور الكرام، لأنه مناسبة لإعادة قرأة سيرة ومسيرة الحاج حمدي الطباع، والتعلم منها، لانها مسيرة بناء وطن وترسيخ اركان دولة، حيث كان الحاج حمدي احد اهم المشاركين مشاركة فعلية في بناء الوطن، مثلما كان من المساهمين في ترسيخ اركان الدولة الاردنية الحديثة، فوالده هو صاحب المقولة المشهورة (سيوف الهاشميين لا ترهن) وهي مقولة تجسد معاني الولاء والانتماء التي ولد ونشئ وترعرع فيها حمدي الطباع، الذي عاش كواحد من اقرب الناس الى ملوك بني هاشم خاصة الملك الباني المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال رحمه الله منذ بواكير الطفولة وعلى مقاعد الروضة، الى ان انتقل الحسين الى ذمة الله، وهي علاقة لم يحاول حمدي الطباع ان يستغلها يوما لتحقيق مأرب شخصية. بل سخر جهده ووقته لخدمة بناء الإقتصاد الوطني.
اما عن دور معالي الحاج حمدي الطباع واسرته في بناء الوطن، فحدث ولا حرج، وهو حديث يبرز كيف كان القطاع الخاص الاردني شريكا اساسيا في بناء الوطن اقتصاديا وتعليميا واجتماعيا، فالقطاع الخاص الاردني هو الذي بني الشركات الكبرى التي فوق انها شكلت روافع للاقتصاد الوطني الاردني، فقد قدمت خدمات حسنت مستوى معيشة الناس من خلال الخدمات التي قدمتها هذه الشركات، فالقطاع الخاص الاردني هو الذي اسس شركة الكهرباء الاردنية وشركة كهرباء اربد، بكل ما يعنيه دخول الكهرباء الى المجتمع من تطور اجتماعي وثقافي وعلمي. والقطاع الخاص الاردني هو الذي بنى المصانع الكبرى كمصانع الأسمنت والخزف والخميرة وشركةالطيران،وهو الذي بنى المدارس الحديثة التي لاتستهدف الربح فقط كمدارس الكلية العلمية الإسلامية، بكل مااحدثته هذه الشركات والمصانع والمدارس من تحولات ايجابية في المجتمع الاردني وتطوره، ناهيك عن فرص العمل التي وفرتها هذه الشركات والمصانع والمدارس التي كان ال الطباع وخاصة الحاج حمدي شركاء اساسيين في قيام معظمها. حيث تولى الحاج حمدي الطباع المسؤولية في غرف التجارة واتحادها، كم أسس جمعية رجال الاعمال الاردنيين وجمعية رجال حالاعمال العرب، وعضوية العديد من مجالس ادارات البنوك، في الطليعة منها البنك المركزي الاردني، بالإضافة إلى ترؤوسه وعضويته في الكثير من مجالس ادارات الشركات الإقتصادية الكبرى حالتي شكلت روافع للاقتصاد الوطني الاردني، يومها كان القطاع الخاص الاردني يؤمن بانه شريكا اساسيا في بناء مجتمعه، وان لديه مسؤولية اجتماعية نحوه.
كل هذا الذي فعله وماحققه القطاع الخاص الاردني كان قبل ان يظلنا زمان نظريات الخصخصة، وما جلبته علينا من خراب.
غير مساهمته في خدمة الوطن من خلال القطاع الخاص، فقد ساهم في هذه الخدمة من خلال المواقع التي تولاها في القطاع العام وزيرا وعينا.
كثيرة هي صفحات سيرة ومسيرة الحاج حمدي الطباع، وان نسيني شيئا منها، فلا يجوز ان ننسى ايديه البيضاء في التخفيف من معناة المحتاجين عبر لجان الزكاة وغيرها من وسائل التخفيف من معناتهم جعل الله ذلك في ميزان حسناته وامد في عمره