رم - د.سامي علي العموش
يلاحظ كل أردني غيور ومحب للأردن أنه هناك تسابق مع الزمن في المنطقة الحرة للتخليص على السيارات وبيعها؛ لأن الخيار الآخر هو إما إعادة التدوير وإعادتها إلى المنشأ، وهذا بحد ذاته مكلف ولا يعود على البلاد والعباد بخير. ولكن ما أتوقعه هو أن بجعبة حسّان كثيرًا من الأفكار والمساحات الواسعة من الرؤى ما تجعله يمدد للتجار لتحقيق الغاية المرجوة واستمرار الشريان الاقتصادي للعمل في المناطق الحرة. إننا أحوج ما نكون للتروي وزيادة فرص الاستثمار وتحسين ظروفه من خلال إعطاء مساحات أكبر، سواء من حيث استقرار التعليمات أو تخفيض الفوائد ومدة المنح للمواطنين حتى يتم تحريك الاقتصاد وعمل دورة اقتصادية تعود بالنفع على الجميع. بالفعل إنها مشكلة ما نشاهده في المنطقة الحرة، وهذا ما يمكن قوله بأن ذلك يستدعي زيارة الرئيس والاطلاع عن كثب على واقع الحال، فلابد من إيجاد حلول ليبقي الوضع الاقتصادي مستمرًا مستقرًا متناميًا جاذبًا لرأس المال والمستثمرين ومعززًا القدرة على الشراء والتداول. لا أعتقد بأن هناك من هو عاقل ويرى بعينه ما يحصل في الحرة ويبقى ساكتًا بغض النظر عن التبريرات؛ لأننا في النهاية نتحدث عن الأردن واقتصاد الأردن، وهذا ما يهم الرئيس والحكومة والدولة.
وأمام الرئيس ملفات كثيرة ومتنوعة، منها ما هو ذو طابع اقتصادي، ومنها السياسي والاجتماعي وما يحرك الناس والرأي العام. وكثيرًا ما أتساءل، فالرئيس يعمل جنديًّا مقاتلًا، متحركًا من محافظة إلى أخرى ومن مكان إلى آخر، بالرغم من أن الكثير من المواقع يكون قد سبقها زيارة أحد المسؤولين أو الوزراء المعنيين، وتجد الرئيس كمن يعمل (تشييكًا) على واقع الحال، مستمعًا ومبديًا توجيهاته بخصوص ذلك. وللإنصاف والحقيقة، فهو يعمل بصمت كالنهر؛ تراه هادئًا لكنه دائم الجريان. وفي كثير من الأحيان نجد بأن بعض وزرائه يعملون عكس التيار؛ فحين هو يطالب بإيجاد مجالات ريادية لإيجاد فرص للعمل وفتح آفاق جديدة، تجد بأن بعض الوزراء يطالبون بإيجاد فرص عمل للأردنيين في دول أوروبية، وهؤلاء هم كفاءات ولديهم من الخبرات ما يكفي. فالأصل لابد من أن ننتصر داخليًّا في البداية، ثم يكون هناك حوار سواء على مستوى الوطن أو من خلال المؤسسات لإيجاد الحلول، وألا ينفرد شخص بعينه بطرح المبادرات، وهم كمن ينسى عمله ويفكر في أعمال الآخرين. إننا أحوج ما نكون إلى المراجعة، وهذا ليس عيبًا.
وبعد مضي فترة من الزمن على عمر الحكومة، لا بد من وجود أذرع تعين الرئيس وتساعده وتعمل معه بكل شفافية بعيداً عن المصالح لتكون القرارات سليمة وتتجه نحو الطريق الصحيح، وهذا يتطلب في كثير من الأحيان إجراء بعض الجراحات التي لا بد منها حتى تكون قادراً على ملاحقة الركب وأداء الأدوار بالشكل الصحيح، متوازياً مع قنوات إعلامية منفتحة ومنضبطة تعمل بشفافية عالية في إيصال المعلومة في وقتها الصحيح، بحيث تكون هناك مرجعية واضحة للجميع. لنا الأمل الكبير في شخص الرئيس، فهو محارب لا يكل ولا يمل، كيف لا؟ وهو من تدرب في مدرسة الهاشميين.