رم - بلال حسن التل
لم يكن الخطاب الذي افتتح به جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الدورة الثانية من أعمال مجلس النواب الاردني العشرين. خطابا عاديا، لكنه كان خطاب تعبئة وتحفيز،وكان حديث مكاشفة غير مسبوقة وغير معهوده بين الحكام وشعوبهم، مكاشفة لاتجدها الا في الاردن، حيث يثق القائد بمكانته عند ابناء وبنات شعبه ونصرتهم له وهو ماعبر عنه جلالته عندما قال(نعم يقلق الملك، لكن لايخاف الا الله، ولا يهاب شيئا وفي ظهره اردني، فهذا والحمدلله،هو أثمن ما يشتد به القائد)، وهو مااكده جلالته عندما قال(اخاطبكم واخاطب من خلال مجلسكم الكريم الأردنيين الأردنيات شعبي القريب مني، سندالاردن وذخره)، لذلك فان جلالته يصارح أبناء وبنات شعبه بقلقه،مؤمنا بان هذا الشعب لن يخذله وسيظل سنده الذي يعبر به ومعه كل الازمات والمصاعب، التي رافقت مسيرة هذا الوطن، لذلك قال جلالته (شعبي القريب مني سند الاردن وذخره) وهو قول ملكي يؤكد ان الثقة والتلاحم هما الصفتان اللتان تميزان العلاقة بين الاردنيين قيادتهم. وبالثقة والتلاحم بين القيادة والشعب.
اجتاز الاردن كل الازمات التي واجهها ومااكثرها. منها على سبيل المثال لا الحصر اننا واجهنا تحالف حفر الباطن بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ولم تلن قناتنا لحصار سياسي واقتصادي، ومنها ايضا اننا هزمنا صفقة القرن في رئاسة ترمب الاولى، ولم يستطع ترمب ان يوقع جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في كل المطبات التي حفرها في ولايته الثانية بفضل حنكة وكياسة وفطنة جلالته وقدرته على التصرف بكبرياء . وبهما "الثقة والتلاحم" سنتصر على كل التحديات والازمات التي تواجهنا والتي اشار الى بعضها جلالته.
ماقاله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في افتتاح اعمال الدورة الثانية لمجلس النواب يفرض على كل اردني واردنية ان يرتفع الى مستوى الثقة الملكية، فعندما يقول جلالته (الشباب الاردني وأولهم الحسين ابني وابنكم جند لهذا الوطن) فان ذلك يرتب على المؤسسات ذات العلاقة باعداد الشباب أردني من مدارس وجامعات ووزارة شباب ووزارة ثقافة ان تعيد النظر ببرامجها وخططها لترتفع بها الى مستوى ثقة القائد. بشباب الوطن. وقبل ذلك فان مكاشفة جلالته ترتب على كل الاردنيين الارتفاع الى مستوى العشم الملكي، واول ذلك ان يغادر الكثير من الاردنيين مربع التشاؤم والاحباط الذي تشرنقوا به، فصاروا لايرون الا الجزء الفارغ من الكأس، فنعود جميعا كاردنيين الى سيرتنا الاولى اهل عزيمة وسواعد انتاج فنزرع لنطعم، على ان يكون اول زرعنا الأمل والتفائل، لنستعيد ارادة التحدي الذي به نجتاز الازمات، ونكون على قدر امل قائدنا بنا.